الطاف عبد الحميد
منذ فترة أعاني من مزاحمة دماغية تريد أن تقصي فصوص دماغي عن قراءة المقالات السياسية الاخذة في السيحان بموجات تسونامية قاهرة صادمة قالعة لكل قائم ومزيلة لكل تدبير..
وكتاب المقالات أصبحوا متقوقعين في جحر السياسة الضيق والمقصور البحث فيه في الشأن العراقي فقط ، وبات الاحتلال والسقوط ومجلس الحكم وبرايمر والمحاصصة الطائفية وحل الجيش العراقي والاجتثاث والارهاب والسيارات المتفجرة والحشوات الناسفة والقوات الامنية والخروقات المتتالية وصراع الكتل والانتخابات والتزويرات والسرقات بوزن الحوت والبرلمان النهاب لثروة العراقيين بدون عمل والخوف من الرجعة الطائفية ، هي كل شغل السياسيين في كل مقالاتهم وتحليلاتهم ، حتى بات المراهق محللا سياسيا نتيجة الحقن المستمر والمتكرر تكرارا من عشرات الفضائيات المسلحة بكل اسلحة الفتنة ، التي لاترحم،متصيدة اتباع ومناصرين لها متشرذمين ، ولا أدري كيف فات هذه القنوات تشكيل كيانات سياسية باسماء قنواتهم ولو فعلت لاستقطبت افواج المؤيدين من كل الفرقاء من هم في أسفل السلم المعرفي أو في أعلاه ولأحدثت فرقا غير محمود .
إن القارىء للمقالات والمستمع للتحليلات غيبت عنه معلومات محصنة له تجعله غير قادر على التمييز لما يسمع ، وغير قادر على إبداء رأي سديد للتجهيل المتعمد من قبل الجميع وخاصة من يمارسون مهنة السياسة وأصحاب النفوذ ميالين تارة لهذا وتارة لذاك بقصدية إشغال منصب نفعي مدفوع الاجر حتى وإن تعارض مع إرشادات الضمير المصاب بالنعاس المستديم والمبرمج ، فالبعض ينتقد بتتابع الوزير الفلاني لانه اتخذ القرار الفلاني والذي ادى الى حدوث عواقب وخيمة ، وتبدأ سلسلة المقالات الناصحة والناقدة لهذا الوزير ، لكن النقاد من كتاب المقالات لايتبينون أن الوزير لم يكن وزير ، بل قل انه لايصلح أن يكون مدير مدرسة إبتدائية ، وهو حيث هو نتيجة مفروضة من كتلته التوافقية (لو ألعب لو أخرب الملعب) والامر منسحبا على الكثير منهم ، وهو مشابه تماما لعملية جراحية يجريها (فيترجي سيارات) وعليك أن تتصور نتائج العملية الجراحية الغارقة بكل أنواع الكنكرينا ، مع مثل هذه الحالات هل يصبح التحليل السياسي او المقالة السياسية مستساغة وحقيقية انه كما يقال بالعامية ( يثرد بصف اللكن ) تبينوا ذلك أيها الكتاب وغيروا إتجاه مقالاتكم 180 درجة ، وأكتبوا فيما ينفع ويثري ويدفع فيغير الى احسن ، فقد مللنا تكرارا يتكرر بلا إنقطاع ، وتمنيت لو بالامكان إستفراغ ذاكرتي من بنود الدستور وأعمال برايمر وطائفية مجلس الحكم ، والمحاصصة والكتل والاحزاب والكيانات والمرشحين لتقاسم غنائم لم يجري تقسيمها والتصارع السرمدي ، لأعود بذاكرتي الى طفولتها غير المدنسة ، وأنجو بنفسي من داء الصداع الدائمي والشقيقة غير الشقيقة والهم والغم ، علكم بتغيير أساليب مقالاتكم ، تنعشون فاقدي عملياتهم الحيوية على أسرة الانعاش السريري المستديم .
3094 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع