الطاف عبد الحميد
كانت خسارة العراق للمباراة النهائية مع الامارات في كأس الخليج الاخيرة مؤلمة لي وتمنيت لو تجاهلتها لالكونها خسارة ولكن كانت ستظيف بسمة لشعب مكلوم مثقل بالمأسي إنشد متثاقلا ومتسمرا امام عارضات التلفزيون ليجتزىء وصلة زمنية اطارها مفرح في لعبة خداع الذات التي تمرس العراقيون عليها ليرقصوا في الشوارع( رقصة الطير المذبوح الما) الرقصة التي تتتباعد وتتقارب فيها ايديهم واقدامهم مرجفين رؤسهم (كابن اخت الخياط اللي خيط بدلة العروس)..
كنت اريد ان افرح لفرحهم على الرغم اني لم أشاهد المباراة ، ولكني ميال لسماع نتيجتها وهي مشابهة عندي لفرحة الطفل في العيدين الشهيدين (اعياد الزمن الجميل في العصر الجليدي العراقي الذي سبق الحروب ذات الحمم الدافقة الحارقة )وقد لايزيد زمن الفرحة عن ساعة اوساعتين ويعود الحال الاول، السابق للفرحة ليسدل الستار على الساعات المسروقة من الزمن المقسى بالقسوى والتظالم بين الناس
لاتستهويني كرة القدم بل اني اكرهها كرها عميقا متأصلا بي لاسباب ادركتها بالفطرة ومررتها على عقلي مستمدا الرأي الرافض لها من عقول العقلاء أو إن شئت فقل من عقول العقلاء المجانين ، أرى الشبه فيما اقول متوائما مع ماقال غاليلو ...قال ان الارض مدورة وهي ليست مركز الكون ، فقال له جلادوه قل مسطحة وانها مركز الكون والا ستحرق بتهمة الهرطقة ...اجاب المسكين" العالم الجليل" انها مسطحة كما تريدون ولكنها مدورة رغم انفي ، لاتتهموني بتهمة عمنا غاليلو وتسدون نوافذ الفكر الانساني لاني اطرق الباب المفتوح وامس مقدسات الشباب الذين امتلكوا السيارات وتعمرت جيوبهم بالمال والخاوية عقولهم من مضمون صفحة من كتاب تحكي ،عن قصة الحضارة اوقصة الفقر والغنى للمعذبون في الارض او التداول السلمي للسلطة او الحق التبادلي للمنافع بين الناس والناس، ومع الدولة واحلال هذه المعارف محل البومات المطربين وغناءهم المنفر والكلمات التي تسحرهم بسفاهة معانيها وهبوط الفاظها المحصورة بين كلمتين اثنتين ( احبج وهجرتيني)وما اظن ان احدا تفاعل معها وكان له عقل رشيد ، ودليلي ان الاغنية لاتصمد اكثر من اسبوع على المذياع لتلقى بعدها في براميل الزبالة والى مثواها الاخير في مكبات النفايات ،مطربا وكاتبا وملحنا وسامعا لها ، ليعودوا بعدها الى اصائل الغناء العربي ويرددوا "انت فين والحب فين" او" بغداد والشعراء والصور" او "ومانيل المطالب بالتمني" وما قصدت من هذا المثل الانحرافي الا للتقريب والمقاربة للسياحة بالقارىء الكريم الى معرفة القصور العقلي الملازم لنا من مولدنا حتى اليوم الذي يتم فيه تلحيدنا في لحدنا ...ان كرة القدم بعالميتها وانتشارها والجنون المتوطن بعشقها وقدرة استيعابها للاضداد لطبقات المجتمع كافتهم ليست لغزا، فليس كل مايحبه الانسان نافعا له فالناس قد تحب قاتلها فالتدخين له القدرة على قتل الناس بشكل جهري وواسع الى الحد الذي يبلغ المدخن فيه عند شراء كل علبة بالمرض المميت الملازم له ، مثالا صادحا صائحا يؤيد قولي فهذه قاتلة بالمرض ، وتلك قاتلة للرشد والمنطق والتدبر للعقل الحسابي الراقي ، هذه المدورة الملعونة تقاتل وتنتصر وتنتشروتأخذ منا ماتريد ان اردنا او لانريد تعمل بشكل عمدي على امتصاص طاقة الشباب والانحراف بهم الى المتاهات والتفاهات بعد ان فقدت اللعبة عذريتها الاختراعية المحلقة على جناح اللهو البريء الى اللهو المسرطن بالمزالق والشرور ، قد يبدو حديثي بحده تجاوز الحد ، واذا ماقلت هذا عني ، فقل لنفسك عنك ، ربما يكون عقلي قد توقف محدودا بحد
في كل دول العالم الثالث يدير هذه اللعبة غالبا اولاد الملوك والرؤساء والامراء ، هل سألت وتسألت عن السر في ذلك وهل ان وحي الرياضة اصطفاهم لفك الغازها ونشر التدين بها والابحار في بحرها وهم جاهلين بكوعها وبوعها...ساجيب وأكفيك، مندوبا عنك بإحلال عقلي بعقلك ، كوننا في زمن إضمحلال العقل البحثي الباحث عما يتوجب البحث عنه في زمن الاسترجال برجولة التبلد الفكري وسواد التفاهة وتجذرها في خلايا الفكر المستضيفة لها كاستظافة الكريات البيضاء لفايروس الايدز اللعين ، ليقوم الضيف الفايروسي فيما بعد بقتل الكريات المضيفة ، ما كانوا حيث هم مترأسين لكل ضروب الرياضة الا للعمل على تبليد العقول المتبلدة اصلا بالتراكم العمدي لجهد المنقرضين من السابقين والحكام المتقاطرين بإثرهم المسمرين على كراسي الابدية الوراثية في جدلية انا الحاكم لاكذب والشعب محكوم بالسبب"
هم حيث هم لتسهيل وتبسيط عمليات الصرف والبذخ وتشتيت اهتمام الشباب وابعادهم عن السياسة والولوج في خفاياها ودهاليزها وكشف ان "نعم" فيها تعني "لا" وأسودها يجري تبيضه في مختبر القصر اللوني لتبيضيه واجراء عمليات ترقيعية للبلادة الوظيفية ليخرج بعد الافاقة من التخدير ثخينا مثخنا بالتفاني المعوج في رحلة المسير التي يسيرفيها خلفها للامام للوصول الى المستقبل التراجعي الموصل الى عصر الديناصورات ، ولما لا انها رحلة رومانسية من اراد ان يجربها فليقل " انا موافق" ومن لا ، فله ذلك، ولكن عليه ان شاء ان يعرف ان الملايين من الدولارات تصرف على هذه اللعبة الجامحة ، طائرات ، فنادق ، ملابس ، تدريب ، ملاعب مدرب (اثول ) كل مؤهلاته انتماءه البرازيلي بينما يعيش الناس في العراء جياع بلا عمل او سكن او مستشفيات لائقة تحوي دورات مياه غير طافحة ببراز بشري اللعبة طاغية وستبقى لايعلو صوت على صوتها( رغم انفي) ويمكن تقبلها من قبل الدول المتقدمة التي لم تبقي شيئا لم تفعله لشعوبها ...ولبرلمانتها القدرة على الغائها اذا شعروا بوجوب دفعها ، أنظر الى الملاعب المحشوة بكتل الاجسام البشرية والهوس والصياح والبكاء والفرح حتى الجنون والحزن المؤدي في بعض حالاته للانتحار بسبب دخول الكرة الى الهدف المحدد بعمودين وشبكة ... هناك فرق شاسع بين الرياضة ولعبة كرة القدم فالدولة باجمعها لاتلعب ويلعب عنها ويلعب بها ويمارس الرياضة رغما عنها احد عشر لاعبا يتلاعبون بعقولنا ويعاني الشعب بمجمله من الكسل العضلي والخمول في الدورة الدموية وانقراض اللياقة البدنية بانقراض مبدأ الرياضة للجميع التي تزاول من قبل الامم المتقدمة بشكل شامل تشمل كل العاملين تحت سقفها، ولو كنت مسؤولا لجعلت في كل حي ملعبا للعامة لا ان تقتصر اللعبة على عشرة لاعبين وحامي هدف ليدفع الشعب من امواله الملايين بدون ان يدري ، ولو قدر للناس ان يطلعوا على حجم المصروفات وأستفتت الدولة بعدها رأي الناس فيها ، لدفعوا بها خارجا عنهم ، واكثر مايثير حنقي وغضبي هو دخول الفريق الى معسكر تدريبي لمدة شهر أو شهرين في دولة ما ، أو دفع مئات الالاف من الدولارات الى فريق قوي ذو سمعة لقاء قبوله وتكرمه للعب مع فريقنا الكروي لنحصد نتيجة كل هذا وعلى الدوام حصادا لايتطابق بيدره مع مساحة حقله ، ان الكثير من الناس لايطبقون المحاكاة والمطابقة وتبادل الادوار بينهم فهم لايسترشدون بعقل رشيد ولايقبلون الاسترشاد برشيد ولا يجري التفريق بين المهم والاهم أو بين مايجب أن يحل وما يجب ان يتنحى
وفي مثل حالة العراق ينبغي تجميد كل الالعاب حتى يصبح العراق معافى من الامراض
الاجتماعية والاقتصادية ويكون الاهم فاعلا مستهدفا ، ويكون من المساكن مساكن غير مسكونة لوفرتها وفي الوظائف وظائف تبحث عمن يشغلها ومعدات طبية تنقذ الموتى قبل موتهم ، من الموت ومولود تتسلم امه رضاعة اطفال مجانية ورزمة حفاظات وضمان تدفق مبلغ يدفع عنهم ظلم ذوي القربة من برلماني البلد وعلاج من لاعلاج له على نفقة الدولة ، ويفضل ان تستقطع مبالغ العلاج من مصاريف المدرب البرازيلى او الهيئات الادارية للفرق المتنططة بين القارات ذهابا وايابا يأكلون بمواعين النجوم الخمسة وينامون على اسرة النجوم الستة ويقدمون لنا ماقدمه حنون للاسلام فلا هو زاد فيه خردلة ولا النصارى لحنونهم مفتقدين ، ساتقبل الرجم من الرماة الذين سيرجمونني لانهم لايعرفون ، وسأعترض على من يمارسها ، لاعبين ، وهيئات تدريبية لانهم يعرفون انهم يسرقون من اموالي او على الاقل يسرقون اموال نصف المجتمع فالنساء نصفنا لاتعنيهم اللعبة وما سمعنا عن مظاهرة ابتهاج نسوية من اجل فوز يتيم كلفنا الملايين
1083 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع