سفراء ودبلوماسيو الزمن الأغبر بعد عام ٢٠٠٣

ذو الفقار

سفراء ودبلوماسيو الزمن الأغبر بعد عام ٢٠٠٣

ملاحظة

عطفا على مقالنا السابق، نستكمل الحديث عن الدبلوماسية العراقية بعد الاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق بعد ان استعرضنا الدبلوماسية العراقية في اوجها الباهر خلال الحكم الوطني السابق، وما افرزته من سفراء ودبلوماسيين لامعين كانوا مصدر فخر على المستوين العربي والعالمي، مثل وسام الزهاوي ونزار حمدون وعبد الجبار الهداوي ووهبي القره غلي ووداد عجام ورياض القيسي واكرم الوتري وفؤاد الراوي والعشرات غيرهم.
الانحدار الشديد في الدبلوماسية العراقية من القمة الى القاع

بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، رفض غالبية السفراء العمل مع قوات الاحتلال والاستمرار في الخدمة تاركين خلفهم جميع الامتيازات الوظيفية، ومنهم رياض القيسي، فهمي القيسي، حسان الصفار، فاروق زيادة، حسن فهمي جمعة، عبد الجبار الدوري، حميد الموسوي، نوري لويس، رياض لويس، عبد المنعم القاضي، فخري الدليمي، عباس كنفذ وبقية السفراء، ومنهم من أراد العمل تحت ظلال الاحتلال، لكن رفض من قبل هوشيار زيباري رغم كفاءته مثل سعدون الزبيدي باعتباره كان مترجما للرئيس الراحل صدام حسين، ومنهم عمل بوجود الاحتلال من السفراء، صباح عمران، محمد العاملي، محمد امين، طه شكر، صلاح العزاوي، وعقيلة الهاشمي، التي نقلت لاحقا الى مجلس الحكم، وصحبت معها ثلاث دبلوماسيين(غالب عسكر، جاسم نعمة مصاول، محمود يونس) وعادوا للوزارة بعد مقتل عقيلة الهاشمي، كان السفير محمد امين هو المسؤول الأول في الوزارة بعد الاحتلال، لكن الكرد اعترضوا عليه باعتباره سبق ان شغل مناصب سياسية مهمة في العهد الوطني، فحل محله السفير غسان محسن، من ثم تسلم السيد هوشيار زيباري الوزارة وكان الشخص الثاني في المسؤولية (وكيل وزارة) سعد الحياني، وكان موظفا اداريا خلال العهد الوطني وهرب الى الخارج، وعين لاحقا سفيرا في الأردن، ولاحقته تهمة المشاركة في اغتيال طالب السهيل، فترك العمل في الخارجية، وقد عمل بجد في إعادة بناء الوزارة، لكن سوس الأحزاب كان ينخر فيها، سيما في اختيار السفراء واعداد الدبلوماسيين الجدد.
توافد عدد من الموظفين الدبلوماسيين والاداريين ممن هربوا من البعثات العراقية في الخارج خلال الحكم الوطني الى العراق، ومنهم سعد الحياني (اداري)، محمد الحميميدي (دبلوماسي، مستشار)، رعد الالوسي (دبلوماسي، سكرتير اول)، سعد عبد الرضا (دبلوماسي، سكرتير ثالث)، حاتم الخوام (موظف اداري)، علي سعود (دبلوماسي، سكرتير ثالث) وغيرهم، ومنحوا باستثناء علي سعود درجة سفير، في حين كان سعد عبد الرضا (سكرتير ثالث)، والبعض الآخر موظفين اداريين. الحق يقال، لم يكن السفير طه شكر بعثيا، وهو دبلوماسي محنك، يعمل بنفس طيب مع الموظفين بشكل عام، وهذا ما يقال عن السفير صباح عمران، والسفير غسان محسن، والسفير صلاح العزاوي لكن ما يؤخذ عليهم هو العمل تحت ضلال الاحتلال فقط، وهذه شائبة في سيرتهم الدبلوماسية وتأريخهم المهني لا يمكن التغاضي عنها.
عاث السفراء والدبلوماسيون بعد الاحتلال فسادا لا نظير له، ولم يحدث في تأريخ الدبلوماسية العراقية، سيما ان من بقوا من الدبلوماسيين السابقين خلال الحكم الوطني، همشوا، وكانوا بدورهم يخشوا اجتثاثهم من الوزارة لسبب او آخر، فانطووا على انفسهم، ولم يتمكنوا من تقديم الفائدة الى الدبلوماسيين الجدد الذين لا يعرفوا شيئا عن ابجدية العمل الدبلوماسي، وكان الدبلوماسيون الجدد يتجنبوهم قدر الإمكان، فهم محسوبون على النظام الوطني السابق، تصوروا سكرتير ثالث فاشل نجح بالواسطة مثل سعد محمد رضا يصبح سفيرا للعراق، او موظف اداري فاشل توظف في الوزارة عن طريق خاله الذي شغل منصب وزير الخارجية يصبح سفيرا!! لذلك لا عجب ان ينهار الصرح الدبلوماسي الذي بناه عباقرة الدبلوماسية العراقية منذ العهد الملكي ولغاية احتلال العراق من قبل قوى الشر والظلام.
لم يكن لوزير الخارجية هوشيار زيباري نفوذا الا على أعضاء حزبه من السفراء والموظفين، وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية هوشيار زيباري في مؤتمر السفراء" انه مع السفير سواء كان على حق او باطل"، فضاعت حقوق الكثير من الموظفين بسبب قاعدة المحاصصة، لم يتمكن وزير الخارجية من محاسبة أي سفير مهما عبث واهان كرامة العراق، مثلا سفير العراق السابق في السويد رفع خارطة العراق من السفارة ووضع بدلا عنها خارطة كوردستان، وسفير آخر جعل من دار السكن حسينية لعمل القيمة والهريسة واللطم على الحسين، وسفير تبرع بأموال من نثرية السفارة لدعم الشيعة الباكستانيون في خلال موسم عاشوراء.
كان غالبية السفراء من مزدوجي الجنسية وليس الهم أي شعور بالمواطنة، لذا وجود في مناصبهم فرصة ثمينة للاستحواذ على الأموال، وبناء العلاقات التجارية مع الشركات، والعلاقات الغرامية مع السكرتيرات وبعض النساء في الدولة المعتمدين فيها من داخل وخارج السفارة، كل ذلك تم بعلم وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي أشار الى مقربين منه" لا أقدر أن اعاقب أي منهم فهم من كتل سياسية أخرى"، الحقيقة حتى جماعته من السفراء والدبلوماسيين الكرد، لم يعاقب أي منهم لأنهم محسوبين على حزبه (الحزب الديمقراطي الكردستاني) او على (حزب الاتحاد الوطني). والطريف ان الوزير نفسه معروف عنه الليالي الحمراء.

من سفر سفراء العهد الاحتلالي في العراق:

ـ السفير العراقي في لبنان (حيدر البراك) في شهر آذار من عام 2022 تصور انه يعمل في جبهة القتال وليس في سفارة، فقد صور نفسه وهو يحمل قاذفة (آر بي جي 7) في منطقة البقاع، متفاخرا بإطلاق صاروخ على هدف شاخص، تحيط به اركان السفارة من الموظفين وعناصر من حزب الله اللبناني، وهذا الفيديو يوضح ان ولاء السفير لحزب الله اللبناني وليس العراق، وهذا الامعة سبق ان هاجم صحفية لبنانية ارادت أخذ حديث صحفي مع رئيس وفد عراقي رسمي زار بيروت، فمنعها السفير ووبخها، فما كان من الوزير الا استدعاء السفير العار، ومناشدته بلطف بعدم تكرار هذه الأمور. لأنه ببساطة السفير محسوب على حزب شيعي حاكم، أي خط أحمر.
ـ سفير العراق في البرتغال سعد محمد رضا، كان موظفا إداريا، ولم يتمكن من اجتياز امتحان اللغة الإنكليزية الا بعد ان عمل في معهد الخدمة الخارجية، وتم اجتيازه امتحان اللغة بعد توسط عميد المعهد له، وكان في الدورة الدبلوماسية 12، ولكنه درس مع الدورة الدبلوماسية 13، بعد عودته الى العراق، تم تعيينه سفيرا وفق المحاصصة (جماعة اياد علاوي)، ونقل الى البرتغال، وفي عام 2016 اعتدى أولاده المشاغبين في ملهى ليلي على أحد الشبان البرتغال بسبب فتاة، فتكالبوا عليه بالضرب، مما أدى الى اصابته بغيبوبة، وقام سفير آخر زمن بدفع تعويض للفتى البرتغالي، ونقل اثر الفضيحة الى العراق، لكن سرعان ما نقل الى سفارة العراق في سوريا، كان شيئا لم يكن.
ـ سفير العراق في واشنطن (فريد ياسين) كان من اول السفراء المطبعين مع الكيان الصهيوني، فقد صرح عبر وسائل الاعلام بوجود "أسباب موضوعية تدعو العراق الى تطوير علاقاته مع إسرائيل"، على أساس وجود جالية عراقية كبيرة في إسرائيل، ولابد من الاهتمام بهذا الجانب. استدعته الوزارة في تموز 2019 ورجته الابتعاد عن مثل هذه التصريحات، فالوقت لا يناسب طرحها في الوقت الحاضر، ربما لاحقا.
ـ قام سفير العراق في طهران (من منظمة بدر الإرهابية) عام 2018 بتوجيه اهانات قاسية ووقحة لأبناء الجالية العراقية المقيمين في ايران، بعد شكوى عدد من أبناء الجالية من سوء الخدمات القنصلية، وتأخر انجاز معاملاتهم، لبذاءة لسان السفير، استدعي للوزارة، وطلبت الخارجية الإيرانية نقله بعد الفضيحة، وفعلا نقل الى ديوان الوزارة.
ـ اما سفير العراق في الأردن (حيدر العذاري) فقد ظهر مع زوجته الدلوعة عام 2022 في صور فاضحة مع المطرب اللبناني راغب علامة، ويبدو انه غيرته تسمح له بأن تكون زوجته في أحضان المطرب اللبناني راغب علامة، وكانت زوجته في حالة عاطفية وغرام واضح من نظراتها الجريئة واحتضانها المطرب، وكان الزوج الغيور جدا. مبتسما من وضع زوجته العاطفي، ثم نقل الى الوزارة بعد الفضيحة، وترأس احد دوائر الوزارة، كأنك يا بو زيد ما غزيت، ، مع ان زوجته كانت وقحة جدا، فهي لم تبالِ بالموضوع واصرت على بيان عاطفتها، وكانت هي الآمرة الناهية في السفارة.. فعلا دبلوماسية آخر زمن.
ـ وفي زمن دبلوماسية الاحتلال قام السفير العراقي في الأردن جواد هادي عباس ـ إيراني الجنسية ـ مع عصابته الدبلوماسية والإدارية بشتم عدد من الحضور الأردنيين الذين هتفوا باسم الرئيس العراقي صدام حسين، وكانت المعركة بالكراسي، ووصف احد الكتاب الحال بقوله" ليس من المستغرب أن يرفعوا الكراسي بكل حماقة وسفاهة ليرموها على ضيوف مؤتمرهم المزيف وبحضور السفير العراقي الذي كان كالقواد بين بغاياه. يشجعهم في نبوغهم البلطجماسي والتزامهم ببروتوكول البرابرة". مضيفا" إن اعتذار الوزير الزيباري هو مجاملة بروتوكولية لا تفِ بالغرض. وإن الإخبار المتداولة تؤكد بأن رئيس الوزراء ووزير الداخلية العراقي قد أثنيا على المعتدين وطالبوا بسرعة إعادتهم للعراق، ووعدوهم بأن يمارسوا عملهم الدبلوماسي في بلد أوربي كمكافأة على إنجازهم الباهر". وهذا ما حصل!
ـ من المعروف في الاعراف الدبلوماسية وخلال المناسبات الوطنية يمكن للسفير ان يرتدي البدلة الوطنية اعتزازا بمواطنته، اما ان يظهر بملابس النوم خلال لقائه مع مطربة مغمورة، فهذا ما لا يمكن تصديقه، لكن القائم بالأعمال العراقي في موريتانيا (حميد القدو) في شهر تشرين الأول 2020 ظهر بدشداشة في وسائل الاعلام العربية، وكان مثارا للسخرية والتهكم.
ـ السفير العراقي السابق في أثينا حاتم الخوام، وقع في غرام سكرتيرته التي لا تتجاوز العشرين عاما، ولكن يبدو ان مراهقة الشيخوخة انسته نفسه، بحيث بلا حياء يغلق باب مكتبة ويشعل الضوء الأحمر،بحجة انها تترجم له بعض المواضيع ، علما انها لا تتكلم اللغة العربية، ولغتها الإنكليزية ضعيفة جدا، ورغم نقله الى الوزارة بعد تمديد فترة عمله لست سنوات، لكنه واظب على السفر الى أثينا للقاء حبيبته، مما جعل الوزير الزيباري يتساءل" هذا شعنده يسافر بين فترة وأخرى الى أثينا، ما يستحي على شيبته"؟ كانت السكرتيرة تمتلك كل اسرار السفارة، ولا يسمح لأي موظف بالتقرب منها، لغيرة السفير الشديدة عليها. كان يستلم مبلغا كبيرا عبر منح جوازات عراقية للإيرانيين والأتراك مقابل مبلغ مالي باهض عندما كان العراقيون يحظون بقبول كلاجئين في الدول الاوربية، لكن سرعان ما يفرغ جيبه من مال السحت الحرام في صالات القمار.
ـ ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة حامد البياتي ـ إيراني الجنسيةـ كان يصحب احدى زوجات (زواج المتعة) معه في إيفاداه، وهي فتاة لا تتجاوز العشرين عاما، ولا نعرف ان كانت عراقية ام إيرانية، فلديه اكثر من عشر زوجات عبر زواج المتعة، فهي لا تتكلم الا معه وبصوت خافت، وتجلس بعيدا عن الوفد المرافق دائما.
زعم البياتي انه يمتلك شهادة دكتوراه ، وتبين انها مزورة، وقد افتضح امر شهادته وعاتبه الوزير هوشيار زيباري على تزويره الشهادة، وزعم ان الغرض منها رفع قيمته امام بقية السفراء، اصبح بين ليلة وضحاها من أصحاب الملايين ومن كبار تجار العقارات في نيويورك واستقر في نيويورك مع محظيته. وكان يجاهر بأنه يقلد الولي الفقيه في ايران الخامنئي.
ـ سفير العراق في تركيا (ماجد اللجماوي)، سبق أن أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية هذا العام 2023 ، الجمعة، صدور أمر استقدام بحقه، حيث رصد تضخم في أمواله، ومقدار التضخم بلغ (2,304,787,000) ملياري دينار" أي ما يعادل نحو 1.5 مليون دولار، خلال فترة عمله، عبر الرشوة والصفقات الفاسدة. وكان السفير قد أخفى معلومات في استمارة كشف الذمة المالية الخاصّة به، وقدم معلومات كاذبة ومضللة بخصوص مصادر أمواله"، أي لص ومزور ومرتشي وكذاب. كالعادة امتنع المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف عن التعليق لموقع الحرة على بيان هيئة النزاهة بشأن السفير العراقي في تركيا وكذلك امتنع عن التعليق بشأن آلية اختيار السفراء في الخارج.
ـ القائم بالأعمال العراقي في البحرين ( مؤيد عمر عبد الرحمن)، وكان هذا الدبلوماسي قد تجاوز العرف الدبلوماسي عام 2022 عندما استوقف ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، عندما كان يستقبل التهاني بمناسبة شهر رمضان من ممثلي البعثات المعتمدة في البحرين، وفي هذا تجاوز للبروتوكول، حيث لا يجوز لرئيس البعثة التحدث مع الملك الا عبر وزارة الخارجية وموعد محدد.
هناك مئات الملفات المسكون عنها في وزارة الخارجية ومنها قيام السفير السابق في بوخارست بتوجيه حراس السفارة للاعتداء بالضرب على الشخص الثاني في السفارة (نائب السفير)، ضربا مبرحا، أدى الى دخوله المشفى، وقام الوزير زيباري بترضية الشخص الثاني بنقله الى السفارة العراقية في عمان، دون فتح تحقيق بالحادث او عقاب الحراس.
لنا عودة للحديث عن بقية الدبلوماسيين في عهد الاحتلال الأمريكي للعراق، فالفضائح مستمرة ولحد الآن رغم تستر الوزارة وتبرير القرقوز الناطق باسم الوزارة بعض الفضائح. ان غطاء البالوعة لا يمنع تسرب الروائح العفنة منها يا صحاف الاحتلال.، شتان بين محمد سعيد كاظم الصحاف الوطني للنخاع، وأحمد الصحاف المتحدث باسم وزارة الفضائح.
للحديث تابع.....
ذو الفقار

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

479 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع