قصة قصيرة الجريمة الكاملة (الجزء الأول)

                                               

                         بقلم أحمد فخري

قصة قصيرة /الجريمة الكاملة (الجزء الأول)

       

حلقت طائرة الخطوط الجوية اللبنانية في السماء واغلقت عجلاتها. وبعد أن استقرت الطائرة في الارتفاع المطلوب انغلقت اشارة ربط الاحزمة ودخلت المضيفة سيلين الى قمرة القيادة وسألت الطيارين عن خيارهما لوجبة الافطار فاجابها الطيار المساعد علي الحسيني بانه سيختار وجبة الاومليت بالفطر مع فنجان شاي. اما القبطان وليم سعد فقال بانه لا يريد تناول أي شيء لانه سيأكل التفاحة التي جاء بها من فندق المشتل بتونس. خرجت المظيفة الى خارج قمرة القيادة واحكمت غلق الباب بعد ان صفعته عدة مرات. التفت الطيار المساعد للقبطان وسأل:

- لماذا لا تتناول افطاراً دسماً يا كابتن؟
- لا يا علي. انا لا اشعر بالجوع بتاتاً ساكتفي بالتفاحة حتى نصل الى بيروت.
- إذا كنت تريد تناول الاومليت فبامكاني اختيار النوع الثاني من الافطار.
- لا ابداً. انا لا املك شهية كبيرة في الصباح، ربما لاني اعاني من سن الشيخوخة.
- اي شيخوخة هذه يا رجل؟ انت ما زلت شاباً يافعاً فالذي بسنك يفكرون بالزواج من الزوجة ثانية والثالثة والرابعة.
- هذا عندكم انتم المسلمون حبيبي، نحن لا يسمح لنا الاقتران سوى بزوجة واحدة فقط، لا طلاق ولابطيخ. وإن اردت التغيير فعليك أن تبحث عن عشيقة والا فانت ستبقى على اكل الملوخية كل يوم.
- كابتن، لقد بلغنا الآن ارتفاع 320 FL
- حسناً، افتح الطيار الآلي لو سمحت واضبط الاتجاه على 85 درجة ثم اخبر السيطرة بقرطاج عن ذبذبة اللاسلكي. كذلك الرجاء اكتب للصيانة الارضية تقريراً عن باب قمرة القيادة فهو يتطلب ان تصفعه بقوة شديدة كي ينغلق باحكام.
- حاضر كابتن. قل لي، متى ستتحدث مع الركاب؟
- بعد ربع ساعة تقريباً، أي مباشرة بعد ان نستلم تقرير الحالة الجوية.
- نحن باتجاه 85 درجة الآن. سيطرة قرطاج خطوط الشرق الاوسط الذبذبة 123.55
"سيطرة قرطاج : الشرق الاوسط 123.55"
قال القبطان وليم،
- ساعود بعد قليل يا علي.
- هل ستذهب لرؤيتها؟
- طبعاً فانا مشتاق اليها يا صديقي العزيز، ماذا افعل؟
- لكنها بالامس فقط باتت باحضانك على سرير واحد في تونس. هل اشتقت اليها بهذه السرعة؟
- نعم يا علي نعم، انت لا تعرف الحب وما يفعله بالانسان. فالحب آفة كبيرة ونحن الضحية دائماً. لكنها آفة جميلة كالملاك ولها سيقان رشيقة وجميلة.
خرج القبطان وليم من قمرة القيادة وتوجه الى الردهة الامامية للطائرة حيث يعمل المضيفون والمضيفات، بهذه الاثناء احضرت المضيفة سيلين فنجاناً من الشاي لمساعد الطيار علي ودخلت قمرة القيادة. وباللحظة التي أمسك الفنجان بيده اهتزت الطائرة هزة خفيفة فانسكب فنجان الشاي على ظهر كرسي القبطان.
- يا الهي، انا آسفة يا علي لم اقصد ان يحصل ذلك.
- لا عليك يا سيلين فانت غير مسؤولة عن الجيوب الهوائية ولا الاهتزازات بالطائرة.
في الخلف وقف الكابتن وليم من بعيد ونظر الى المضيفة سيلين سماحة وهي خارجة من قمرة القيادة فالتقت عيناهما فاشار اليها بيده كي تأتي الى عنده. لبت ندائه ودنت منه فسحبها الى زاوية منعزلة، اغلق الستار ورائهما وقبلها قبلة ساخنة كادت تفقدها وعيها.
- وليم انت حبيبي وروحي وحياتي، انا احبك كثيراً ولا اتحمل فراقك ولا حتى للحظة واحدة. قل لي ماذا أعمل؟
- الصبر يا حبيبتي الصبر، فأنا ايضاً منشغل بعلاقتنا كثيراً. ولا اعرف ما العمل مع زوجتي الكريهة، فقد اصبحت لا تطاق ابداً.
عاد وقبلها ثانية حتى تأزم الوضع بينهما واصبحا في حالة عشق وهيام كبيرين. دفعته سيلين الى الخلف وقالت،
- اسمع وليم يجب ان تتوقف الآن، علهم يكتشفون امرنا وقد نطرد من عملنا. بامكاننا ان نلتقي ببيروت فيما بعد ما رأيك؟
- وهل لي رأي بذلك؟ بالتأكيد سنلتقي ببيروت. ساتصل بك على هاتفك النقال واحدد لك المكان والزمان.
- حسناً وانا ساكون جاهزة على سنكة عشرة كما يقول المصريين. وستقضي معي ليلة اجمل من الليلة التي قضيناها بتونس على الاقل هنا لدي الكثير من اللونجوري.
- حسناً اتفقنا، وداعاً الآن، يجب ان اعود لقمرة القيادة. احبكِ يا حياتي.
- احبكَ يا روحي.
- اعطني قبلة اخيرة قبل ان تعودي.
لكنها اختفت قبل ان يكمل عبارته، فرجع القبطان وليم الى قمرة القيادة وخلع معطفه وهم بوضعه على ظهر كرسيه الا ان مساعد الطيار علي صرخ وقال،
- لا يا كابتن لا تفعل ذلك. سيتسخ معطفك اذا وضعته هناك لان المضيفة سيلين سكبت الشاي على ظهر كرسيك.
- حسناً ساضع معطفي على ظهر كرسيك انت اذا سمحت لي بذلك.
- بالتأكيد تفضل.
جلس كابتن وليم على كرسيه الى اليسار وسأل الطيار المساعد،
- هل استلمت تقرير (المات)؟
- نعم يا كابتن. لقد سجلت النقاط المهمة كي تقوم انت بالتحدث مع الركاب متى ما شئت.
تفحص القبطان تقرير الطقس ثم التقط المكرفون وضغط على زر التشغيل وقال،
حضرات السيدات والسادة الكرام على متن شركة طيران الشرق الاوسط. انا الكابتن وليم سعد احييكم وارحب بكم على متن طائرتنا من طراز ايرباص A330-200 المتجهة من تونس الى بيروت. ستستغرق رحلتنا ثلاث ساعات و55 دقيقة وسنحلق على ارتفاع 32000 قدم بسرعة 720 كم/ساعة. الحالة الجوية على طول الطريق تشير الى جو متزن مما سيتيح لنا التمتع برحلة لطيفة وهادئة، تبلغ الحرارة خارج الطائرة 34 درجة مئوية تحت الصفر. حالياً نحن نحلق بالقرب من مدينة مصراتة الليبية. من المتوقع الوصول الى مطار بيروت الدولي الساعة التاسعة وثلاثون دقيقة. سيقوم طاقم الطائرة بتقديم العون والمساعدة لكم كي تستمتعوا برحلة هانئة.
عاد وقرأ نفس التقرير باللغتين الانجليزية والفرنسية ثم ارجع المكرفون الى محله، ادخل يده بجيب معطفه فاخرج تفاحة حمراء وسكينته الشخصية. نظر اليه الطيار المساعد وسأله:
- كيف استطعت ادخال خنجرك دون ان يكشفوه في المطار؟؟
- عزيزي علي، اولاً انه ليس خنجراً بل هو سكين. ثانياً اجهزة المطار تكشف المعادن والسكين مصنوع من السيراميك. وثالثاً حجم السكين صغير ولا يشكل خطراً على حياة اي انسان فالنصل بالكاد يبلغ طوله 8سم. هل اخبرتك كيف حصلت عليه؟
- كلا، اخبرني!

    

- لقد اهداه لي احد الامراء السعوديون عندما كنت اعمل بالخطوط الجوية السعودية. لقد علمت وقتها انه ثمين جداً وقد قام بحفر اسمي عليه. وبما اني لا احب استعمال السكاكين البلاستيكية بالطائرة لذا فانا استعمله دائماً بجميع رحلاتي.
صار القبطان وليم يقطع التفاحة ويتناولها ببطئ شديد وكأنه يتناول وليمة دسمة مستمتعاً بها كل الاستمتاع.
بعد مضي ساعة على الرحلة دخلت الطائرة بمنطقة جيوب هوائية عنيفة مما تسبب في مطبات ادت الى ارتطام رأس احد الركاب بالكرسي الذي امامه فتسبب بجرح بسيط برأسه. اشعل الكابتن اشارة ربط الاحزمة واعلن ان الطائرة تمر بمنطقة جيوب هوائية، لذا على الركاب العودة الى مقاعدهم وربط احزمة المقاعد حتى تجتاز الطائرة تلك المنطقة. دخلت المضيفة سيلين مسرعة الى قمرة القيادة وقالت:
- كابتن اسرع لقد اصيب احد الركاب بالكرسي 54B بجرح في رأسه.
انتفض القبطان من كرسيه مسرعاً تاركاً القيادة لمساعده علي، خرج مع المضيفة كي يعاين ويطمئن على المسافر، وعندما وصل اليه بمؤخرة الطائرة وجد ان الجرح طفيف جداً. قال القبطان:
- ان شاء الله سليمة يا استاذ.
- اسمي جهاد جريديني. والجرح بسيط يا كابتن لا تقلق.
- نحن جداً اسفون لما حصل لك.
- لا عليك يا كابتن، انه حادث اعتيادي.
وبينما كان القبطان يراقب المضيفة وهي تقوم بتعقيم الجرح ومعالجته ثم تغطيه بشريط لاصق بلاستر، تسلل رجل قصير القامة بدين البنية اصلع الرأس الى قمرة القيادة. وبخفة عالية وحرفية تامة التقط سكين القبطان من امام مقعدة وغرسه برقبة مساعد الطيار علي من الجهة اليمنى لرقبته. انتظر قليلاً حتى تأكد انه فارق الحياة فخرج مسرعاً من قمرة القيادة وعاد الى كرسيه دون ان يشعر به احد. اما القبطان فبقي في الخلف مع المسافر المجروح حتى تأكد ان كل شيء اصبح على ما يرام فرجع متجهاً الى قمرة القيادة. وحالما دخل الى القمرة، لم ينظر الى مساعده علي بل اكتفى بالتحدث معه إذ قال:
- جرح بسيط لا يستاهل القلق، الا اننا نضطر الى تطييب خاطر الركاب كي لا يحرروا شكوى ضدنا فنحن في غنى عن الشكاوي يا علي.
علي لم يجيب بشيء. وبعد قليل قال القبطان:
- ارجوك يا علي اتصل ببرج بيروت وقدم لهم تقرير عن مسار الرحلة.
لكن علي لم يستجيب لما قاله وليم. فرفع القبطان من نبرة صوته وقال بغضب،
- ماذا دهاك يا علي، قلت لك اتصل ببرج بيروت واخبرهم عن مسار الرحلة. هل انت نائم؟
ادار رأسه ونظر الى علي فوجده متكئاً برأسه على الشباك الايمن للقمرة.
- ماذا بك يا رجل؟ اتنام الآن ونحن بوسط هذه الرحلة القصيرة؟ ماذا لو كنا متجهين الى نيو يورك؟ ماذا كنت ستعمل وقتها؟ لكن لا حياة لمن تنادي. علي لم يستجيب لاوامر القبطان. وقف القبطان وليم وترك كرسيه ثم تدنى من علي، مسكه من كتفه وهزه قليلا كي يستفيق الا ان علي انحنى الى الامام وارتطم رأسه بالعدادات التي امامه تاركاً اثار الدماء على العدادات. نظر الى رقبته من اليمين فوجدها مخضبة بالدماء. وضع اصبعه على معصمه كي يتحسس نبظه فاكفهر وجهه وقال، "انه ميت" بهذه الاثناء دخلت المضيفة سيلين القمرة فشاهدت القبطان وهو ممسكاً بجثة الطيار علي ويده ملطخة بالدماء فقالت بصوت خافت،
- ما هذا يا كابتن؟ ماذا حصل؟
- بعد ان خرجنا انا وانت كي نطمئن على المسافر الذي ارتطم رأسه بالكرسي بمؤخرة الطائرة، عدت فوجدت علي يسبح بدمه وهو جثة هامدة.
- سانادي لرئيس المضيفين فوراً.
- حسناً ولكن بصوت خافت لا اريد ان يشعر المسافرون بالامر. لا نريد ان نخلق جواً من الهلع بينهم مفهوم؟
- مفهوم يا كابتن.
بعد قليل دخلت المضيفة سيلين مع رئيس المضيفين وتفحصوا الامور بداخل قمرة القيادة. قال سليم رئيس المضيفين:
- انها جريمة قتل يا كابتن دون شك. ان الطيار المساعد علي قد قتل وهذا ليس حادثاً عرضياً. انا كنت اعمل بالشرطة سابقاً، واعرف تلك الامور جيداً.
- ولكن من يريد قتله ولماذا؟
- لا نعلم ذلك بعد لكن من الافضل ان لا تلمس أي شيء يا كابتن. حاول عدم الوصول او المساس بالمنطقة التي قتل فيها علي كي يتمكن المحققون من الحصول على الادلة اللازمة. يجب عليك ان تخبر السيطرة الارضية والامن الارضي بما جرى كي يتخذوا الاجرائات اللازمة فور وصولنا الى مطار بيروت. مفهوم؟
- نعم، نعم مفهوم يا سليم، شكراً.
خرج سليم من قمرة القيادة ونظر الى المسافرة الواقفة امامه وهي تنتظر الدخول الى دورة المياه فابتسم بوجهها ورجع الى صالة الدرجة الاولى. اتصل القبطان وليم ببرج بيروت إذ قال:
"برج بيروت، الشرق الاوسط 317 MEA"
"الشرق الاوسط 317 MEA معك برج بيروت تفضل"
"هناك مشكلة كبيرة وقعت بالطائرة واود التحدث الى ادارة الشرق الاوسط والشرطة"
"ما هي مشكلتك 317؟"
"وقعت جريمة قتل بالطائرة. والمقتول هو الطيار المساعد علي الحسيني يرجى تزويدنا بالتعليمات حول ذلك"
"حسناً سنخبر الاطراف المعنية وسنعود اليك بالتعليمات"
بعد ربع ساعة جاء اتصال الى الطائرة،
"الشرق الاوسط 317 MEA، برج بيروت"
"برج بيروت، الشرق الاوسط 317 MEA تفضل"
"وصلتنا من قوات الشرطة بمطار بيروت الدولي وشرطة بيروت المركزية التعليمات التالية:
1. التوقف تماماً عن الوصول لمسرح الجريمة وعدم لمس اي شيء هناك.
2. بعد الهبوط على المدرج الرئيسي، عليك التوجه الى المدرج الثانوي رقم 33 والانتضار حتى اشعار آخر
3. منع الركاب والطاقم من مغادرة الطائرة.
4. السماح لفريق التحقيق والطب الجنائي من الدخول الى الطائرة واجراء التحقيقات اللازمة.
5. ستقوم الشرطة باستجواب طاقم الطائرة والركاب. لذا يرجى ابلاغ الجميع بهذه الاجراءات حال توقف الطائرة على المدرج الثانوي وليس قبل ذلك."
" برج بيروت، الشرق الاوسط 317 MEA وصلت الرسالة وسنقوم بتطبيق التعليمات بحذافيرها"
عندما دخلت الطائرة اجواء لبنان تحضر القبطان لاستعدادات الهبوط وصار يقوم باللازم كي يهيء الطائرة للنزول. فتح القبطان العجلات ثم فتح الفلاپات الى 40 درجة وعندما اتصل ببرج مطار بيروت اعطاه البرج الاذن بالهبوط على مدرج رقم 19. استدارت الطائرة نحو الجنوب الغربي ثم استقامت باتجاه المدرج وقلصت الطائرة ارتفاعها الى 3000 ثم 2000 ثم 1000 قدم وبدأ العد التنازلي حتى لامس ارض المدرج. سارت الطائرة بسرعة عالية اولاً فقلب القبطان اتجاه الدفع بالمكابح الهوائية ثم بدأ بخفض سرعتها شيئاً فشيئاً حتى صارت تسير ببطئ شديد الى ان وصلت الى المدرج الثانوي وتوقفت هناك تماماً. سمع الركاب القبطان وهو يعلن:
"حضرات الركاب الكرام يرجى منكم التزام الصمت وسماع هذا النبأ المهم.
1. وصلنا بامان الى ارض مطار بيروت الدولي.
2. وقعت جريمة قتل بداخل الطائرة اثناء الرحلة ولا يزال الفاعل مجهولاً.
3. ابلغنا السلطات المعنية بذلك فطلبوا منا التوقف في مدرج ثانوي كي ننتظر فريق التحقيق.
4. يرجى منكم التزام الهدوء والتعاون مع الشرطة التي ستصعد الى الطائرة خلال دقائق قليلة المطلوب منكم تزويدهم بالمعلومات التي سيطلبونها.
5. نأسف للتأخير الذي سيطرأ على مواعيدكم لكن ذلك امر خارج عن ارادتنا وشكراً"
حالما انهى القبطان وليم بلاغه قام بقرائة نفس البلاغ باللغة الانجليزية ثم الفرنسية. ارتفع الضجيج في ردهة الركاب وصاروا يعترضون على التأخير الا ان الضجيج توقف تماماً عندما فُتحت الباب ودخل فريق التحقيق. استقبل القبطان رئيس فريق التحقيق واخذه الى قمرة القيادة وصار يشرح له تفاصيل الجريمة. وعندما انتهى من الشرح، قال المحقق بطرس زاهي:
- حسناً كابتن، ارجو منك الذهاب الى ردهة الركاب والجلوس هناك لو سمحت. سأدخِل طاقم الطب الشرعي الى هنا كي يقوموا بعملهم.
- لكني استطيع مساعدتك هنا ان اردت مني بعض المعلومات.
- لو احتجت منك بعض المعلومات فسارسل في طلبك. عليك الذهاب الآن. سيقوم المحققون الآخرون باستجواب الركاب واخذ بياناتهم.
- حسناً، انا ذاهب.
عاد القبطان وليم سعد الى ردهة الركاب وجلس في احدى الكراسي الفارغة ينتظر دوره بالتحقيق. بعد حوالي ساعتين جاء المحقق بطرس زاهي الى ردهة الركاب واعلن بان على الركاب مغادرة الطائرة والنزول من سلم الطائرة بهدوء. فوقف القبطان معهم وهم بالخروج لكنه سمع من المحقق بطرس زاهي يقول له:
- كلا ليس انت يا كابتن. انت تخلف قليلاً لانك ستأتي معنا.
- لماذا يا محقق؟ فقد ادليت بجميع المعلومات التي لدي، بماذا استطيع ان افيدكم؟
- انت متهم بقتل زميلك علي الحسيني، اي معلومة تود الادلاء بها سوف تسجل وبالامكان استغلالها ضدك.
قال ذلك اثناء وضع الحديد على معصمه. خرج طاقم الشرطة ومعهم القبطان مكبلاً بالاصفاد، شوهدوا وهم يهبطون من سلم الطائرة ويركبون سيارة شرطة سوداء كانت تنتضرهم على ارض المطار بالقرب من السلم. انطلقت السيارة واختفت عن الانظار.

  

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

970 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع