عزام البزاز الفنان التشكيلي العراقي الرائد بالايطالية

                                                 

                       أ.د.ابراهيم خليل العلاف*

   

     عزام البزاز الفنان التشكيلي العراقي الرائد بالايطالية

عندما يقولون أن العالم ، أصبح ، بفضل العولمة ، وشيوع وسائل التواصل الاجتماعي ، ( قرية كونية صغيرة ) ، فهم على حق .فما ننشره اليوم يطلع عليه كل من يريد ان يطلع سواء في الشرق أو الغرب ، واضرب مثلا على نفسي ، واقول كتبت مقالة عن المؤرخة اليابانية الصديقة الاستاذة الدكتورة كيكو ساكاي فكانت بين يدها لحظة نشرها وأخبرتني بذلك في الحال ، وكتبتُ مقالة عن الفنان العراقي الموصلي العالمي الاستاذ عزام البزاز واشرت الى زميله وصديقه البروفيسور الايطالي ، وما كتبه عنه ، واذا بزميله وصديقه يترجم المقال الى اللغة الايطالية وينشره في مجلة : La Spondaالمتخصصة بالثقافة والفكر والفنون العدد (3-4- 2021 ) ، كما ترون الى جانب هذه السطور .

لا أكتمكم سرا انني فرح ، وسعيد ليس لأن ما اكتبه يجد صدى في الشرق والغرب ، لكني فرح وسعيد لان العالم اليوم يتفاعل مع بعضه البعض ، لا بل الانسان يتفاعل مع أخيه الانسان ليل نهار . ودائما اقول لزوجتي وهي استاذة في التاريخ الاسلامي ( الانسان واحد) .واقصد ان الله جل وعلا قد خلق الانسان ، وكرمه ، ونعمه وجعل الاختلاف في اللغة واللون والشكل والثقافة والدين سببا في تعارف هذا الانسان مع اخيه الانسان ؛ اذ ليس من المعقول ان يعيش الانسان بدون الاختلاف ؛ فالاختلاف كما ( الديالكتيك - الجدل ) ، هو ما يُعطي للحياة الديمومة والتواصل ، والاختلاف كما جاء في الاثر رحمة لأنه يدعم مسألة الفكرة والنقيض ونقيض النقيض وهكذا تتحرك الحياة .
أعود الى ما اريد قوله بشأن مقالتي المنشورة في جريدة الزمان عدد 16 أبريل - نيسان , 2021 بعنوان ( عزام البزاز : قوة الشرق ..ألوانه وسحره ) واقول انني ذكرت فيها ان عزّام البزاز فنان تشكيلي عراقي رائد له تاريخ ، وتاريخ ثر ، ويمتلك ارثا فنيا تشكيليا غنيا . لذلك ؛ فالكتابة عن منجزه التشكيلي بالنسبة للمؤرخ والناقد المعاصر ، تُعد واجبة ، ومهمة ، وضرورية لفهم جوانب مهمة من الحركة التشكيلية العراقية والعربية المعاصرة .
وكم كنت فرحا ومسرورا وانا اتسلم الكتاب الكبير الجميل الانيق الذي صدر عنه بتقديم الدكتور بنيتو كوراديني Dr.Benito Corradini رئيس الاكاديمية الدولية (لاسبوندا La Sponda ) بروما -ايطاليا ، وبعنوان ( عزّام البزاز ..قوة الانوار والالوان للشرق بأسره ) ، وقد طبع طبعة انيقة وبالألوان وبحجم كبير وورق آرت صقيل في مطابع دار الاديب بالعاصمة الاردنية – عمان .
الشيء الذي اعجب الدكتور بنيتو كوراديني Dr.Benito Corradini رئيس الاكاديمية الدولية (لاسبوندا La Sponda ) بروما -ايطاليا انني قلت انه هو من قيم عمل زميله عزام البزاز ، وهو من قدم للكتاب ، وهو من أكد ان الكتاب عبارة عن البوم رائع للوحاته التي تزخر بالمضامين والاشكال ، وهو من وضع يده على جملة من الحقائق المتعلقة بمنجز عزام البزاز في مجال التشكيل ومن ابرزها أن عزام البزاز وبعد حصوله على الشهرة التي يستحقها ، لايزال مستمر بالعطاء يحث الخطى ، ويغذ السير ، ونراه مستعدا لإعطاء اجابات ثقافية وفنية للاطروحات الفنية الجديدة على المستوى العالمي .وثاني هذه الحقائق انه لايزال حريصا على ان يقدم للعالم سحر الشرق وقوته من خلال احتكاكه بمنجزات الغرب المادية والتقنية ، وهو يقدم نفسه من خلال لوحاته رسولا للسلام والتعايش السلمي . فضلا عن انه يعطي للفن الاولوية في ان يكون وسيلة الحوار بين الحضارات ؛ فلغة الفن عنده ليست وطنية قومية فحسب ، بل عالمية انسانية ، وهذا هو سر قدرته على ان تكون لوحاته بمثابة (اللغة الانسانية الناطقة ) التي توفر الظروف اللازمة لكي يكون الفن ، ومنه التشكيل القاسم المشترك بين شعوب العالم في سعيها من اجل السلام والاخوة .
نعم ان الوان عزام البزاز في لوحاته ، تحمل سحر الشرق في روحانيته وملاحمه واساطيره وحكاياته التي ابتدأت بكلكامش الباحث عن سر الخلود لتنتهي بألف ليلة وليلة الباحثة عن ديمومة العمل والاستمرارية في العطاء والامل في المستقبل . هذا فضلا عن ان الكثير من لوحاته تقترن بالحمام والحمام رسول السلام وتقترن بالمرأة والمرأة سر ديمومة وتواصل الحياة وتقترن بالطبيعة والطبيعة أُمنا الحنون التي تضمنا تحت اجنحتها لهذا يجب ان نرأف بها كما نرأف بأمهاتنا وبناتنا .واخيرا فعزام البزاز هذا الفنان التشكيلي العراقي الكبير وفي مسيرته الرائعة التي استمرت عقودا ، يمثل ثقافة عريقة ؛ ثقافته الموصلية العراقية العربية الانسانية نجده يتحرك ضمن هذه الدوائر ليعطي للعالم الدليل على عراقة تقاليده ، وقيمه وافكاره وانماط حياته الحميمية الصادقة النظيفة النزيهة عن المطامع والشكليات .
شكرا للاخ الدكتور بنيتو كوراديني Dr.Benito Corradini على مبادرته الجميلة في ترجمة مقالي ، وتمنياتي له بالبهاء والالق الدائم وشكرا لفناننا الكبير الاستاذ عزام البزاز وتمنياتي بالعمر المديد والعطاء الدائم خدمة لثقافة بلاده وامته والانسانية .
*كاتب ومؤرخ عراقي

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

732 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع