الرئيس بايدن كالغراب ضيع المشيتين

                                                    

                          ضحى عبد الرحمن
                             كاتبة عراقية

الرئيس بايدن كالغراب ضيع المشيتين

ما تزال الإدارة الامريكية تتخبط في سياستها الخارجية في عهد الرئيس بايدن، فقد ولى وجهه الى روسيا والصين كأعداء حقيقيين، تاركا منطقة الشرق الأوسط لتحل ازماتها بنفسها، ونأت إدارته عن الهجوم الحوثي الأخير الذي استهدف منشأة ارامكو النفطية في المملكة العربية السعودية، مما جعل المملكة تعلن بصراحة انها نفضت يدها عن تأرجح ميزان الطاقة وتصديرها للنفط عقب الهجمات الحوثية على منشئاتها النفطية، وانها لا تتحمل اي مسؤولية عما يتعرض له سوق الطاقة من عدم استقرار وتفاقم أزمة الطاقة، وكانت شركة آرامكو التي تعرضت للقصف قد حققت ارباحا خيالية على ضوء الأزمة الحالية بسبب الحرب الروسية الاوكرانية وانعكاساتها على سوق النفط الدولي، فقد حصلت على (110) مليار دولار العام الماضي وانها تخطط لزيادة الأنفاق الاستثماري لهذا العام 2022 ما بين 40 ـ 50 مليار دولار.

من المعروف ان الصين تستورد معظم نفطها من السعودية وايران والامارات، وكان يفترض بالإدارة الامريكية ان تستفيد من علاقتها مع السعودية والامارات للضغط على الصين، ولكن الإدارة الامريكية ضيعت هذه الفرصة، وجعلت السعودية تغير بوصلة إتجاهها من الولايات المتحدة الى روسيا والصين كبديل عن إدارة بايدن الضعيفة التي أحبطت آمالها، بل زادت المملكة الأمر ضراوة بإعلانها عن استخدام العملة الصينية بدلا عن الدولار في التعاملات التجارية مع الصين، مما يشكل ضربة قاصمة لإدارة بايدن، علاوة على رفضها ـ الإمارات العربية ـ زيادة انتاج النفط لتقليل الارتفاع الجنوني في أسعار النفط، بل ان رئيس الوزراء البريطاني ( بوريس جونسون) الذي زار الرياض مؤخرا فشل في مساعيه التي تقف ورائها إدارة بايدن للضغط على السعودية لزيادة انتاجها من النفطي، فقد أصرت على موقفها وكذلك الامارات.
ذكرت مجلة إيكونوميست البريطانية بصراحة أن" الولاءات السعودية تميل الآن إلى الشرق أكثر من الغرب"، فقبل بضعة أسابيع، أنهت شركة أرامكو اللمسات الأخيرة على استثمار طويل الأمد في مجمع تكرير في شمال الصين".
ويبقى السؤال اذا كان الرئيس الامريكي يريد فعلا مواجهة المارد الصيني فكيف أخل بتعهداته لحماية حليفه السابق السعودية، بل ويدفعها الى أحضان الصين بقوة، فقد فرط بمصلحة بلدة والسعودية معا، ويبدو ان الرئيس بايدن لا يقدر أهمية انه إذا تركت الولايات المتحدة الشرق الأوسط فيوجد من يملأ الفراغ بسرعة الريح كالصين وروسيا او تركيا وايران بدرجة أقل.
كما ان اصرار بايدن على التذكير بمقتل السعودي عدنان خاشقجي في كل مناسبة تحت ذريعة حقوق الإنسان يثير الشفقة، وهو يعلم ان الولايات المتحدة آخر من يحق له الحديث عن حقوق الإنسان، فالإنتهاكات الجسيمة في العراق وافغانستان ليست بعيدة عن الذهن. كما ان رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب ترك شرخا كبيرا في العلاقات بين بلده والسعودية، علاوة على توسله المذل بالنظام الايراني لعودة الإتفاق النووي، وشروط الولي الفقيه المتزايدة بإطلاق الأموال المجمدة ورفع الحرس الثوري الايراني من قائمة الارهاب، فورقة الصغط في المفاوضات النووية أنتقلت من بايدن الى الولي الفقيه.
ومن الغرابة بمكان ان تنتقد إدارة بايدن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى الإمارات، رافضة التطبيع مع النظام السوري، متناسية ان الولي الفقية اكثر جرما من جزار دمشق، فقد قمع وقتل وشرد شعبه، اما الولي الفقيه فجرائمة دولية تتجازو حدود ايران. والولي الفقيه يحتل اليوم العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة، وماتزال صلاحية تصدير الثورة البائسة سارية المفعول.

مجرد رأي
تعالوا نستذكر موقف الرئيس السابق اوباما (من حزب بايدن / الحزب الديمقراطي) من ثورات الربيع العربي، عندما حدثت الثورة في مصر العروبة، باركها اوباما خلال بضعة ايام، وطالب الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالتنحي عن الحكم، بلا شك كان موقفا رائعا تتجلى فيه الديمقراطية بـأبهى صورها وقيمها. لكن عندما حصلت الثورة الخضراء عام 1998 في ايران رفض اوباما التعليق عليها او تأييدها، بحجة واهية وهي كي لا تتسم الثورة بصبغة امريكية.
السؤال البارز: لماذا لم يعامل الرئيس اوباما الثورة المصرية بنفس الصيغة التي تعامل فيها مع الثورة الايرانية ويخشى عليها من الصبغة الامريكية؟
هل من جواب يا اصحاب العقول النيرة؟

ضحى عبد الرحمن
العراق المحتل
آذار 2022

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1297 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع