علي لطيف الدراجي
على امتداد بقاع الفوضى والدمار التي شهدتها الدنيا في العقود الثلاث الاخيرة لعب الاعلام دوراً تحريضياً وتخريبياً واسع النطاق لأقناع الراي العام بحراك سريع لدرء خطر وهمي او مفتعل.
وكانت وجهة الاعلام الرئيسة هي صنع الاكاذيب والتسويف وتزييف الحقائق واعطاء صورة كاذبة لعمل ما او حركة قامت بها هذه الفئة او تلك وكذلك استخدام الخبر الضاغط للتأثير على الفكر وقيادة العاطفة بأتجاه خلق العداء وتأطيرها بحالة من الكراهية.
ففي سنوات الارهاب الكافر في العراق كان للأعلام الدور الاجرامي الاكبر في خلق فوبيا الصراعات الطائفية وشبح الحرب الاهلية التي لانريد ان نتغافل انها لم تحصل ولكن ليس بالشكل الذي نسجه القلم والرؤية.
فقد نشرت الصور وحررت الاخبار برموز عدائية فاحت منها اساليب الخبث والضغينة ، وفي مصر كان لمواقع التواصل الاجتماعي والاعلام المضاد دوراً ارهابياً لتشويه وجه السلطة ومساعيها لدرء الخطر المحدق بالبلاد واعطت للتعامل الامثل مع المعتصمين والية فض حالة الارباك شكلا ومضموناً اجرامياً لكي يفهموا العالم ان هذه الاقلية قد جوبهت بالموت كحل اخير بعد ان سلبت منها السلطة بشكل غير قانوني.
واذا بحثنا عن وجه التماثل فأننا لن نذهب بعيداً عن واقعية العدو وما يبحث عنه من طرق عبثية لتبرير المواجهة من جهة وتلويث مفهوم المشروع الذي يابى الانحدار الى الهاوية من اجل ترتيب اوراق المخطط الاميركي الذي يدبر بايادي دول وضيعة المقام والمساحة.
والصورة التالية توضح مايبطنه النفر الضال من سلوك اجرامي اذ نسب البعض هذه الصورة لامرأة مصرية قد قتل جنينها من قبل قوات الامن المصرية في الاحداث الاخيرة والناشر نعت السيسي وزير الدفاع بأنه غير رحيم والواقع ان هذه الصورة قد اخذت في 10 اب عام 2005 لأمراة عراقية حامل في الشهر الثامن وقد استهدفها جنود الاحتلال الاميركي في شمال الموصل.
الصورة واحدة ولكن شتان بين الموقفين ولعل قلبي لايخبئ سيلاً من الكلمات الا القول .. ترفعوا وكفى بغضاً فأن القاع قد ازدحم.
الگاردينيا: نظرا لبشاعة الصور ...نعتذر عن نشرها..
955 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع