موفق نيسكو
أخيراً الفاتيكان يؤكد كلامي: الآشوريون والكلدان إسرائيليون اسماهما مُنتحلان
نزولاً عند رغبة بعض الإخوة القرَّاء بكتابة تاريخ بعض المسيحيين في العراق، نستغل بيان الفاتيكان الأخير في 24/ تشرين الثاني 2017م، لندرج جزء من التاريخ ولو مختصراً جداً.
ذكرتُ مراراً وتكراراً بالوثائق والخرائط ومن أفواه بطاركة ومطارنة الكلدان والآشوريون الحاليين أنفسهم أنهم لا علاقة لهم بسكان العراق الآشوريين والكلدان القدماء، إنما هم من الأسباط العشرة من بني إسرائيل الذين سباهم الآشوريين والكلدان القدماء، تبعتها هجرات أخرى لبني إسرائيل من يهود فلسطين إلى العراق للالتحاق بإخوانهم استمرت حتى خراب أورشليم على يد الرومان سنة 70م، (وليس القصد من مقالنا الانتقاص من اليهود الذين من حقهم العيش بكرامة مثل الآخرين في أي مكان بمن فيه العراق كما عاشوا، ولكن قصدنا عدم تزوير التاريخ والحضارة واللغة باسمين مُنتحلين (آشوريين وكلدان) بهدف إقامة كيان عبري في العراق، واعتبار كنيستهم وريثة أورشليم، والتركيز في كتابتهم على العنصر السامي، وأنهم يهو- مسيحيين.
كانت اللغة السريانية (الآرامية) قد اكتسحت وأقصت كل لغات الشرق منذ القرن السابع قبل الميلاد ومنها العبرية، فحلت السريانية ( الآرامية) محل العبرية لليهود، وعندما جاءت المسيحية اعتنق معظم يهود العراق المسيحية على يد مبشري كنيسة أنطاكية السريانية، أي السورية (أنطاكية هي عاصمة سوريا عصر السيد المسيح) الذين كانت لغتهم السريانية أيضاً (أي السورية، لغة سوريا/ بلاد آرام دمشق سابقاً) فاستطاع المبشرون تبشيرهم بسهولة، وقد آمن هؤلاء اليهود من منطلق قومي بالسيد المسيح لأنه من بلادهم ومن الناصرة، وليس من منطلق ديني مسيحي بحت، ولذلك حتى بعد اعتناقهم المسيحية بقيت النظرة العبرية القومية الإسرائيلية عندهم، وهم ينفردون بتسمية نصراني التي هي بالحقيقة كلمة أطلقت على معتنقي المسيحية من اليهود حصراً، وانضوى اليهود المتنصرين تحت كنيسة أنطاكية السريانية لغةً وشعباً وتقليداً وطقوساً، وكل شئ في تاريخهم هو سرياني، وفي كل التاريخ اسمهم سريان، لكن النظرة العبرية الإسرائيلية بقيت عندهم قوية ومتأصلة كل الوقت، وكانوا يسعون دائماً للانفصال والاستقلال.
ملاحظة: بعد الإسلام نتيجة شيوع كلمة نصراني على المسيحيين عند المسلمين، أصبح يستعملها بعض المسيحيين أيضاً بمعنى مسيحي، (باستثناء النساطرة من الكلدان والآشوريون الحاليين)، إذ يستعملونها للتأكيد على أن معناها (إني من بني إسرائيل)، وهم الوحيدون يُسمون بطركهم في التاريخ باسم بطرك الناصرة، وفي لقاءات الكاهنان الأمريكيان إيلي سميث وداويث مع مطران أورميا النسطوري يوحانون بين (1821-1829م)، أكَّدَ لهم المطران: إن أسمنا نصراني، لأن أمتنا تستمد اسمها من الناصرة التي ولد فيها المسيح، وأضاف: إننا نستعمل كلمة نصراني للتأكيد على أن شعبنا ينحدر من ألأسباط العشرة من بني إسرائيل:
He declared that his nation derive their name nusrany from Nazareth, where Christ was brought up, but added the singular assertion, that they are descended from the ten tribes of Israel.
(أبحاث القس إيلي سميث والقس داويث في أرمينيا، والرحلة عبر آسيا الصغرى وجورجيا وبلاد فارس، وزيارة المسيحيين النساطرة والكلدان في أورميا وسلماس، طبعة بوسطن، 1833م. ج2 ص242).
Researches of the Rev.E.Smith, and Rev.H.G.O.Dwight in Armenia, including a journey through Asia Minor and into Georgia and Persia,with a visit to the Nestorian and Chaldean Christians of Oormiah and Salmas
والطبيب لأمريكي آشيل غرانت عاش مع النساطرة سنين طويلة وألَّف سنة 1841م، كتاب "The Nestorians or The Lost Tribe، النساطرة أو الأسباط الضائعة"، أثبت أن النساطرة هم من الأسباط العشرة من بني إسرائيل.
إن أول دخول المسيحية العراق كان في أربيل التي كانت مملكة يهودية وأول أسقف لها فقيدا 104م، وأول عشر أساقفة لأربيل هم من اليهود حصراً، وسنة 310م تشكلت أول مطرانية كبرى لهم في العراق في ساليق قطسيفون (المدائن) التي كانت عاصمة الفرس، والتي سُميت أحياناً بابل تيمناً بانتصار الفرس على بابل القديمة، (وليس معنى بابل / الحلة)، وضلَّت كنيستهم تخضع لأنطاكية السريانية، وسنة 410م حصل مطران المدائن اسحق على صلاحيات واسعة من أنطاكية وسُمِّي جاثلق (أعلى من مطران وأصغر من بطريرك أو بابا).
سنة 428م أصبح نسطور السرياني بطريرك القسطنطينية، واعتبرت عقيدته هرطقة في المسيحية فحُرمهُ مجمع افسس 431م، واعتنق اليهود المتنصرين في العراق عقيدته سنة 484م وقاموا بقتل 7800 شخص سرياني بينهم جاثليقهم بابويه الذي رفض ذلك 12 وبرسهدي مطران دير متى راهب، و90 كاهناً في قرية بحزاني الحالية، واستقلوا عن أنطاكية السريانية سنة 497م، وعاشوا منعزلين عن كل الكنائس الأخرى في العالم، واشتُهروا بالنساطرة.
قام الغرب حديثاً ولأغراض تميزية استعمارية عبرية بتسميتهم كلداناً وآشوريين، منتحلين أسميهما كغطاء من الكتاب المقدس والتاريخ لشهرتهما، فروما سمَّت الذين انشقوا عن النسطورية وانتموا حديثاً للكثلكة، كلداناً، نتيجة كلمة أُطلقت على السريان النساطرة في جزيرة قبرص في 7 أيلول 1445م في محاولة لكثلكنهم، لكن الاسم مات حينها لأن المحاولة فشلت، وعاد اسم الكلدان وثبت على النساطرة المتكثلكين في العراق في 5 تموز 1830م، أمَّا الذين بقوا نساطرة في جبال أروميا/ إيران، وهكاري/ تركيا فسنة 1876م فسمَّاهم رئيس أساقفة كارنتربري الانكليزي كامبل تايت، آشوريين، ولا توجد وثيقة واحدة (مطلقاً) بلغتهم ومن كنيستهم باسم كلدان وآشوريين قبل التواريخ المذكورة، وبعدها ابتكر الآشوريين نظريات مثل أن اسم دولة سوريا المرتبط والمرادف لاسم السريان هو مقارب أو مشتق من آشور، بإضافة حرفين لكلمة سريان أو سوري (وبالانكليزية فقط)، واعتبروا كل كلمة سوري أو سرياني هي آشوري ناسين أن تقارب الأسماء أو اشتقاها بل حتى لو تطابقت، فذاك لا يعني هوية واسم الشعب، كاسم العراق وإيران، فالعراقيون عرب والإيرانيون فرس، وعربي وعبري وروم يونان وروم لاتين..الخ، فالسريان هم الآراميون في كل التاريخ مثل ما فرنسا هي بلاد الغال، وأرمينيا هي أرراط، وإيران هي فارس، وسوريا هي بلاد آرام وليست آشور، بل أن السريان (لآراميون) هم ألد أعداء الآشوريون.
سنة 1912م لاحظ المطران الكلداني أدي شير أن الآشوريين بدءوا يفرضون اسمهم سياسياً على الساحة، وحباً بالكعكة الموعودة أراد اقتسامها معهم فأطلق لأول مرة في التاريخ إن اسم شعبنا كلدو وأثور، والأمر المضحك إن هذين الاسمين أيضاً هم أعداء في التاريخ، وسنة 1968م انشق النساطرة إلي قسمين، وعلمهم بريطاني صُممه سنة 1974م جورج اتانوس وهو آشوري من إيران، وثبَّتَ دنخا بطرك أحد القسمين النسطوريين فقط ومن لندن اسم كنيسته آشورية لأول مرة في 17 تشرين أول 1976م، وبقي يعيش في شيكاغو إلى وفاته سنة 2015م، أمَّا القسم الثاني فلا يزال يرفض التسمية الآشورية كنسياً، لكن الرعية أيضاً يسمون أنفسهم آشوريين، وفي كل قواميسهم وأدبهم أنفسهم تأتي كلمة كلداني بمعنى مشعوذ ساحر فتاح فال، وكلمة آشوري بمعنى عدو أو همجي، وسنة 2005م صرَّح البطرك الكلداني دلي +2014م: إن اسم كلدو أثور سيجعلنا أضحوكة للعالم.
في الحرب الأولى نزح أكثر نساطرة (آشوريي) إيران وتركيا إلى العراق فاستقبلهم وآواهم، لكنهم خانوا العراق وتحالفوا مع الإنكليز واستقطبوا بعض إخوانهم الكلدان الإسرائيليين العبرييّ الأصل، وفي 28 كانون الثاني 1918م أعطى الكابتن الانكليزي كريسي وعداً للآشوريين (بعد وعد بلفور بثلاثة أشهر) لإقامة كيان عبري بثوب مسيحي شمال العراق باسم آشور، مقابل وقوفهم مع الإنكليز، فشكلوا جيش مرتزقة اسمه الليفي لمساندة الإنكليز وتمردوا على العراق وفشلوا سنة 1933م، واعتبروهم خونة وطالب كثير من العراقيين برلمانيين وشعباً وصحافةً بطردهم وإرجاعهم إلى تركيا وإيران، وهم أنفسهم طالبوا ذلك، لكن العراق أكرمهم ومنحهم الجنسية، وسحبها من أربعة أشخاص فقط هو البطرك إيشاي وثلاثة من عائلته، وعائلة البطرك إيشاي هي من سبط نفتالي الإسرائيلي، وعاش في أمريكا إلى أن اغتاله أحد أتباعه داود ياقو ملك إسماعيل في 6 تشرين الثاني سنة 1975م في سان هوزي بسبب زواجه من خادمته (إمامة شمشون شمعون)، وسننشر مستقبلاً قول البرلمانيين والصحف العراقية والعربية عنهم، بل هم أنفسهم، ونكتفي الآن بقول الأب انساتس الكرملي المعاصر لهم في مجلته لغة العرب الذي يسميهم (بالمتعرقين) أي ليسوا سكان العراق الأصليين ويُسمِّي جيشهم الليفي بالمرتوقة، وأنهم من تبعية رئيس أساقفة كارنتربري الإنكليزي، نرفق عددي المجلة للأب الكرملي 1926، 1931م:
https://c.top4top.net/p_69985mmi1.png
بعدها بدأوا يكتبون ويركزون على العنصر السامي وأنهم ورثة كرسي أورشليم، وأرض الميعاد، وكرسيهم في العراق بمثابة أورشليم، وأنهم يهو - مسيحيين، وسنة 2005م استطاع يونادم كنا القادم من لندن بمساندة مطارني الكلدان في أمريكا إبراهيم إبراهيم وسرهد جمو غش لجنة الدستور في ظروف مضطربة وسريعة بإدخال اسمي الكلدان والآشوريون في دستور العراق، وبذلك دخلت إسرائيل الدستور العراق عن طريق الآشوريون والكلدان. (وصيغة ومفهوم اسمي الكلدان والآشوريون هي عبرية إسرائيلية بحتة، فمثلاً لا يوجد في اللغة العربية كلمة آشوري بل أثوري، وشرحنا ذلك بعشرات الوثائق والمخطوطات السريانية والعبرية وغيرها).
- أوردنا في بحوثنا حوالي مئة دليل منذ بداية المسيحية وإلى اليوم ومن الكتاب المقدس والتاريخ وبلغات عديدة ومنهم أنفسهم أنهم من أسباط إسرائيل، ومنذ أن بدأت أسلط الضوء على موضوعهم وأهدافهم بدئوا يزورن بعض كتابتهم ومنهم بطرك الكلدان ساكو، وأثبتنا ذلك بمقارنة النسخ المطبوعة.
- إن عدد اليهود المسببين إلى العراق زمن سقوط الدولتين الآشورية والكلدانية، 612 و539 ق.م، كان أكثر من500 ألف شخص، عدا الذين التحقوا بهم فيما بعد وإلى خراب أورشليم سنة 70م: فملوك آشور، شلمنصر الثالث، أكثر من (200,000 ألف)، سرجون الثاني، (27,290)، سنحاريب، (200,150)، أمَّا الذين سباهم نبوخذ نصر فكانوا أربع دفعات، ويقدر عددهم (62-70 ألف) (أنظر برفسور التاريخ الكنسي رئيس جامعة أبردين البريطانية د. سميث آدم، أورشليم، مج2، لندن 1908م، ص 268-270، وأنظر سفر 2 ملوك 24، 14-16، وإرميا 52: 30 ، وغيرها)، وإن الذين رجعوا من اليهود المسبيين مع عزرا الكاهن سنة 520 ق.م (42,360 فقط من أصل يهودي معروف)، (مع 7,337 من العبيد والمغنيين) (نحميا 7: 66).
- في 9 آذار 1950م صدر قانون إسقاط الجنسية عن اليهود العراقيين ونشر في مجلة الوقائع العراقية عدد 2816، وكان عددهم (21,877، الموصل 10,429، أربيل 5071، كركوك 3863، السليمانية 2514، وباقي الرقم من أصل أكثر من نصف مليون يهودي من المسبيين الذين تكاثروا، هم الكلدان والآشوريين الحاليين.
في 11/ تشرين الأول 1994م، حاول القسم الذي بقي نسطوري وسماه الانكليز آشوريين التقرب إلى روما الكاثوليكية، ليكون له مكانة سياسية أقوى في العالم، فوقعوا بياناً وسمتهم روما في هذا البيان كشعب (السريان)، ولكن اسم الكنيسة التميزي هو الآشورية، ولم تعترف بهم في هذا البيان كعقيدة مسيحية صحيحة وتأسفت بالاحتفال معهم إلى أن توافق على أمور أخرى مخالفة للعقيدة الكاثوليكية كالزواج والقربان ومسحة المرضى، والخطيئة الأصلية، وغيرها. (نرفق بيان 1994م)
https://f.top4top.net/p_697khu1s1.png
من سنة 1994م استمر الحوار بين روما والنساطرة، وفي 24/ تشرين الثاني 2017م، صدر بيان الفاتيكان ليسميهم كنيسة آشورية كاسم تميزي أيضاً، لكنهم تاريخياً هم سريان، لغةً، ليتورجيةً، طقساً، تقليداً، لاهوتاً، ويجب الملاحظة أن اسم السريان مقرون باليونان واللاتين كقومية واسم شعب، لأن الشعوب والقوميات تُسمَّى بأسماء لغتها فقط، والملاحظ أن البيان ذكر العنصر (السامي) للتركيز على أصلهم الإسرائيلي، وهذا الأمر لم يكن مستعملاً في الأعراف الكنسية سابقاً، وفي بيان الفاتيكان يُسمِّي رعية كنيسة المشرق في الهند التي تتبع الكنيسة المسماة حديثاً آشورية وهي رعية صغيرة جداً كانت تتبع أسقفية فارس سابقاً، وسميت حديثاً بالكلدانية، فيُسميها البيان السريانية الكلدانية، أو السريانية الملبارية. وهذا هو البيان الأخير.
http://www.baretly.org/uploads/15126762482.png
الغريب بالأمر أن مطران أستراليا ميلس وهو رجل سياسي بثوب ديني يزور ويستعمل اسم اللغة الآشورية ويفتح مدارس لأن اللغة من أهم مقومات اللغة والكيان السياسي، وهو يعلم تماماً أن اللغة هي السريانية أو الآرامية، ولن تعترف جهة علمية بشهاداته، وبطرك ميلس الحالي كوركيس يُسمِّي لغته الآرامية ويعترف أن اسم الكنيسة الأوحد والذي يفضله هو كنيسة المشرق (وليس الآشورية)، أرفق نسخة من رسالة بطرك الآشوريين الجدد عندما كان مطراناً.
https://d.top4top.net/p_699xc2ft1.png
وكان ميلس ممثل البطريرك كوركيس في لقاء الفاتيكان ألقى كلمة ولكن لم تكن لم يجرأ أن يعترض على لغة وطقوس ولاهوت وتقليد كنيسته أنه سرياني وليس آشوري، ولم يستطيع كعادته تزوير وإضافة as إلى كلمة سرياني syrianأو syriac لتصبح assyrian، لتصبح آشوري، حيث تُفرق روما بين كلمتي سرياني وآشوري بشكل واضح وفي البيانين، وليس قصدنا يجب أن يكون اليوم السريان أعداء الآشوريين الحاليين لأن اسمهم مُنتحل، ولكن إن كان الآشوريين الحاليين يعتقدون أنهم فعلاً من الآشوريين القدماء، فعليهم على الأقل كمسيحيين أو غير مسيحيين كما يدعي بعضهم أن يؤمنوا أنهم أعداء السريان في الكتاب المقدس والتاريخ، فإذا كان صلب اليهود للمسيح قد ذُكر في الكتاب المقدس فقط، مع إشارة لمؤرخ واحد فقط هو يوسيفوس المعاصر للمسيح، فالسريان هم الآراميون، وهم أعداء الآشوريين القدماء ليس في الكتاب المقدس فحسب، ولا عند مؤرخ واحد فقط، بل في الكتاب المقدس وبالتفصيل وبعشرات الوثائق والأخبار التاريخية والآثار.
وشكراً/ موفق نيسكو
2988 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع