موفق نيسكو
هل وصل النبي يونان (يونس) إلى نينوى ج٣
العهد القديم والآشوريين الأشرار وعاصمتهم نينوى
إن العهد القديم يصف الآشوريين بالشر، ويبيد الرب نينوى الزانية ويجعلها خراباً ومرمى الجرذان، ويجعلها عبرة لمن اعتبر في التاريخ، ولن يقوم اسمها مع المؤمنين، وتصبح خراباً ومربضاً للحيوان..إلخ، وعندما يعاقب الله الآشوريين ويكسرهم، لن يجعل جراحهم تشفى، وتفرح وتصفق الأمم لذلك، ولقسوة الآشوريين يطلب الشعب من الله أن يخلصهم من ظلم الآشوريين لكي يعرف العالم أنه ربٌّ قوي، إذ يقول:
حقاً يا رب إن ملوك آشور قد خربوا كل الأمم وأرضهم، ودفعوا آلهتهم إلى النار لأنهم ليسوا آلهة بل صنعة أيدي الناس خشب وحجر فأبادوهم، والآن أيها الرب إلهنا خلصنا من يده فتعلم ممالك الأرض كلها أنك أنت الرب وحدك (إش 37: 18–20)، ويصوِّر الله كيف يفرح أبناؤه بالدفوف عندما يضرب الآشوريين ويقضي عليهم: من صوت الرب يرتاع آشور، بالقضيب يُضرب، ويكون كل مرور عصا القضاء التي ينزلها الرب عليه بالدفوف والعيدان، وبحروب ثائرة يحاربه. (إشعيا 30: 31–32).
وآخر ما قاله لنينوى نتيجة شَرَّ الآشوريين
ناحوم 1: قد أوصى عنك الرب لا يزرع من اسمك في ما بعد.
ناحوم 2: لن تقوم لنينوى قائمة ولن يكون لها رسل في الأرض يسمع صوتهم فيقول: أين مأوى الأسود ومرعى أشبال الأسود، حيث يمشي الأسد واللبوة وشبل الأسد وليس من يخوف، الأسد المفترس لحاجة جرائه والخانق لأجل لبواته حتى ملأ مغاراته فرائس وماويه مفترسات، ها أنا عليك يقول رب الجنود فأحرق مركباتك دخاناً وأشبالك يأكلها السيف وأقطع من الأرض فرائسك ولا يُسمع أيضاً صوت رسلك.
ناحوم 3: ويل لمدينة الدماء، كلها ملانة كذباً وخطفاً، لا يزول الافتراس، صوت السوط وصوت رعشة البكر وخيل تخب ومركبات تقفز، وفرسان تنهض ولهيب السيف وبريق الرمح وكثرة جرحى ووفرة قتلى ولا نهاية للجثث، يعثرون بجثثهم، من أجل زنى الزانية الحسنة الجمال صاحبة السحر البائعة أمماً بزناها وقبائل بسحرها، هاأنذا عليك يقول رب الجنود فاكشف أذيالك إلى فوق وجهك وأُري الأمم عورتك والممالك خزيك، واطرح عليك أوساخاً وأهينك وأجعلك عبرة، ويكون كل من يراك يهرب منك ويقول، خربت نينوى، من يرثي لها.
رؤساؤك كالجراد، وولاتك كحرجلة الجراد الحالة على الجدران في يوم البرد. تشرق الشمس فتطير ولا يعرف مكانها أين هو، نعست رعاتك يا ملك آشور، اضطجعت عظماؤك، تشتت شعبك على الجبال ولا من يجمع ليس جبر لانكسارك، جرحك عديم الشفاء، كل الذين يسمعون خبرك يصفقون بأيديهم عليك، لأنه على من لم يمر شرك على الدوام.
صفنيا 2: يمد يده على الشمال ويبيد آشور ويجعل نينوى خراباً يابسة كالقفر، فتربض في وسطها القطعان كل طوائف الحيوان، القوق أيضاً والقنفذ يأويان إلى تيجان عمدها.صوت ينعب في الكوى، خراب على الأعتاب لأنه قد تعرى ارزيها، هذه هي المدينة المبتهجة الساكنة مطمئنة القائلة في قلبها أنا وليس غيري،كيف صارت خراباً مربضا للحيوان،كل عابر بها يصفر ويهز يده.
ويجعل الرب من معاقبة آشور عبرة ومثلاً لمعاقبة بابل فيما بعد، فيقول: هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل هاأنذا أعاقب ملك بابل وأرضه كما عاقبت ملك آشور. (إرميا 50: 18).
حماة أم نينوى؟
إذا كانت أحداث سفر يونان حقيقية، فإن يونان لم يصل نينوى، إنما المقصود بنينوى هو مدينة حماة، وانفرد سفر عاموس المعاصر ليونان بذكر اسم يونان وقريته أوضح من سفر يونان نفسه، وقد تطرق عاموس بالتفصيل لتأديب الشعوب الخاطئة، دمشق، غزة، أدوم، صور، آرام، سوريا، فلسطين، يهوذا، إسرائيل، السامرة، عمون، موآب، أشدود، تيمان، باشان، باستثناء مدينة حماة المهمة التي كانت تخضع للآشوريين، ثم احتلها يربعام الثاني، وسفر يونان مخصص لحماة التي سمَّاها نينوى لشرها وخضوعها للآشوريين، وجميع الأحداث في زمن يونان النبي وبعده تدور عن حماة بشكل واضح، وتتداخل الأحداث مع حماة، ومدينة حماه أيضاً ذُكرت مثل صفة نينوى بالمدينة العظيمة في سفر عاموس:
اعبروا إلى كلنة وانظروا واذهبوا من هناك إلى حماة العظيمة ثم انزلوا إلى جت الفلسطينيين، أهي أفضل من هذه الممالك أم تخمهم أوسع من تخمكم. (عاموس 2:6). (هناك خلط في العهد القديم بين مدن العراق وسوريا الحاليين، كمدينة كلنة التي ورد اسمها في العراق: وكان ابتداء مملكته بابل وأرك وأكد وكلنة، في أرض شنعار (تك 10: 10)، ولا يُعرف بالضبط كلنة العراق، ويُعتقد أنها سلوقية أو غيرها، لكن كلنة بشكل أوضح هي كولاني، كولانهو، في سورية وتبعد ستة أميال من أرفاد قرب حلب، ومذكورة مع كركميش في (إش 10 :9).
وتنبأ النبي حزقيال أن حماة أيضاً ستكون ضمن نطاق مملكة الله، وحماة هي التخم الشمالي لإسرائيل (حزقيال 47: 16 و17 و20 و48: 1)، ويذكر إشعياء النبي أن الرب سيجمع بقية شعبه من بلاد عديدة منها، حماة. ( إش 11: 11).
واسم حماة آرامي معناه الحصن أو القلعة، مثل مدينة نينوى التي سمَّاها اليهود الحصن العبوري، ويرتبط اسم حماة بمعركة قرقر 853 ق.م. مع الآشوريين وهو الزمن الذي عاش فيه يونان النبي.
وتقع حماة على تل أيضاً مثل مدينة نينوى، ومدخل مدينة حماة الوارد في سفر (عدد 13: 21. يش 13: 5. قض 3: 3، 1 مل 8: 65. 2 مل 14: 25. 1 أخ 13: 5. 2 أخ 7: 8. عاموس 6: 14)، هو شبيه بساحات ومدخل نينوى واسمها رحبوت عير التي وردت مرتبطة بنينوى في سفر التكوين (10: 11): من تلك الأرض خرج آشور وبنى نينوى ورحوبوت وكالح، ومقامات وأديرة يونان النبي منتشرة في مناطق كثيرة في سوريا وغيرها، قرب دمشق وحماة واللاذقية وغيرها.
وكانت حماة هي الحد الأعلى للملكة إسرائيل، واستولى يربعام الثاني ملك إسرائيل على دمشق وحماة (2 ملوك 14: 28)، وفي معركة قرقر 853 ق.م. تحالفت حماة مع بنهدد الدمشقي وآخاب ضد شلمناصر الثالث ملك آشور، لكن الآشوريين هزموها فيما بعد (2 ملوك 18: 34، 19: 13)، وقَسَّموا مناطقها بين قوادهم وسبوا 1223 من سكانها إلى "سورا " على نهر الدجلة، وبعد هزيمة الآشوريين للسامرة انضمت السامرة مع بقية سكان حماة في ثورة على الآشوريين في سنة 720 ق.م.، لكن سرجون الثاني قمعها سريعاً ونقل مستعمرين من حماة إلى السامرة (2 ملوك 17: 24،30)، وأسكن 4300 من الآشوريين كان منهم ديوسير المادي، وقد حملوا معهم معبودهم، أشيما، ( 2 مل 17: 30)، بينما وضع بعض المسبيين من إسرائيل في حماة (إشعيا 11: 11)، ونقل كثيراً من اليهود وأسكنهم في مادي شمال العراق، وبعد ذلك بسنوات قليلة يقول سنحاريب إنه استولى علي حماة (2 مل 18: 34، 19: 13. إش 36: 19، 37: 13)، وبعد ذلك أصبح تاريخ حماة مدمجاً في تاريخ آرام أو سوريا، ويظهر أنها صارت تابعة لدمشق (أرميا 49: 23). (دائرة المعارف الكتابية، ج3 ص159-160. وقاموس الكتاب المقدس، ص316-317. والمحيط الجامع للكتاب المقدس والشرق القديم، ص475-476).
لذلك قلنا: إن استشهاد السيد المسيح بيونان هو حقيقة تامة أعطىت للسفر قوتُه، أمَّا قصة يونان النبي نفسها فهي إمَّا رمزية أو حقيقية، فإن كانت رمزية، فلم يصل يونان إلى نينوى، وإذا كانت حقيقية، فهي حماة، وقد أُقحم اسم نينوى كاسم رمزي لأن الآشوريين وعاصمتهم كانوا رمزاً للشر عند اليهود.
أمَّا إذا لم تكن نينوى المقصودة في سفر يونان هي حماة، فربما تكون دمشق التي دارت فيه أحداث كثيرة في فترة يونان، أو مدينة أخرى لا نعلم عنها شيئاً، ولكنها في كل الأحوال ليست نينوى العراق.
وهنا نود أن نبيِّن أن استعمال الأسماء الرمزية ليس غريباً على الكتاب المقدس، فقد سُمِّيت مدينة روما باسم زميلة نينوى، بابل، لأن روما كانت مثل بابل رمزاً للوثنية والفسق، وأم الزواني (رؤيا 17: 3–5)، فالكتاب المقدس وكل التفسيرات المسيحية تُسمِّي روما، بابل.
يقول المطران الكلداني سليمان الصائغ بخصوص رسالة بطرس الأولى (5: 13) التي ورد فيه اسم بابل، (تُسلِّم عليكم التي في بابل): إن غالبية المفسرين من لاتين ويونان يعتقدون أنه رسالته صدرت من روما الوثنية، واستعار اسم لمدينة روما هو، بابل، التي عُرفت بأصنامها وآلهتها الكاذبة ورجاساتها كما وصفها سفر الرؤيا 17، 18. (المطران سليمان الصائغ، تاريخ الموصل ج3 ص99).
يقول الأب الكلداني ألبير أبونا: إن بابل المذكورة في رسالة بطرس ليست سوى إشارة إلى العاصمة الرومانية التي وجَّه منها رسالته وسمَّاها الرسول كذلك (بابل) لأنها يومئذٍ كانت مركزاً لعبادة الأوثان والفواحش والموبقات، شأن بابل الوثنية القديمة. (تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية ج1 ص8).
يقول الأب بولس الفيغالي الكاثوليكي: في العهد الجديد إن بابل هي الاسم الرمزي لروما كما يرد في: (رسالة بطرس الأولى 5 :13، وسفر الرؤيا 14 :8، 16 :9، 17 :5، 18 :2، 10، 21. (المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم، ص227).
يقول معجم اللاهوت الكتابي الكاثوليكي عن بابل أي روما: إنها مدينة الشر ونموذجاً للوثنية المحكوم عليها بالخراب والتي اتخذت وجه روما الإمبريالية منذ اضطهاد نيرون، والتي يصفها الكتاب المقدس بالزانية السُكرى بدماء القديسين، وسارت برفقة التنين الشيطان، وسوف تسقط بابل وتندبها الشعوب التي تعادي الله، لكن السماء تفرح، ذلك هو المصير النهائي الذي ينتظر مدينة الشر التي تعادي الله والكنيسة. (معجم اللاهوت الكتابي الكاثوليكي، ص140-142).
يقول قاموس الكتاب المقدس: بابل التي ورد ذكرها في (رؤ 14: 8 و16: 19 و17: 5 و18: 2 و21) اسم رمزي يشير إلى روما، فقد أسهبت روما بابل في بذخها وفي امتداد إمبراطوريتها وفي زناها وفي اضطهادها لشعب الله، وقد قصد بذلك النطق بالدينونة وإيقاع القضاة على روما تحت اسم مستعار هو "بابل". (قاموس الكتاب المقدس، ص152)
أمَّا دائرة المعارف الكتابية، فتفرد فقرة عنوانها (المعنى الرمزي لمدينة بابل) وتقول: إن المقصود ببابل في كثير من النصوص في العهد الجديد، هو روما، وهذ التفسير على الأقل يعود إلى عصر ترتليانوس، وأقرَّهُ القديس أوغسطينوس وجيروم، وقبلتهُ الكنيسة بصورة عامة، وتوصف (روما) أنها (بابل) في الأقوال السبليانية (5: 143)، والأرجح أن هذا الجزء يهودي من عصر مُبكر، ومقارنة روما مع بابل أمر شائع في الكتابات الرؤوية اليهودية، مثل سفر أسدراس الثاني، ونبؤة باروخ الأبوكريفي، وتضيف: هناك حقائق مذهلة تؤيد أن روما هي المقصودة، ببابل.( دائرة المعارف الكتابية، ج2 ص19).
وأيضاً استعمال أسماء عديدة أو رمزية على مناطق مختلفة شائع في الكتاب المقدس، مثل أور الكلدانيين وأورك التي هي الرها أو حران، وغيرها التي ليست موضوعنا الآن، لكن بما يخص موضوعنا، فقد رأينا أنه في نفس الآية التي استشهد بها السيد المسيح بنيوى في سفر يونان، استشهد بملكة التيمن التي لا يُعرف من هي وتاريخها بالضبط، وأن استشهاده بها كان لكي يقول لليهود إن هذه الوثنية المذكورة عندكم أتت من مكان بعيد وأمنت بالرب وهي أفضل منكم، وتقول دائرة المعارف الكتابية: لا يُذكر اسم ملكة سبأ في الكتاب المقدس، وقد قارن الرب يسوع بين مجيء ملكة سبأ من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان، وبين تجاهل اليهود له، وهو الذي أعظم من سليمان، ويُسمِّيها ملكة التيمن، أي ملكة الجنوب، وتذكر الأساطير الأثيوبية هذه الملكة بكل تبجيل وبخاصةً (كبرناجست، أي مجد الملوك) باعتبارها ملكة أثيوبيا التي حملت من سليمان بأول ملك أثيوبي، وتعكس الأسطورة الارتباط الشديد منذ أقدم العصور بين جنوبي بلاد العرب وشرق أفريقية، وقد نوَّه يوسيفوس ودعها ملكة مصر والحبشة، وكذلك فعل غريغوريوس النوسي، وتُسمِّيها الأساطير العربية، بلقيس، ولكن على الأرجح بلقيس اسم ملكة جاءت بعد سليمان بعدة قرون، لكن أُطلق اسمها على ملكة سبأ التي زارت سليمان لأنه كان اسم المملكة الوحيدة المعروفة لديهم. (دائرة المعارف الكتابية، ج4 ص328). (علماً أنه نتيجةً لتعلق الأثيوبيين بقصة ملكة التيمن وسبأ وسليمان فقد نص الدستور الأثيوبي لسنة 1931م، فصل الأول، مادة 3: إن الشرف الإمبراطوري سيظل متصلاً بصفة دائمة بأسرة هيلاسي لاسي الأول الذي يتسلسل نسبه دون انقطاع من أسرة منليك الأول ابن سليمان ملك بيت المقدس وملكة أثيوبيا المعروفة باسم ملكة سبأ).
يقول الأب المحيط الجامع: عُرفت ملكة سبأ بحكمة سليمان المشهورة فجاءت إلى أورشليم تسأله، وحملت معها غنى بلادها وعقدت معه اتفاقات تجارية (1مل 10 :1-132أخ 9 :1-12)، وتُذكر في العهد الجديد على أنها ملكة اليمن أو الجنوب، وهي وثنية أصغت بانتباه إلى أقوال سليمان، وهذا ما لم يفعله معاصرو يسوع ليسمعوا حكمتهُ (مت 12 :42 لو 11 :31). (المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم، ص638، علماً أنه يذكر أن الملك سليمان كان ملكاً على إسرائيل ويهوذا بين سنتي 970-961 ق.م. والعلاقات بين مملكة سبأ وأورشليم حسب الكتاب المقدس تعود للقرن الثامن والسابع قبل الميلاد، يؤيدها 3000 نص لآثار مكتشفة، وزيارة ملكة سبأ تندرج اندراجاً تاماً في القرن السابع قبل الميلاد، ص667).
يقول قاموس الكتاب المقدس: إن ملكة سبا زارت الملك سليمان بعد أن سمعت عن حكمته (ملوك الأول 10)، ويُسمِّيها المسيح ملكة التيمن، بمعنى ملكة الجنوب (متى 12: 4)، وتقول التقاليد العربية إن اسمها بلقيس وأنها ولدت ابناً من سليمان، ولكن لا يوجد دليل تاريخي صحيح يبرهن هذه التقاليد، ويقول التقليد الحبشي أن سلسلة ملوك الحبشة يرجع نسبها إلى سليمان عن طريق هذه الملكة. (قاموس الكتاب المقدس، ص452-453).
وفي الكتاب المقدس أيضاً يرد في سفر إرميا (13: 23) في الترجمة العبرية: هل يغير الكوشي جلده، لكن في الترجمة السريانية البسيطة في القرن الثاني قبل الميلاد: هل يغير الهندي، وفي السبعينية لسنة 280 قبل الميلاد وكذلك الفولجاتا اللاتينية: هل يغير الأثيوبي جلده، ويقول البطريرك اغناطيوس يعقوب الثالث: المقصود هنا بالهندي هو الحبشي وليس ساكن الهند المعروفة اليوم، ويضيف البطريرك حول ملكة الحبشة كنداكة التي يرد ذكرها في سفر أعمال الرسل (8: 27) والتي يعتبر الأثيوبيين أنفسهم من نسلها ومن نسل ملكة التيمن: إن الخصي الذي عمَّده فيلبس والذي يذكر سفر الأعمال أنه حبشياً ووزيراً لملكة الحبشة كنداكة، لكنه بالحقيقة كان عربياً من بلاد سبأ، لا من الحبشة، وأيَّد ذلك القديس أفرام السرياني ويعقوب الرهاوي وابن الصليبي، وقد سُمِّيت اليمن نفسها بالحبشة، واليمن والحبشة سُمِّيت بالهند، واسم الهند أُطلق على سكان قطر في قصة الربان يونان الناسك في القرن الرابع. (البطريرك اغناطيوس يعقوب الثالث، تاريخ الكنيسة السريانية الهندية، 1951م ص10-11. مستنداً على الكتاب المقدس (السرياني) والمصادر التاريخية السريانية).
لذلك قصة يونان إمَّا رمزية أو حقيقية، وفي كلتا الحالتين لم يصل يونان إلى نينوى العراق.
وشكراً/ موفق نيسكو
يتبعه ج٤
للراغبين الأطلاع على الجزء الثاني:
https://algardenia.com/maqalat/38090-2018-12-04-22-10-31.html
2979 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع