بقلم أحمد فخري
قصة قصيرة -الجريمة الكاملة الموسم الثاني (الجزء الاول)
ملخص ما سبق في الموسم الاول
اقلعت طائرة شركة الخطوط الجوية اللبنانية (الشرق الاوسط) من مطار قرطاج الدولي بتونس عائدة الى بيروت وعلى متنها 230 راكباً باحتساب الطاقم. قائد الطائرة هو القبطان وليم سعد ومساعده علي الحسيني. اثناء الرحلة وبغياب القبطان من غرفة القيادة، يدخل قاتل مأجور ويطعن مساعد الطيار ظناً منه انه هو القبطان وليم سعد. يتضح فيما بعد ان زوجة القبطان وليم (جويل) وعشيقها فادي متورطان في تأجير القاتل المحترف (جاد) كي يخلصهما من القبطان وكانا قد اتفقا معه على مبلغ 50000 دولار كاجر لتلك الخدمة.
اتضح بالآخر ان القبطان وليم هو الذي طلب من العشيق فادي كي يعمل علاقة رومانسية مع زوجته حتى يتمكن هو من التخلص منها ويزجها بالسجن ولكي يزاول حياته مع عشيقته سيلين المضيفة التي تعمل معه بالطائرة. اما فادي فقد اختفى عن الوجود ولم تعثر له الشرطة على اثر بعد ان هرب الى قبرص ومعه نصف المبلغ المتفق عليه مع القاتل المأجور.
دخل المحقق روبير الى مكتبه متأخراً لانه اضطر الى عرض ابنه كرستوفر على الطبيب بعد ان لاحظ بقع حمراء على وجهه وجسده. اخبره الطبيب بانه يعاني من الحصبة وان ذلك ليس بالامر الخطير، لذا اعاده الى البيت وطلب من زوجته ان تعتني به ثم خرج ثانية الى العمل. وعندما دخل مركز الشرطة التقى باحدى الممرات زميله المحقق بطرس فحياه وقال له،
روبير - اتعلم ما سيحصل اليوم؟
بطرس - كلا يا روبيبر اخبرني.
روبير - اليوم سيعدمون القاتل المأجور جاد بقضية قتل مساعد الطيار علي الحسيني. هل ستحضر الاعدام؟
بطرس - اجل. ولو اني اكره الاعدام لكن المدير اخبرني باني ملزم على الحضور. ولكن...
روبير - ولكن ماذا يا بطرس؟ هل لديك شكوك في برائته؟
بطرس - كلا، ابداً، انه مجرم عتيد وقد اعترف بجرمه وقال انه هو من طعن القتيل علي. ولكن...
روبير - اخبرني بطرس، ماذا يدور برأسك؟ هل تشك بشيء ما؟
بطرس - اجل روبير، اشعر ان هناك شيء ما لم نضع ايدينا عليه بعد. القضية تبدو مقلوبةٌ رأسٌ على عقب. هناك شكوك في قلبي وانت تعرف شكوك محقق الشرطة تبقى معه، اما ان يضع اصبعه على الحل او يقتله الفضول.
روبير - لكن القضية لاتقبل الشك مطلقاً. الزوجة جويل ارادت التخلص من زوجها فتآمرت مع عشيقها فادي كي يستأجر قاتلاً يقوم بالتخلص منه اثناء الرحلة الجوية. الزوجة حكم عليها بـ 12 سنة وهي الآن تقبع في السجن منذ اكثر من عام. عشيقها فادي مختفي منذ الحادث وكأنه تبخر بالهواء ولم يبقى له اثر. جاد القاتل المأجور اعترف بقتله للطيار المساعد علي ودامت محاكمته عاماً كاملاً حتى ثبت عليه حكم الاعدام وسينفذ اليوم. فأين الخطأ بذلك؟ ولماذا انت مهموم يا بطرس؟
بطرس - لا اعلم يا روبير، لا اعلم، سمها ما شئت، هناك شيء لا استطيع ان امسكه بيدي. لا تسألني ولكن هناك شيء ما. انه حدس وحسب.
روبير - حسناً سننظر بالامر فيما بعد ولكن يجب علينا ان نذهب الى السجن الآن كي نتابع مراسيم الاعدام.
خرج المحققان روبير وبطرس راكبين سيارة العمل ومتوجهين الى سجن بيروت المركزي حيث التقيا هناك بمديرهما كمال علوي فسارا سوية نحو قاعة الاعدام. أحضِرَ جاد مكبل اليدين والقدمين مرتدياً بزة برتقالية تخصص للمحكومين بالاعدام، تمت الاجراءات كما ينبغي ووضع حبل المشنقة على رقبة جاد ثم قام الحارس بسؤال الحضور قائلاً،
- هل لدى احد منكم اي ملاحظات قبل تنفيذ الحكم؟
وقف المحقق بطرس وتوجه نحو جاد سائلاً،
بطرس - هل تريد ان تخبرني بشيء قبل ان ترحل؟
- حتى لو كانت لدي معلومات تسهل عليكم المهمة فسوف لن اعطيها لك يا لقيط. دعني ارحل بسلام. اغرب عن وجهي.
تراجع بطرس قليلاً ثم عاد الى مقعده واومأ للحارس كي يقوم بتنفيذ الحكم. رفع الحارس يده وانزلها بسرعة فانفتحت الارض من تحت قدمي جاد، فتدلى من الحبل وصار يرفس بقدميه لبضع دقائق حتى هدأ وتم كل شيء.
خرج المحققان وهما يشعران شعوراً مختلطاً من الراحة والالم. فليس من السهل متابعة الحياة وهي تخرج من شخص كان يتنفس قبل ثوانِ. اثناء السير شاهد بطرس رئيسه كمال علوي وهو يدخل سيارته فصرخ باعلى صوته،
بطرس - سيدي توقف، اريد ان اتحدث معك.
كمال علوي - اركب معي ودعنا نتحدث بالطريق.
ركب بطرس بسيارة مديره كمال وقبل ان يغلق باب السيارة اشار الى زميله روبير كي يعود الى مركز الشرطة وحده. وفي السيارة سأل المدير بطرس،
كمال علوي - ماذا كنت تريد ان تسأل يا بطرس؟
بطرس - سيدي اريد اعادة فتح القضية.
كمال علوي - هل جننت يا بطرس؟ ولماذا نفتح قضية واضحة قمنا بغلق كل ثغراتها؟ جميع المتآمرين نالوا عقابهم، الجاني الذي ارتكب الجريمة قمنا باعدامه قبل قليل. والابرياء من الافراد قمنا بازالة جميع الشكوك من حولهم وتركناهم يزاولون حياتهم اليومية. وانت تريد ان تفتح القضية من جديد؟
بطرس - لازال هناك شيء يقلقني سيدي. انه عشيق الزوجة فادي. لازال حراً طليقاً. ربما لو القينا القبض عليه قد تتوضح الكثير من الامور.
كمال علوي - حسناً اجلب لي دليلاً مادياً جديداً دامغاً وساوافق على اعادة فتح القضية. اتفقنا؟
بطرس - اتفقنا سيدي.
بعد ان وصل الرجلان مركز الشرطة توجه بطرس الى المكتب الذي يتقاسمه مع المحقق روبير فوجده جالساً على مكتبه يتحدث مع زوجته بالهاتف. بعد ان اغلق الخط معها اخبره بطرس بما دار بينه وبين المدير كمال فابتسم روبير وقال،
روبير - سيكون الامر مثيراً إذا حصلنا على معلومات جديدة.
سحب بطرس ملف القضية وصار يتفحصه بدقة متناهية بينما وقف المحقق روبير كي يعمل فنجان قهوة ناسكافيه في داخل المكتب. وبعد ان عاد وجلس خلف طاولته سمع زميله بطرس يصرخ،
بطرس - وجدتها وجدتها. يا لكم من اوغاد.
روبير - اخبرني ماذا وجدت يا بطرس؟
بطرس - اسمع روبير، ما اسم المضيفة عشيقة الكابتن وليم؟
روبير - اسمها سيلين على ما اذكر، لماذا تسأل؟
بطرس - اسمها الكامل هو سيلين يوحنا من قرية دير عمار بالقرب من طرابلس. ابوها يدعى فيليب يوحنا ولديها اخ واحد فقط. اتعرف اسم هذا الاخ؟
روبير - كلا وانا متأكد انك ستخبرني عن اسمه الآن.
بطرس - اسمه فادي.
قهقه روبير بصوت عالي ولفترة طويلة ثم قال،
روبير - هل تعتقد ان فادي شقيق سيلين هو نفسه فادي الذي قام بالايقاع بزوجة وليم سعد جويل؟
بطرس - اليس ذلك ممكناً؟
روبير - اجل انه ممكن لكنه صعب التصديق. واذا كان ذلك ممكناً فيجب ان يكون للقبطان دور في الموضوع وهذا يعني ان صديقته سيلين واخاها متورطان معه.
بطرس - ماذا لو؟ فقط ماذا لو كانت كلها مؤامرة كبيرة؟ الا تستاهل ان نبحث بالامر؟
روبير - حسناً دعنا نجد اخو سيلين ونتحدث معه ثم نبدأ باستخلاص استنتاجاتنا من هناك.
بطرس - هل تحب السفر الى الشمال؟
روبير - فكرة رائعة، ولما لا؟
باليوم التالي انطلقت سيارة شرطة بيضاء تحمل المحققين روبير وبطرس وهما في طريقهما الى قرية دير عمار في شمال لبنان. وبعد مضي بضع ساعات وصلا القرية وصارا يبحثان عن منزل السيد فيليب يوحنا حتى دلهم عليه احد المارة فتوقفا وطرقا الباب ففتحت لهما امرأة عجوز إذ قالت،
- ماذا تريدان؟
روبير - نحن من الشرطة الجنائية ببيروت نريد التحدث مع فادي.
- فادي ليس هنا، لقد سافر منذ سنة ولم يعد بعد.
نظر بطرس الى زميله روبير والابتسامة على وجهه دليل على انه كان محقاً ثم قال للعجوز،
روبير - ماذا عن السيد فيليب يوحنا؟
- انه في الداخل، ساناديه لكم لحظة واحدة.
دخلت العجوز الى البيت ثم عادت بعد قليل وقالت، "تفضلا معي"
ادخلتهما الى الصالة فوجدا رجلاً معوقاً بالخمسين من العمر يجلس على كرسي متحرك. حياه المحققان ثم قالا،
بطرس - السيد فيليب نريد التحدث معك قليلاً.
فيليب - ما الامر؟ لماذا جئتما اليوم؟
بطرس - نريد ان نسألك بعض الاسئلة لو سمحت. اين ابنك فادي؟
فيليب - لم ارى فادي منذ اكثر من سنة. اخبروني انه هاجر الى امريكا، لكني لا اصدق ذلك. سألت اخته سيلين مراراً وتكراراً لكنها لم تخبرني عن مكانه. انا اخاف ان يكون قد اصابه مكروه. فلا احد يريد ان يطمئنني عليه. غرفته لازالت خالية، انا لا اسمح لاحد ان يدخلها، فقد كان عزيزاً علي جداً.
بطرس - هل تأذن لنا ان نلقي نظرة على غرفته؟
فيليب - اجل ولكن لا تلمسوا شيء في الغرفة ارجوكم.
دخل المحققان غرفة فادي وصارا ينظران الى الصور المعلقة على الحيطان ثم شاهدا الكؤوس التي حاز عليها فادي، فقد كانت جميعها في السباحة.
بطرس - هل لديك آخر صورة لفادي يا عم فيليب؟
فيليب - بامكانك استنساخ صورة عن هذه.
اخرج صورة من جيبه واعطاها للمحقق بطرس. نظر بطرس اليها فوجد تشابهاً كبيراً بين فادي والمضيفة سيلين. لذا قرر ان يقوم بعمل غير مشروع. قال للسيد فيليب،
بطرس - لقد اكتفينا بالتحقيق ولكن هل استأذنك بقدح من الماء فانا عطشان سيدي.
فيليب - بالتأكيد يا مفتش ساحضر لك الماء.
حالما خرج فيليب من الغرفة التقط المفتش بطرس فرشات لتصفيف الشعر كانت ملقاة على الطاولة وصار يزيل منها بقايا الشعر ويضعه في كيس لجمع الادلة. ثم اعادها الى مكانها.
رجع فيليب حاملاً معه جرة بها ماء وصار يسقي المفتشين ثم اسطحبهما الى باب البيت. ركب المحققان السيارة فسأل بطرس زميله،
بطرس - هل لاحظت التشابه الكبير بين شكل سيلين واخوها فادي؟
روبير - اجل أفهم ذلك، انهما اخوة، واين العجب بذلك؟
بطرس - ليس هناك عجب يا روبير ولكن هناك شعور يخبرني ان فادي العشيق هو نفسه فادي الاخ.
روبير - وكيف ستثبت ذلك؟
بطرس - سنقوم بتحليل الـ DNA على عينة شعر فادي الاخ وسنحاول مقارنته بالحمض النووي لفادي العشيق.
روبير - ومن اين لك بعينة لفادي العشيق؟
بطرس - لا علم لكني اعتقد ان لدي مدخل بسيط... وجدتها... لو فرضنا ان فادي العشيق قام بعد النقود مع عشيقته جويل قبل ان يسلمها الى القاتل المأجور جاد، فهذا يعني إن الحمض النووي الذي يظهر في لعابه عندما لعق به اصبعه اثناء عد النقود قد يكون مازال على اوراق النقود التي حصلنا عليها من القاتل جاد. ونحاول مطابقتها مع الحمض النووي بالشعر الذي حصلنا عليه من فرشات الشعر، ما رأيك؟
روبير - اجل، اجل حسناً ممكن ان تكون محقاً، لكن ذلك قد يكون صعب المنال. دعنا نحاول وسنرى.
رجع المحققان الى بيروت وقاما باخراج الدولارات التي ضبطت مع القاتل جاد من غرفة الادلة وارسلاها الى المختبر الجنائي مع عينة الشعر التي جاءا بها من بيت فادي. ثم توجها كلٍ الى منزله. وبعد يومين اتصل روبير بالمختبر وسأل مسؤول المختبر عن التطابق ثم ابتسم،
بطرس - لماذا تبتسم يا روبير؟
روبير - يبدو ان نظريتك كانت صحيحة 100%. فقد تطابق الحمض النووي ما بين فادي الاخ وفادي العشيق.
بطرس - واو انا سعيد جداً. دعنا ندخل على المدير ونخبره.
خرج المحققان مسرعين من مكتبهما ودخلا مكتب المدير حاملين الادلة الجديدة معهما. وحالما عرضوها على مديرهم قال بصوت هادئ،
- حسناً سنعيد فتح ملف القضية. لديكم مطلق الصلاحية كي تعملا ما تشائان ولكن...
بطرس - ولكن سنخبرك اول باول عن كل المستجدات.
- اجل هذا صحيح.
بطرس - يجب علي ان اسافر الى تونس سيدي.
- اذهب الى مدام فاتن ودعها تعمل لك الحجوزات اللازمة. وامرؤ على قسم الحسابات كي يعطوك مبلغاً من المال للمصروف ولكن...
بطرس - ولكن يجب علي ان احضر الفواتير لكل الاشياء التي اصرفها هناك.
- هذا صحيح.
خرج المحققان وهما بغاية السعادة، قال بطرس لصاحبه،
بطرس - يجب علينا ان نعمل بالتوازي، انت هنا ببيروت وانا بالميدان بتونس. ربما ساحتاج الاتصال بك يوميا ولاكثر من مرة.
روبير - وانا ساكون جاهزاً ولكن اخبرني، اليس من الحكمة ان نواجه المضيفة سيلين باخاها؟
بطرس - لا والف لا. يجب ان نجمع ادلة كافية قبل ان نترك لهم الفرصة كي يجدوا مخرجاً لاكاذيبهم. القضية اصبحت اكبر بكثير مما توقعنا.
باليوم التالي انطلق المحقق بطرس في طائرة تابعة للخطوط الجوية اللبنانية متجهاً الى تونس. وبعد بضع ساعات هبطت طائرته بمطار قرطاج الدولي. استقل بعدها سيارة اجرة اخذته الى فندق عفيف بباب سويقة. حالما وضع حقائبه في الغرفة خرج ثانية قاصداً مكتب الاستعلامات بالفندق إذ سأله،
بطرس - اين يمكن للفرد ان يتناول وجبة دسمة.
الاستعلامات - ليس هناك اكثر من المطاعم بتونس. فانت في بلد الطعام والضيافة سيدي.
بطرس - سؤالي الثاني هو، اين اجد مكتب الامن العامة؟
الاستعلامات - انها في شارع الحبيب بورقيبة. هل انت رجل امن؟
بطرس - لا عليك. شكراً على المعلومات.
خرج بطرس وتمشى قليلاً بشوارع تونس ثم تناول وجبة دسمة باحدى المطاعم حيث جلبوا له اكلة تدعى الكمونية وهي عبارة عن شرائح لحم بقري مطبوخة بمرق احمر ولها مذا ق جيد لكنها حارة جداً. وبعد ان اكمل وجبته وخرج من المطعم، استقل سيارة اجرة وطلب من السائق ان يأخذه الى شارع الحبيب بورقيبة. هناك دخل المبنى وطلب مقابلة الكوماندان منجي بن مسعود. فادله احد افراد الشرطة الى مكتب الكوماندان. طرق الباب فسمع صوتاً يقول "اونتري"
بطرس - مساء الخير سيدي. انا المحقق بطرس زاهي من لبنان.
- اجل، اجل، استلمت رسالة عرفك السيد كمال علوي حول مهمتك في التحقيق بالجريمة. نحن نود ان نعلمك اننا سنقدم لك كل ما بوسعنا من مساعدة كي تتمكن من جمع الادلة التي جئت من اجلها. لقد خصصت لك العريف سندا الكافي كي تقدم لك كل المساعدة التي تحتاجها هنا بتونس.
ضغط منجي بن مسعود على جهاز الاتصال وقال، "يا كافي، آجي هنا يعيشك"
بعد قليل انفتحت الباب ودخلت سيدة شقراء فائقة الجمال ترتدي بزة الشرطة النسائية الى مكتب الكوماندان وقالت،
سندا- تفضل سيدي، هل طلبتني؟
الكوماندان - اجل يا سندا، هذا هو السيد بطرس زاهي من لبنان. هو السيد الذي ستساعدينه في التحقيق بجريمة الطائرة اللبنانية.
سندا - كما تشاء سيدي. وانت يا سيد بطرس مرحباً بك بتونس بلدك الثاني، ساقدم لك كل ما بوسعي من دعم وعون كي اسهل عليك المهمة، سوف لن اتوانى في تقديم كل ما استطيع.
بطرس - هذا كرم كبير منكِ يا عريف سندا.
الكوماندان - والآن بامكانكما الذهاب الى مكتب سندا والتنسيق بينكما هناك.
بطرس - اكرر شكري لك سيدي فانتم غمرتموني بكرمكم.
الكوماندان - نحن نحب ان نتعاون معكم سيدي. انه واجبنا.
خرج بطرس وسندا من مكتب الكومندان وسارا في ممر طويل ثم انحنيا بممر آخر الى اليمين حتى فتحت العريف سندا باب مكتبها واستدعت بطرس للدخول. نظر بطرس حوله فوجد مكتباً جميلاً به اللمسات الانثوية حيث الازهار والصور والرسومات الفنية الجميلة. جلس بطرس على احدى الكراسي وقال،
بطرس - مكتب جميل حقاً.
سندا - شكراً لك سيدي هذا من حسن ذوقك.
بطرس - اولاً وقبل كل شيء اريدكِ ان تتصلي بادارة مطار قرطاج كي يسهلوا لي عملية التحقيق هناك.
سندا - لقد قمت (ديجا) بالاتصال بهم وقد ارسلوا لي شارة بامكانك وضعها على صدرك حيث ستمكنك من الدخول الى جميع المرافق بالمطار وكذلك ستمكنك من استجواب اي شخص تشاء هناك كما لو كنت رجل امن تونسي.
بطرس - اريد ان احصل على بعض ملفات الموظفين ممن كانوا يعملون بالمطار في فترة عمل الطائرة اللبنانية 317 MEA.
سندا - لقد قمت (ديجا) بالحصول على هذا الملف. ها هو سيدي.
بطرس - انا لا اصدق. انت شرطية كفوئة جداً يا عريف سندا.
سندا - بما اننا سنعمل سوية في الفترة القادمة بامكانك ان تناديني سندا حاف كما تقولون.
بطرس - حسناً سنداً حاف والآن اخبريني، ماذا تقصدين بكلمة (ديجا)؟ أهي كلمة تونسية؟
سندا - بل انها كلمة فرنسية وتعني ان ذلك سبق وقد حصل. نحن نستعملها كثيراً بتونس.
بطرس - شكراً على الايضاح سندا. والآن، اين استطيع ان اجلس بهدوء واطالع هذه الملفات التي اعددتها لي (ديجا)؟
سندا - ما عليك سوى ان تجلس على مكتبي وساقوم باعداد كأس شاي تونسي يعدل لك رأسك.
بطرس - شكراً لك سندا. انت هدية من السماء.
جلس بطرس يتفحص الملفات بينما جائت العريف سندا بكأس شاي ثقيل جداً تطوف به حبوب بيضاء.
سندا - قد تجد هذا الشاي ثقيلاً جداً الا انه سيعدل لك دماغك. نحن نسميه (شاي البنّاية) لان عمال البناء هنا يشربونه ويستمدون منه طاقتهم. اما الحبوب التي بداخله فهي حبوب الصنوبر. ونطلق عليه (شاي بالسباط) اي ان لديه حذاء.
ترشف بطرس من قدح الشاي فصعق من شدة كثافة الشاي وحلاوته. الا انه لم يشأ ان يجرح شعور مساعدته سندا فقال،
بطرس - انه حقاً، لذيذ.
سندا - ستتعود عليه عاجلاً ام آجلاً. والآن دعني اعمل بعض الاتصالات واعود اليك، في هذه الاثناء تكون قد فرغت من مطالعة هذه الملفات التي بيدك.
خرجت العريف سندا من مكتبها وبقي بطرس يتفحص الملفات ويدون ملاحظاته على اوراق جانبية لمدة ساعتين. وفي تمام الساعة الرابعة ضهراً شعر بتعب كبير وقرر ان يعود الى الفندق كي يأخذ قسطاً من الراحة. حالما وقف من على كرسيه دخلت العريف سندا وقد غيرت ملابسها الرسمية الى ملابس مدنية. كانت ترتدي فستاناً قصيراً احمراً يكشف عن ساقيها الجميلتين. في قدمها لبست حذاء طويلاً احمراً. كانت تبدو وكأنها ممثلة سينمائية. نظر اليها بطرس وبدأ يلاحظ جمال وجهها.
بطرس - هل انت ذاهبة الى منزلك يا سندا؟
سندا - بل ساتي الى فندقك كي اوصلك الى هناك بسيارتي. لدي (اير- سانك).
بطرس - وما هو (اير- سانك)؟
سندا - ها ها ها انها رينو خمسة. نحن نسميها اير سانك.
بطرس - وهل سيقلق زوجك عليك لانك ستتاخرين في العودة الى المنزل؟
سندا - انا سَلِباتير يعني غير متزوجة. ولن يقلق علي احد. انا مخصصة لخدمتك سيدي بكل طاقتي ووقتي.
بطرس - انا لا اصدق كرمكم هذا.
خرج الاثنان الى مراب وزارة الداخلية ومن هناك ركبا سيارة سندا متوجهين الى فندق عفيف بباب سويقة. هناك اخذ مفتاح الغرفة من الاستعلامات ثم استدار كي يودع سندا الا انه لاحظها تسير خلفه لذا لم يشأ ان يحرجها فواصل السير فتبعته. وفي الغرفة وضع حقيبته التي تحتوي على اوراقه وملفاته على السرير بينما استأذنته سندا كي تدخل الى الحمام. وبعد قليل خرجت من الحمام وهي نصف عارية وقالت له،
سندا - الماء كان رائعاً فلم استطع ان اقاوم الدوش. أرجو ان لا يكون عندك مانع؟
بطرس - ابداً سندا البيت بيتك.
سندا - كلا يا بطرس انت الآن شغلي الشاغل. تعال هنا بالقرب مني وساثبت لك ما اعني.
دنا بطرس منها والتقى الاثنان معاً، كان لقائهما مثيراً. كان جمال سندا المطعم ببياض البشرة الفرنسي مخلوطاً بلون العيون الخضراء الافريقية والتقاطيع العربية الاصيلة جعلت منها انسانة شديدة الجمال اثارت الرغبة فيه وجعلته يقبلها قبلة ساخنة ذابت فيها كل حواجز الخجل والدبلماسية والمجاملات والبروتوكولات. لقد انسته كل الهموم والحزن الذي يعانيه على اثر وفاة زوجته سلوى. والآن تأتي هذه التونسية التي لديها من الجمال واللسان الجميل والعقل الموزون فتنسيه الم تلك المرأة التي عاش معها 9 سنوات. كم هو محظوظ لان سندا قد وكلت اليه في مهمته.
سندا - اتحب الذهاب الى (البوات)؟
بطرس - وما هو البوات؟
سندا - الديسكو، المرقص.
بطرس - احياناً اذهب للدسكو. اتقصدين اليوم؟
سندا - اجل اليوم، وما الضير في ذلك؟ البس ملابسك وسأخذك الى بوات بمنطقة سيدي بوسعيد. انه مكان راقي وجميل.
بطرس - لكني غير مخول ان اذهب الى اماكن من هذا القبيل، فانا بمهمة رسمية ومصاريفي مدفوعة من قبل الدولة.
سندا - ومن الذي سيعرف بتحركاتك؟ ثم انك تقوم بتحريات هنا، لذا من المتوقع منك ان تذهب الى كل الاماكن كي تتحرى عنها. ولا تفكر بالمصاريف، فانا معك يا بطرس. فقط ارتدي ملابسك وسنخرج بعد قليل.
ارتدى الاثنان ملابسهما وخرجا متجهين الى منطقة سيدي بوسعيد والتي تبعد ما يقرب من 25 كلم عن تونس العاصمة. هناك اوقفت سندا سيارتها ومسكت بيد بطرس ماشين ببطئ باتجاه المرقص. حالما دخلاه، وجد بطرس نفسه في جو اوروبي بحت، لا يختلف عن اي مرقص في باريس او لندن او نيويورك. جلس الاثنان وطلبا الجعة ثم صارا يتحدثان بامور العمل. وبعد حوالي ساعة ونصف سمعا اغنية تشارلز ازنافور La Boheme وبالصدفة كانت الاغنية المفضلة لديهما الاثنان، فتحدثا بآن واحد وقالا، "اترقص؟" "اترقصين؟" ضحك الاثنان ووقفا متوجهين الى حلبة الرقص. وضعت سندا رأسها على كتفه وصارا يرقصان ببطئ شديد. كانت المشاعر تتطاير وتحوم حولهما فشعرت سندا شعوراً عارماً غمرها وزادها انجذاباً نحو بطرس فاحتضنته بقوة. شعر بطرس بقبضتها فاحكم قبضته على ذراعيه حابساً اياها بشكل رومانسي شديد. ابعدها عن كتفه واذا بها تدنو بشفتيها نحو شفتيه فالتقت الشفاه وذاب الحبيبان بقبلة طويلة ساخنة ارسلت رسائل حب شديدة بينهما.
سندا - اريد العودة الى فندقك يا بطرس، ما رأيك؟
بطرس - انا كذلك. دعنا نرحل فوراً ولا نضيع المزيد من الوقت.
عاد الاثنان الى سيارة سندا بخطاً سريعة وكأنهما يخشون ان تهرب منهما تلك اللحظات الثمينة التي لا تعوض. كانا يتوقفان كل قليل ويقبلان بعضهما البعض كأنهما يريدان التقرب من بعضهما اكثر فاكثر. وعندما وصلا السيارة كانت العربة في سباق مع الزمن. قادت سندا السيارة بسرعة جنونية تريد الوصول الى الفندق كي تمنح بطرس كل الحب الذي تكنه له. لم تمر الا نصف ساعة واصبح العشيقان تحت غطاء واحد يتبادلان الحب باقصى درجاته.
في اليوم التالي استيقظت سندا مبكرة وتوجهت الى الحمام كي تغتسل. وبينما هي منهمكة تضع العطور على جسدها سمعت اصواتاً تأتي من غرفة النوم فعلمت ان بطرس استيقظ هو الآخر فنادته،
سندا - حبيبي، هل استيقظت ديجا؟
بطرس - اجل سندا، كيف انت؟ هل كان نومك هانئاً؟
سندا - اجل حبيبي وكيف لا وانا مستلقية بجانب القمر وبين ذراعيه؟
بطرس - يا سلام على كلامكن الجميل الذي يقطر عسلاً يا عسلي انت. النساء عندنا جميلات جداً ولكن للديكور فقط، لا تسمعي منهن سوى التأنيب والتهديد والوعيد والكلام الخشن.
سندا - دعك من هذا الآن حبيبي. هل قررت على جدول لعمل اليوم؟
بطرس - اجل سندا سنذهب الى مطار قرطاج الدولي وسنستجوب ... لحظة واحدة لو سمحت...
نظر بطرس في الملف الذي بيده وقرأ الاسم،
بطرس - سنستجوب سفيان المحجوبي عامل تقني بمطار قرطاج الدولي.
سندا - وما دوره في العملية؟
بطرس - سفيان المحجوبي هذا كان مسؤولاً عن صيانة الطائرة قبل اقلاعها وكان يجب عليه ملاحظة باب قمرة القيادة لانه كان معطلاً ولا ينغلق بشكل تلقائي. ولولا ذلك العطل لما تمكن القاتل من الدخول وقتل مساعد الطيار علي.
استعد الاثنان وتناولا وجبة الافطار سوية في مطعم الفندق ثم توجها الى سيارة سندا نحو مطار قرطاج الدولي. وفي المطار سألا عن سفيان المحجوبي فاخبروهما زملائه انه في اجازة بمنطقة عين دْرْاهِمْ.
بطرس - ما هي عين دْرْاهِمْ يا سندا؟
سندا - انها منطقة سياحية جميلة جداً في الشمال التونسي. تبعد عن تونس العاصمة ساعتان ونصف. ما رأيك؟
بطرس - حسناً، دعنا نذهب الى هناك الآن. ولكن كيف سنعرف باي فندق يسكن سفيان هذا؟
سندا - لدينا نظام مطبق في تونس منذ زمن بعيد وهو ان جميع نزلاء الفنادق تدون اسمائهم وبياناتهم في قائمة تتسلمها الشرطة المحلية صباح كل يوم من ايام السنة. وما علينا سوى النظر بتلك القوائم كي نعرف اسم الفندق الذي ينزل فيه سفيان.
توجه الشرطيان الى عين دْرْاهِمْ عن طريق الخط السريع A3 ثم بعد اقل من ثلاث ساعات دخلا عين دْرْاهِمْ وصارا يسألان عن الفندق الذي يسكن به سفيان المحجوبي بعد ان استعانوا بمركز الشرطة المحلية بعين دْرْاهِمْ. فوجدا من اللائحة انه نزل في فندق المرادي حمام برقيبة وهو احد الفنادق الراقية جداً بالمنطقة. دخلت سنداً باب الفندق اولاً تبعها بطرس فتوجهت فوراً نحو الاستعلامات. ابرزت شارتها الرسمية وسألت عن سفيان المحجوبي فاخبروها انه يسكن بغرفة 201. استقل الشرطيان المصعد الكهربائي الى الطابق الثاني وطرقا الباب ففتح الباب شاب بسن 25 مرتديا جبة الحمام البيضاء وقال،
- نعم، ماذا تريدان؟
ابرزت سندا شارتها وقالت،
سندا - انا سندا الكافي ومعي المفتش بطرس زاهي من لبنان، نريد التحدث معك.
- تتحدثون معي؟ لماذا؟ ما الذي فعلته؟ ولماذا انا؟
سندا - انت تعمل كعامل فني في مطار قرطاج، اليس كذلك؟
- اجل هذا صحيح. وما المشكلة؟
سندا - قبل سنة كنت مسؤولاً عن صيانة طائرة الشرق الاوسط التي اقلعت الى بيروت.
- بالواقع لا اتذكر. فانا اقوم بصيانة الكثير من الطائرات كل يوم ولا يمكنني ان اتذكر كل طائرة قمت بالعمل عليها.
بطرس - الم تتقاضى مبلغاً معيناً مقابل صيانة باب قمرة القيادة؟
- سيدي، انا اتقاضى مرتبي بآخر الشهر فقط. اما الصيانة والعمل على اي طائرة فهو من ضمن عملي ولا اتقاضى عنه اي اجر اضافي.
بطرس - وكم يبلغ مرتبك يا سفيان؟
- 820 دينار بالشهر سيدي.
بطرس - ومتى جئت الى هنا؟
- قبل اسبوع سيدي.
بطرس - حسب علمي فان الاقامة هنا تكلف 220 دينار بالليلة. اي انك لحد الآن صرفت مبلغ 1540 دينار. والآن... خبرني يا سفيان، من اين لك هذا؟
- انا بالواقع كنت قد وفرت كثيراً من المال كي أاتي لهذه الاجازة. وقد كنت دائماً اقول يجب ان اذهب الى عين دْرْاهِمْ والآن حققت امنيتي.
بطرس - بل انك حققت امنيتك بعد ان اخبرك مخك بانك تستطيع التصرف بالمبلغ الذي تقاضيته من جراء المؤامرة اليس كذلك؟
هنا ارتبك سفيان وانهار وبدى عليه الخوف مما ينتظره لانه سيزج بالسجن من جراء ما اقترفه فقال،
- انا... سيدي... لا هذا غير صحيح... ارجوك سيدي لا تورطني. والله سيدي انا لم افعل شيئاً سيئاً. انا فقط تغاضيت عن قفل الباب الذي يغلق غرفة القيادة. ولم يعطوني سوى الف دولار ارجوك سيدي. انا انسان شريف ولم ارتكب اي جريمة بحياتي، اتوسل اليك سيدي لا تورطني.
بطرس - اما ان توقع على اقوالك هذه الآن او تأتي معنا الى مركز الشرطة كي تدلي بها امام عدل منفذ.
- ساوقع الآن سيدي ولكن ارجوك لا تدعهم يزجوني بالسجن.
بطرس - هذا ليس من اختصاصي. انه يرجع للقاضي.
وقع سفيان على الاوراق معترفاً انه استلم رشوة مقابل عدم معاينة باب قمرة القيادة بطائرة الخطوط اللبنانية. خرج المحقق بطرس وسندا وهما باشد السعادة لانهما حققا ما جاءا من اجله، فقد حصلا على دليل جديد يفيدهما بالقضية. ركبت سندا سيارتها وجلس بطرس بجانبها وقبلها من خدها لكنها اوقفت السيارة وقبلته من شفتيه وقالت،
سندا - كان وجهي جميلاً عليك لانك حققت تقدماً بالتحقيقات.
بطرس - بل انت ساعدتيني بكل شيء يا عزيزتي. الفضل كله يعود اليكِ.
رجع الاثنان على الطريق السريع عائدين من عين دراهم الى تونس العاصمة. سألته سندا،
سندا - ما هي الخطوة التالية حبيبي؟
بطرس - اريد ان اتصل بقسم العمليات بمطار تونس عن مسافر كان قد اصيب بجرح في رأسه اثر المطبات التي وقعت للطائرة. اريد ان اعرف اسمه وعنوانه ورقم هاتفه اريد ان اتحدث معه الليلة ببيته.
سندا - حسناً ساحاول الحصول على هذه المعلومات ولكن ليس الليلة. فاليوم انتهى وبامكاننا الاتصال به غداً.
رجع الشرطيان الى الفندق الذي ينزل به بطرس. وحالما دخل بطرس الغرفة سمع هاتفه الذكي يدق دقة (الڤايبر) المميزة فنظر الى الهاتف وعرف انه زميله المحقق روبير حبيقة فاجاب قائلاً،
بطرس - اهلاً روبير، كيف حالك؟ وكيف الامور ببيروت؟ اشتقت اليكم جميعاً يا رجل.
روبير - بل كيف حالك انت؟ نحن قلقون عليك جداً. فانت في تونس وهو بلد لا نعرف عنه أي شيء! هل استقبلك احد هناك؟ هل يعاملوك معاملة جيدة؟ هل سهلوا عليك مهمتك ام انك تعاني من الاهمال؟
بطرس - اهمال؟ اتمزح يا رجل؟ هؤلاء التونسيون احسن العرب قاطبة. انا في نعيم يا رجل. جعلوني اشعر وكأنني VIP.
وبينما هو يتحدث مع زميله روبير ببيروت خرجت سندا من الحمام وقد لفت فوطة بيضاء كبيرة حول جسدها وصارت جذابة جداً. فسمعها تقول،
سندا - مع من تتحدث يا بطرس؟
بطرس - انه زميلي روبير. نتحدث عن العمل.
سمع حديثهما روبير عبر الهاتف فقال،
روبير - هل معك احد في الغرفة يا بطرس؟
بطرس - اجل انها العريف سندا وقد وُكّلَتْ الي كي تساندني وتوفر لي المعلومات وتسهل مهمتي هنا بتونس.
روبير - يبدو لي انها تسهل عليك اكثر من ذلك فهي تهون عليك الم الغربة المؤلم. ها ها ها.
بطرس - اخرس يا روبير. سنتحدث عن ذلك فيما بعد. المهم، اردت الليلة ان احصل على بيانات احد المسافرين على الرحلة التي وقعت بها الجريمة. هو المسافر الذي ارتطم رأسه بالكرسي الذي امامه بسبب المطبات الجوية وجائه الكابتن وليم كي يعاين جرحه. لكننا لم يتسنى لنا الاتصال به اليوم، وسنقوم بالاتصال به غداً بعد ان نعرف كل المعلومات عنه هنا بتونس.
روبير - لكنك سوف لن تجد له اي معلومات بتونس لانه لبنانياً وليس تونسياً. اسمه جهاد جريديني ويسكن في برمانة.
بطرس - إذاً اريدك ان تستجوبه غداً وتعطيني الاخبار عنه كاملة فهو جزء مهم في اللغز. قد يكون متورطاً هو الآخر في الجريمة.
روبير - حسناً صديقي. اتمنى لك امسية سعيدة مع مساعدتك الجديدة ورفقاً بها.
بطرس - شكراً روبير. وداعاً وكفاك ثرثرة.
حالما اغلق الهاتف مع زميله روبير، دنت منه سندا وقبلته قبلة ساخنة كانت كفيلة بأن تندمج فيها الاجساد ويمارسان الحب من جديد.
1706 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع