خالد حسن الخطيب
العراق هو الطريق الوحيد والأكيد لدخول الجنة
في بداية عام 2017 انتقلت الى رحمة الله تعالى زوجة احد الاصدقاء فبادرت بالذهاب الى مجلس الفاتحة المقامة على روحها الطاهرة وما ان دلفت القاعة المخصصة للعزاء حتى طلبت من السادة الحضور قراءة سورة الفاتحة فقام الجميع بقراءة سورة الفاتحة ترحّما لروحها الطاهرة حتى حيّاني الجميع بعبارة ( الله بالخير ) السائدة في عراقنا الحبيب .. حتى دنى مني ساقي القهوة العربية وسقاني منها وضلّت الحشود والافراد تتوالى الى مجلس الفاتحة فقمت بقراءة سورة الفاتحة عشرات وعشرات المرّات داعيا الله عز وجل ان يتقبل أجرها وثواب قرأتها لروحها الزكية , وقد استمريت بقراتها طوال فترة مكوثي في مجلس العزاء حتى تيقّنت اني قد قرأتها فوق المئة مرة او اكثر .
وفي سنة 2018 كنت في زيارة الى احد الاصدقاء المقيم في بغداد فوجدت عليه علامات الغضب والاستياء الشديدين واخذ يحدثني بالطريقة البشعة والا اخلاقية التي يتعامل بها الامريكان مع الموتى حتى روى لي ما حدث الى والد زوجته المقيم في احدى الولايات الامريكية قائلا ... والد و والدة واخوان زوجتي مقيمين في مدينة لوس انجلس الامريكية منذ سنوات ويشتكي والد زوجتي العديد من الامراض المزمنة اذ يتوجب نقله الى المشفى لتقلي العلاج بين الحين والاخر حتى اشتد عليه المرض واجمع اطباء المشفى بان الرجل سيموت خلال 72 ساعة الامر الذي توجب ان تتوجه العائلة الى لقاء ادارة المشفى بأمر من الادارة فاستقبلهم مدير المشفى ليطلعهم على تفاصيل ما بعد الموت قائلا .. هناك خيران .. الاول ان تحرق جثة المتوفي في فرن خاص عائد الى المشفى وتقوم المشفى بتسليم رماد الجثة في قارورة زجاجية الى ذويه وهذا الموضوع مجانا حيث تتولى ادارة المشفى الموضوع بالكامل , اما الخيار الاخر فيجب دفع مبلغ خمسة عشر الف دولار (15000$) نقدا او على شكل صك فورا الى ادارة المشفى حتى يتسنى للإدارة ان تقوم بمراسيم الدفن وتجهيز مستلزمات النعش والحفر والا ستضطر ادارة المستشفى بحرق الجثة للتخلص منها في حال عدم التمكن من دفع استحقاقات ومستلزمات الدفن ... فاستشاطت عائلة الرجل غضبا اكراما للرجل المريض الذي كان في انفاسه الاخيرة وهددوا بأحراق المستشفى بالكامل اذا فكر احدهم بمس شعرة واحدة من جسد الميت .
وكانت عائلة الرجل المريض المشرف على الموت لا تمتلك هذا المبلغ الكبير من المال واخذوا يفكرون في اسرع وسيله لجمع هذا المبلغ الكبير الا ان جميع محاولاتهم باءت بالفشل حتى يتداركون عدم الوقوع في عملية حرق الجثة وتحويلها الى رماد اكراما واجلالا واحتراما وتقديسا لرب الاسرة حتى اخبرتهم ادارة المشفى بإمكانية تقسيط المبلغ لمدة سنوات من خلال استيلاء ادارة المستشفى على الجزء الاكبر من رواتب الاعانات الشهرية المقدمة الى العائلة هناك .. فوافقت العائلة فورا على مقترح الادارة واخذت الزوجة المسكينة بتوقيع الاوراق الرسمية الخاصة بمراسيم الدفن ومستحقات النعش وسيارة النقل ومبالغ الديون المترتبة والمستلزمات القانونية لذلك .
وبعد اربعة وعشرون ساعة انتقل الى جوار ربه والد زوجة صديقي ودفن في احدى المقابر الامريكية كما يليق به ويليق بكل انسان قد خلقه الله في احسن تقويم و وضعت اسرته واصدقائهم على قبره الشريف اكاليل الزهور ونثروا على قبره ماء الورود بعدما استولت ادارة المستشفى الامريكية على اغلب رواتب الإعانة التي يتلقونها هناك .
فقمت على الفور وقبّلت راس صديقي الذي اغرورقت عيناه بالدموع وقراءة سورة الفاتحة على روح والد زوجته وعلى ارواح العراقيين المؤمنين الصابرين القانتين وايقنت كذلك بان العراق كان ومنذ زمن البابليين والسومريين والى يومنا هذا لا يتعامل مع اجساد الموتى الا بما يليق بها وتذكرت على الفور الكلام الكبير الذي قد نشرته جميع الفضائيات العراقية والعالمية حيث كان عنوان اللقاء هو ( العثور على أضخم مقبرة لحضارة ما بين النهرين في العراق )
فقد تحدث فيها الاستاذ الدكتور فاضل عبد الواحد عالم الآثار في جامعة بغداد قائلا .. «اننا لم نعثر على اي مقبرة مشابهة لهذه من قبل، انها اكتشاف غير مسبوق في العالم اجمع .
كما قال الاستاذ الدكتور مروان الادهمي ان «السومريين كانوا يهتمون بموتاهم، وكانت طقوس الدفن بالغة الاهمية لهم لانهم كانوا يعتقدون ان الاموات إن لم يلقوا مراسيم دفن مناسبة فان ارواحهم تعود لتطارد اقاربهم الاحياء , واضاف ايضا اذ كانت من عادة قدماء العراقيين يدفنون مع الاموات اغلى ما كانوا يملكون .
فهنيئا لمن دفن في ربوع ارض العراق لأنها ارض الانبياء والاولياء والصالحين والارض التي تنبت الصالحين الخيريين المعروفين بصدقهم ومحبتهم للأرض والحياة والى خالق الحياة وايقنت ايضا بان العراق ان شاء الله هو الطريق الوحيد والاكيد لدخول الجنة لأنه ببساطة لا يقوم بحرق اجساد ابنائه الطاهرين وانما يصلي ويدعوا لأجساد ابنائه الى خالق الكون العظيم بالرحمة والمغفرة والاجر الكريم .
1747 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع