علي المسعود
فيلم (عقل مشتعل ) يروي قصة نجاح الطبيب السوري سهيل نجار
لم يعلم الطبيب السوري سهيل نجار أنّ السنوات التي قضاها في دراسة الطب والأبحاث الطبيّة، في سورية والولايات المتحدة، ستُدخله عالمَ هوليوود من أوسع أبوابها، عبر فيلم يجسّد قصة نجاحه بإنقاذ مراسلة صحافية شابة من مرض نادر في المناعة الذاتيّة ، الفيلم الذي يحمل عنوان (دماغ مشتعل ) منقول عن رواية تحمل الاسم نفسه، كتبتها الصحافية "سوزانا كاهالان " سردت فيها معاناتها من مرض نادر عجز جميع أطباء أميركا عن تشخيصه، إلى أن راجعت طبيباً سورياً ونجح في اكتشاف المرض وعالجه ويعيدها إلى حياتها السابقة وبطريقة أشبه بالخيال . تحدّثت الصحافية سوزانا كاهالان في سلسلة مقالات، نشرتها الصحيفة الأميركية نيويورك تايمز عن تجربتها في مواجهة مرضها النادر الذي كاد أن يقضي على حياتها لولا تدخل الطبيب السوري (سهيل نجار ) المختص بالأمراض العصبية . وذكرت في روايتها أنها (عرضت حالتها على عدد كبير من الأطباء، من جميع الاختصاصات حتى أطباء الأسنان وعبر أنحاء الولايات المتحدة لكنها كانت محاولات يائسة لاكتشاف حقيقة ما يجري معها). وأشارت إلى (تدهور حالتها الصحية بشكل متسارع)، حيث بدأت تشعر بالخدر في الجانب الأيسر من جسدها، وتنتابها نوبات متواصلة من البكاء والضحك الهستيري، إضافة إلى حالات الهلوسة ونوبات الغضب المصحوبة بكلمات غير مفهومة . أجرت كاهالان – كما تقول – عشرات التحاليل والصور الإشعاعية للدماغ والجسم، من دون أن يصل الأطباء إلى أي نتيجة واضحة، معتقدين أنها تعاني من مشكلات عقلية .
لم يستطع العديد من الأطباء الأمريكيين تشخيصه وعلاجه، لكن تدخل الطبيب السوري "سهيل النجار" في مشفى جامعة نيويورك ساهم في إنقاذها . قالت الصحفية أنها قبل تدخل الطبيب السوري، كان الأطباء يظنون أن حالات الهلوسة التي تصيب الصحفية ناتجة عن مشاكل في قدراتها العقلية، وأن الحل هو إحالتها لإحدى مشافي الأمراض العقلية، لكن الطبيب السوري كان له رأي آخر، خلال جلسة التشخيص، لم يطلب أي فحوصات دموية أو تصويراً شعاعياً، بل طلب من الصحفية أن ترسم شكل ساعة، وحين نظر إلى الرسم، عرف أن ما تعاني منه هو مرض جسدي وليس نفسي أو عقلي . حين رسمت سوزان الساعة كانت كل الأعداد على الجهة اليمنى، ما يشير إلى أنها تعاني من إصابة في الدماغ . وبعد إجراء مزيد من الفحوصات اللازمة، تبين للطبيب أن الطرف الأيمن من دماغها يواجه التهاباً نادراً أطلق عليه اسم "التهاب الدماغ المناعي"، وعلاج هذه الحالة تطلب إستئصال جزء من الفص القفوي في دماغ المريضة . لتعود كاهالان بعد العملية إلى طبيعتها بعد أن كانت على حافة الموت . بعد أشهر قليلة استعادت الصحافية الأميركية الشابة صحتها، وألّفت كتابًا حصل على جائزة أفضل قصة ذاتية، وغدا من الكتب الأكثر مبيعًا حسب صحيفة نيويورك تايمز ، حمل عنوان " دماغ مشتعل – شهر من الجنون " وصفت فيه معاناتها مع المرض الذي كان من الممكن أن يقضي على حياتها لولا مساعدة (الطبيب المعجزة) الذي لم يُعِد إليها صحتها فحسب، وإنما أعاد إليها الأمل وحب الحياة والشغف للعمل على حد تعبيرها .
تبنّت النجمة العالمية تشارليز ثيرون هذه الرواية وحوّلتها إلى فيلم سينمائي من إنتاجها الشخصي عام 2016 ، من بطولة الممثلة الأميركية كلوي موريتز ، لتقوم بدور سوزانا كاهالان، واختير الممثل الإيراني " نافيد نيغبان " للعب دور الطبيب السوري سهيل نجار .
ولد الطبيب سهيل نجار في دمشق، درس الطب في جامعتها، وحصل على الدكتوراه بالأمراض العصبية فيها، انتقل بعدها الى الولايات المتحدة الأميركية، وتابع أبحاثه ودراساته في مدينة نيويورك، وتمّ تعيينه كزميل في علم الأعصاب في كلية الطب، وزميل في مشفى جامعة نيويورك للأمراض المشتركة، قسم الصرع والفسيولوجيا العصبية السريرية . يشغل نجار حالياً – رئيس قسم الأعصاب في مستشفى لينوكس هيل ومستشفى جامعة ستاتن أيلاند ، وأستاذ قسم الأعصاب في كلية هوفسترا نورث شور – لي للطب ، ويُعَدُّ من الخبراء الأوائل في مجال معالجة الالتهاب الدماغي، وأول طبيب في تاريخ جامعة نيويورك، يقوم بتحديد آلية التفاعل بين نظام المناعة والجملة العصبية المركزية .
2166 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع