لطالما شغلتني حالة تعدد ألاديان وألمذاهب وألملل وتعصب كل معتنق دين لدينه ونظرته ألفوقية لباقي ألاديان وكأنه ألناجي ألوحيد لينعم بجنان ألخلد وليذهب ألاخرين ألى أسفل ألدرك في ألجحيم
تقابل هذه ألحالة صدفة لقائك في ألحياة بناس رائعين كل منهم يعتنق دين مختلف , فتحتار ماذا تتبع لتنجو وكيف تقيم ألبشر , هل تأخذ مقاييس ألامور دينياً أم أخلاقياَ
حتى وصلت ألى نتيجة أن ألاديان بأختلافها كأختلاف شركات ألهاتف ألنقال , مختلفة , متنوعة , فيها مايعد لك عقداً يلزمك معهم ماتبقى من حياتك وأن أنقضته توجب عليك دفع غرامة تكسر ظهرك ومزاجك , وفيها من يؤمن لك أتصال سريع ومريح وان كانت فاتورته تحرق ألزردوم , ومنها مايخفف ألحرقة بخدمات تشلع قلبك , وألهدف ألاول وألاخير هو تأمين ألاتصال بمن تريد ...أقتني ماشئت من ألهواتف وألموديلات وألخدمات وتعاقد ماشئت مع ألشركات ولكن حين تحتاج لاأجراء أتصال فالهدف وألغاية وألوسيلة واضحة لاتقبل أحتمالات
يقولون هذا ألدين أفضل وأنصح وذاك أبعد وأشطح ولكن ألله أرسل وكلائه من أنبياء ورسل لتأمين أتصاله بالبشر على صيغة دين فكان ألامر باعتناقك احد هذه ألاديان كتوقيعك لعقد مع شركة , لذا يقول لك كيف اغير دين أبائي وأجدادي , أنه عقد قديم
بقى ألثقل ألاكبر على عاتقك ...كثرة أتصالاتك أيضاً لاتعني شيئاَ , خمس مرات في أليوم أكثر أو أقل لن تزيد درجة إيمانك فردة كعب ولكن من أتى ألله بقلب سليم ...ونية صادقة ...ونفس مؤمنة ...لها درجة عند ربه أكثر من أي متصل يقضي ليله في ألعبادة ونهاره في أيذاء ألعباد
تجده يتأبط سجادة ومسبحة بطول متر ويزيدها شبر , نقاله يرن معلناً ألاذان للصلاة , كمبيوتره يهلهل مؤكداً رنين هاتفه , سيارته تصفر صفيراً حتى لتظن سارق يحوم حولها فقط لتنبهه بوجوب ألوضوء , تعال ألى معاملته في أمور ألحياة من بيع وشراء , تجد وجهه ألحقيقي نصّاب درجة أولى ويضحك في سره عليك كيف أنه كان ألاشطر
وكذلك ألحال من تجده قد أندلق لسانه من ألصوم فقط حتى يقول لك بأنه مؤمن وأنت كافر لاأنك لم تصم رمضانك لكونك تركض كالمجنون طوال أليوم لرزق عيالك بينما هو يتكئ بغنج ودلال على ألمساعدات ألاجتماعية بقوة بغل لاتمنعه من ألعمل ألا ذاك ألتقرير ألمزور بسوء حالته وكأنه سيموت عند نهاية كتابتي ألمقال ,,ويقضي ليله بلعب ألورق وألتأرجح بين ألقنوات ألفضائية وأنت ممطول كالميت وقد هدك ألتعب لتصحو فجراً لمعركة ألعيش
وحتى ألانبياء وألرسل ألمساكين أختارهم ألله لصفاتهم , لطهارتهم , لصدقهم , لاإيمانهم , لنقائهم ....وقد لاقوا منا سوء ألعذاب . من قتل وتعذيب وصلب وحرق ...كانوا مجرد رسل ربهم وسيجازيهم ربهم خير جزاء
ولو كانوا هؤلاء ألرسل ألمساكين قد تم مقابلتهم لغرض تعيينهم من قبل شركة كندية , صدقوني لقوبلت طلباتهم بالرفض , ولوجدوا في أستقبالهم كندي غبي يرتدي بدلة وربطة عنق ووجهه بارد من ألاحساس كسمكة , وعينه على نقاله متى يرن معلناً بأن كلبه ألقابع بالدار وحيداً مكتئب لذا توجب عليه مغادرة ألشركة وماحولها ليؤنس كلبه ألمدلل
ولقال لهم بدم بارد .....ياموسى - طلبك مرفوض لعقدة في لسانك ...وأنت ياعيسى - ليس لديك بيان ولادة وأسم أبيك متنازع عليه ...وأنت يامحمد - أميّ ولاتحمل شهادة ...أما أنت يايحيى - ألا تعلم بأنك قاصر
هكذا نحن ألبشر ....مقاييسنا عجيبة ...أجعلوها بسيطة قدر أستطاعتكم بغسل ألقلب بالايمان وحسن ألمعاملة فالايمان واضح ...والالحاد واضح ...ألصدق واضح ...وألكذب واضح وهكذا حتى نهاية ألمتناقضات
لست أكثركم إيماناَ ولم أتي بجديد ولم أخترع ألعجلة ولكن كان عليْ أن أقولها هكذا هل ضاقت بنا ألارض ليلغي أحدنا ألاخر
فألارض ماكانت يوماَ أماَ ولوداً حمقاء , تلد فوق مافي أستطاعتها أن تحضٌن وأن تغذّي
ومن لم يعجبه كلامي وكان بلاخطيئة فليرمني بأول حجر
1696 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع