الرسم بماسورة المدفع وريشة الفنان

                                         

                         الطاف عبد الحميد

يحيى المختار خطاط مدينة الموصل ، ووالدي يدير ستوديو للتصوير الفوتوغرافي في خمسينات قرننا الماضي ، كانا صديقين حميمين وانتقلت صداقتهما الى ابنائهما ، فكان مخلد المختار صديقي للسبب المذكور كبرنا معا ، وتخرجنا من الاعدادية بنفس السنة 1968 وقدمنا طلباتنا للانتماء الى الكلية العسكرية العراقية..

سافر مخلد الى بغداد بعد ظهور نتائج القبول ، وسافرت بعده بيوم واحد ... في الكازينو التي تقع على الشارع العام في منطقة بيجي ، شاهدت مخلد عائدا من بغداد متوجها الى الموصل ، أخبرني بأن اسمينا لم يكونا من ضمن المقبولين في الكلية العسكرية ، وطلب مني العودة الى الموصل ، الا أني عدلت عن العودة وذهبت الى بغداد بقصد الترويح وزيارة الاقارب والعاصمة الجميلة الرائعة في ذلك الزمان من التاريخ ، في اليوم الثاني ذهبت الى الكلية العسكرية في الرستمية للتأكد من المقبولين ، والغريب أن اسمي كان ضمن المقبولين في الكلية العسكرية ، بدورتها التاسعة والاربعين ، مضى كل الى غايته ، انتميت الى الكلية العسكرية ،وتم قبول مخلد في اكاديمية الفنون الجميلة ثم أصبح عميدا لها فيما بعد ... التقيت به في روما في عام 1976 عندما كان يدرس  فيها الفن التشكيلى ، مخلد أبدع في فنه ورسم الحياة بريشته بالالوان ورسمت حياتي بماسورة البندقية  والمدفع  ، كل منا رسم الحياة ووضع بصمته عليها ، التقينا ثانية في عام 2003 بعد الاحداث الاليمة التي اعقبت الاحتلال حيث كان يشغل منصب مدير عام مركز الفنون الذي كانت تشغله الفنانة المرحومة ليلى العطار ، وكان متألما جدا على مصير مقتنيات المركز ، ليكمل حياته في الغربة في فينا ، فيما لانختلف فيه ،هي الجمالية التي رسمتها ريشته على شكل لوحات تبهج النظر وتدفع للتأمل.... إنتقالة خفيفة من مسرح المقالات السياسية  الثقيلة والجالبة للإختلاف المتواصل الذي لاينتهي الى شاطىء الاتفاق الجميل بما لايختلف فيه إثنان ، وقد قمت بجمع لوحاته من مواقع الكترونية عديدة  بقصد الامتاع والتأمل للقارىء الكريم علها تكون معبرة عن الحب المفقود والعليل بمرض التناحر والتشكيك والتسقيط
مع التقدير

     

                 

  

                 

                  

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

981 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع