عائشة سلطان
كن إيطالياً ولا تشكُ!
يدمن البعض التذمر من كل شيء، رغم النعم والخيرات التي تحيط به، لأنه ينظر للدنيا من ثقب إبرة، لذلك، لا يرى ما يراه الآخرون، هذا الشخص يصيب من يجالسه بالضيق، ثم مع مرور الوقت، تنتقل إليهم عدواه، فيتحولون إلى أشخاص لا يجيدون سوى التذمر!
إن أسوأ ما قد تبدأ به نهارك، هو أن تلتقي بأحد هؤلاء الجاهزين لتفريغ سلبيتهم في روحك، محطمين تفاؤلك، فلا يتركونك إلا وأنت منهك، لا تكاد تقدر على التنفس، لذلك، حاول أن تغيّر طريقك تماماً، إذا رأيت أحد هؤلاء يعبر طريقاً قد يقوده إليك، فطاحونة شكواه، سرعان ما ستنفتح، بمجرد أن تبادره بـ «صباح الخير»، لتسمع مباشرة أين هو هذا الخير الذي تتحدث عنه يا رجل؟.
هذا الشخص، يشبه الفرنسي الذي لا يكف عن الشكوى، حيث يبدأ يومه شتاء، يشكو البرد والمطر، وصيفاً، يشكو الحر والعرق، وفي الربيع، لا يشكو شيئاً، لكنه يذكرك أن أيام الربيع قصيرة، وأن الخريف قادم بسرعة البرق، وسيتبعه البرد والمطر والعرق، بعكس البريطاني، الذي يبدأ يومه بعبارة «إنه يوم جميل»، فكل شيء عنده جميل، حتى لو كان هذا اليوم أسوأ أيام السنة!
لكنك ستتمنى أن يكون جارك أو صديقك إيطالياً، فهو لا يتحدث عن الطقس، لأنه يقبل به كما هو، إذا كان حاراً هرب إلى البحر، وإذا كان بارداً هرب إلى المعطف، وإذا كان ربيعاً بحث عن حديقة، وإذا كان خريفاً بحث عن... سهرة أو حبيبة!!
كلنا يتمنى لو كان إيطالياً، فطريقته هي الطريقة المثلى للتعامل مع الحياة، لأن الشكوى لا تنفع، ولا تجلب منفعة، أما قبول الحياة كما هي، فإنها تمنحنا الوقت، وسعة الأفق لاختيار وسائل أخرى لمعالجة الخلل، ثم من قال إن الحياة والظروف والأصحاب والأبناء والزوجة والجيران والعمل، يجب أن يكونوا مثاليين، أو كما نحب، أو مبرئين من الأخطاء، ألا يجوز أن يكون الخطأ فينا؟.
865 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع