العراق دولة المنظمة العلنية / الجزء السادس

                                                 


                        بقلم المحامي المستشار
                       محي الدين محمد يونس

  

العراق دولة المنظمة العلنية/الجزء السادس

والآن يحق لنا أن نتسائل في (عجيب أمور غريب قضية) حصلت في العراق وهي مثيرة للتعجب والسخرية, ولابد من الإطلاع عليها ومناقشتها بروح التسامح والشفافية في تقبل الرأي الآخر وبعيد عن العواطف وبالحقائق المجردة فنسأل: 

هل يعقل ... أن يدخل الرئيس العراقي في صراع عسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية ونحن نعيش ظاهرة القطبية الأحادية واستفراد هذه الدولة العظمى بالدور القيادي في الحياة السياسية الدولية واستخدامها لاساليب التهديد والترغيب والأمم المتحدة (كشرعية دولية) ومجلس الامن لتحقيق أغراضها وأهدافها السياسية والاقتصادية؟
على أي شيء كان يعول ... ما كان يملكه من سلاح وتجهيزات خردة... أو رجال تعبانة منهكة خائرة القوى... والمعنويات والمترقبة ليوم الخلاص...
ألم يستفاد من تجربته السابقة مع هذه الدولة وحليفاتها في عام 1991 عندما تم طرده من دولة الكويت شر طردة؟
يفوت هذه المرة في حرب معها وهي معها أربعون دولة بالتمام والكمال من الرجال والعدة اللازمة معتمداً (على الزلم اللي راواهم المر والعذاب).
أيعقل... أن يقود الجيش العراقي مجموعة من الأشخاص من الذين لا تربطهم أية علاقة مهنية بالمؤسسات العسكرية سوى قرابتهم من رأس النظام ولا يحملون أية شهادات في العلوم العسكرية وحتى ربما شهادات جامعية, (علي حسن المجيد, عزة الدوري, قصي, عدي, عبد حمود, بارزان... إلخ) والمضحك المبكي أن يكلف هؤلاء باستلام قواطع الحركات العسكرية في العراق أمام قوات التحالف في حرب الخليج الثالثة.

                            

                        علي حسن المجيد

الجيش العراقي وما كان يتمتع به من سمعة بين جيوش العالم من حيث أصالته وخبرته الواسعة في مجالات النشاط العسكري, لقد تدنت إمكانيات وقدرات هذا الجيش, المؤسسة العسكرية العراقية فقدت قيمتها وأصبحت هامشية عندما تسلل إليها من لا شهادة له ومنح أعلى رتبة, ونبدأ بالحديث عنهم :-

1- علي حسن المجيد (علي كيماوي)

قائد المنطقة الجنوبية في حرب الخليج الثالثة ولنرى مؤهلاته للقيام بهذه المهمة الصعبة وتجدر الإشارة إلى فشل المذكور في الدفاع عن مدينة كركوك عندما كلف بالإشراف على الاستعدادات المتخذة للدفاع عن المدينة وقد تعهد للرئيس العراقي (صدام حسين) عدم التخلي عنها بأي ثمن إلا أنه لم يستطع الصمود أمام قوات البيشمركَه الزاحفة على المدينة من محوري السليمانية كركوك وأربيل كركوك واضطر إلى الهروب إلى مدينة الموصل واستطاعت قوات البيشمركَه السيطرة على المدينة بتاريخ 21/3/1991, وكانت المحافظات الثلاثة الأخرى (السليمانية, أربيل, دهوك) قد سقطت قبل ذلك.

   


عمر خضر آغا السورجي             حماد شهاب

فالمذكور هو ابن عم الرئيس العراقي (صدام حسين) كان جندياً بسيطاً في الفرقة المدرعة الثانية في كركوك من عام 1970 ولغاية عام 1974, حيث نقل إلى بغداد, وأتذكر من لقاءاتي المتكررة مع المرحوم (عمر خضر آغا السورجي) وأحاديثه بأنه كان على علاقة وطيدة مع (حماد شهاب) وزير الدفاع وكان يزوره في منزله ودائرته باستمرار ويشاهد هناك (علي حسن المجيد) وكان جندياً يعمل كسائق لدى المذكور وكان يمنحه خمسة دنانير في كل مرة كان يشاهده فيها ويتلقى الشكر مقابل ذلك... وتمضي الأيام والسنين إذ حضر إلى دائرتي وكان ذلك في عام 1987 وطلب مني مصاحبته إلى محافظة كركوك, لبيت طلبه وصاحبته وفي الطريق من محافظة أربيل وقبل وصولنا إلى كركوك استفسرت منه عن سبب ذهابه إلى هذه المحافظة, أجابني بأنه ذاهب لمقابلة (علي حسن المجيد) أمين سر مكتب تنظيم الشمال وحسب طلبه.

    

     كم أزهق من أرواح هذا الوضيع – علي حسن المجيد

ذكرته بأحاديثه السابقة عنه في السبعينيات من القرن الماضي عندما كان يعمل سائقاً لدى وزير الدفاع (حماد شهاب) والبخشيش الذي كان يمنحه له عندها بادرني القول: ((هل تدري بأنني ذاهب إليه الآن وأنا خائف منه))
أجبته: ((ولماذا تخاف منه وانت تعرفه منذ فترة طويلة ))
أجاب: ((هنا بيت القصيد أخاف منه أن يدبر لي مكيدة وينتقم مني لكوني أحمل كل هذه الأسرار عنه))
سألته: ((إذا كنت تفكر هكذا فلماذا تأخذني معك؟... وماذا سيكون مصيري إن صح اعتقادك وقام بالانتقام منك في هذه الزيارة؟))
أجابني ضاحكاً: ((سيكون مصيرك مثل مصيري))
أجبته: ((أنا موافق على ذلك ولكن في حال لم يكن ما تفكر به صحيحاً وقام بمكافئتك فإنني أطلب حصتي من هذه المكافئة وهو الأرجح))
أجابني: ((تدلل))
عند وصولنا المكان المقصود وفاتني أن أذكر بأن المرحوم (عمر آغا السورجي) كان من كبار رؤوساء عشيرة السورجي ومستشاراً, دخلنا على مدير مكتب المذكور والذي بادر إلى إخبار (علي حسن المجيد) بقدوم الضيف فحضر واستقبله بنفسه وأدخله مكتبه عندها تنفست الصعداء وقلت مع نفسي إذن تحقق الاحتمال الثاني.

وعند انتهاء الزيارة والتي استغرقت نصف ساعة خرج الضيف مودعاً من قبل مضيفه وبيده ورقة وطلب من مدير مكتبه مرافقتنا لإنجاز ما أمر به وبعد تسليمه للورقة لأحد الموظفين استلم كيساً كبيراً حاوياً لمبلغ من المال, طلبت منه أن احمله بدلاً عنه... فرفض ذلك ضاحكاً وقال وحسب المثل الكردي (مالي في كيسي), عند وصولنا مدينة أربيل طلبت من السائق أن يوصلني إلى داري وفعلاً أوقف السيارة وفتحت بابها.
عمر آغا السورجي: ((شكراً أخ محي الدين تعبتك معايا مع السلامة))
أجبته: ((شنو مع السلامة وين حصتي))
عمر آغا: ((عبالي نسيت))
أجبته: ((لا ما أنسى))
مد يده داخل الكيس وأخرج شدة نقود فئة الخمسة وعشرين دينار (2500) ألفان وخمسمائة دينار ناولني إياها ... فطلبت منه أن يمد يده ثانية داخل الكيس وناولني شدة أخرى وأصبح المبلغ (5000) خمسة آلاف دينار وهو يردد: ((إنت شكَد طماع))
أجبته: ((أنا لست طماع... ماذا كان مصيري لو طبق علي حسن المجيد الخيار الأول)).

في أواسط السبعينيات من القرن الماضي تسلم مسؤولية إدارة مديرية الأمن العامة وفي حزيران من عام 1989 أصبح وزيراً للحكم المحلي وفي عام 1991 تسلم وزارة الداخلية ثم بعد ذلك وزارة الدفاع ولغاية عام 1995.
وفي النصف الثاني من الثمانينيات من القرن الماضي أصبح أمين سر مكتب تنظيم الشمال مع منحه كافة الصلاحيات المقررة لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس قيادة الثورة (صدام حسين), أشرف على عمليات التهجير العرقي والابادة الجماعية في كردستان العراق ومنها أيضاً عمليات الانفال سيئة الصيت...

بعد احتلال العراق لدولة الكويت عين محافظاً لها ثم تولى عمليات قمع الانتفاضة في الجنوب عام 1991, نسب قائد للمنطقة الجنوبية استعداداً للغزو الأمريكي على العراق وعند بدأ الحرب وتقدم القوات الأمريكية والبريطانية اضطر للهرب بسيارة اسعاف وألقي القبض عليه في مدينة سامراء, صدر الحكم عليه بالإعدام من قبل المحكمة الجنائية العراقية ونفذ فيه الحكم في 25 كانون الثاني عام 2010.

ملاحظات حول هذه الشخصية:
- شخصية ذو ثقافة متدنية, خريج الدراسة الابتدائية جاءت به الصدفة لاستلام كل هذه المسؤوليات الخطيرة.
- تدرج في الرتب العسكرية دون أن يستحق أي منها إلى أن وصل إلى رتبة فريق أول وبذلك أصبح يتحتم على ضباط الجيش العراقي من خريجي الكلية العسكرية وكلية الأركان والدورات التخصصية ومن ذوي الخبرة والخدمة في الجيش العراقي أن يؤدوا له التحية العسكرية وينادوه بكلمة (سيدي) تصوروا قرائي الأعزاء من جندي بسيط إلى فريق أول ووزير ويكون ما وصلنا إليه من وضع مزري أمراً طبيعياً.
- لم أرصد اهتمامه بالكسب المادي واستغلال الوظيفة لهذا الغرض ويظهر من أن اهتمامه بالكاوليه قد صرفت نظره عن هذه الناحية.

2- عزت الدوري

   

                         عزت الدوري

قائد المنطقة الشمالية في حرب الخليج الثالثة (الحواسم) قائد عسكري يتميز بكفائته وقدراته القيادية وعلمه العسكري وتاريخه الحافل بالإنجازات الخارقة وهو من خيرة ضباط الجيش العراقي واستحالة خرق الجبهة التي يكون فيها مسؤولاً ومهما كانت قوة الطرف المهاجم هذه المواصفات في القائد دفعت الجيش الأمريكي إلى تحاشي الهجوم على العراق في عام 2003 من هذه المنطقة من تركيا ونقل نشاطه في هذا المجال إلى دولة الكويت خوفاً من بطش (شايبنا) كما كان يحلو للرئيس العراقي تسميته والذي ذكرني بموضوع ذو صلة فعندما قامت الحكومة العراقية بتعديل قانون الأحوال الشخصية ومنعت بموجبه الزواج بإمرأة ثانية إلا وفق شروط محددة ومحاسبة المخالف بعقوبة شديدة إلا أن السيد النائب (عزت الدوري) خرق القانون وتزوج بإمرأة ثانية ضارباً ما جاء في القانون عرض الحائط مما حدا برئيسة اتحاد النساء (منال الألوسي) إلى مراجعة الرئيس العراقي (صدام حسين) غاضبة وشاكية من نائبه لديه عن تصرفه هذا وحينها أجابها ضاحكاً: ((يمعوده ديري بالج على شايبنا)).

      

        منال الألوسي رئيس الاتحاد النسائي العراقي

ملاحظات حول هذه الشخصية:
- بالرغم من كونه كان من أكثر المسؤولين في النظام السابق عرضة للاستهزاء بشخصيته وحبك النكات الطريفة عنه وعن لسانه إلا أنه أثبت عكس ما كان متصوراً عنه, فقد استطاع الهرب والتخفي ولم تستطع القوات الأمريكية وحلفائها والقوات العراقية والأمنية من العثور عليه لحد الآن, بالرغم من كونه يحمل صفات وسمات مميزة يسهل التعرف عليه, والسبب في اعتقادي يعود إلى كونه درويشاً ويمكنه التخفي عند مريديه أو أن يلبس طاقية الإخفاء كما أن الاحتمال الآخر والذي يروج له من كونه ضيفاً لدى القوات الأمريكية للاستفادة من خبراته السياسية والعسكرية أو الاستفادة منه عند الحاجة.
- خريج أكاديمية الثلج للعلوم العسكرية الاستراتيجية.
- أكثر ما يثير فيه من الإعجاب عند مشاهدته وهو بكل هذه الشياكة مرتدياً للملابس العسكرية ويحمل كل هذه النياشين والأنواط.


3- عدي صدام حسين

             

                                عدي صدام حسين

لقد تسلط الرئيس العراقي (صدام حسين) على رقاب العراقيين إلا أن الله العلي القدير سلط عليه نجله (عدي) الذي أذاقه مر العذاب وكانت مشاكله وسوء سلوكه تشغل كثيرا من وقت وطاقة المذكور وحاشيته, لتدخله في كافة أمور الدولة والحزب وانشغال الناس أيضاً بأخباره وتصرفاته غير الأخلاقية وسوء سلوكه.
في عام 1991 عندما كان كل من عدي صدام حسين وحسين كامل على وفاق وتفاهم قاما بعمليات التهريب واستغلال السوق العراقية وتحكمهم بالاقتصاد العراقي (بعد الحصار) الذي فرض على العراق من قبل الأمم المتحدة بسبب غزوه واحتلاله لدولة الكويت.
احتدم الصراع على النفوذ والمصالح بين الاثنين ووصلت إلى حد القطيعة عندما هدد (عدي) صهره (حسين) بالقتل مما حدا بالأخير أن يقرر الهرب من العراق إلى الأردن مع شقيقه (صدام كامل) وزوجتيهما بتاريخ 8/8/1995.

        

          صدام حسين يتوسط ولديه عدي وقصي

هل تتوقف تصرفات (عدي) العدوانية عند هذا الحد مع أقاربه ففي ليلة اليوم الذي هرب فيه (حسين) مع شقيقه (صدام) وزوجتيهما (رغد) و (رنا) إلى الأردن وعندما كان محتسياً للخمر وثملاً فتح النار على عمه (وطبان) والذي أصيب في كلتا ساقيه وكان ثملاً هو الأخر وكان النزاع بينهما على فتاة جميلة, ثم نأتي إلى مقتل متذوق طعام الرئيس (كامل حنا) والذي كان يقيم احتفالاً لأحد أقاربه في إحدى دور الضيافة بينما كانت كل من (ساجدة وسوزان مبارك) في دار الضيافة الرسمية التي لا تبعد سوى بضع مئات الأمتار وبالقرب منهما كان (عدي) وصديقه (ظافر) في دار أخرى وهم منشغلون باحتساء الفودكَا عندما سمعوا صوت إطلاقات نارية مصدرها مكان احتفال (كامل حنا) فأرسل عدي صديقه (ظافر) ليبلغه الكف عن هذا التصرف إلا أن المذكور كان في حالة سكر واستمر في إطلاق النار وبشكل أشد لاحقاً فما كان من (عدي) إلا ان يذهب بنفسه لحثه على الهدوء ولوضع نهاية للموسيقى الراقصة الصاخبة والطلقات الطائشة وعندما وصل إلى المكان توقفت الموسيقى والصخب وقام (عدي) بمعاتبته وتعنيفه، فأجابه (كامل حنا) وكان ثملاً بأسلوب لم يكن يتوقعه (عدي) والذي رفع عصا العاج التي كان يحملها وعالجه بضربه على رأسه حتى خر صريعاً وسقط على الأرض ميتاً.

ملاحظات حول هذه الشخصية
- كان الرئيس العراقي لا يستطيع السيطرة على تصرفات نجله (عدي) بالرغم من تسببه للكثير من الإحراجات له وكان للمنافقين دور بارز في عدم تمكنه من محاسبته تملقاً ورياء بالإضافة إلى غضه الطرف عن الكثير من تجاوزاته على المقربين منه والمواطنين بشكل عام.
- إضافة إلى الجرائم المعلنة والمرتكبة من قبل (عدي) فهناك الكثير من الجرائم التي لم تعلن بسبب خوف المجنى عليهم من انتقامه منهم وخوفاً من الفضيحة وحفاظاً على السمعة.
- جرائم الاستغلال المالي والقيام بالسيطرة على الاقتصاد العراقي وخاصة في المجالات المربحة (السكاير, المشروبات الروحية) وتشكيله لعلاقات مشبوهة مع كبار التجار وتسهيل أمورهم لقاء أرباح فقد اغتنى في نعيم التجارة الذي تنامي أثناء العقوبات وكان الغالبية من أبناء الشعب العراقي يعيشون في العوز والجوع.
- كانت مهمة (عدي) في حرب الخليج الثالثة قيادته لمليشيات فدائي صدام.
- لقد أذاق الرياضيين والمطربين صنوف العذاب والإهانة ومطربنا الكبير (كاظم الساهر) هرب من العراق خوفاً من بطشه وجبروته وكان يغار منه.


4- قصي صدام حسين

   


                   عدي و قصي صدام حسين

قائد الحرس الجمهوري وجهاز الأمن الخاص, مسؤوليات تفوق قدراته وامكانياته العقلية وخبرته في إدارة صراع عسكري بهذا الحجم وهذه النوعية من الاستعدادات غير المتكافئة بين طرفي الصراع من حيث عدد ونوعية المقاتلين المشاركين في الحرب وعدد ونوعية السلاح والتجهيزات المعدة لهذا الغرض, وكان للإخفاقات العسكرية التي مني بها الجيش العراقي في المنطقة الجنوبية دور في التأثير على معنويات بقية القطعات العسكرية في المناطق الأخرى من العراق ومنها قطعات الحرس الجمهوري والتي كانت معدة للدفاع عن العاصمة بغداد حيث تلاشت واستحالت السيطرة عليها وقيادتها عند وصول طلائع القوات الأمريكية إلى مشارف العاصمة بغداد واشتباكها مع بعض قطعات قوات الحرس الجمهوري والتي استبسلت في القتال ولكنها لم تستطع الصمود أمام زخم القوة المهاجمة.
بالحديث عن (قصي صدام حسين) فإننا لا نرى الحاجة إلى الحديث عن الرجال الآخرين من الذين جمعهم القائد الضرورة من أقاربه للدفاع عن العراق وتوقعاته بأن يستطيع الجيش العراقي وبمساندة الشعب العراقي من التصدي لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ويعلن بعد فشلها من تحقيق مأربها (ما أحلا النصر بعون الله) توقعاته خابت لعدم استيعابه للمشهد السياسي والعسكري وخطورته على مستقبل العراق بشكل صحيح ورفضه لكل المحاولات التي جرت معه في تركه للعراق وتجنيبه هذه الحرب الكارثية والنأي بنفسه عن كل ما حل به من بؤس وشقاء بعد حياة الجاه والرفاه الطويلة.

            

حسين كامل وزوجته رغد صدام حسين صدام كامل وزوجته رنا صدام حسين

والذي يثير استغرابي هو سلوكه لنفس الطريقة التي اعتمدها عند هروبه بعد محاولة اغتيال (عبد الكريم قاسم) في عام 1959 في شارع الرشيد في بغداد واشتراكه فيها وإصابته في ساقه وتبين عدم صحة ما كان يشاع عنه من أقاويل في وجود الانفاق والبيوت السرية الخفية لاستعمالها عند الحاجة من قبله.
أيعقل... أن يأتي الرئيس العراقي بشخص لمجرد قرابته منه ودون أن تكون لديه أية مميزات ونقصد به (حسين كامل)... تعالوا لنرى العجائب من أمر هذا الرجل... تقول التقارير بأن (حسين كامل) نسب عام 1970 كجندي بسيط في الفرقة المدرعة الثانية في كركوك وكان يعمل في ذات الفرقة ابن عمه (علي حسن المجيد) كجندي أيضاً وبقيا كذلك لغاية عام 1974 حيث نقلا إلى بغداد والتحق الأول كمرافق لنائب رئيس الجمهورية (صدام حسين) بلا رتبة عسكرية وكان تحصيله الدراسي هو الشهادة الابتدائية ومع هذا فإنني أتذكر مشاهدتي له عدة مرات في عام 1969 عندما كنت أقوم بزيارة أحد معارفي ويقوم هو بزيارة أحد أقاربه في منطقة (تل محمد) وكنت حينها قد تخرجت منذ أشهر قليلة من كلية الشرطة برتبة ملازم وكان هو برتبة مفوض درجة ثامنة (تخته).

                       

                       الزعيم عبد الكريم قاسم

في عام 1979 منح رتبة ملازم وفي عام 1982 رقي إلى رتبة نقيب وبعدها إلى رتبتين أعلى ليصبح عقيد وفي عام 1986 تمت ترقيته إلى رتبة لواء وفي عام 1990 أصبح برتبة فريق أول ركن وهي أعلى رتبة عسكرية في العراق إذا استثنينا رتبة رئيس الجمهورية (صدام حسين) وهي رتبة مهيب.
لقد حصل (حسين كامل) على كل هذه الرتب بحدود عشر سنوات بالإضافة إلى منحه شهادة (أركان – ماجستير علوم عسكرية) وهو الرجل بلا شهادة عسكرية وتحصيله الدراسي كما قلنا لم يتجاوز الابتدائية هذا فيما يخص الترقيات في الرتب العسكرية التي حصل عليها من ابن عنه (صدام حسين) والذي لم يكن عسكريا لذلك لم تكن عنده قيمة لهذه الرتب.

أما المناصب الحكومية والوزارية التي تولاها بعد أن اقترن بابنة المذكور:-
1- مشرف على هيئة التصنيع العسكري 1985
2- وزير الصناعة والمعادن 1988
3- وزير الصناعة والتصنيع العسكري 1988
4- وزير الدفاع 1989
5- مستشار رئيس الجمهورية 1992 ومشرف على: -
أ‌- هيئة الصناعة العسكرية
ب‌- وزارة الصناعة
ت‌- وزارة النفط
ث‌- وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
ج‌- الطاقة النووية
ح‌- رئيس اللجنة العليا للدولة للجهد الهندسي

        

      صدام حسين يحمل صهره ما لا طاقة له بحمله

لقد أصاب الرجل الغرور ومن لا يصيبه الغرور بعد أن يحصل على كل هذه الرتب والمناصب وبنت السيد الرئيس وملحقاته من المال والجاه واختلف مع ابن الرئيس (عدي) وخاف على حياته منه وهرب إلى الأردن مستصحباً شقيقه (صدام كامل) وزوجتيهما, وأضاف تصرف (حسين كامل) هذا هماً كبيراً جداً للرئيس العراقي (صدام حسين) والذي كان يعاني أصلاً من تداعيات إخراجه من الكويت والحصار الاقتصادي المفروض على العراق.

  

            صورة تجمع صدام وعائلته

للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:

https://algardenia.com/maqalat/41815-2019-10-09-04-16-48.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

864 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع