المحامي المستشار محي الدين محمد يونس
عبد السلام محمد عارف والمحاولة الانقلابية لعارف عبد الرزاق
الرئيس العراقي الأسبق المشير الركن عبد السلام محمد عارف
من أغرب المحاولات الانقلابية ليس في منطقتنا بل وفي العالم هي المحاولة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي (عارف عبد الرزاق) في 15 أيلول من عام 1965 على الرئيس العراقي (عبد السلام محمد عارف) والذي كان غائباً عن العراق مشاركاً في مؤتمر القمة العربية في الرباط في المغرب.
تعود غرابة هذا الانقلاب إلى نتيجته الفاشلة بالرغم من كل السلطات المهمة التي كان يتمتع بها عارف عبد الرزاق حين قيامه بهذه المحاولة فبالرغم من كونه كان رئيس وزراء العراق أصالة وقائماً بأعمال رئيس الجمهورية ووزيراً للدفاع وقائداً للقوة الجوية وكالة إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً في تنفيذ انقلابه هذا بالرغم من توفر كافة عوامل النجاح من وسائل وامكانيات ومؤيدين وكانت من اهم عوامل الفشل هي ثقته الزائدة بنفسه ومؤيديه، واهماله لعنصري السرية والمفاجئة مما أتاح الفرصة للعميد سعيد صليبي آمر موقع بغداد للإجهاض على هذه المحاولة وأفشالها مع العلم بأن الثلاثة عبد السلام عارف ، وعارف عبد الرزاق ، وسعيد صليبي هم من منطقة واحدة ومن محافظة الأنبار بالذات.
بعد فشل الانقلاب حاول المذكور الانتحار إلا أنه منع من ذلك وجرد من السلاح واستطاع الهرب الى القاهرة بطائرة عسكرية استحوذ عليها من قاعدة الحبانية مستغلاً التساهل معه وعدم جدية الإجراءات التي اتخذت بحقه ولكي يسبق الرئيس العراقي في الهروب قبل عودته للعراق متحاشياً خيارات معاقبته من قبله وربما كان الإعدام أحد هذه الخيارات.
وصل المذكور إلى القاهرة ليستقر فيها هو وجماعته من الضباط الفارين معه وخصصت الحكومة المصرية رواتب لهم وعملت على تهيئتهم لمحاولة انقلابية أخرى في عام 1966 في عهد الرئيس العراقي عبد الرحمن محمد عارف وبتشجيع وتخطيط من الرئيس المصري جمال عبد الناصر وفشلت كسابقتها وتم القاء القبض عليه.
العميد الركن طيار عارف عبد الرزاق بعد فشل محاولته الانقلابية الثانية
لقد كان لتداعيات المحاولة الانقلابية الأولى على الرئيس العراقي عبد السلام محمد عارف حصول فتور في العلاقة بينه وبين الرئيس المصري جمال عبد الناصر وتخليه عن فكرة الوحدة العربية مع مصر.
وهنا نستطيع الجزم بأنه لم يكن مؤمناً بتحقيقها اصلاً واستخدمها لمحاربة شريكه في انقلاب 14 تموز 1958 عبد الكريم قاسم ناعتاً إياه بالشعوبية من خلال رفضه للوحدة الفورية مع مصر بدليل بقاءه في السلطة لفترة طويلة دون أن يحقق هذه الوحدة.
العميد سعيد صليبي
الذي يهمنا من قصة هذا الانقلاب لحظة علم الرئيس العراقي عبد السلام محمد عارف به وردود فعله بعد سماعه خبر الانقلاب، وتقول الحكاية بأنه عندما كان المذكور في قاعة الاجتماع مع الرؤساء والملوك العرب مشاركاً في مؤتمر القمة العربية في الرباط / المغرب عام 1965 والجلسة سرية أذ تفاجئ الجميع وانتبهوا لفتح باب القاعة بقوة ودخول المرافق الشخصي للرئيس العراقي عبد السلام عارف واقترابه منه والكل ينظر اليه وهو يردد بانفعال شديد:
المرافق / سيدي ... سيدي
الرئيس / ها...شكو؟؟.
المرافق / سيدي انقلاب في بغداد
الرئيس / منو سوى الانقلاب
المرافق / عارف عبد الرزاق
الرئيس / شيريد؟؟
المرافق / يريد وحدة فورية مع مصر
الرئيس / لعد أحنا كاعدين هنا شدنسوي قابل دني....؟؟.
فما كان من الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي كان جالساً بجانبه إلا أن يهز كلتا يديه مستغرباً من كلامه واسلوبه الفاضح. المهم بالرغم من توجيه النصح اليه بالتريث إلا أنه لم يبال حيث عاد الى القاهرة ومنها مباشرة الى بغداد واتجه فور عودته الى القصر الجمهوري بعد سيطرة القوات الموالية له على مقاليد الأمور بقيادة سعيد صليبي وشقيقه عبد الرحمن محمد عارف رئيس أركان الجيش.
1233 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع