وداد البياتي
اول قضية نسب تهز الرائ العام في مصر ...(( قضة هدئ شعراوي )) .
قصة هذا الفلم هو من حكايات البلاط الملكي او من الحاشية الملكية التي كانت تعتبر نفسها البشر الاول ومن دونهم مجرد ارقام لمواطنيين بسطاء وان كانو يحملون الشهرة او المعرفة الثقافية , لان العوائل الملكية القديمة وان لا يزال البعض منها يحاول ان يحافظ على التقاليد الموروثة للطبقة البرجوازية ...
فلم فاطمة للمخرج الراحل احمد بدرخان والكاتب مصطفى امين قد استطاعا ان ينقلو تلك القصة الى الدراما المصرية من خلال السيدة ام كلثوم امام انور وجدي عام 1947 . وان تم تغيير بعض المسميات لكن تبقى القصة محورا اساسيا لان تعبر عن معاناة الزواج العرفي وايضا عن التفاوت الطبقي بين الاثنان . رغم ان التفاوت بين مجريات القصة من حيث الواقع والدراما لكن كل مخرج يحاول ان يجعل من الحقيقة وفق ما يراه هو وليس ماهو اصل الحكاية . وذلك للحفاط على نهاية سعيدة للجمهور .
قصة الزواج السري الذي عصف بآل شعراوي ، وأول قضية إثبات نسب أثارت الرأي العام في حينها .
لم يكن من السهل علي سيدة مثل نور الهدي محمد سلطان أو هدى شعراوي بنت الحسب والنسب وتربية القصور ، أن تقبل زواج ابنها من مطربة ومطلقة ولديها أولاد ، كما لم يكن من السهل عليها أيضا أن تقف في وجه هذه الزيجة وهي من داعيات التحرر والمساواة فأمام أول منعطف ظهرت تقاليدها الشرقية الصميمة ...
فمن هي فاطمة سري تلك المطربة التي قلبت حياة آل شعراوي رأسا على عقب ؟
فاطمة سري وهي مغنيه مصريه فى العشرينات ولدت عام 1904 وكانت من رواد شارع عماد الدين واشتهرت بالمسرح الغنائى وكانت مغنية مسرحيه في «فرقة الجزايرلى» واول مصرية غنّت اوبرا كاملة هى شمشون ودليلة .
إلا أن شهرتها الحقيقية بدأت مع قصة زواجها السرى سنة 1924 من محمد بك شعراوى ابن صاحبة العصمة هدى هانم شعراوى ، هذا الزواج الذي أثمر عن ابنة واحدة هي ليلى , فبعد أن بدأت فاطمة سري تشعر بأعراض الحمل ، فوجئت بزوجها محمد بك شعراوي يتبرأ منها و من الجنين الذي في احشاءها ولأن زواجهما كان عرفيا بدأت فاطمة سري بنشر قصتها في محاولة لإثبات نسب إبنها أو ابنتها
كانت فاطمة تعلم جيدا ان هذا العمل قد يكون سبباً لحرمانها من طفلها إن تم الاعتراف بهذا النسب وهو ما حدث بالفعل حيث لم تر فاطمة ابنتها ليلى ولو مرة واحدة حتى وفاتها ، لكنها لم تكن تهتم إلا بإثبات هذا النسب حتى تضمن لوليدها حياة كريمة ، لكن صاحبة الوضع الأصعب في هذة القصة كانت نصيرة المرأة هدى هانم شعراوي صاحبة الشعارات الرنانة والتي تنادي بحقوق المرأة والحفاظ عليها , ، فإذ بها تلقي كل هذا جانبا وتظهر وجها آخر للحماة القاسية والأم الشرقية التي لا تزال تحمل بداخلها العادات والتقاليد الصارمة وكانت المفاجأة و التي أسدلت الستار على القضية هي إقرار من محمد بك شعراوى يعترف فيه بزواجه العرفي من فاطمة سري ...
الرسالة التي انقذت الوضع كانت هي وكالاتي :
ان الموما اليه صاحب الابن وبطل قصة الزواج السري كان قد انهى المشهد كله لصالح فاطمة من خلال وصية اجابة عن كا الالغاز وانهت قرار المحكمة لصالح فاطمة .
مضمون الاقرار ..
أقرُّ أنا الموقع محمد على شعراوي نجل المرحوم على باشا شعراوي ، من ذوي الأملاك ، أنني تزوجت الست فاطمة كريمة المرحوم “سيد بيك المرواني” المشهورة باسم" فاطمة سري" من تاريخ أول سبتمبر سنة 1924 ألف و تسعمائة وأربعة و عشرين أفرنكية ، وعاشرتها معاشرة الأزواج ، وما زلت معاشراً لها إلى الآن ، وقد حملت مني مستكناً في بطنها الآن ، فإذا انفصل فهذا ابني ، وهذا إقرار مني بذلك وأنا متصف بكافة الأوصاف المعتبرة بصحة الإقرار شرعاً و قانوناً ، وهذا الإقرار حجة عليَّ تطبيقاً للمادة 135 من لائحة المحاكم الشرعية ، وإن كان عقد زواجي بها لم يعتبر ، إلا أنَّه صحيح شرعي مستوف لجميع شرائط عقد الزواج المعتبرة شرعاً" ..
محمد علي شعراوي
القاهرة في 15 يونيو 1925م .
وأمام هذا الإقرار لم يكن بوسع المحكمة إلا أن تحكم عام 1930م لصالح فاطمة سري ، بنسب إبنتها إلى أبيها محمد بك شعراوي ، أي بعد ثلاثة سنوات من الخصام القضائي ، وفي مشهد تراجيدي للغاية ممتلأ بالدموع والآهات سلمت فاطمة سري إبنتها إلى والدها محمد بك شعراوي ووالدته هدي هانم شعراوي ..
تلك كانت الحكاية الاصلية التي استطاعت الدراما المصرية ان تترجمها لفلم يحمل بين طياته تسعة اغاني من غناء السيدة ام كلثوم من تلحين زكيا احمد والقصبجي والموجي .
هذا الفيلم هو آخر أفلام أم كلثوم، وفيه التقت لأخر مرة مع ألحان محمد القصبجي ، كما أنها لن تغني من ألحان زكريا أحمد إلاّ أغنية هوّى صحيح الهوى غلاّب عام 1960.
1043 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع