نزار جاف
ألف شکاري..ألف أشرف
ليس هناك من وصف لرد الفعل الشعبي في داخل إيران والدولي على جريمة النظام الايراني بإعدام المناضل من أجل الحرية والتغيير محسن شکاری، إلا بأنه أکبر صفعة داخلية وخارجية يتلقاها نظام القتلة في طهران.
النظام الايراني الذي يصر على التمسك بأسلوب الحديد والنار ويرى في السجون والتعذيب والاعدامات وسيلته الوحيدة من أجل تحقيق أهدافه، يبدو تماما مثل معظم الانظمة الديکتاتورية الحمقاء على مر التأريخ والتي راهنت على هذا الاسلوب الوحشي وظنت إنه يمکن أيضا ترويض الانسان وجعله مجرد آلة يلعبون بها کما يشاء، متناسين من فرط حمقهم بأن الذي أسقط عرش الطاوس وأجبر"ملك الملوك" أن يموت غريبا مذموما قادر على أن يحطم عرش الديکتاتور المعمم ويرمي بنظام ولاية الفقيه الى حيث ألقت برحلها!
الشعب الايراني وکما کان خلال الاشهر والايام التي سبقت الثورة الايرانية يحيي ذکرى من يقتله النظام الملکي، فإنه يقوم بإتباع نفس النهج ويبدو إن النظام الاستبدادي وبشکل خاص الديکتاتور القابع في جماران، لايفهم هذه الرسالة التي تعني بأن شکاري لو ذهب فإن هناك ألف شکاري يحلون مکانه ويواصلون مسيرته حتى شروق شمس الحرية على إيران، وکما إن المناضلين من أجل الحرية ممن کانوا في معسکر أشرف بالعراق وظن ان خروجهم من هذا البلد سيغلق ملفهم، لکنهم عادوا من أشرف 3 في ألبانيا أقوى بکثير مما کانوا عليه في العراق، وهاهم قد أسسوا لألف أشرف في إيران کما وعدوا وإن وحدات المقاومة والشعب الايراني يجسدون الان ذلك بوضوح للولي الفقيه ونظامه!
ذلك القابع في جماران لايختلف قيد أنملة عن ذلك الذي کان قابعا في "نياوران"(*)، وکان يراهن على الزمن کما في لعبة الروليت الروسية، وهو يجهل إنه ونظامه يسيران في طريق بإتجاه واحد لاعودة منه أبدا وهو طريق السقوط ومزبلة التأريخ التي تنتظرهم على أحر من الجمر، ذلك إن التأريخ لم يحدثنا أبدا عن ديکتاتور ألحق الهزيمة بشعب نهض من أجل الحرية والتغيير.
اليوم الذي أمر فيه القابع في جماران بإعدام شکاري، هو اليوم الذي قد وقع فيه على قرار نهاية نظامه، هو اليوم الذي وقع فيه على قرار عودة آلاف الضحايا الذين أعدموا ظلما، هو اليوم الذي سيعود فيه 30 ألف سجين سياسي من قبورهم المجهولة وينصبون أعواد المشانق لهذا النظام، وسوف يشهد العالم کله ذلك!
شکاري، کعزيزي تونس، سيصبح طوفان إيران الذي لايرحم القتلة من أعداء الحرية والانسانية وستغرق سفينة نظام ولاية الفقيه الرثة المتآکلة حتما في بحر الغضب الشعبي، وإن إسم محسن شکاري سيخلد کنبراس للحرية والانسانية أما هذا النظام ورموزه فإنهم سيلتحقون بصفوف القتلة والمجرمين واللعنات تلاحقهم للأبد.
*قصر الشاه في طهران أيام حکمه.
2114 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع