الدكتور عبدالعزيز المفتي
التعريب في كوردستان -تعريب قضاء تلعفر- ناحية ربيعة والتعريب فيها
* قضاء تلعفر/ناحية ربيعة والتعريب فيها
* ترحيل الاكراد من ناحية ربيعة
* ناحية زمار الكوردية التابعة لقضاء تلعفر
التعريب في كوردستان
أ-قضاء تلعفر / ناحية ربيعة والتعريب فيها
يقع قضاء تلعفر في غرب نهر دجلة وغرب مدينة الموصل وبينهما وبين قضاء سنجار(شنكال) من الغرب وكان ناحية ربيعة تابعة لسنجار ثم أصبحت قضاءً تابعاً للموصل مركزه مدينة تلعفر التي تبعد عن الموصل بـ (69كم) وأن الأكثرية الساحقة من سكانها من التركمان وهم يمتازون عن باقي التركمان في كوردستان الجنوبية بشجاعتهم وشهامتهم وكانت علاقتهم مع الأكراد جيدة ويقيم التركمان أيضاً في القرى التركمانية الواقعة في أطرافها حتى قرية الحلبية نفسها الواقعة في جنوبها بمسافة غير قليلة وقد ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان ومع هذا كان يسكن مدينة تلعفر الأكراد أيضاً ولكن بنسبة قليلة. كما كان فيها قليل من العرب ولكن الحكومة العراقية سعت في عهد النظام السابق وحزب البعث على ازدياد نفوس العرب فيها وكانت تتبع القضاء ناحيتان هما، ناحية العياضية الواقعة في الشمال التي كانت تتكون من القرى التركمانية والعربية والكوردية وناحية زمار الواقعة في الشرق إلى الشمال من القضاء حتى الحدود السورية وكانت تتصل من جهة الحدود بقضاء سنجار سابقاً.
أما ناحية ربيعة فقد استحدثت من ناحية زمار- القسم الواقع على الحدود مع جزء يسير من ناحية العياضية ولم تكن موجودة حتى سنة 1960 ولا أعلم تاريخ استحداثها.
ب- ترحيل الأكراد من ناحية ربيعة
في عهد النظام العراقي السابق (وحزب البعث) زاد التعريب في ناحية ربيعة وترحيل سكان القرى الكوردية التابعة لهذه الناحية والعائدة إلى (عشيرة هسنان) الكوردية وذلك حسب كتاب صادر من رئاسة الجمهورية العدد (9/1/ 95/ 933ك) بتاريخ (11 آذار 1995) بناءً على هذا وجّه طه ياسين رمضان عضو مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس الجمهورية ورئيس لجنة شؤون الشمال كتاباً سرياً إلى محافظة نينوى بعنوان (ترحيل الأكراد من منطقة ربيعة) وهو بعدد (21/ 4005) وبتاريخ (23/3/1995) ويعلم من الكتاب أن محافظ الموصل (نينوى) هو الذي أثار المسألة وهذا نصه:
(سري وشخصي)
السيد محافظ نينوى المحترم
م/ ترحيل الأكراد من منطقة ربيعية
كتابكم 105 في 8ك2/1995 حصلت موافقة السيد رئيس الجمهورية (حفظه الله) بكتاب رئاسة الجمهورية- السكرتير ذي العدد 9/1/95/ 933ك في 11 آذار 95 على تطبيق التعليمات الخاصة بترحيل الأكراد من منطقة ربيعية بحق أفراد عشيرة الهسنيان الكوردية وإسكانهم في مناطق العمق ضمن محافظتكم نرجوا الإطلاع واتخاذ ما يلزم وإعلامنا... مع التقدير
طه ياسين رمضان
نائب رئيس الجمهورية
رئيس لجنة الشمال
نسخة منه إلى:
السيد وزير الداخلية المحترم/ إشارة لكتاب رئاسة الجمهورية- السكرتير أعلاه نرفق طياً صورة كتاب محافظة نينوى المشار إليه للتفضل بالإطلاع واتخاذ ما يلزم مع التقدير.
علماً أن طه ياسين المعروف بـ(طه جزراوي) كان كوردياً قدم والده من مدينة الجزيرة الكوردية (جزيرة بوتان- جزيرة ابن عمر). وكان رئيس لجنة شؤون الشمال للتعريب. والمقصود بالعمق في الوثيقة هذه عمق المحافظات أي ترحيلها إلى مكان بعيد عن مكانها الأصلي. علماً أن الحكومة العراقية ونظام البعث شردت في سنة 1974 عشيرة هسنان من قراها الواقعة في ناحية زمار وعربت ( تعريب) قراها. وكذلك التهجير القسري في عمليات الأنفال السيئة الصيت.
ج- ناحية زمار الكوردية التابعة لقضاء تلعفر
تقع ناحية زمار في غرب نهر دجلة وهي إدارياً ناحية تابعة لقضاء تلعفر من محافظة الموصل وتقيم فيها العشائر الكوردية مثل كَركَرى (كَه ر كَه رى) وهسنان (هه سنان) وموسى رشا وميران وهي تحاذي منطقة دهوك وزاخو الواقعتين في شرق نهر دجلة.
لقد وقفت عشيرة كَركَري التي هي بالأصل من عشيرة شكاكى الشهيرة اليزيدية الكوردية بالأصل في وجه عشيرة شمرالعربية التي حاولت احتلال منطقتها وقراهم الكوردية في وقت ما من العهد العثماني وأقصد القرن التاسع عشر واشتهر رئيسها سعدون آغا (سه عدوى كَه ركَه رى- سعدون) بالفروسية والبطولة وذاع صيته في العديد من المناطق الكوردية ومازال مضرب المثل في ذلك حتى الآن ودخل اسمه في الأغاني الملحمية الكوردية بسبب المعارك التي خاضها ضد عشيرة شمر العربية وتمكنه من إيقافها وما زال الأكراد يذكرون شفاهاً أن عشيرة شمر اعترفت بأن الكَركَرية كفؤ لها فتصالحت وتصاهرت القبيلتان وحصلت بينهما علاقات طيبة وما زالت حتى الآن بين عشيرة الشمرالعربية والأكراد علاقات طيبة نوعاً ما علماً أن رئيسها (صفوك) قد لجأ مدة إلى بدرخان أمير بوتان بمدينة الجزيرة الكوردية واحترمه الأمير بدرخان وهناك مجموعة من الوثائق العثمانية ترد فيها ذكر عشيرة شمرالعربية في القرن التاسع عشر.
في عام 1974- 1975 شرّدت حكومة النظام العراقي (وحزب البعث) مجموعة غير قليلة من كَركَر الكورد في مناطقها الكوردية في شرق نهر دجلة إلى منطقة دهوك وزاخو كما غيرت هويتها القومية في إحصاء عام 1977 من الكوردية إلى العربية قسراً( ) ومنحت عدداً من قراهم الكوردية للعرب وعربوها لغرض التعريب للمناطق الكوردية وإن بعضاً من القرى الكَركَرية الكوردية تقع في غرب طريق كسك- ربيعة مثل حكنة (حوكَنه) وقصر سريج وفقيروك التي يتفرع بالقرب منها طريق زمار من طريق كسك- ربيعة ومن حكنة إلى ربيعة حوالي (40كم) كما يبعد عن تلعفر بـ(38كم) مفرق زمار القريب من (آف كَه نى) أي نهر المر الذي يشاهد عليه جسر قديم بناه محمد الجزري المنسوب إلى مدينة الجزيرة الكوردية.
أما قبيلة هسنا (هه سنان) الكوردية في ناحية زمار فيعتقد أنها قبيلة (حسنان)- التي ذكرها القاضي شهاب الدين ابن فضل الله العمري في النصف الأول من القرن الرابع عشر في كتابه مسالك الأبصار باسم الحسنانية وذلك بين أسماء القبائل الكوردية( ) وهي من القبائل الكوردية القديمة ولا استبعد أن تكون (هسنان- حسنان) والحسنانية في شمال بحر خزر وعشيرة حسنان في شمال بحيرة وآن الكبيرة في الأصل عشيرة كوردية واحدة.
وفي سنة 1974 شرّدت الحكومة العراقية هذه العشيرة الكوردية من قراها وأسكنت فيها العرب كجزء من خطة تعريب المناطق الكوردية (كوردستان) وأن قراها كانت متصلة بقرى القبيلة الكَركَرية الكوردية وهي تتصف بمواقفها المشرفة تجاه الثورة الكوردية وقدمت تضحيات من أجل ذلك( ) كذلك أجلت/هجرت الحكومة العراقية عشيرة موسى رشا وعشيرة ميران يزيدية الأصل من قراها الواقعة في غرب نهر دجلة من ناحية زمار أيضاً وأسكنت العرب فيها وعربت المنطقة الكوردية( ) وقد تم إجراء لقاءات صوتية مسجلة على أشرطة الكاسيت مع العديد من أبناء عشيرة هسنان وموسى رشا الكوردية بخصوص تشريدهم وتهجيرهم قسرا من قراهم وفيها معلومات غزيرة بخصوص تشريدهم وبخصوص تاريخها وماضيها أيضاً موجودة لدى الاستاذ عبدالرقيب يوسف.
2004 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع