طفلة عراقية مميزة

                                                        

                                بقلم احمد فخري

طفلة عراقية مميزة

    

                          سلينا يحيى احمد

    

من وجهة نظري فإن جميع اطفال العالم بغض النظر عن اعمارهم او انتمائهم العرقي او الديني او المذهبي او لون بشرتهم يكونون مميزين بدون ادنى شك. الا ان بعض الاطفال لديهم مزايا اضافية تجعلهم يختلفون عن باقي اقرانهم من ناحية الطيبة والاخلاق الحميدة والموهبة الفنية ولباقة الكلام وخفة الظل وسرعة البديهة والذكاء المفرط وبراعة الحديث. هذه المزايا جميعاً اجتمعت بطفلة واحدة وهي موضوع حلقتنا اليوم وهي الطفلة سلينة. دعنا نتعرف عليها عن قرب،
الاسم الكامل : سلينا يحيى احمد.
العمر: 4 سنوات وربع.
الاصل :عراقي.
الجنسية : دنماركية بالولادة.
اللغات التي تجيدها بطلاقة: الدنماركية، العربية ، الانكليزية.
المؤهلات: طالبة في صف الروضة، تمارس رقص الباليه الاحترافي منذ اكثر من سنة، لديها حضور في جميع اجتماعات العائلة ويؤخذ رأيها في القرارات الجماعية المهمة لانها عادة ما تكون صائبة وسديدة. مغنية من الدرجة الاولى ولديها صوت جميل. لعبها هادئ ولا تسبب الازعاج لاحد. غرفتها عامرة بنتاجاتها الفنية.

          

             سلينة تغني اغنية Let it go

      

استقبلت سلينا وعائلتها ببيتي المتواضع قبل اسبوعين فبعثوا بقلبي الفرحة والسرور. وبينما كنت اتحدث مع والدة سلينا، سألتها السؤال الروتيني المعتاد عن اوضاع حفيدتي سلينا وعن سير تدريباتها على رقص الباليه ومدى تأقلمها مع زملائها وزميلاتها بالروضة. الا انها فاجأتني بقولها ان مٌدَرّستها قامت بتقديم شكوى ضد سلينا. سألتها باستغراب كبير، "وهل يعقل ذلك؟ هل يشكو احد من هذه الفتاة التي هي اشبه بالملاك منها الى الانسان؟" فاجابت امها بان مدرستها فعلاً اشتكت منها. وفحوى الشكوى كالتالي: تقوم سلينا باصطحاب زميلاتها الى المرحاض ثم تقوم بمساعدتهم على الاغتسال بعد قضاء حوائجهم. وعندما سألتها الام عن ما اذا كان ذلك شيء جيد بحيث يقوم طفلٌ صغير بسنها بتقديم العون لزميله دون ان يستنكف من فعل ذلك ليكون مثال رائعاً على نكران الذات. الا ان المدرسة اخبرتها بانهم (وتعني الادارة هنا) يرغبون جعل الاطفال يعتمدون على انفسهم بدلاً من ان يعتمدوا على زميلتهم. فهل يعقل ذلك؟ كم قلبك كبير ايتها الطفلة الطيبة الحنونة! هل يعقل انها تحمل شعور الامومة بذلك السن المبكر نحو زميلاتها كي تقوم بذلك العمل الانساني الرفيع الذي يستنكف منه الكثير من البالغين ناهيك الاطفال؟
قبل فترة اخبَرَتْ سلينا والدها بانها تريد ان تتحدث معه بموضوع مهم. فجرى بينهما حواراً مثيراً كالتالي:
سلينا : يا ابتي لقد قررت ان اربي حيوان بالبيت اسوة بزملائي الدنماركيين بالروضة.
والدها : انا ارفض ذلك لان تربية الحيوان مسؤولية كبيرة ولان ذلك يتطلب عناية دائمة بالحيون وخبرة كبيرة للمربي.
سلينا : انا فعلاً اربي حيوان بغرفتي حالياً. وقد تعلمت الكثير من تربيته.
والدها : وما نوع ذلك الحيوان الذي تربيه؟
سلينا : انا اربي ذبابة.
والدها : لكنك تعلمين ان الذباب قذر ومن الممكن ان يأتي بالامراض لانه يقف على الاوساخ.
سلينا : الذبابة التي بغرفتي حديثة الولادة ولم يتسنى لها الوقوف على القاذورات لذا فهي نظيفة.
والدها : حسناً دعنا نتخلص من الذبابة التي بغرفتك وانا اعدك انني ساشتري لك حيوان اليف تستطيعين تربيته.
سلينا : وكيف تريد التخلص من الذبابة التي بغرفتي. سوف لن اسمح لك ان تقتلها.
والدها : وكيف تقترحين ان نتخلص منها؟
سلينا : سافتح لها النافذة وادعها تلتحق بامها، وهذا تصرف انساني,
والدها : حسناً. انا موافق. غداً ساشتري لك حيوان بامكانك تربيته.
باليوم التالي ذهب الى متجر الحيوانات واقتنى لها حيواناً صغيراً واليفاً من فصيلة (هامستر). فقررت ان تسميه مينا.
ساترك التعليق لكم.

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1224 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع