موفق الخطاب
واقعة المنسف!
بدءاً نقدم تهانينا للشعب الأردني الشقيق لتأهل منتخبه الوطني الى الربع النهائي في تصفيات كأس آسيا لكرة القدم والمقامة على ارض الدوحة العربية بعد تغلبه على المنتخب الوطني لأسود الرافدين ..
فكما يعلم قرائي الكرام فأنا لست من كتاب الأعمدة الرياضية ولا من المحللين الرياضيين لكن حالي كحال الملايين ممن تستهويهم هذه اللعبة التي لا توازيها أي لعبة أخرى عشقا و سحرا و جنونا في بعض الأحيان ولها قواعدها وضوابطها وقوانينها..
ربما الحدث الأهم الذي وقع في هذه البطولة والتي ستبقى في ذاكرة مشجعي هذه اللعبة والعراقيين بشكل خاص وقد لا تمحيه عقود وبطولات مقبلة ما أقدم عليه حكم المباراة الأسترالي من أصول إيرانية في سرقة فرح العراقيين بعد تفوق الكابتن ايمن حسين وتسجيله الهدف الثاني في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي للشوط الثاني من المباراة والتي كانت قاب قوسين أو أدنى لتأهل الفريق العراقي للربع النهائي ليقلب ذلك الحكم نشوة الفرحة وخلال اقل من دقيقة بعد رصده مع سبق الإصرار والترصد فرحة ذلك الأسد الذي عبر عنها بجلوسه على أرضية الملعب و تمثيله العفوي بتناوله لقيمات فضائية من أكلة المنسف الشهيرة .وإذ به يتفاجأ والحكم يشهر بوجهه البطاقة الحمراء والطرد من الملعب!
هذا التصرف الغريب من الحكم أثر في نفسية لاعبي الفريق العراقي بشكل كبير وجعلهم لقمة سائغة للفريق الأردني ليقلب المعادلة . وهذا التصرف المتطرف في الحكم هو سابقة تاريخة سيئة وخطيرة في التحكيم المتعسف لهذه اللعبة .
الشارع العراقي اليوم من زاخو الى الفاو في حالة صدمة و حزن شديدين وقد تعاطف معهم الملايين من الشعوب العالمية والعربية، بل إنه قد استنكر تطرف الحكم كبار المحللين والمحكمين و اشاروا في اصابع الاتهام له ولتاريخه المشبوه في التحكيم مع المنتخب العراقي في جميع مبارياته .
وبالرغم من مرارة الظلم لكن الشعب العراقي قد توحد اليوم بكل مذاهبه وملله وقومياته وتبين لهم أن حجم الحقد الإيراني المتغلغل والمتجذر و المتوارث في الجينات لدى الكثير من الإيرانيين حتى لأولئك الذين قد اكتسبوا جنسية دول أخرى على اختلاف ثقافاتهم وميولهم ، فهو ليس محصورا في حكم كرة بل يتعداه لكل طبقاتهم بالتعامل معهم في كل مفاصل الحياة فهذه هي اخلاقهم وحقدهم ومقتهم للعرب عموما وللعراقيين بشكل أخص ..
لقد مر العراق بواقعات كثيرة وتجارب مرارة مع جار السوء هذا وليس آخرها (واقعة المنسف) وما واقعة أربيل منكم ببعيد!
فالتاريخ حافل بغدر هذا الجار حتى قبل الفتوحات الإسلامية ، وللأسف اليوم ومنذ عشرون عاما فالعراق قد وقع أسيرا بد أحقر نظام عرفته البشرية ليتسلط على رقاب شعبه كل خائن وعميل و ذيل وفاحش بعد أن تحالف النظام الإيراني مع الشيطان الأكبر وكل شياطين الأرض لتمزيق العراق وما زال شعبه يدفع ثمن هذا الحلف الشيطاني دما وفقرا وجوعا وضياعا.
قد تكون واقعة المنسف كالقشة التي قصمت ظهر البعير و رب ضارة نافعة لتكشف لمن ما زال واهما أن ذلك الجار تربطه معنا روابط الجيرة والمذهب ويجب أن لا نقول أو نكتب أو ننتقد ما يكدر صفوه وذيوله ، فهو يستخدم المذهب للضحك على السذج حتى يتمكن من ابتلاع اوطانهم الآمنة ،وهو خلف كل بلاء وخراب ودمار في المنطقة .
فعلى العراقيين أن يعودوا لرشدهم ويتفكروا بأنهم مستهدفون من هذا العدو في كل مفاصل حياتهم وان حقدهم التأريخي لا تمحيه السنين ،فليتوحدوا لمقارعة ذيولهم و مليشياتهم وليطهروا العراق من رجزهم.
واخيرا هنالك امور أخرى يجب أن لا نغفل عنها قد افرزتها هذه البطولة:
حيث لم يرتق المشجع العراقي ولا حتى الأردني الى مستوى راق يليق بأخلاقيات هذه اللعبة واحترام قوانين البلد المضيف فما كان يجب أن يصل الاستفزاز بين الأشقاء الى هذا الانفلات واساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالقدح بالطرف الآخر! مما أدى إلى شحن الأجواء الى درجة أخرجت الأمور عن السيطرة ، وما حدث من تشابك وتنابز في سوق واقف في قطر امر مخجل حقا مما أدى إلى تدخل القوات الأمنية القطرية لفرض هيبة القانون.
كما يستوجب على الجانب العراقي في مستقبل البطولات أن يثقف مشجعيه ويلزمهم بالابتعاد عن رفع وترديد الشعارات الطائفية المقيتة وخاصة انهم يمثلون العراق بكل الوانه الجميلة ويشرع بتجريم ذلك ثم يحيل المخالف الى المحاكم ،فقد ازعجت هذه الظاهرة التي تناقلتها وسائل الإعلام البلد المضيف والمتابعين في اصقاع المعمورة وأعطت انطباعا و صورة سيئة عن العراق الذي كنا نظن انه قد تعافى من الطائفية ..
وأخيرا فإن العراق قد تأهل بصبر وأخلاق لاعبيه ومهارتهم، وافرحنا الأردن بكونه أول بلد عربي يتأهل لربع النهائي..
مبارك للشعبين الشقيقين..
ومع أقرب فرصة سنزور الأردن الشقيق ونأكل من منسفهم الشهي.
867 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع