المدفع العراقي العملاق ...

                                         

                            عبدالكريم الحسيني

          

       المدفع العراقي العملاق ارسلت للنشر

الحرب العراقيه الايرانيه واستمرارها لفتره زمنيه اكثر مما خطط لها دفع القياده العراقيه للبحث عن وسائل متطوره على صعيد التلسح اضافة الى الوسائل المتيسره وبدأت القياده بالبحث عن وسائل ايصال النيران الى ابعد الاهداف الممكنه خاصة وان ايران بدأت باستخدام صواريخ سكود (ليبيه ) (وكوريه شماليه) وبدأ تهديد هذه الصواريخ ينصب على بغداد وباتت القوه الجويه لاتلبي طموح القياده العراقيه لمحدودية التدمير والكلفه العاليه في استخداماتها اضافة الى الخسائر ولذلك كان لدى القياده العراقيه مشروع قد بدأت به قبل الحرب العراقيه الايرانيه وتم عن طريق المخابرات العراقيه بالتنسيق مع عالم الماني هو ( GERALD V BULL) خبير القذائف والمدفعيه وكان لديه مشروع تحت الدراسه وهو انتاج مدفع عملاق يصل الى مديات غير مسبوقه علما انه عرض هذا المشروع على دول كثيره منها امريكا وبريطانيا لكنها رفضته لكلفته العاليه وتمكنت المخابرات العراقيه من اقناعه لبيع مشروعه الى العراق وقد تم الاتفاق معه وحضر الى العراق وباشر بالعمل مع هيئة التصنيع العسكري وكانت البدايه في عام 1979 ولكن العمل الحقيقي بدأ بعد ذلك بخمسة سنوات واثناء الحرب العراقيه – الايرانيه ...

ولغرض تقريب الفكره في موضوع المدفع العملاق لابد من نظره على اول المدافع العملاقه التي انتجت في العالم وفي المانيا تحديدا خلال الحرب العالميه الثانيه لكي يكون موضوع المدفع العراقي ممهدا له بشكل يفي بالغرض ..

غوستاف المدفع الالماني الشهير

اشتهرت المانيا بالصناعات والابتكارات وتعود معظم الاختراعات لعلماء المان وخاصة عندما تولى هتلر المسؤوليه الاولى في الحكم وفتح المجال واسعا للصناعات الحربيه والتي فاقت بتطورها كل ما كان موجود في تلك الفتره مما تطلب تحالف العديد من الدول لايقاف هذا الزحف العسكري والصناعي والعلمي الهائل في اوربا ومن ضمن الكثير من الصناعات كان المدفع ( غوستاف 800 ملم ) وهو واحد من سلسله مدافع ضخمه كانت في طور الانتاج ولكنه كان اضخمها واكثرها مدى من المدافع الاخرى في العالم ونتطرق الى نبذه سريعه عن خواص هذا المدفع واستخداماته خلال الحرب العالميه الثانيه ..

  

في عام 1934 كلفت القياده العسكريه الالمانيه مؤوسسة (كرووب) الصناعيه لتصميم مدفع ضخم قادر على دك الحصون في خط ماجينو الفرنسي الذي كان في تلك الفتره قد قارب على الانتهاء وطلبت القياده ان يكون المدفع قادرا على اختراق جدار من الكونكريت المسلح بسمك 7 امتار او اختراق سبيكه من الفولاذ المدرع بسمك 1 متر وان يكون خارج مدى المدفعيه المعروفه في تلك الفتره ..

كلفت مؤوسسة (كرووب) المهندس ايريك مولر لوضع التصميمات الازمه وقد وجد ان المدفع يجب ان يكون بعيار 80 سم وقنبله وزنها لايقل عن سبعة اطنان وسبطانه لايقل طولها عن 30 مترا وبذلك سيكون وزن المدفع الكلي اكثر من 1000 طن وعرضت جميع التصاميم على (هتلر ) وهي بعيارات مختلفه من 75 سم و80 سم و85 سم و100 سم وصار الاختيار على 80 سم واوعز هتلر في بداية عام 1937 بالمباشره بالعمل وفي شباط عام 1939 انتهى العمل منه وارسل الى الاختبار في ميدان (هيرلسليبن ) وقد نجح الاختبار حيث تمكن المدفع من اختراق 7م من الخرسانه المسلحه و1م من الفولاذ المدرع وفي منتصف عام 1939 كانت البدايه لصناعة المدفع للاغراض العسكريه الحربيه ..

في شباط عام 1942 تم تشكيل الوحده 672 وتحرك المدفع باتجاه مدينة سيفاستبول المحاصره وكانت تلك اول مشاركه للمدفع في القتال الحقيقي بعد ان نقل على قطار طوله 1,5 كم ومؤلف من 25 عربه وفي 5 حزيران من نفس العام باشر المدفع بالرمي وقد رمى 48 قذيفه واصابه العطل بسبب تهور السبطانه لانها رمت اكثر من 250 قنبله في الاختبارات الامر الذي ادى الى ارسالها الى مؤوسسة كرووب لتبطينها مرة اخرى نقل المدفع الى قاطع روسيا واشترك في معركة لينينغراد ....

في 22 نيسان 1945 وجد الحلفاء المدفع غوستاف وهو مدمر لكي لاتستفاد منه قوات الحلفاء .

الاهداف التي شاغلها المدفع

تدمير حصن ستالين 5 حزيران 6 قذائف

تدمير حصن مولوتوف 6 حزيران 7 قذائف

تدمير مخزن عتاد على عمق 30 متر تحت الماء تدمير كامل 9 قذائف

لم يكن يتيسر منه سوى قطعتين فقط وطاقمه بحدود 250 شخصا يحتاجون ثلاثة ايام لتجهيز المدفع ويعاونهم 2500 شخص بمد سكك الحديد وفرش الطرق وتهية الاحمال وغير ذلك ...

معدل الاطلاق قذيفه واحده كل 45 دقيقه وبحدود 14 قذيفه باليوم ..

يصل مداه الاقصى الى 48 كم

   

المدفع العراقي

في الحقيقه هما مدفعان وليس واحد وهما ..

بابل الكبير

بابل الصغير

وتبدأ الحكايه عندما شعرت القياده العراقيه بحاجتها الملحه الى اسلحه مؤثره وذات مدى كبير قد تغير من مجرى الحرب وتسرع في نهايتها وقد بدأ العمل على هذا الاتجاه وتمكن الكادر الهندسي بمعاونة الخبير الالماني (جيرالد ) بانتاج عدد من المدافع منها ( المدفع ذاتي الحركه 210 ملم والمحمل على

عربه برازيليه ) ومدمى يصل حوالي 42 كم والمدفع 155 ملم ولكن الهدف الرئيسي هو انتاج المدفع العملاق بنوعيه بابل الكبير \ بابل الصغير وادخلت هذه المدافع تحت مشروع سري سمي PC- 2 ( Petrochemical Complex -2 ) واستمر العمل على عدة جهات كل جهه اختصت بواجب معين منها وزارة النفط التي استوردت انابيب النفط العملاقه والتي استخدمت كسبطانه للمدافع واكتشفت في منتصف عام 1990 واوقفت شحناتها الى العراق ..

مدفع بابل الصغير

                           

صورة للمدفع بابل الصغير في موضع الرمي

وهو المدفع الاول الذي اكمل تصنيعه في العراق وسبق المدفع الكبير ويعتبر اكبر مدفع بالعالم من حيث العيار والمدى وقد تم الانتهاء من تصنيعه في عام 1989 وتجربته وبذلك يكون اكبر مدفع في العالم قد تم الرمي منه لحد الان وادناه مواصفات المدفع :

1 - وزن المدفع يبلغ حوالي 102 طن

2 – العيار 350 مليمتر ( 35 سم )

3 - المدى عند التجربه وصل الى 750 كيلومتر

4 – بامكان المدفع حمل رؤوس نوويه وكيماويه وبايولوجيه اضافه الى التقليديه

5 – المدفع ثابت وموجهه الى اهداف في داخل ايران وكانت قاعدته في جبال حمرين ( 145 كم ) شرق بغداد

6 – بامكان المدفع مشاغلة الاقمار الصناعيه برمي قنابل متشظيه تؤثر على عمل الاقمار وتعطلها

7 – يصل طول السبطانه الى 45 متر

8 – تم تمير المدفع من قبل مفتشي الامم المتحده بعد عام 1991

مدفع بابل الكبير

  

صورة جزء من سبطانة المدفع العملاق ( بابل )

لم يتسنى للعراق اكمال انتاج المدفع الكبير ولاسباب عديده منها الاستفاده من دروس الحرب ومن نتائج الرمي التجريبي لمدفع بابل الصغير وتعديل الحسابات التصميميه للمدفع الكبير على ضوئها ثم جاءت عمليه ايقاف شحنات الانابيب التي عرقلت المشروع وتركته في منتصف الطريق واليكم مواصفات المدفع العملاق الكبير (بابل ) :

1 – طول السبطانه 156 متر تتكون من اربعة اجزاء تزن الواحده منها 220 طن

2 – قوة ارتداد المدفع عند الرمي تصل الى 27 الف طن بقوة قنبله نوويه

3 – وزن القنبله ( الحشوه الدافعه مع الكتله مع الجزء المتفجر ) 9700 كغم

4 – مدى المدفع 1000 كم وبحشوه صاروخيه دافعه يصل المدى الى 2000 كم

لم ينجز المدفع لكي يتم التحقق من المواصفات اعلاه وتبقى مواصفات نظريه قريبه جدا من الحقيقه وقد تم الاستيلاء عليه من قبل القوات الامريكيه وبعض الاجزاء ومنها الانابيب وهو في المخازن بعد توقف التصنيع .

                           

صوره للقنبله الخاصه بالمدافع العملاقه الالمانيه في الحرب العالميه الثانيه

مع تحيات عبد الكريم الحسيني

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1878 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع