خاطرة العدد ..

د.عدنان هاشم

خاطرة العدد

الله أكبر الله أكبر الله أكبر فوق كيد المعتدي
والله للمظلوم خير مؤيد أنا باليقين وبالسلاح سأفتدي
بلدي ونور الحق يسطع في يدي قولوا معي قولوا معي
الله الله الله أكبر الله فوق المعتدي
يا هذه الدنيا أطِّلي واسمعي جيش الأعادي جاء يبغي مصرعي
بالحق سوف أرده وبمدفعي فإذا فنيت فسوف أفنيه معي
قولوا معي قولوا معي
الله الله الله أكبر الله فوق المعتدي
قولوا معي الويل للمستعمر والله فوق الغادر المتكبر
الله أكبر يا بلادي كبري وخذى بناصية المغير ودمري
قولوا معي قولوا معي
الله الله الله أكبر الله فوق المعتدي

كنت طفلا لم أبلغ السادسة من العمر بعد عندما سمعت الراديو سنة 1956 يصدح بنشيد " الله أكبر " لأول مرة مجلجلا قويا ينفذ إلى أعماق النفس فيهز كيان الإنسان هزا شديدا، ويقرع القلب قرعا عنيفا، ثم علمت فيما بعد أن تقدمت بي السنون أن معاني ذلك النشيد توازي كلماته وألحانه في القوة بل تزيد عليها، وأدركت الروح الإيمانية التي تحلى بها الشاعر المصري عندما كتب هذا الشعر والذي كان يمثل الثقة بالله عند الشعب المصري الشقيق عندما هجمت الدولتان العظميان فرنسا وبريطانيا بالاتفاق مع إسرائيل لغزو مصر وكسر شوكتها انتقاما لما فعلته من تأميم قناة السويس الذي كان من حقها. ثم أدركتُ أن الله سبحانه أيد مصر سياسيا وإن لم تنتصر عسكريا عندما عزم شعبها على الجهاد وطرد المحتل الغازي.

وسمعته مجلجلا ثانية صبيحة الرابع عشر من تموز سنة 1958 عندما قام الضباط الأحرار بانقلابهم على العائلة المالكة في العراق مع ما رافقه من مجزرة قصر الرحاب السيئة الصيت والتي كانت إيذانا بعهد جديد تميز بأنهار من الدم إلى يومنا هذا.
ثم سمعته بعد ذلك في حرب حزيران لعام 1967 والتي انتهت بهزيمة العرب وانتصار إسرائيل، ثم جاءت الانقلابات العسكرية التي قام بها الضباط المغامرون من عباد الكراسي وكلها تذيع نشيد " الله أكبر" مع بياناتها. علمت عند ذاك أن هذا النشيد العظيم قد صودر من قبل أولئك المغامرين والسياسيين فهو فقد مغزاه وتأثيره في النفوس حيث جعلوه سلعة رخيصة لترويج الشعارات الزائفة، حين سُلب من نفوسهم الإيمان بقضايا شعوبهم فأصبحت في نظرهم تجارة تباع وتشترى حسب العرض والطلب. وأصبحت فلسطين ومحنة أهلها مسألة فيها نظر في أروقة المؤسسات الدولية التي سيطر عليها من كانوا هم الداء، وهل يمكن للداء أن يهب الدواء! وانزوى هذا النشيد العظيم الذي ما يزال قويا في لحنه وكلماته فصار حبيس الرفوف.
عندما أرى تنمر العدوان وشراسته على غزة وبسالة أهل غزة في رد العدوان أرى أن غزة تقمصت معاني هذا النشيد الرائع بحذافيره رغم أننا لم نعد نسمعه إلا نادرا، ولا يريد الاستكبار وعملاؤه أن نسمعه لأن اسم الله يخيفهم، فالله أكبر من الظالم والله أكبر من الجبروت والله فوق المعتدي، وليس أمامي إلا أن أردد الآية القرآنية المباركة التي كانت فاتحة نصر للمسلمين الأوائل " أُذن للذين يقاتَلون بأنهم ظُلموا وأن اللهَ على نصرهم لقدير"

16 كانون الأول 2024

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1278 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع