موفق نيسكو
القومية هي اللغة فقط، ولا وجود لقومية بدون لغة
من المعروف أن مسألة القومية بمفهومها الحديث جاءت بعد الثورة الفرنسية سنة 1799م، وسابقاً كانت الدول والأمم والشعوب تُسمَّى حسب الجغرافية أو المدن أو نسبة لأشخاص أو لاتجاه معين كشرق وغرب، أو لعائلة أو آلهة، كالسومريين، الأكديين، الأموريين، البابليين، الآراميين، السوبارتيين، الآشوريين، الليديين الكاشيين، الجوتيين، اللورانستانيين، الليديين، الحثيين، الميتانيين، الكلدان، السكثيين، الدوستيين، الكلادوكيين، الكيلكيين، الكرتيين الأثنينيين، الفرس، العيلاميين، الفينيقيين، الكنعانيين، الأنباط، السبائيين، المعينيين، الاسبارطيين، القدمونيين، المارديين، الدوسكيين، الساجرتيين،..إلخ، ولو أنك راجعت كتب الأقدمين كهيرودوتس وزينفون، مثلاً، لا أظن أنك بسهولة سوف تحصي عدد الأمم والشعوب، وقسم من تلك الشعوب كان مشهوراً، وآخر أقل شهرةً، والمهم أن كثيراً من تلك الدول لم تكن أسمائها ترتبط باسم لغتها، ولم تكن تُحدد كياناتها وهويتها ووجودها وقوميتها بمفهومنا اليوم حسب اللغة، وقسم من تلك الأمم ليس معروفاً ماذا كانت لغتها، وقسم آخر كان يتكلم بلغة يختلف اسمها عن اسم الكيان الجغرافي (السياسي أو الوطني)، وكانت الصراعات بين تلك الأمم تكمن في نقطتين رئيستين هما الاقتصاد والدين، ولم تشهد العصور الماضية الصراع أو التركيز حول اللغة والهوية القومية الثقافية للشعوب إلى بعد الثورة الفرنسية. (ربما نادراً وحالات فردية)، وحتى الدولة الإسلامية كان اسمها دولة بني أمية، العباس، الموحدون، المرابطون..إلخ. ولم يكن اسمها مقترن أو مرتكز على هويتها اللغوية العربية، بل الدينية.
بعد الثورة الفرنسية برزت للسطح المسألة القومية، وبدأت الصراعات بين الشعوب تأخذ منحى آخر هو منحى الهوية المبنية بشكل رئيس على اللغة وما يتصل بها من تراث وأدب وثقافة وفن وموسيقى..إلخ، وليس على الدين أو الجغرافية السياسية أو الاقتصاد، (إلى جانب الصراع القومي بقيت بعض الصراعات في العالم على أساس ديني كباكستان، وجنوب السوادن، والبوسنة). لكن أغلب الصراعات هي قومية مبنية على اللغة فقط وما يتصل بها.
وقد انبرى المفكرون والفلاسفة في تحديد وتعريف معنى القومية وما يتصل بالكلمة من كلمات أخرى، كالأمة، الهوية، الجنسية، الوطنية، الأثنية، العرق، شعب، قبيلة، جماعة، قوم..إلخ، والحقيقة أن مفهوم القومية في الفكر الشرقي كالعربي أو الكردي أو الأرمني أو السرياني مثلاً، يختلف اختلافاً تاماً عن مفهوم القومية عند الغرب الذي يُعبَّر عنه بمصطلح (nation)، فهذا المصطلح في الفكر الغربي هو سياسي أو وطني جغرافي ويعني مجموعة الأفراد الذين يشكلون دولة باعتبارهم جسماً اجتماعياً مقابل الحكومة، أي يعني الأمة بمفهومها السياسي أو الوطني، فالأمة ترادف الجنسية، والجنسية هي سمة حقوقية يملكها الأفراد وتمنح بإجراء قانوني لمواطنين بوصفهم رعايا دولة، أو أن الأمة هي جماعة موحدة اجتماعياً بالرابط الحضاري التراثي التاريخي بهدف التطلعات المشتركة حتى وإن كانت تلك الجماعة لا تشكل دولة، فالأمة، هي جماعة من البشر متحدين سياسياً، عملياً وإرادياً، وإذا فُقد الاتحاد العملي، لا يمكن أن تكون هناك أمة مثالية، وطن، لكن ليس أمة حقيقية واقعية كبولونيا، وإذا فُقد الإتحاد الإرادي، تتلاشى الأمة وتتجزأ إلى أمم، صغيرة يتجدد اتحادها بالإرادة مرة ثانية كالنمسا وهنكاريا، أمَّا الأمة بالمعنى الكامل للكلمة، فهو عندما يجتمع الشرطان (الاتحاد العملي والإرادي) كفرنسا وألمانيا (موسوعة للاند الفرنسية مج2 ص 853)، ولذلك عندما يُقال الأمن القومي الأمريكي مثلاً فهو تعبير عن أمة سياسية وطنية لا يعني أن الأمريكان هم قومية واحدة بالمفهوم الشرقي، ولو كان ذلك يعني أن القومية الأمريكية تعني الجميع فلماذا يقول مئات القوميات في أمريكا أنهم قومية مستقلة؟، فليقل الجميع إني أمريكي القومية، والقومية حسب الموسوعة البريطانية هي حالة عقلية سياسية تتعلق بالفرد وولاءه للتراب الوطني وسلطة الدولة، ويقول الدكتور جميل صليبا: والقوم في اللغة، هو جماعة من الناس تجمعهم وحدة اللغة والتقاليد الاجتماعية والثقافية والمصالح المشتركة، ويرادف لفظة الأمةnation ، وهي مجموع الأفراد الذين يؤلفون وحدة سياسية تقوم على وحدة الوطن والتاريخ الآلام والآمال، والقومية هي الصفة الحقوقية التي تنشأ عن الاشتراك في الوطن الواحد ويرادفها الجنسية، كالجنسية اليونانية والفرنسية، والقومية هي صلة اجتماعية تتولد من الجنس واللغة والثقافة والتاريخ والمصالح (المعجم الفلسفي، ج2 ص205).
أمَّا مفهوم القومية عند الشرقيين كالعرب والكرد والأرمن والفرس والسريان مثلاً، فهو يعني اللغة، واللغة فقط، فاللغة هي التي تحدد اسم القوم، فالذي لغته الأم هي العربية، هو عربي، والكردي، كردي، والفارسي فارسي، والتركماني تركماني، والسرياني سرياني، والأرمني أرمني، والشبكي شبكي، والأمازيغي أمازيغي وهكذا، فلا فرق عندي (أنا موفق نيسكو) إن قال أحد إني أتكلم اللغة العربية أو إني أتكلم القومية العربية، فكلمة لغة = قومية، في فكر الشرقي، وبوجود مئة عنصر كالتاريخ والدين والجغرافية والاقتصاد والمصالح والعادات والتكوين النفسي وقيام دول سياسية والعيش المشترك..إلخ، بدون وجود اللغة، لا توجد قومية، لكن بوجود اللغة لوحدها، هناك قومية، ولو راجعت جميع ما قاله الفلاسفة بخصوص القومية لن تجد اثنان متفقان على تعريف معنى القومية وعناصرها كما قال عبد الكريم أحمد ووليم مكدوغال، كما لن تجد إلاَّ اللغة فقط التي هي العنصر والعامل الوحيد المشترك الذي يقر به جميع الفلاسفة والمختصين في تعريفهم للقومية وعناصرها، (راجع مادة القومية في الموسوعة الفلسفية العربية للدكتور معن زيادة)، لذلك فالقومية هي اللغة فقط وما يتصل بها، ولكن قطعاً بوجود عناصر أخرى إلى جانب اللغة كالدين والتاريخ والجغرافية وقيام دول سياسية..إلخ، يكون وقع القومية وشهرتها وصداها أقوى، فالعرب والأمازيغ والشبك والبشتون والتاميل والكاندا والتينجو، وغيرهم، هم قومية، شأنهم شأن العرب، ولكن وقع وشهرة القومية العربية وصداها أقوى لوجود عناصر أخرى إلى جانب اللغة كالدين والعدد الكبير للمدينين به والجغرافية الواسعة والتاريخ، وقيام دول سياسية للشعب العربي في التاريخ، والاقتصاد والمصالح والتقاليد المشتركة وغيرها، ولكن بعدم وجود هذه العناصر وبوجود اللغة فقط، يوجد قومية.
إن حدود الدولة تضيق وتكبر حسب قوتها وضعفها، فقيام دولة لا يعني قيام أمة قومية، وعدم قيام دولة لا يعني عدم وجود أمة، وهناك كثير من البدون ليس لهم جنسية ووطن، لكن قوميتهم هي حسب اللغة، وحتى الغجر لهم لغة خاصة تميزهم عن غيرهم، فيمكن لمجموعة من الناس أن لا يكون لهم وطن سياسي جغرافي أو تاريخ طويل وحضارة أو مصالح مشتركة..إلخ، ولكن لا يمكن أن لا يكون لهم لغة، وهذه اللغة هي التي تجمعهم وهي هويتهم القومية، فليس شرطاً أن يكون للقومية دول سياسية قامت أو قائمة أو ستقوم، فعدد دول العالم الآن 200 ونيف، ولكن هناك أكثر من 5000 قومية، أمَّا حدود القومية فمرهونة بانتشار واستمرار استعمال اللغة فقط، وتبقى اللغة هي التي تميز هوية الأمم، فلغتي هي هويتي، فالعربي أينما حلَّ في العالم هو عربي، والأمة من حيث مفهومها السياسي أي الجنسية تمنح بإجراء قانوني يمكن أن يتغير بالمنح أو التنازل عنه بلحظات، أمَّا القومية فلا يمكن أن تتغير إلا بالتطور التاريخي الطويل عبر تغير اللغة والقومية تموت بموت اللغة، ويتَسمَّى القوم باللغة التي يتكلمون بها، فقومية المصريون والفلسطينيون والسودانيون والعراقيون الحاليون هم عرب، وليسوا كنعانيين أو هيرغليفيين فراعنة، أو سومريون، أو نوبيون، ومن يريد أن يتسمَّى قومياً باسم قديم عليه إحياء واسترجاع لغته الأصلية والتحدث بها، وفي المغرب العربي من يتحدث العربية هو عربي ومن يتحدث الأمازيغية هو أمازيغي، (نقصد اللغة الأم، وليس لغة مفروضة من الاستعمار أو مكتسبة لفترة محدود، إذ شعوب أفريقيا التي تتحدث الفرنسية أو الانكليزية، أو الهنود الحمر، لهم لغات أم خاصة)، وببساطة لا تحتاج للتعقيد والفلسفة، فمجرد سماع شخص أشخاص آخرين يتكلمون لغة ما بينهم، سينسبهم إلى لغتهم، دون أن يعلم وطنهم، والقومية تتبدل بتبدل اللغة، فأحمد شوقي هو أمير شعراء العرب وليس الشركس أو الترك، مع أنه من أصل غير عربيظن شركسي أو تركي أو كردي، والجواهري شاعر العرب الأكبر وليس شاعراً فارسياً أو كردياً، وجميل صدقي الزهاوي شاعر عربي وليس كردياً، والجزائري الذي عاش في فرنسا مئات السنين ونسى لغته العربية ولم يعد يتكلم بها بتاتاً، هو فرنسي (من أصول عربية)، لكنه ليس عربياً، وهكذا.
ولا علاقة لمفهوم العرق racial بالقومية، فإذا نظرنا إلى نتائج فحوص علماء الإنسان (الأنثروبيولجي) والحياة والآثار وفحوص ملامح العرب وبقايا أجسامهم، الأموات منهم والأحياء، قبل وبعد الإسلام، فإنها تشير إلى وجود أعراق متعددة بين العرب، ووجود اختلاف في نفسيتهم وقابليتهم العقلية، وقد وجدت إحدى البعثات الأمريكية التي جاءت إلى العراق للبحث عن السلالات البشرية أن في دماء إحدى القبائل العربية التي تدعي أنها عربية خالصة، توجد نِسباً مختلفة من الدماء الغريبة (جواد علي، المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج1 ص232)، فالأمم الإنسانية ليست كالفصائل الحيوانية سلالة منعزلة ذو جنس محدد لا تتزاوج وتتفاعل إلاَّ بينها، فالأمم تتزاوج وتتصاهر، تستقبل وتهاجر، تتحارب وتتصالح، تَصهَر وتنصهر، تستقل وتتوحد، فتموت أسماء وتولد أسماء أمم، وتبقى اللغة المستمرة هي التي تميز هوية الأمم، وحتى عندما يتم التميز علمياً يُسمَّى الإنسان، الحيوان الناطق، فاللغة هي التي تحدد هوية القوم لأنها لسان الإنسان الذي يعبر به عن نفسه، واللسان جزء من الإنسان، ومفردة (لغة) أصلاً ليست سامية، بل يونانية (لوغس) معناها (كلمة)، وفي اللغتين العربية والسريانية، يقابلها مفردة (لسان)، اللسان العربي، اللسان السرياني، (لشانا سورييا، ܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ).
ويعتبر المؤرخ البطريرك السرياني ميخائيل الكبير +1199م، أول من انتبه إلى أن قومية الأمم تُنسب استناداً إلى لغتها فقط وليس لشيء آخر، فقسَّم قومية الشعوب على أساس اللغة، فقال: استناداً إلى لغتنا السريانية (الآرامية) فكل من تكلم لغتنا من دول الكلدان والآشوريين القدماء وغيرهم، هو سرياني (آرامي)، (تاريخه ج3 ص283-386)، وقد أكَّد حديثاً شيخ المؤرخين العراقيين طه باقر على ذلك بقوله: إن التسميات القديمة للشعوب كالسومرين والأكديين والبابليين وغيرهم، لم تكن تحمل مدلول قومي بل كانت تُنسب وتُشتق من المواضع الجغرافية أو الآلِهة، وقائمة إثبات الملوك الآشوريين هي بالأسماء الجغرافية، وفي العصر الحديث اتجه البحث عن الأقوام على أساس لغوي وليس عرقي، وهو ما سيتَّبِعهُ هو نفسه (باقر) لمعالجة موضوع الأمم في كتابه. (مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ص65).
وكل الدول الحديثة تُعرف قوميتها بلغتها فقط، إيران دولة فارسية، قبرص، يونانية، وقبرص التركية (حسب اللغة)، وشعب 22 بلداً بأسماء جغرافية مختلفة أو باسم عائلة كالسعودية، هو شعب عربي، وأكثر من خمسين دولة في أمريكا الجنوبية، لاتينية (أمريكا اللاتينية)، وإسرائيل عبرية، والنمسا ألمانية، وبلجيكا فرنسية، وسويسرا ثلاث قوميات رئيسة، الألمانية والفرنسية والإيطالية، أي بحسب اللغة، كندا قوميتان رئيستان، انكليزية وفرنسية، وهكذا، وسكان الدول التي لغتها الأصلية هي الانكليزية كأمريكا واستراليا وكندا، هم قومياً أنكلو سكسون (أي حسب اللغة)، ومثلهم الفرنكفونية، وفي كل الدول فالقوميات الأخرى تعرف بحسب اللغة فقط، فالعربي عربي والكردي كردي إن عاش في أمريكا أو العراق، وأول مطلب لكل قوم في كل أنحاء العالم هو الحقوق الثقافية، أي اللغة وما يرتبط بها، من ثقافة وأدب وشعر ونثر وغناء..إلخ، وأثناء انتخابات ترامب الأخيرة طالب سكان أمريكا الجنوبية بحقوق الشعب اللاتيني، أي حسب اللغة، وقبل عدة أشهر في إيران وأثناء المظاهرات طالب الأذريون في إيران بالحقوق الثقافية التركية، وليس الأذرية لأن لغتهم هي التركية، مع أن هناك دولة اسمها أذربيجان، وإقليم كاتلونيا في اسبانيا هو حسب اللغة، ويعترف الدستور الهندي بأكثر من عشرين لغة رئيسة، وهكذا.
وهناك من الذين يدعون أنهم قومية ولا يملكون لغة أو يتكلمون لغة غيرهم، كالمتكلدنيين أو المتأشورين الحاليين في العراق الذين لا علاقة لهم بالكلدان والآشوريين القدماء سوى أنهم سريان من أصول عبرية يهودية، انتحل لهم الغرب حديثاً اسمين من أسماء حضارات العراق القديم لأغراض سياسية عبرية، فتشبثوا بهما محاولين إيجاد مخارج معينة لإقناع أنفسهم، فيدعون أن القومية هي الأرض أو الجغرافية السياسية أو اسم إحدى الدول التي قامت قديماً، وهو ما ليس صحيحاً، فلو بدَّل العراق اسمه إلى جمهورية آشور أو سومر أو كلدان، أو أكد، مثلاً، سيبقى العربي عربي والكردي كردي والأرمني أرمني، والسرياني سرياني، والشبكي شبكي، لأن القومية هي اللغة فقط، وهناك من يدعي أن القومية هي شعور، وهو ما ليس صحيحاً، فلم يشعر يوماً ياباني أنه يوناني، أو يوناني أنه فارسي، وهناك من يدعي أن القومية هي تكوين نفسي وعادات مشتركة، وهو ما ليس صحيحاً، فمعظم الدول بكل قوميتها لها نفس التكوين النفسي والتقاليد..إلخ، ومن الطريف أن البعض يدعي أنه حسب حامض الدي أن دي سيكون لكل واحد انتماء قومي مختلف، والجواب، إذن لماذا يدعي شخص أنه عربي وآخر فارسي، وثالث كردي؟، فليذهب كل واحد ليفحص دي أن دي ويُثبِّت قوميته حسب الفحص.
في 5/13/ 2018م أقام بعض السريان المتأشورين ندوة فحواها أنهم تندموا بإطلاق الاسم الآشوري المنتحل حديثاً على أنفسهم، فتحدثتُ وشرحت لهم هذا الأمر وأجبت عن بعض تلك الإدعاءات اعلاه، ولكي أُنهي تساولاتهم ونقاشهم، قلت أخيراً: نختصر القول أن القومية هي اللغة فقط، وإذا كان هذا التعبير لا يفيكم بالغرض، فسأعكس التعبير، وأقول: لا يوجد قوم وقومية بدون لغة. (وانتهى الموضوع).
وعن مثل هذه الشعوب الشرقية قال عنها الفيلسوف Eugen kamenka: إنها شعوب مُقلِّدة للقومية، وهي شعوب مُتخلِّفة تشعر بالحاجة إلى إحداث تحول في أحوالها فتحاول رفع مستواها، وهي لن تستطيع أن تكون قومية ما لم تعترف بتخلفها وتتغلب عليه.
وشكراً
موفق نيسكو
3396 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع