الطاف عبد الحميد
صديقي قال لي : كأن الرئيس لارئيس...كبير الرأس ضخم الجثة سليل التصارع ...لا في العير وكذلك في النفير ...لما المرؤسين أرسوا فوق رؤوسهم مثل هذا الرئيس...قلت وهل تعرف رئيسا كان رئيس ...ولماذا تستثني هذا من اولئك...قال لي :
لي رئيس ولغيري مثله في بلاد اخرى...والاخرى قد سدت حدودي بحدودها ويعادي رئيسي رئيسها ويكره شعبي شعبها، وشعبها كاره لشعبي فلينفذ كلامك بحدودي لا بكافتهم ، فما عرفت مذ خلقت احدا من دول الجوار زاد على الزاد زادي...قلت لاعليك خذ مني سمين القول واطرح الغث منه...لا في امة النمل ولا في امة القمل ولا في امة الماموث مثل ما هو ماثل عندنا ..فالرئيس في امة العرب كنواة الذرة يدور حولها الشعب دورانا ازليا اذا حطمت الذرة لامدارات للشعب المتفجر ...والرؤساء العرب عشرة أنواع.. فسيفساء رئاسي لامثيل له ،(رئيس انقلابي) ورئيس( وراثي) ورئيس( عقوقي) ورئيس( قبلي) ورئيس( بيدقي) ورئيس (أحتلالي) ورئيس( توافقي) ورئيس( بلا دولة) ورئيس( أمي) و(ملوك تملكوا مالايملكون) ...قال وسعت ضيقا وفتقت في ذاكرتي فتقا ...لو كنت أنت رئيسا فكيف ان كنت ستكون ...قلت لن اكون ولا كان جدي ولا احد لي يريد أن اكون...قال فأن كنت ؟ قلت وليكن سأقبل أن أكون حالي كحال كل العراقيين الراغبين بتقلد منصب الرئيس حتى ولوكان بياعا( للفجل) أو(حفار قبور) أو( باججي) ...سابدأ بالاجراء الاول ...بعد ربيع العرب الدامي وأنحسار وباء الخوف الرئاسي وذوبان اللون الخاكي مع بقية الالوان لا قول لي على قول الشاعر العراقي احمد مطر... قال بايجاز قولا يختم النقاش بيننا وننفصل على اتفاق ...قال ماقال شاعرنا مطر؟ أمطرنا ببيانه الذي سحرك...قلت قال
لو كنت رئيسا عربيا
لحللت المشكلة
وأرحت ألشعب مما أثقله
أنا لو كنت رئيسا
لدعوت الرؤساء
ولألقيت خطابا موجزا
عما يعاني شعبنا منه
وعن سر العناء
ولقاطعت جميع الاسئلة
وقرأت البسملة
وعليهم وعلى نفسي قذفت القنبلة
قال أثلجت صدري بهذا الشعر وهذا النقاش ..ولكن هناك المتبقي لي لأقوله ...لو فعل( احمد مطر) مايروم فعله برؤسائنا لأستنسخت الشعوب رؤساء لها من الاصل والاصل أحسن من المستنسخ فالشعوب خضعت لعمليات جراحة شمولية بموجبها اصبحت عقولها سارحة في المراعي ودجنت اراداتها في دوائرالامن ذات النجوم الخمسة وأشرت اراداتها التي لاتريدها على اوراق الاستفتاء وكتبت( نعم ) من المهد الى اللحد ولاذت بالامان واعطت كل شيء لتنتمي بلا انتماء تحت سقف القوة
وتحممت بحمامات التطهير الرئاسية حتى تجذرت في تربة الخضوع السباتي واصبحت متثاقلة وموجودة في اللامكان ضجيعة عمليات الاستخفاف العقلي وأمست تفضل الاكتساء بجلابيب الحزن بدل التعري في الزمن المسروق من الزمن...الزمن الذي يوصف فيه لص المنصب ولص المال بالاستاذ والفخامة والجلالة والسمو والمعالي ومن له عدة عشيقات بدون جوان ويصف المرأة غير المحجبة بأنها عاهرة...كل شيء انقلب أسفله وبات الاعلى فيه لاارتفاع له ...قلت كأنك تستدرجني للحل الاخر فما سمعته منك أفضل مما سمعت مني ...قال وليكن فلنتكامل بيننا.. النقص في معرفتي أسده منك ...قلت وسأنهل من علمك لؤاد جهلي....قلت نحن بحاجة لمن يقود سفينة نوحنا ...ولكن لانوح ولارسالة والارض تفور من ماء جوفها والسماء توصل المطر بالمطر وقمم جبالنا اختفت سفوحها كي تضم القمم وعلينا ايجاد القائد النبي قبل ان نغرق بجغرافيتنا وتختفي دولنا كما اختفت( دولة الخروف الاسود) و(الخروف الابيض)...ونوحنا له صفات وصفاته أعددها لك فتقبل ماتشاء منها مني وأكمل لي مانقص...أن لايكون الرئيس اميا ، وأن لايكون لصا ، وأن لايكون قاتلا وأن يقر بأنتماء الجميع الى ام واحدة وأدم ، وأن لايكون ممن قرأ قصص( ابو زيد الهلالي )و(عنتر بن شداد) و(الزير سالم ) وأن لاينفعل كما انفعل صاحبي( داحس وألغبراء) وأن لاتكون( ألف ليلة وليلة) دستور معارفه وأن لايكون له (حريم )كحريم السلطان( سليمان ) وأن لايطارد الناس (زنكة زنكة، بيت بيت ) وأن يجري
لقاحا ضد الاستبداد والطغيان وان يخضع لاختبار المعرفة فيكون قد قرأ قصص الحب ...(روميووجوليت) و(قيس وليلى) ويعرف ( المهاتما غاندي) و(الام (تيريزا)و(فلورانس نايتنكل) و(توماس اديسون )و(أيان فليمنغ ) والحكيم سقراط
وقرأ كتاب (حمار الحكيم ) و(الثلاثية) و( وطبائع الاستبداد ووعاظ السلاطين ) ويعرف سيرة الوزير الجليل الفقير الاعمى (طه حسين) وان يحترم (جان جاك روسو) وينبذ (ميكافيلي) ويمزق كتابه ( الامير) وماكتب ويرجم (هتلر) و(ستالين) و(نابليون) و(النازيين) و(الفاشيين) ويلعن المغول و(جنكيزهم) القاتل وتشخيص الضعف في (صلح الحديبية) وقوة القوة في (فتح مكة) وأن يعرف أن فقدان الجزء أفضل من فقدان الكل ، وأن يعلم أن القيادة كالركوب فوق ظهر الاسد..يصبح الراكب مركوبا ولا يخرج الراكب من تحت براثن المركوب الا على شكل براز وأن الارغام والاكراه على الاغلب سلوك وحشي جنوني بدائي وحيواني والمجنون لايصنع حقا ، وأن ينشيء قصره بالقرب من مقبرة أو داخلها أو يجعل طريق مروره منها ، وأن يسكن وزير اسكانه في بيوت طينية ، او من الصفيح حتى يصبح لكل عائلة سكن ، وأن لايتقرب من بيت المال ...أموال الفقراء والجياع وأن يتطبب من الزكام او السعال اوضعف الشهية داخل البلد لا في امريكا والمانيا وفرنسا وبريطانيا وان يتعهد بالفرار من القضاء كفراره من الذئاب وان يعتبر من يشتمه متظلما منه ذا حقا عليه وان يؤدي القسم ويقول (الله اكبر الله كبر ألله أكبر...أنا لااستطيع ان أخرق الارض ولن أبلغ الجبال طولا ,انا لااعرف شيئا بغيري وغيري يعرف كل شيء بدوني وأن لكل فرعون موسى وأن لاأحد كاملا بذاته ولو دامت لغيري ماوصلتني وأن اعتبر من يخالفني محقا بمخالفته وعلي رد ه الى القناعة والرضا راغبا لامرغما وأن اعتبر المديح ذما وقدحا وأن أقر بسيادة العقل وعمل الفكر والتعقل وأن احتكم لحكماء بلادي وأحكم بما حكموا وأن أعتبر المغامرة من عمل الشيطان وأن اخاف الشعب الذي لايخافني مخافة ربيعه الذي لايرحم وأن أفر من بيت المال كفراري من الجذام وأن أقر للناس مايقرونه لأنفسهم وأن اعرض نفسي وأعمالي على الناس فان أقروا بقائي كنت لهم خادما وأن أقروا رحيلي رحلت
قال قلت فانصفت ، سأرحل .... مضى ومضيت وكتبت ماقال وقلت
826 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع