بيلسان قيصر
قراءة في معطيات تفجير مرفأ بيروت
حول ما يسمى بسيد المقاومة حسن نصر الله لبنان من المليادير الثري المترف الى المتكسع الذي يستجدي في الشارع العربي والدولي. فأسف وألف أسف على لبنان حسن نصر الله.
الفاجعة التي حلت بلبنان إثر تفجير مرفأ بيروت كانت أشبه بيوم القيامة كما ذكر البعض، فقد كان البلد واقفا ويتأرجح على الهاوية، لكن عصف التفجير الأخير دفعه بقوة الى السقوط في قعر الهاوية. في دولة فقيرة متخلفة تعاني من عجز في الميزانية، دولة صغيرة المساحة والسكان ولكنها صاحبة اكبر مديونية في عالم بما يزيد عن (120) مليار دولار، وعملة وطنية منهارة، وخدمات صحية شبه معدومة، وفساد حكومي لا حدود له، ودولة محاصصة نفضت الكفاءات وأتت بالحزبيين والموالين للزعماء، دولة انتهت وفق جميع المعايير الدولية. ولأن الفاجعة أكبر مما يتصوره العقل، فقد انقسم اللبنانيون حول اسباب وتداعيات ونتائج هذا التفجير المريب، ومن يقف ورائه، وهل ستكشف الحكومة الفاسدة الحقيقة، ام ستغطي عنها كالعادة وتحاسب صغار الموظفين؟
طالب البعض بلجنة تحقيقة دولية لكشف الملابسات. وأصحاب المطالبة هذه يعتمدون في رؤيتهم على معطيات جوهرية منها عدم ثقة الشعب اللبناني بإي اجراءات حكومية، لاسيما ان حزب الله هو الذي يمسك بكل مفاصل الدولة اللبنانية، وهو المسؤول بشكل مباشر أو غير مباشر عن ايصال لبنان الى الانهيار. فالأزمات التي حصلت خلال هذا الشهر ابتداءا من فضيحة الدجاج الفاسد، وازمة الوقود المغشوش، الى تفجير مرفأ بيروت، لحزب الله اصابع فيها، بإعتبار هو من يحكم.
سيما ان جميع اللبنانيون يعرفون ان حزب الله هو الذي يسيطر على هذا الميناء علاوة على مطار بيروت. وان هناك الكثير من ملفات الفساد طالت المرفأ، ولم يحقق فيها القضاء، لأن القضاء يخضع لإرادة السياسيين اي الى حزب الله وحلفائه.
يضاف الى ذلك التخبط في التصريحات الصادرة عن الجهات الحكومية حول اساب الانفجار، مثلا مدير مرفأ بيروت نفى الرواية الرسمية نفيا قاطعا بوجود حاويات للمرفقعات والالعاب نارية في المرفأ. ونفى في الوقت نفسه الرواية الحكومية في ان الحريق الذي سبق الإنفجار سببه قيام عمال لحموا التشققات في جدران العنبر، مؤكدا ان العمال انتهوا من عملهم الساعة الثانية ظهرا، وحصل الانفجار بعد اكثر من اربع ساعات، من جهة اخرى ذكر خبراء ومختصون ان انفجار نترات الامونيوم لا ينتج سحابة دخان حمراء مطلقا، فهناك شيء آخر تفجر معها. واكد الخبراء بأن نترات الامونيوم لا تنفجر بمجرد حدوث حريق الا بوجود صاعق، بمعنى بفعل فاعل..
ويظن أصحاب هذا الرأي انه ليس لدى لبنان تقنيات فنية وخبراء في التحقيق في مثل هذه الكارثة، ونستذكر هنا تفجير مماثل في اغتيال الرئيس اللبناني السابق رفيق الحريري.
كما أن اية لجنة تحقيقية لبنانية تحت أي مسمى ستحاول ان تنفي عن نفسها التهمة أو تغطي عليها، على إعتبار ان الجهات التحقيقية هي نفسها ذات علاقة بالمرفأ، فهناك قوات من الجيش، والأمن، والجمارك علاوة على تورط القضاء كما تبين من خلال المراسلات بين هذه الجهات والقضاء الذي تستر على الموضوع منذ عام 2014 للبت في موضوع الحاويات.
أما اصحاب الرأي المعارض للجنة تحقيقة دولية، فهم لا يثقون بهذه اللجان، ولهم تجربة سابقة مريرة معهم مستذكرين استغراق لجنة التحقيق الدولية بإغتيال الحريري 15 عاما، علاوة على تحمل الحكومة اللبنانية نفقات باهظة دفعت الى المحققين الدوليين، ويفترض ان يصدر الحكم النهائي يوم الجمعة القادم في 7/8/2020 وهناك من يربط الحدث بفعل ما يقوم به حزب الله لتوجيه الأنظار بعيدا عن موضوع محكمة الحريري على إعتبار ان اللجنة ستدين أعضاء في حزب الله عن جريمة اغتيال الحريري، لكن حزب الله لم يتوقع ان يكون التفجير بهذه القوة وبمثل هذه الخسائر، اي نفس تبرير حسن نصر الله في حربه مع اسرائيل وقوله انه لم يكن يتوقع ان تكون الخسائر بهذا الحجم الهائل.
وبغض النظر عن إحالة التحقيق الى لجنة لبنانية او دولية، وبغض النظر عن اسباب التفجير بوجود فاعل او بدونه، ويغض النظر عن الإجرات القادمة التي ستقوم حكومة حسان ذياب، فإن لبنان سيواجه كارثة اقتصادية غير قادر على تحملها، علاوة على مجاعة بسبب الدمار الذي حل بسايلوات الحنطة في ميناء بيروت واحتراق السفن المحملة بالحنطة.
المثير للعجب انه لا الخامنئي ولا حسن نصر اخرجوا رأسيهما من جحورهما لينظروا للفاجعة وما حل ببيروت الشابة الجميلة، وكيف تحولت الى عجوز شمطاء، ولم يطلقا اي تصريح!!! هل من تفسير معقول لهذه الحالة الغريبة؟
بيلسان قيصر
آب 2020 البرازيل
1090 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع