ياسين الحديدي
من تاريخ الصحافة في كركوك 1
جريدة حوادث :من الجرائد الاولي التي صدرت في كركوك في العهد العثماني الحلقة 1
هويتها: صحيفة اسبوعية صدرت باللغة التركية وكانت مصورة وتتصف الجريدة بجميع الاوصاف اللازمة للجريدة تنشر المواضيع السياسية والاجتماعية والعلمية والادبية والاقتصادية والتجارية والصحية والزراعية وتفرد مكانا واسعا للاحداث اليومية .
في اعدادها التسعة والعشرين الاولى كانت تدرج عبارة (عامة تبحث عن كل شي) وابدلت هذه العبارة فيما بعد بعبارة (جريدة عثمانية عامة) التي تحولت فيما بعد الى (جريدة اسلامية عامة) وان هذه الرموز والاشارات جاءت متاثرة بعوامل المحيط المستحدثة , اذ كانت اجواء الحرية المطلقة سائدة في البلاد ايام صدور اعدادها الاولى مالبث ان ظهرت بوادر التضييق على الحريات نتيجة الاحداث الداخلية اعقب ذلك اعلان الجهاد بقيام الحرب العالمية الاولى وصار العامل الديني هو المحور المؤثر في الافكار والاتجاهات .
كانت (حوادث) من حيث المبدا جريدة تلتزم جانب قضايا الشعب ذات توجه عثماني اسلامي بما يتصل بقضايا المنطقة .
صدور (حوادث) واحتجابها :
صدر العدد الاول من جريدة حوادث يوم السبت المصادف 11 شباط 1327 رومية في كركوك وهذا التاريخ يقابل 25 شباط 1911 م , واستمرت في الصدور بصورة منتظمة لمدة ست سنوات وتوقفت عن الصدور يوم 1 مايس 1331 رومية والذي يقابل14 مايس 1918 م عقب الانسحاب العثماني الاول من كركوك ولم يبلغ علمنا معاودة الجريدة الصدور ثانية من عدمها خلال الفترة التي تسمى شعبيا "بين السقوطين" والتيجاءت بعد استرداد العثمانيين كركوك مجددا في 18 مايس 1334 رومية حيث ظلوا فيهاحتى 27 تشرين الاول 1334 رومية .
وفي العدد الثامن بعد المئتين من الجريدة الصادر في 1 مارت 1333 رومية (8 جمادي الاولى 1335 هـ) نطلع على دخول جريدة حوادث عامها السادس .
ان الجريدة التي كانت تصدر اسبوعيا في سنواتها الاربعة الاولى وفي سنتيها الخامسة والسادسة صارت تصدر مرة كل عشرة ايام وفي عددها المرقم (208) الموجود بين ايدينا تعلن ادارة الجريدة نيتها في اصدارها ثلاث مرات في الاسبوع بدل ثلاثة اعداد في الشهر وانها بحاجة الى دعم ومعاضدة لتحقيق هذا الهدف الا انه تعذر علينا الحصول على اعداد الجريدة التالية فانقطع علينا سبيل التثبت عن تحقيق ذلك الهدف في اصدار الجريدة بمعدل ثلاثة اعداد في الاسبوع .
واظبت الجريدة على الصدور في مواعيدها المقررة وثابرت للالتزام بذلك الا انها جابهت ظروفا قاهرة ارغمت محرري الجريدة على تاخير صدور بعض الاعداد في غير مواعيدها فمثال ذلك ان العدد الرابع من الجريدة قد صدر يوم 3مارت 1328 ولميصدر العدد الخامس الا في 26 مايس 1328 .
وتبين ان سبب التاخير هذا كان مثول صاحب الجريدة امام محكمة الجزاء في بغداد بسبب نشر الجريدة مواد مخالفة لقانون المطبوعات دعت سوقه الى المحكمة .
وحكمت المحكمة بتبرئة ساحة المتهم وفي العدد 19 اشير الى ان الجريدة تاخر صدورها بمناسبة العيد كما تسبب مرض العاملين في المطبعة الى تاخر صدور الجريدة في موعده
حجم الجريدة وشكلها : صدرت الجريدة باحجام وابعاد مختلفة في مختلف مراحل صدورها فالاعداد 29 الاولى منها كانت ابعاد صفحتها 29 x 19,2 سم وابعاد عدديها 30 و31 اصبحت 37 x25,5 سم . اما بقية اعدادها من المجلد الاول فهي بابعاد 21x 34سم في حين تغيرت ابعاد اعداد المجلد الثاني وما بعده لتكون 41x28,5 سم وقد انتاب التقلص بعض اعداد هذه المجلدات . صدرت جميع اعداد الجريدة باربع صفحات كانت الاعداد 29 الاولى مطبوعة على الورق الاسمر بالحبر الاسود اما الاعداد التالية فاوراقها مختلفة منها ما طبعت على ورق ابيض واخرى على اسمر وحتى على وردي اللون .
وهي اول جريدة مصورة تصدر في العراق كانت الكلائش المستعملة فيها يتم اعدادها في مدينة فينا عن طريق اسطنبول وبدات تصدر مصورة اعتبارا من شهر شباط 1328 رومية وكانت تنشر صور بعض الاشخاص كلما سنحت فرصة الحصول على كلائشها وانفردت بنشر صورة نديم(احمد مدني) مدير القسم الادبي في الجريدة وصورة السلطان محمد رشاد في ذكرى ميلاده وصورة الشاعر التركي توفيق فكرت بمناسبة وفاته والشاعر عطا خطيب زاده (الشهرباني) بمناسبة تعيينه مفتيا لمركز مدينة بغداد وصورة فتحي صفوت (قردار زاده) بمناسبة تعيينه مديرا للمدرسة العلمية في كركوك وصورة الشاعر الكاتب التركي سليمان نظيف بمناسبة صدور كتابه (بطريه ايله اتش) عن العراق وصورة الدكتور محمد لطفي بمناسبة انخراطه في الجيش وتكريمه بمدالية الحرب .
وفي اعداد الجريدة المتعاقبة للعدد الصادر في 1 مارت 1333 نشرت اكثر من صورة في بعض الاعداد ففي العدد 208 صورة الاديب الموصلي خير الدين الفاروقي افندي وصورة علي بك فيروزان كما احتلت صورة بعض المناظر في مدينة كركوك مكانها على صفحات الجريدة .
ثمن نسخ الجريدة كانت الجريدة تباع بخمس بارات وبدل الاشتراك نصف مجيدي لستة اشهر ومجيدي لسنة كاملة وقد بقيت الاسعار حتي العدد 204 حيث ارتفع سعرها الي 20 بارة وكانت الجريدة تطبع بطريقة الاستنساخ علي الجلاتين وعلي الة خاصة للسحب وكانت اعداد الجريدة تخط بخط الخطاط البارع محمد زكي صاحب الجريدة وتحتوي الجريدة عادة علي المقال الافتتاحي والاخبار الداخلية والمحلية والخارجية ومصدر المعلومات الخارجية تعتمد علي وكالة الانباء العثمانية التي تصل الي الجريدة عبر البرقيات وكذلك الاخبار والنتاجات الادبية للشعراء والادباء وكان مؤسس الجريدة احمد مدني ومحمد زكي هم ايتولان كتابة المقال الافتتاحي وهو عادة يكون سياسي
ياسين الحديدي
2023 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع