معجم حكام العراق الحلقة العشرين

 بسام شكري

معجم حكام العراق الحلقة العشرين

عهــد المماليك الأتراك

1163 هـ - 1246 هـ

في هذه الحلقة – بناء جامع العدلية في بغداد - أول نفوذ للإنكليز في العراق بإقامة اول مفوضية إنكليزية في البصرة - طاعون بغداد سنة 1763 – تجديد بناء جامع الوزير في بغداد – اقامة اول هيئة سياسية فرنسية في بغداد - انشاء اول قنصلية بريطانية في بغداد – بناء المدرسة السليمانية في بغداد – غزو سعود بن عبد العزيز جنوب العراق – تأسيس مدرسة الاحمدية وبناء جامع الاحمدية في بغداد – احياء نهري النيل وعيسى في العراق – اصدار اول جريدة في العراق سنة 1816 باسم جورنال العراق – شراء اول مصنع للبنادق وأول مصنع للنسيج في العراق – تجديد جوامع الآصفية والأوزبك والحيدر خانة.


1- سليمان باشا (أبو ليلة) 1163هـ - 1749 م
بدأ به عهد المماليك " كولمند “في العراق، وكان البغادة يسمونه أبو ليلة وذلك لخروجه ليلا متخفيا بأزياء مختلفة ما سبب تسميته أبو ليلة، تزوج من عادلة خاتون بنت أحمد باشا المار ذكره، وقد كانت لعادلة هذه صالة أدبية ظريفة يجتمع فيها الأدباء والشعراء ومن آثارها بناؤها مسجدين ببغداد هما جامـع العدلية الكبيــر، وجامع العدلية الصغير وفـي عهده ظهر أول نفوذ سياسي للإنكليز في العراق حيث أقيمت أول مفوضية انكليزية في البصرة سنة 1164 هـ - 1750 م

2- علي باشا العجمي ( الكهية ) 1175 هـ - 1762 م
عندما توفى سليمان باشا - أبو ليلة - ترك جماعة تولى كل منهم في وقت ما منصب - التحدا - الكهية - ومن هؤلاء وكيله علي أغا الذي دام حكمه - 22- شهرا وقد كانت له حروب كثيرة مع أعراب البصرة وبخاصة مع بني كعب وقد حدث على عهده هياج عسكري قام به الإنكشارية حتى اضطر على ترك بغداد، غير أن الثائرين تنازعوا فيما بينهم فدخل علي باشا بغداد وأعاد إليها الأمن، وكانت نهايته أن قتل وهو في ملابس النساء بسبب ما أرجفت به عادلة خاتون من أنه كان يريد اغتيال زعماء الإنكشارية فهرب منهم وتخفى.

3- عمر باشا 1177 هـ - 1764 م
أحد زعماء علي باشا، تزوج من عائشة خاتون أخت عادلة المذكورة قبيل هذا، وقد اختير بعد مقتل علي باشا ، لكنه لم يكن ذا عقلية خارقة أو قوة إدارية وقد جددت زوجته بناء جامع القمرية ومن الأحداث في عهد ، حروبه قبيل الخزاعي – خزاعة _ المنتفق ، وقد ظهر في عهده طاعون ببغداد وأطرافها سنة 1763 م قضى على أكثر من ( 60 ) ألف من سكان بغداد وما يخدر تسجيله أنه استسلم في أواخر عمره إلى ديوث فارسي اسمه محمد العجمي الذي تعاظم نفوذه وصار صاحب الأمر في الولاية , وبعد سنة من حكمه استولى كريم خان الزند المتغلب على إيران على البصرة وما جاورها بمساعدة الشيخ سليمان رئيس قبيلة كعب، فتقاعس عمر باشا عن إخراجه من أرض العراق وكانت نهايته أن قطع رأسه سنة 1776 م.

4- الاسبناقجى مصطفى باشا 1189 هـ - 1776 م
حكم بغداد تسعة أشهر وقد اشتـدت على عهده موطأ الطاعون في بغداد وما جاورها، حتى كانت الوفيات تزيد على الآلف نسمة يوميا، ففر السكان منها هربا من المرض والقحط والغلاء. وفـي عهـده التـف المماليك حـول عبدالله أغـا وزادت قوتهـم، واستولــوا على القــرى وحاصروا بغداد ، وحاصر الاعاجم البصرة وقام مصطفى باشا الاسبناقجي بإرسال رسالة الى سليمان باشا والي البصرة يأمره فيها بفتح أبواب البصرة الى صادق خان قائد جيش العجم بحجة ان التصالح وما ان فتح أبواب البصرة حتى القي القبض عليه وارسل الى الشاه وسجن هناك ونهبت البصرة عن بكرة ابيها وسبيت النساء الى ايران وقتل الكثير من الرجال وعندما علمت السلطنة بذلك أرسلت عبد الله باشا بن سرخوش والي على بغداد فهرب مصطفى باشا الى الموصل وقتل في ديار بكر وارسل راسه الى السلطنة .

5- عبدي باشا 1192 هـ - 1778 م
حكم أسبوعا واحدا وترك بغداد متوجها الى بلاد الروم وكان سبب عزله لأن عبد الله أغا زعيم الإنكشارية تعاظم أمره، أصبح مسيطرا على أواسط العراق حتى اقتضت السياسة أن ينعم عليه بولاية بغداد والبصرة.

6- عبد الله باشا الكهية 1192 هـ - 1778 م

فارقه نشاطه الذي أوصله إلى رتبة الولاية، وقد صرف جل همته في ترسيخ هيبة المماليك. أما لذائذه الوحيدة فقد كانت المباهاة بالنصب والسطوة وابتزا أموال الموسرين بكل وسيلة حتى أرسل أعيان بغداد وفدا إلى الآستانة يشكونه. فعزل وكان مصابا بمرض الاستسقاء.

7- حسن باشا الكركوكلي 1192 هـ - 1778 م
تفشت على عهده أوبئة كثيرة وأمراض وافده وقد كان كسلفه يميل إلى الرشوة، وجمع الأموال وقد زكى هذه الرشى بتجديده بناء جامع الوزير، وقد قام على محمد خان حاكم البصرة الذي عينه صادق خان الزند الإيراني عليها بمحاربة شيوخ المنتفق بعد ان ارسل لهم وثيقة الصلح التي تتضمن شروطا مجحفة وأموال كثيرة يدفعونها للشاه وان يتم سب صحابة رسول الله على المنابر في البصرة والمنتفق فرفضت تلك الوثيقة وردا على ذلك ارسل جيشا كبيرا بقيادة محمد حسين خان السيستاني من اجل القضاء على الشيوخ ثويني و ثامر شيوخ المنتفق الذين جمعوا القبائل العربية التي ابادت الجيش الفارسي ولاحقته الى الاحواز وقد غرق معظم الجيش الفارسي في شط العرب وقتل على محمد خان واخوه ومحمد حسين خان السيستاني وكانت المعركة الفاصلة هي معركة الفضيلية التي انهت حكم الفرس على العراق .

8- سليمان باشا الكبير 1193 هـ - 1179 م

وهو من المماليك كان متسلما للبصرة وقد كان سجينا لدى شاه ايران عندما خدعه الاسبناقجي مصطفى باشا والى بغداد بفتح أبواب البصرة الى الفرس بحجة الصلح بينهم وقد حدثت ثورات عديدة كثورة الكرد وثورة الفرات الأوسط , في زمنه سـاد الأمن على عهده، وازدهرت التجارة، وفي عهده انتشرت الحصبة والجــدري ، كمـا ظهـرت بعض الإصابات بالطاعــون , قام ببناء المدرسة المنسوب إليه – السليمانية – وعمّر جامع محمد – الفضل وجامع القبلانية ووسع مصلى جامع مرجان وعمّر سور الرصافة كما جدد عمارة دار الإمارة وأنشأ سوق السراجين وفي زمنه أقيمت أول هيئة سياسية فرنسية سنة 1211 هـ - 1796 م ، ثم أسست أو قنصلية انكليزية ببغداد سنة 1798 م – 1213 هـ , وقد خولت الأخيرة امتيازات عديدة حتى اعترف بها الباب العالي سنة 1802 م وفي عهده خرج على الولاية الديوث – محمد العجمي – الذي مر ذكره في ولاية عمر باشا وأصبح له نفوذ عظيم فقاتله سليمان باشا حتى مزق قوته فالتجأ إلى أمير خزاعة – حمد الحمود - ثم ثار سليمان بك الشاوي على الولاية وفشل أيضا ثم التجأ إلى ثويني بن عبدالله أمير المنتفق ثم ثار الأربعة على الدولة سنة 1202 هـ - فمزق الوالي جموعهم بجيش من العرب والأكراد والإنكشارية . وبدأت اول هجمات الوهابيين على العراق مما أدى الى انه أرسل حملات عسكرية عديدة لمحاربة الوهابيين في مناطقهم في الدرعية والحسا والقطيف والقصيم. اشتد عليه المرض وقد تجاوز الثمانين من عمره وتوفى ليلة السبت 8 ربيع الثاني سنة 1805 م الموافق 1217 هـ ودفن عند مئذنة الشيخ ابي حنيفة النعمان.

9- علي باشا الشهيد 1297 هـ - 1802 م
قمع العصيان الذي قامت به بعض القبائل الكردية واليزيدية في الشمال وقبائل الوسط والجنوب، وفي أول حكمه زحف أمير نجد سعود بن عبدالعزيز على العراق من ناحية البصرة والنجف والسماوة والزبير لكنه عاد بعد مقاومة عنيفة بعدما أحرق بعض القرى ونهب وخرب، ومن أثار على باشا بناؤه مدرسته التي حولها مدحت باشا إلى مدرسة الصنائع وعند تأسيس الحكومة العراقية، أصلحت وسكنها الملك فيصل الأول, وأصبحت فيما بعد بناية البرلمان العراقي، وعلي باشا هو زوج نازنده خاتون التي بنت الجامع المسمى اليوم باسمها وهو الذي بين الحيدرخانة والميدان.

10- سليمان باشا الصغير 1222 هـ - 1807 م
كان ميالا للعلم، محبا للعلماء كان عمره خمسة وعشرين عاما، أكثر من الإحسان للفقراء ومساعدة الضعفاء كما عاقب المرتشين من الموظفين والغي بعض الضرائب تخفيفا عن كاهل المواطنين وألغى كل العقوبات ماعدا عقوبة الإعدام وبذلك منع السرقة والاعتداء وقطع الطريق، قمع فتنة قبيلتي الضفير وخزاعة ومن آثار وكيلة احمد الكهية تأسيسه مدرسة الأحمدية وجامع الأحمدية الذي يسمى اليوم جامع الميدان وهو المطل على الساحة التي تطل عليها المدرسة المأمونية. وكانت نهايته أن عصى على المابين فعزل ثم اغتيل من قبل فرع من عشيرة شمر وهو في طريقه الى شيخ المنتفق.

11- عبد الله باشا التوتنجي 1225 هـ - 1810 م
وهو سياسي عثماني مخضرم من مماليك العراق خططت على عهده مدينة الكوت وقد ألحقها فيما بعد مدحت باشا بمدينة العمارة لذلك سميت كوت العمارة تمييزا لها من بقية الأكوات وكلم كوت تعني الأكواخ المبنية من سعف النخيل.

12- سعيد باشا بن سليمان الصغير: 1228 هـ - 1813 م
من الشخصيات المحبوبة، كان دمث الأخلاق مهيب الجانب ذا علم وفضل جدد بناء جامع القمرية كما أدب قبيلة الخزاعل بصرامة، ازدهرت على عهده التجارة وقلت الاختلاسات والرشى , رفض منح الشيخ فارس الجربا المزايا التي كان يتمتع بها كلقب شيخ العرب والهدايا والأموال التي كانت تدفع له وقد عزله من منصب شيخ العرب وأعاد المنصب الى قاسم الشاوي شيخ العبيد وبذلك خرج الشيخ فارس عن الطاعة واعلن العصيان وحصلت معركة كبيرة بين شمر والخزاعل من جهة والقوات الحكومية من جهة ثانية وامتدت من الجزيرة في جنوب الموصل الى الحلة وانتصرت القوات الحكومية بعد الاستعانة بقبائل المنتفق ورولة عنزة والعبيد والظفير, ثم اختلت الإدارة وعمت الفوضى وانتشرت عصابات اللصوص والذعار. وكانت نهايته أن طرد من بغداد ثم قتل.

12- داود باشا 1231 هـ 1815 م
ولد في تفليس عاصمة ديار الكرج عام 1188 هـ وخطف من اهله وجيء به إلى بغداد وعمره أحد عشر ربيعا اعتنق دين الإسلام ، فاشتراه وتبناه سليمان باشا الكبير والي بغداد واعتقه وزوجه ابنته بعد أن هذبه وثقفه ودربه على الفنون العسكرية وإدارة الدولة , اخذ يتقدم في مراتب الدولة حتى أصبح واليا على بغداد، وكان يحسن الكردية لغة قوية والتركية والعربية والفارسية وله تأليف وقصائد بالعربية وقد مات في المدينة المنورة عام 1851 م ودفن فيها, وهو آخر الولاة المماليك " الكولمند " ببغداد ومن أعمال أحياء نهر النيل الذي حفره الحجاج سنة 82 هـ701 م في مدينة الحلة وكان النهر قد طمر واندثر بعد مده، كما أحيا نهر عيسى ببغداد، وقد حاول أن يستقل ببغداد مثل محمد علي الكبير في مصر ولكنه فشل وسبب ذلك تفشى الطاعون الكبير والغرق والمجاعة وقد سببت هذه الأمور إزهاق نفوس عظيمة من سكان الزوراء , نظم وطور الجيش واستخدم ضابط فرنسي ممن كانوا في جيش نابليون قبل سقوطه لتدريب الجيش واشترى مصنع للبنادق من المانيا ومصنع للنسيج وصناعة البطانيات للجيش، وقد أصدر أول صحيفة في العراق باسم جورنال العراق سنة 1816 م وكانت تطبع في مطبعة حجرية باللغتين العربية والتركية تنشر أخبار العراق وأنباء الإمبراطورية ومن أثاره أيضا تداركه جامع الأوزبك فجدد بناؤه ووسع فناءه وشيد فيه مئذنة صغيرة تطل على الشارع وجدد بناء جامع الآصفية كما جدد بناء جامع الحيدر خانة, وبنهاية عصره فقد انتهى به عهد المماليك في العراق.

الى اللقاء في الحلقة القادمة
بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:

https://www.algardenia.com/maqalat/61532-2023-12-21-09-25-18.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

608 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع