الطاف عبد الحميد
الكل يحب الزغاريد عند جمع سنابل القمح الثقيلة ،وزقزقة العصافير، واستنشاق الهواء المحايد والابتعاد عن لعبة الحجر والبيضة ونزع الاحذية الثقيلة المثقلة بالطين ، ومغادرة الخنادق المملوءة بالمياه الأسنة المتعفنة، والتوقف عن مسافحة اصلابنا ومصافحة اعدائنا ، كل شيء يتغير في الأنسان وما الثابت فيه الا اسمه..
يلزمنا التعري من جلابيب الحزن السرمدي ونبش التاريخ والتخالف الوراثي القهري القاهر للإرادات الناصحة وإعمال الفكر ، نتيجة التقادم الراسخ في إعتناق الجهل وألانصياع لتجارة اللامعقول والمثير للغرابة بتبني المنزلقات الدافعة باتجاه الهاوية المكانية والعقلية ، اعدائنا يقولون لنا ، الموت لكم أيها الاغبياء الجياع ، ونحن ننفخ في الجسد الهزيل المفتوق بلا رقاع للترقيع ، نصنع وهما متفسخا أيل للسقوط قبل المساكنة في أبراجه المماثلة بوهنها لبيوت العناكب ، نحن نعيش خصاما يتجذر تحت تأثير المخدر العالمي في اوسع عمليات الاستخفاف العقلي ، يسرقون زمننا من الزمن ، ويتركونا غرباء في الزمان والمكان المنكر ، سائرون على حطام غفلتنا وضعف ذاكرتنا ليصنعوا لهم عالم ينطوي فيه العالم الاكبر ، ملعون هذا الذي يطلقون عليه العالم الاول ، يلجمون الشعوب بالخوف ويكبلونهم بالعجز بتفتيت الارادات وقهر التطلعات بصناعة الازمات التي خبروها نتيجة لتقاتل لألف عام في ظلماء عصورهم البائدة ، تحت سيادة الهرطقة ومحاكم التفتيش والاصلاح الديني وسيادة رجال الكنائس وتفشي الطاعون والاتجار بالبشر والقرصنة المانعة لكل إبحار أمن ، وكونية حروبهم الدامية الهادمة لكل قائم والقاتلة لكل حي ، يتراحمون اليوم بينهم بعد التمزق الاخرق بجبروت سيادة العقل وتنحية الترسبات الغبية ، وطرد الفكر االمتنحي المتقولب بالتخلف البليد بقتل وتسميم الروؤس الناضجة التي حاولت إختراق أسوار جهلهم الحصينة ... لما نصنع تاريخا منفصلا عن قرية العالم ، وأصول كل البشر من بقعة محددة على القارة الافريقية ، ولما ندعي بأن جيناتنا المسلحة بالجود والكرم والعنتريات والغزو والحلب والسلب والتصحر برمال الصحاري والتسامر على موسيقى الاجترار للنوق طويلة الرقاب ، تحت ضل سعف نخيل أصابته النحافة لديمومة العطش ،هي جينات منفلتة من أدم خصنا بها لوحدنا ، اما ان الاوان لفرسان الفتنة ان يترجلوا عن صهوات جيادهم ، لنعزف لهم سمفونية العودة الى العقل ووأد الجهل وكظم الغيض وقبر الاتراح وتصنيع ليالي ساهرة نتبادل فيها المصافحة ومناسف الهبيط ونشعل نارا بحثا عن ضيف ، ونستعيد قول الطائي حاتم لزوجته التي إنتهت من إعداد الطعام ( جدي له أكيلا ، فلست أكله وحدي ) وألاكيل الذي يبغيه ينتمي لادم ، حسرا ، فالعرب لاتسأل ممن يكون ضيفها إن علا فهو في علوه أعلى ، وإن سفل فهو في علو المضيف لأنه بحلوله ضيفا يمسي كرب المنزل ...نحن نتلهف معا لتجسير المستنقعات الموبوءة بالعفن العقلي والمتحيونة بالفكوك القاتلة والانياب الغارسة والحاقنة للسموم المميتة من افاعي الجهل وتجار السموم وحفاري القبور ..علينا أن نتبادل الادوار مع عدونا زمنا من عمر الزمن وأن قصر ، فنصنع له منزلقا يقتتل فيه عدونا الاول مع عدونا الثاني ، ونجلس في بهو البيت نغير قنوات الفضاء بالروموت كونترول ونرى كيف يقتل عدونا الثاني عدونا الاول كما يفعلون بنا منذ عقود وبتواصل متقاطر لاتهدئة تلوح له في الافق البعيد ولا ضوء له في النفق الطويل كطول الطول الطويل ، لكي يتوقفوا عن قتلنا وهجم مساكننا وبعثرة عوائلنا بين القطبين وبين المشرقين بحثا عن إيواء أو إقامة أولقمة تنتج عن عمل متدني وغير حميد ، كتبت هذا مجتهدا ببث نصيحة فصيحة ، لاأخال أن أحدا تمكن أن يعرف أين أسكن وألى أي عشيرة أنتمي ، وأي مذهب متخذا مذهبا ، لكنك ستجيب على أسئلتي وتخمن بأني عراقي ، ربما أكون جنوبي ، او من الشمال ، أومن الغربية ، أو لاشيعي ولاسني ، أنا لست كل هؤلاء أنا أخوك في الوطن وأخوك في الدين ، وأخوك في اللغة وأخوك في الانسانية ، وأخوك في التاريخ ، وأشترك أجدادنا معا في قتال ابرهة ، وفرحنا معا بمن ولد في عام الفيل ، ونقرأ معا (إقرأ) ونقول لخالقنا لا اله الا أنت ، يجمعنا الكثير مما سردته ، ومايفرقنا تلاشى بحسن الرأي والتدبر والتدبير ، أرجو قبولي عضوا في محيطك ، فالمكان فيه سعة ومتسع للجموع وللجميع .
2966 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع