د.هاني سالم حافظ
ذكريات طبيه
وتستمر الذكريات ( والذكريات صدى السنين الحاكي)
1) في احد الايام بعد تخرجي من كلية الاحتياط برتبة ملازم طبيب احتياط في شباط 1967 والتحاقي بمقر عملي حيث تم تنسيبي الى قاطع بنجوين شمال العراق وكان الهدوء يخيم على المنطقه ، زارني احد شيوخ الاكراد في المنطقه ومعه حماية وكانت العلاقات بين ضباط الفوج والمواطنين الاكراد جيده وتتم زيارات متبادله مع شيوخهم فاردت ان اجامله وارحب به باللغه الكرديه التي لا اعرف منها الا كلمات قليله فبدلا من ان اقول له تفضل استريح قلت له تمدد وانزع ( باللغه الكرديه طبعا) فاذا بالشيخ ينفجر بالضحك وقال باللغه العربيه وبلهجه بغداديه سليمه (عمي احچي بالعربي احسن فانا اعرف بالعربي احسن مما انت تعرف بالكردي ) واستمرت العلاقات الطيبه معنا وكلما نلتقي نتبادل الضحكات.
2)في سياق العلاجات لبعض المرضى وخاصة المرضى المزمنين الذين لديهم اوهام انهم مرضى فعلا ونسميهم ( متمارضين ) لاسباب متعدده ومنها متاعب عائليه او شد نفسي اقول من المتعارف عليه عالميا ان نعطيهم دواء لا يضر وربما لاينفع للحاله المطلوبه ونوحي لهم انه هو العلاج الشافي ويسمى بالانكليزيه ( PLACEBO ) وفعلا ترى الكثير من هؤلاء المرضى يرتاحون ويتشافون من هذه الامراض الوهميه ولكن الغريب ان عجوزا راجعتني صحبة ولدها وهي تشكو من الام متعدده في المفاصل والمعده واخبرني ولدها انها تعبت من كثرة المراجعات للاطباء وبعد الفحص وصفت لها بعض الادويه وقلت لها استعملي هذه الادويه حسب التعليمات وعلى ان تراجعني بعد اسبوع لاعادة الفحص وسير العلاج واكدت لهما ان المراجعه الثانيه تكون مجانا ولا تدفع اجرة الفحص ( الكشفيه ) .
وفعلا راجعتني بعد اسبوع بحالة جيده ولما سالتها عن الدواء هل استمريت عليه ؟ اجابت والله دكتور انا من وقت ما خرجت من العياده شعرت بتحسن كبير ولم اشتر الدواء وانا جئت لاخبرك انه لم يبق عندي اي شكايه او الم ودعيت لك عند العباس *
3) كان من عادة وزير الصحة الاسبق الدكتور صادق علوش ( وكان عسكريا حازما) واداريا ناجحا حينما يزور المؤسسات الصحيه ان يبدا بزيارة المرضى ويتفقد احوالهم ثم يدخل الى الحمامات والمرافق الصحيه والويل للمؤسسه وادارتها اذا شاهد في حماماتها اوساخا وكان عندما يزور مقر رئيس الدائره يمرر اصابعه فوق حافة الباب ليرى ان كان هناك تجمع للاتربه وليؤكد هل ان النظافه استعراضيه فقط من اجل التفتيش ام هو سياق متبع دائما ، اتمنى ان يكون هذا النوع من التفتيش في مؤسساتنا الصحيه دائما
ختاما تحية لشاعرة الگاردينيا ميسون الرومي التي كتبت لي بكلمات عطره ( اشتقنا لكتاباتك الجميله دكتور) وتحية للاخ الاستاذ جلال چّرمگا ولكل الاخوة القراء مع خالص التهانيئ بالعيد السعيد..
820 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع