ظواهر حيرت العلماء /2

                                     

                         عبدالكريم الحسيني

كنا قد تطرقنا في الجزء الاول الى ثلاثة ظواهر حيرت العلماء ولاتزال لحد الان موضع تحليل ودراسه واليوم سوف نتطرق الى ظواهر اخرى لاتزال محيره للدارسين والعلماء ...

الظاهرة الاولى

يعتبر الدكتور سبنسر وهو مدير معهد فكتوريا للدراسات الروحيه من اكثر الباحثين الذين يشمون رائحة القصص المخادعه والتلفيق والكذب والزيف والخداع الذي يحاوله البعض في احاديث الروحانيات والظواهر الخارقه وهو يستمع يوميا الى العديد من هذه القصص ولكنه توقف عند واحده من القصص التي جلبت انتباهه وهي قصة الرجل الذي يظهر في مكانيين مختلفين متباعدين في وقت واحد ولكنه صنف هذه المعلومه على انها من ضمن الاخبار المزيفه وقد خانه حدسه هذه المره بعد ان نشرت العديد من الصحف العالميه في ربيع عام 1937 قصة ( لويس روجر ) الذي ظهر في مكانين مختلفين يبعد احدهما عن الاخر مايقارب 500 ميل وقد نجح الرجل في ذلك بالرغم من المراقبه الدقيقه التي قام بها العلماء والباحثين في شؤون ماوراء الطبيعه وبمشاركة رجال الشرطه وقد تم وضعه في مدينة ملبورن بحراسة الشرطه في حجره وفي نفس الوقت اتصلوا بالهاتف من مدينة سدني واخبروا بان روجر يسير في شوارع المدينه ..

  

قدم روجر الى استراليا في عام 1930 وهو شاب في الثلاثين من عمره واستقر في مدينة ملبورن وهو يعمل كوسيط روحي ونتيجة لوسامته وحلو كلامه فقد كسب شعبيه كبيره وخاصة بين النساء والمسنات منهن وكان يحقق لهن لقاءات مع احبتهن الذين فقدوهن وفارقوا هذا العالم لقاء ثمن معقول وكان روجر يحقق هذا الامر بدون عناء يذكر وبخلاف ذلك فانه غامض لايعرف عنه احد شيئا وكان يقول دائما ( انا تحت رحمة الارواح .. اتجه حيث يوجهونني ) وقد احاط نفسه بسريه تامه .. ظل الامر كذلك الى يوم من ايام صيف عام 1935 عندما التقت امرأتين في ملبورن حيث قالت احداهن ( لم اكن اعلم ان السيد روجر قد انتقل الى سدني فق قابلته هناك يوم الخميس الماضي وتحدثنا كثيرا بعد الظهر .. فقالت الاخرى ولكن هذا مستحيل فقد كان ضيفا عندي طيله يوم الخميس بعد الظهر وقد حظر لي روح زوجي وتناول الغداء عندي ؟..

سرت اشاعات كثيره وازدحم سجل مواعيد روجر وازدياد الايمان به وبقدراته وقد زاره الدكتور سبنسر وطلب منه اجراء بعض الاختبارات العلميه ولكنه رفض مبررا ذلك بانه يفسد ايمان رواده ويخرب عمله ولكن سبنسر نجح في الاخر باقناعه باجراء تجارب متسلسله وفي نفس الوقت كلف الدكتور سبنسر مخبرين متخفين لمراقبه روجر الذي اعطى وعدا بعدم مغادرة ملبورن لمدة ثلاث اسابيع ..

بدأ الدكتور سبنسر اختباراته في بداية نيسان 1937 وفي الثامن من نيسان 1937 تم ابلاغ الدكتور سبنسر أي بعد ثلاثة ايام من بدء التجربه بان هناك شخص يدعى ( لويس روجر ) قد حجز غرفه في احد الفنادق في سدني وهو طويل ذو شعر اسود طويل وانيق المظهر ..

توجه رجل المباحث الى الفندق وطرق باب غرفة روجر وخرج عليه رجل قال نعم انا لويس روجر وقد وصلت توا من ملبورن وقد اخبر الدكتور سبنسر بذلك فورا ... صاح دكتور سبنسر .. مستحيل انه هنا معي يتناول الغداء ؟؟ ولكن دكتور سبنسر قال في نفسه لايمكن ان تمر علينا هذه الخدعه من

رجلين تؤامين متشابهين وذكر ذلك الى روجر قائلا بامكان رجلين متشابهين ان يقوما بهذا العمل فقال روجر ,, ( لقد تعبت من هذا كله ولكني سوف اثبت لكم باني اتمتع بذلك وسوف اثبته يوم 22 نيسان لكي ننتهي من هذا الموضوع وتتركوني اعمل ) ..

في يوم 22 نيسان جاء روجر الى عيادة الدكتور سبنسر ووضع في غرفه مع سبنسر وقال روجر لسبنسر اختر كلمه سر فقال سبنسر ( ليلاك ) وبعد ساعم من ذلك رن الهاتف في غرفة سبنسر وقال عامل الهاتف ( هناك مكالمة لك من سدني ) تناول سماعة الهاتف فسمع صوت روجر يقول من هناك ( كلمة السر ليلاك ) ..

مات لويس روجر في عام 1942 في حروب اوربا خلال الحرب العالميه الثانيه ومات معه السر الذي لايزال يعتقد البعض انها حيله والاخرين يعتبروها ظاهرة حيرت العلماء ...

  

الظاهره الثانيه

كان السيد سام جونز الارمل يعيش مع زوجة ابنه وحفيده جون كلين البالغ 16 عاما في منزل صغير في شارع بيرون في مدينة رانكورن في شمال انكلترا عندما بدأت الاحداث التي تصورها الجد انها عباره عن مقالب سخيفه واتصل بالشرطه واخبرهم ولكن تبين ان الموضوع ليس مزحه سخيفه وانما موضوع جدي وخاصة بعد الاحداث التي حصلت يوم 22 ايلول عام 1952 وان الحالة تستدعي دراسه معمقه وجديه وتهيأ الكادر المطلوب قبل منتصف الليل في ساحة الدار الخارجيه مع كادر من المصورين وحملة اجهزه الاشعه تحت الحمراء وكان الحفيد جون قد اقنع صديقه جون بيري بالمبيت معه في الغرفه على سبيل التشجيع وقبل منتصف الليل بنصف ساعه تقريبا دخل الشابان الى الغرفه واستعد المراقبون لرصد الظاهره ومراقبتها وعند اطفاء النور وعم السكون بدأت الاصوات والارتجاجات وعندها دخل الى الغرفه عدد من المراقبين والمصورين والاقي يحتشدون على السلم ويحكي القس ( ستيفنس ) الذي دخل الغرفه اولا انه رأى المائده الكبيره وسط الغرفه تتحرك وترتفع الى مسافه حوالي 6 اقدام وتحدث معها وقال ان كنت تسمعين كلامي انقري ثلاث مرات وقد نقرت المائده ثلاث مرات على الارض وقد رأى ذلك كل من في الغرفه بشكل واضح دون ان يقترب منها احد ..

 

يواصل القس كلامه فيقول : اتجهت الى المائده وهي مستقره على الارض فوجدتها ثابته على الارض وهنا بدأت بعض الاشياء الصغيره تتحرك من اماكنها مثل ساعة التنبيه وكتب وتحف وتسقط على الارض وطار مفرش المائده ووضع على المائده بشكل مقلوب وخرجت الادراج ونثرت محتوياتها على الارض وانتهت تلك الامسيه بسحب الوساده من تحت رأس جون بقوه ويقول جون انها سحبت بقوه لاتقاوم .

يقول ضابط الشرطه الذي كان حاضرا في تقريره الرسمي .. كان الشاب جون كلين مرعوبا واقرب الى الانهيار العصبي ,, اسبعد وجود خدعه لانني حاولت تحريك المائده فلم اتمكن لثقلها ,, لااعتقد ان لهذين الشابين يد في الموضوع .. تواصلت الاحداث الغامضه في الليالي التي تلي تلك الليله وفي احدى هذه الليالي حضر الى الدار

السيد هارولد كروثر مزارع في مدينة رانكورن وهو لايؤمن بقضايا ماوراء الطبيعه ,, ومن اشد الرافضين لها وخلع معطفه ووضعه على المائده قائلا بتحد مخاطبا القوى الغامضه ( اذا لم تكن ترغب به اعده لي ) ومباشرة طار المعطف اليه وتكررت هذا الحاله ثلاث مرات ..

كان من الطبيعي ان يتبادر الشك الى الشابين وقامت الشرطه ببحث وتفتيش دقيق للغرفه محاولة ايجاد أي خدعه ولكنهم فشلوا وابدى الشابين استعدادهم للتعاون التام في أي تجربه او اختبار ,, اخضعت الشرطه الشابين الى اختبار بتقييد ايديهم وارجلهم وقام عالمان بمسك ايديهم وارجلهم في احدى الليالي حتى ينتفي الشك منهما في تحريك أي شيء ومع ذلك تكررت الحاله وتطايرت الاغراض ومنها صندوق الرسوم الذي سقط وبعثر كل الحاجيات على الارض والشابان ممددان على الفراش ومغطى اجسادهم ووجوههم بملائه وتحت المراقبه ..

اكد العلماء انه لم يثبت أي نشاط انساني قد تسبب في تحريك المواد كما ان الشابان لم يتحركا ولم نجد أي عمليه ميكانيكيه مما يؤكد ان هذه الظاهره ليست من فعل الانسان ..

اشار تقرير جمعية البحوث الروحانيه الى حيرة العلماء في تفسير هذه الظاهره ويشير التقرير الى ان هذه الظاهره ليست بفعل انسان وقد تم التقاط عدة صور لارتفاع المائده وتوثق هذهالظاهره التي لم نجد لها تفسير منطقي سوى وجود ارواح مشاغبه تقوم بهذا الفعل ) ..

واستمرت هذه الظاهره حتى ان حلت اعياد الميلاد لعام 1972 حيث اختفت هذه الظاهره تلقائيا ولم تعود الى الظهور مرة اخرى ..

ولم يجد أي تفسير لهذه الظاهره لحد الان ؟؟؟

مع تحيات عبد الكريم الحسيني

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2590 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع