حكاية ألاصبع ألسادس/بقلم - إيمان ألبستاني
أحبتي .....سأحكي لكم حكاية .....عليّ سردها ....وعليكم تفسيرها
قبل عشرة أعوام من ألان بالتمام وألكمال وأثناء أقامتي بألمانيا أتخذت دروس بالرسم وأن كانت (عن بعد) تحت أشراف وتوجيهات أستاذي ألجميل ألبروفسور ألدكتور يحيى ألشيخ ألاستاذ ألمحاضر بجامعة ألنرويج
ألدكتور يحيى ألشيخ
كنت أرسل له رسوماتي ألبدائية طمعاَ بتوجيهاته , وكانت أول لوحة أرسلتها وأنا خجلى منها لوحة ( أدم وحواء ) ألتي تناقض تماماً نظرتهِ وأسلوبهِ في ألرسم , ماأن نظرها حتى قال :
أمونة ...هاي أنتي شكد عاقلة ...بابا وين أكو لوحة لأدم وحواء هلكد حبابين
لوحة أدم وحواء
لم تكن ألدروس سهلة وخاصة أذا كان معلمك بهذا ألتميز وألعبقرية كالبروفسور يحيى ألشيخ , حيث يأخذ ألتعليم عدة مسارات كرسم ألوجوه (بورتريه) أتذكر ماقاله (أرسمي أطفالك أو ضيوفك ولابأس جيرانك وأعتمدي ألسرعة ) ثم بعدها تبدأ مرحلة رسم ألملابس وطية قماشها , ليست سهلة هي الاخرى مع تمرينات وتدريبات على تقليد لوحات ألرسامين ألعالميين وهنا سألته مرتعبة من هذه ألخطوة ( أستادي ...أخاف يحبسوني ) فضحك وقال : لا بابا هاي طريقتنا بالتدريس ...قابل راح تبيعيها بتوقيع الرسام
فأصبح ألهم ألشاغل هو أستعارة ألكتب ألخاصة بالرسم من مكتبة ألمدينة ألزاخرة بثمين ألكتب ووفرتها لغرض معرفة أساليب ألرسامين وألقراءة بفيض عنهم وجميع تلك الكتب كانت باللغة ألالمانية ألتي تتميز بجودة ألصور وموسوعيتها , تمنيت لو وجدت شيئاَ عن ألعراق وحضارته وأذا بي أمام دليل سياحي شامل فيه من ألصور تتمنى لو تحتفظ بالكتاب حتى لو أستدعى ذلك أن تكون ملاحق من ألشرطة ألالمانية , رسمت ماأردت منه وأرجعته على مضض وتبقى هذه أللوحة ألتي رسمتها من ذاك ألكتاب عن أثار ألعراق هي ألاعز على قلبي ورسمتها بقلم رصاص من حقيبة أبني طوله بطول أصبعه فقط لااراها كيف تبدو حين تكتمل
ومن غريب ماقرأت أن ألتكعيبية تعود لجورج براك وليس بيكاسو كما معروف عند ألعامة , براك من أسس لهذه ألطريقة وكان صديقه بيكاسو معجب بهذه الفكرة فأخذ أسلوبه يتجه للتكعيبة حتى بات ألعالم ينسبها لبيكاسو ونسوا المسكين براك
جورج براك
أقولها بصدق لقد جلدت نفسي بسوط ألمعرفة لسنين وألكل من حولي كان في لهو ولعب ولكني لست نادمة
ذلك ألسوط علمنيّ من يد استاذي الجميل أن تكون أدم وحواء بداياتي لتصل الى هذه اللوحة والقارئ سيلمس ألفرق ويعلم درجة شدة ألسوط ولسعته
حتى نالني عطف استاذي حين قال : وألله ياإيمان عندي ٢٠ طالب ولكنك أفضلهم لذا كثيرة كانت ألاسماء ألتي مرت عليْ لرسامين عالميين منهم مودلياني وبيكاسو وغوغان وهنري ماتيس وجورج براك وكليمت ورعيل ألرسامين ألالمان وغيرهم
بول غوغان
( بول غوغان ) أعجبني لحرارة ألوانه وبساطتها فقررت رسم لوحاته جميعاَ Nevermore وأولها كان لوحة
أللوحة ألاصلية
لجمالية ألضوء وألظل وجو أللوحة وكأنك تشاطرها ألسكن وهي تمثل زوجة غوغان ألتاهيتية ألاولى ألتي تزوجها فور أن وطأت قدماه (تاهيتي) ، تاركاً خلفه زوجة فرنسية وأولاد حصدهم ألموت ألواحد تلو ألاخر
رسمت أللوحة بكثير من ألحب وألاعجاب وبمثله من ألاستعجال لأاجد نفسي في نهايتها بأنني قد أرتكبت خطأ لايغتفر برسم ( ٦ ) أصابع في قدمها
لوحتي
وكلما أردت ألتكفير عن هذا ألذنب وأصلاح ألخطأ أجدني غير جادة حيناً ومتكاسلة أغلب ألاحيان , بقيت أللوحة على حالها ب ( ٦ ) أصابع ولم أرسلها لاستاذي ألجليل خوفاَ من أن يتهمني بخلق تشوهات لا توجد أصلاَ في أللوحة ألاصل , حتى وقعت تحت يميني
رواية ( ألفردوس على ألناصية ألاخرى ) لماريو فارغاس يوسا
ماريو فارغاس يوسا
ألروائي وألصحفي وألسياسي ألبيروفي / إلاسباني ألحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام ٢٠١٠
يسرد يوسا قصة حياة ألرسام بول غوغان، هجرته إلى هاييتي بعيداً عن الحضارة الأوربية المرتبطة بالقيود، سعياً إلى العودة إلى الأصول البدائية للبشر حيث يمكنه التقاط لحظات ومشاعر لم يعد ممكناً العثور عليها في باريس. يصف يوسا الظروف والأفكار التي قادت غوغان إلى رسم بعض أهم لوحاته ، يسرد القصة التي تحيط بكل لوحة في سياق سرده للتقلبات العاطفية لغوغان حتى وصل ألى لوحة
Nevermore
عنها ووصفه لزوجة غوغان ألهايتية ألاولى صاحبة أللوحة, حيث قال
لقد أحبها غوغان وكانت ذات فأل حسن ربما لأن في قدمها كان ( ٦ ) أصابع
أنتهى سرد ألحكاية
1415 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع