بين آبين

                                      

                         علاء کامل شبيب

مر هذا الشهر ذکرى فاجعة إنسانية مؤلمة هي و بکل المواصفات جريمة مکتملة الجوانب ضد الانسانية،

ونحن نقصد بذلك تلك الجريمة الوحشية التي إرتکبها نظام الملالي في آب 1988، بحق 30 ألفا من السجناء الايرانيين من أعضاء او أنصار منظمة مجاهدي خلق الذين کانوا يقضون فترة محکوميتهم ، لکن فتوى صادرة من جانب خميني و خلافا لکل القوانين و القيم السماوية و الاعراف الدولية ألغت أحکامهم السابقة و قضت بتنفيذ أحکام الاعدام بهم خلال فترة قصيرة، وهو أمر أثار الذهول ليس بين الاوساط الدولية فقط حيث إعترفت منظمة العفو الدولية بأن تلك الجريمة يمکن إعتبارها جريمة بحق الانسانية بکل ماللکلمة من معنى وانما حتى بين اوساط النظام الحاکم نفسه وخصوصا رئيس السلطة القضائية أردبيلي الذي تفاجأ بصدور أحکام جديدة بحق هؤلاء المسجونين وهو مايتعارض مع الاحکام القضائية للنظام نفسه!

هذه الجريمة البشعة و التي هي تطاول على المجتمع الدولي و إستخفاف بکل القيم و القوانين و المعايير الانسانية المعمول بها، أقدم النظام الايراني على إرتکابها من دون أن يرف له جفن او تهتز له شعرة، وللأسف البالغ على الرغم من أنه قد تم الاعتراف بأن هذه الجريمة هي جريمة ضد الانسانية لکن ولأسباب متباينة لم يتم المبادرة الى محاکمة و محاسبة النظام على هذه الجريمة المنکرة وهذا ماشجع النظام لکي يتجرأ أکثر على التطاول أکثر فأکثر على المبادئ و القيم الانسانية الى الحد الذي صار للنظام الايراني في مقدمة الدول التي تنفذ فيها أحکام الاعدام و يستخف بالنساء و يغبن حقوقهن، بل وان السکوت الدولي على هذه الجريمة البشعة التي لو تحرك المجتمع الدولي ضدها بروح الحرص و المسؤولية لما کان هناك الان من أثر لنظام ولاية الفقيه، دفع بالنظام لکي يلعب دورا غريبا من نوعه على صعيد إنتهاك حقوق الانسان و إرتکاب جرائم ضد البشرية خصوصا بعد تدخله السافر في الشأن السوري و ماقد حدث يوم 21 آب الجاري من جراء الهجوم الکيمياوي للنظام السوري في غوطة دمشق حيث استشهد على أثره 1300 من أبناء الشعب السوري العزل و الذي بات معظم الاوساط الدولية تشير بأصابع الاتهام الى النظام السوري و تتجاهل إتهامات للمعارضة السورية بإرتکاب هذه الجرائم صادرة من طهران، يؤکد بأن هذه الجريمة لم تکن تقع لو لم يکن هناك دعم و إسناد للنظام من جانب ملالي إيران، رغم أن أطرافا عديدة من المعارضة السورية باتت تصر على أن النظام الايراني و الحرس الثوري هم اللذان يحکمان في سوريا و يصدران القرارات الهامة و الحساسة، وهذا يعني بحد ذاته أن جريمة آب الحالي قد تکون من تصميم و إعداد و تنفيذ النظام الايراني.

جريمة آب 1988 ضد 30 ألفا من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق ليست بصدفة أن تمر وقد أرتکب في نفس الشهر جريمة أخرى ضد الانسانية في سوريا و للنظام الايراني کما تشير معظم التقديرات يد طولى فيها، واننا نعتقد بأنه قد آن الاوان لکي يحاسب هذا النظام وان لايترك و شأنه بل وانه ضروري جدا أن يفتح ضده کل السجلات القديمة و على رأسها سجل إعدام 30 ألفا من المسجونين خلافا لکل القوانين و القيم و الاعراف، بين آبين دمويين لايجب أن ينفذ الجاني الاصلي بفعلته النکراء هذه المرة بل يجب أن يشکلا الآبين جانبي المقص الذي يقطع رأس هذا النظام الجلاد و الجاني بحق الانسانية.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

970 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع