د.عبد يونس لافي
من رسائلِ مملكةِ ماري/ إدارةُ المملكة
الرسالةُ التاسعة
من باخْدي – لِمْ الى سيِّدِه الملك
عن الطفلِ القتيل
قصةُ مؤلمةٌ،
يَحارُ في وصفِها البيان،
ويهتزُّ لها الوجدان،
تَحكيها الرسالةُ التي بين أيدينا.
طفلٌ لم يَكَدْ يبلغُ من العمرِ عامًا،
يُعثَرُ عليهِ مقتولًا،
مقطوعَ الجَسَدِ إلى نصفين،
مُمَثَّلٌ به من وسطهِ إلى أخمَصِ القدمين،
حتى لا يكادُ يُعرَفُ جنسُه.
هذا الطفلُ وُجِدَ مُلْقًى أمام السَّدِّ القديم،
عند حاجزٍ ترابِيٍّ على نهرِ الفرات.
أحشاءُ صدرِه قد أُخرِجَت،
ثم وُضِعت على رأسه.
الرسالةُ تُخبِرُنا كيف تصرَّفَ
باخْدي – لِمْ (Baḫdi-Lim)،
إزاءَ الحادث.
يقولُ مُخاطِبًا سيِّدَهُ الملك:
أنَّه اتَّخذَ قراراتٍ صارِمةً،
في اليوم الذي سمعَ الخبر،
حيث قام باسْتجوابِ القائمينَ على الأحياء،
وأشخاصًا آخرينَ من الحِرَفِيّين وعُمّالِ الميناء،
بيدَ أنَّه لم يتقدَّمْ أحدٌ للمُطالَبَةِ بهذا الطفل،
أبًا كان أو أُمًّا أو قريبًا،
بل لم يتقدَّمْ أحَدٌ،
بإمكانهِ تسليطُ بصيصِ ضوءٍ على الحادث.
وفي ذات اليوم، أرسَلَ مندوبًا عنه،
هو بيلي – لو – داري (Bēli-lu-dāri)،
ليُبْلِغَ الخبرَ الى الملك.
ولم يوقفِ الاستِجْوابَ لمدةِ سبعةِ أيّامٍ
من مغادرةِ الرَّسول.
يُنْهي الرسالةَ بأنَّه اسْتجوبَ الكثيرَ ولكن ....
تنتهي الرسالةُ بهذه الجملةِ الناقصة،
حيثُ أنَّ اللوحَ الطينيَّ وُجِدَ مكسورًا،
وبذلك لم تكمل الرسالة،
لكنَّ خاتمتَها ممكنٌ توقٌّعُها،
بأنَّه أراد أنْ يُبْلِغَ الملكَ
أنَّه على الرغم ممّا اتَّخذه من إجراءات،
لم يستطعْ أنْ يصلَ إلى ما يريدُ،
حولَ كشفِ مُلابَساتِ الحادث.
الرسالة:
" أخْبِرْ سيِّدي:
خادمُك باخْدي – لِمْ (Baḫdi-Lim)
يُرسِل الرسالةَ التالية:
كان جسدُ طفلٍ صغيرٍ،
لم يبلغْ من العمرِ سنةً واحدة،
قد وُجِدَ مُلْقًى أمامَ السَّدِّ القديمِ،
الذي يقعُ أعلى التَّيّارِ المائيِّ،
من فَتَحاتِ تُرْعةِ التَّصريفِ السُّفليَّةِ،
على الحاجزِ التُّرابيِّ لنهرِ الفرات.
كان جسدُ الطفلِ قد قطعَ الى نصفينِ،
وقد وُضِعَتْ أحشاءُ صدرِه على رأسِه،
وشُوِّهَ بكاملِه من الرأسِ حتى القدم؛
فلا يمكنُ لأحدٍ،
أنْ يعرفَ ما إذا كان ذكرًا أم أنثى!
إذ لم يَتَبَقَّ شيءٌ من منتصفِه،
نزولًا إلى نهايتهِ السُّفليَّة.
وفي ذات اليوم الذي سمعتُ بهذا التقرير،
لجأتُ إلى إجراءاتٍ صارمة،
واسْتجوبْت رؤساءَ الأحياءِ،
واصحابَ المهنِ، وعمالَ الميناء،
ولكن لم يطالبْ به أبٌ أو أم،
ولم يتقدَّمْ أحدٌ الى الآن،
يمكنُ ان يُسلِّط الضوءَ على هذا الحادث.
وفي نفس ذلك اليوم ايضًا،
أرسلتُ بيلي – لو – داري (Bēli-lu-dāri)
لينقلَ إلى سيِّدي هذا الخبر.
وخلال الأيام السبعةِ،
منذ أن أرسلتُ بيلي – لو – داري،
استجوبْتُ الكثيرَ ولكن ....*
* هكذا انتهت الرسالة إذ أنَّ اللوحَ الطينيَّ وُجِدَ مكسورًا عند هذه الكلمة.
1180 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع