صقر من بلادي
مهمة استطلاعية يرويها احد صقور السرب 97 ميج 25 استطلاع
حاوره د علوان العبوسي
كثيرة هي المهام التي نفذها سلاحنا الجوي في القادسية الثانية ضد ايران تَعلم منها الاعداء قبل الاصدقاء لما لها من ادوار بطولية جريئة قل مثيلها حتى لدى الدول الكبرى والعظمى وكان لها الدور الرئيس بين القوات المسلحة البطلة باجبار ايران رغم تعنتها وعنجهيتها المعروفة على الاستسلام بعد ان تجرع دجالها خميني السم ، كما ولدت الخوف و الرعب لدى الكيان الصهيوني وبات يخطط في الخفاء للانتقاص من قدرات وكفاءة سلاحنا الجوي .
المهمة التي يرويها في هذا الموجز احد صقور طائرة الميج 25 الاستطلاعية الابطال من السرب 97 – قاعدة تموز الجوية هذه الطائرة التي اضفت قدرات وكفاءة عالية لسلاحنا الجوي وقواتنا المسلحة مكنتهم التعرف على نوايا واهداف العدو في عموم الخارطة الايرانية بتفاصيلها الدقيقة ، مهمة هذا الصقر تنم عن شجاعة واقتدار عالي المستوى في ظل مواقف عربية خجولة ومتباينة ضد اعدائها الحقيقيين والمحتملين ، تَحّمل العراق وحدة الدفاع عنهم ضد عدو شرس اهدافه بعيدة المدى بانت غاياتها اليوم بعد ان افل نجمه بقصد كما جرت الاحداث بعد عام 2003 ، اليكم قصة المهمة من منفذها شخصياً :
في تشرين الاول ( اكتوبر) 1987 كلفتني قيادة القوة الجوية بمهمة كان لها ابعادها الاستراتيجية لمهام مستقبلية مهمة ، ساتكلم عنها بتفاصيل لم اذكرها سابقاً الا لذوي الشان في قيادة القوة الجوية وقائد قاعدتي وقائد سربي بعد انجازها وليس قبلها ، لازلت احتفظ بها في ذاكرتي بعد مضي 34 عام تقريباً لما لها من تاثير معنوي ونفسي لااقول اكثر من ذلك اكسبت بلدي عزا وشرفاً مابعده شرف وعز انه احد المهام المميزة وفق تصوري لها لما صادفني فيه من رؤيا احسبها غريبة ومؤلمة احيانا من جانب آخر مهما كانت الاسباب .
الواجب او المهمة
استدعيت الى مركز عمليات قيادة القوة الجوية في بغداد ، هناك التقيت مدير العمليات اللواء الطيار الركن الشهيد سالم سلطان عبد الله ، وبعد الترحيب بي تم ايجازي بالواجب من قبله شخصياً وبتحفظ شديد هو( استطلاع تصويري لجزيرة خرج نزولا الى مضيق هرمز بعدها الاستارة يميناً لاستطلاع الساحل الايراني الشرقي وصولا الى ميناء جاسك مقابل ساحل عُمان الذي يستخدم لتصدير النفط الايراني بعد فرض الحصار على جزيرة خرج وبقية الموانئ الايرانية في الخليج العربي بكل فخر قامت به قوتنا الجوية البطلة ، وبعد انجاز المهمة يتم الهبوط في دولة الامارات العربية المتحدة ، تحديدا في مطار ابو ظبي العسكري لاعادة التزود بالوقود والعودة الى قاعدة علي الجوية لتبدء مهمة اخرى استطلع فيها بعض الاهداف الايرانية ضمن الخليج العربي ثم وهنا تنتهي مهمتي ، المسافة الكلية حتى مطار ابو ظبي 1700 كلم ) كان الواجب بمنتهى السرية وعليه لم يتم تبليغ اياً من قادتي في القاعدة التي انتسب اليها ، فقط انا المنفد واتصالي مباشر بمدير العمليات وعليّ اختيار المفرزة الفنية التي ستتم تجهيز طائرتي بعد هبوطها في مطار ابو ظبي للعودة الى قاعدة علي الجوية وباقل عدد ممكن من الفنيين على ان لايتم اخبارهم باي تفاصيل مهما كانت بساطتها عن الواجب لحين وصولها ابو ظبي باحدى طائرات النقل العراقية ، جال في خاطري لماذا كل هذه السرية المفرطة بهذا الواجب لكني اعتقد بان القيادة قد تتحسب ماجرى لمهمة سابقة مشابهة تقريبا استشهد فيها الرائد الطيار عبد الله فرج امر السرب 87 – ميج 25 في كانون الاول (ديسمبر)1982 بمهمة استطلاعية بعمق الخليج العربي استهدف من قبل طائرات ف – 14 الايرانية واختفى سره بعمق الخليج العربي ، على العموم التحفظ والسرية بمثل هذه المهام ضروري ويحقق المباغتة المطلوبة .
مخطط تقريبي لمهمتي الاستطلاعية
التنفيد
تقرر ان يكون التنفيذ من قاعدة الوحدة الجوية ( الشعيبة) لملائمتها تعبوياً وتحقق مباغتة افضل من سواها من القواعد ولكن دون اعلام قائد جناح الطيران وقائد القاعدة ايضاً وعدم استخدام اي اتصال لاسلكي من لحظة التشغيل حتى مغادرة الاجواء الوطنية ،وبالنظر لتواجد القوات الامريكية في الخليج العربي تم تزويدي بالترددات اللاسلكية لهذه القوات لكون طيراني سيكون بالمرور بالقرب منهم وكذلك تزويدي بترددات مطار ابو ظبي العسكري ، ولكن علي الانتظار في قاعدة تموز الجوية دون مغادرتها لحين الاتصال بي للتهيئ للطيران الى قاعدة الوحدة الجوية لتنفيذ الواجب ، بعد يوم او يومين من الانتظار ، وصلت في الصباح الباكر طائرة النقل اليوشن 76 دلالة على بدء التنفيذ استصحبت معها المفرزه الفنية وانطلقت انا بطائرتي المجهزة بكافة معدات الاستطلاع المطلوبة للواجب مع خزان وقود احتياطي ، وصلت قاعدة الوحدة الجوية وبقيت بالانتظار لحين ساعة الصفر والجميع يتسائل ما هو الواجب وكنت اعتذر منهم وانا في غاية الخجل من قادتها .
توقعت ان يكون التنفيذ في نفس يوم حضوري لقاعدة الوحدة الجوية وعليه تم اعداد خطة الطيران من قبلي ثم ابلغت الفنيين ببرمجة حواسيب الطائرة استعداداً للطيران دون علمهم بالواجب ، (الطائرة الميج 25 تحتاج لاحماء اجهزتها الملاحية بحدود 40 دقيقة )، في حوالي الساعة العاشرة صباحاً بلغت بالتنفيذ ، الحالة الجوية جيدة مدى الرويا حوالي 10 كلم ، الغيوم معدومة والحالة العامة مناسبة لاجراء مهمة استطلاع تصويري ناجح ، الطائرة جاهزة للطيران وبالاشارة المتعارف عليها تم طلب التشغيل والدرج من السيطرة الجوية وباسرع مايمكن اقلعت من مطار قاعدة الوحدة الجوية ومغادرت اجواء القاعدة باتجاه سبيل الطيران باتجاه جزيرة خرج النفطية التي تبعد حوالي 300 كلم من نقطة انطلاقي ، تضمنت خطتي للطيران الاقلاع لغاية 20 كلم (حوالي 61000قدم ) يستغرق الوقت حوالي عشرة دقائق قاطعاً مسافة 170 كلم تقريباً ، في ذات الوقت يتم التسارع الى 2500 كلم/ ساعة (2.5- 3 ماخ ) اعلى من سرعة الصوت ، باتجاه جزيرة خرج كما اشرت ، الكويت الى يميني وقد بلغت ارتفاع وسرعة المهمة ، بعد نفاذ وقود الخزان الاحتياطي قذفته حسب الخطة في مياه الخليج العربي ، اجهزة التصوير تعمل بشكل دقيق ( التفطية التصويرية 90 كلم على السطح ) وصلت جزيرة خرج دون تعرض جوي معادي بوقت 18 دقيقة من الاقلاع ، استمر خط الرحلة بمحاذات السواحل الايرانية الشرقية باتجاه ميناء جاسك دون تدخل من العدو الايراني مررت بقاعدة بوشهر الجوية وقاعدة شيراز والمفاعل النووي بقربها ومن بعدها قاعدة بندر عباس الى يساري كل هذه اهداف استهدفها الطيران العراقي محققاً نتائج باهرة فيها ، وحقيقةً كنت اتوقع ان تقاطعني طائرات ف 14 الايرانية المتمركزة بقاعدة شيراز الجوية ولكن يبدوا ان هذه الطائرات معظمها قد تعطلت لنقص في المواد الاحتياطية وكذلك افتقارها لصواريخ فونكس وفق ما اشارة اليه النشرات الجوية وباتت ايران تفتقر لها من الناحية العملية .
بان في الافق البعيد قليلا مضيق هرمز ومن بعدة ميناء جاسك النفطي ، كنت متحسب لطيراني خارج مجال خطوط الطيران المدني ( COLEDOR ) مما يعطي دليل واضح لطيران معادي قد يستهدف من قبل الدفاع الجوي الايراني ولكن السرعة والارتفاع هما دفاعي الوحيد الذي ارتكز عليه في مهمتي .
جزيرة خرج النفطية
بعد مضي حوالي (45 ) دقيقة من الاستطلاع اقتربت من مجال مضيق هرمز ودولة عُمان ومنه الى اليسار قليلا ميناء جاسك النفطي وبانت عن بعد الحدود الباكستانية وساكون حذر من تجاوز حدودها الدولية ، كنت حريص ان يكون التصوير دقيق لنجاح مهمتي المكلف بها ، وبعد اقل من ساعة تجاوزت الميناء وعلى الفور استدرت الى اليمين في طريق العودة فوق بحر العرب مقابل ساحل عُمان للهبوط في قاعدة ابو ظبي الجوية وبدات التهيئ للانحدار فوق مسقط عاصمة عُمان باتجاه الاراضي الاماراتية وباشرت الاتصال مع القاعدة طالباً تعليمات الهبوط ولكن المفاجئة رفض سلطات القاعدة تقديم اية مساعدة للهبوط فيها ، حاولت مرة واخرى طلب السماح للهبوط لكنهم اصروا على الرفض وقد ازعجني ذلك وانا بوضع لايسمح لي البقاء طويلا في الجو بسبب شحة الوقود ، عليه كنت مصمم مهما بلغ بي الامر الهبوط حتى لو امتنعت سلطات القاعدة لذلك وللاسف الشديد اقول كيف يكون ذلك وهناك اتفاق مسبق من قبل قيادتنا الجوية مع قادة دولة الامارات ، المهم اعددت العدة للهبوط والتقرب الى المطار ولكن الغريب الذي لم اتوقعه وجدت مدرج المطار وطرق الدرج الاخرى قد اغلقت بالعجلات بحيث لم اتمكن من الهبوط بالاجزاء الاخرى الغير مغلقة لقصر المسافة وطائرتي تحتاج الى مجال هبوط كافي بامان ، قمت بعمل مرور واطي ولكن امر سلطة الطيران كررت منعي ومغادرة اجواء القاعدة الجوية فورا ، ماذا افعل اذن في مثل هذه المواقف المحرجة عليه قررت بسرعة التوجه لمطار اخر قريب لكوني قد درست المنطقة جيداً بوجود مطارين الاول وسط مدينة ابو ظبي والاخر المطار الدولي ، وكان قراري الاول النزول بمطار وسط المدينة ولكن المفاجئة التي لم اتوقعها ايضاً غلق المطار بالعجلات هو الاخر ، الوقود بدء ينفذ بسرعة والوقت الكلي المسموح لي بالطيران قد نفذ ايضاً عليه وكاجراء اخير تسلقت للبحث عن المطار الدولي وهو فرصتي الاخيرة لافرصة بعدها حيث احتمال ان تطفئ محارك طائرتي ويجب القذف من الطائرة ولا حل اخر يمكن اللجوء له ، اتصلت بالسيطرة الجوية بانني احتمال اقذف بعد دقائق اذا لم تسمحوا لي بالهبوط في مطاراتكم وكان جوابهم مخيب للامال هو الاخر بقولهم هذه مشكلتك !!! .
توجهت الى مطار ابو ظبي الدولي وكانت المفاجئة تم غلقه ايضاً بالعجلات ، اذن قد يكون هناك قرار نهائي بعدم السماح هبوطي في الامارات وهذا مالم اتصوره لكنت حاولت الهبوط باحد مطارات السعودية ، وانا بهذه الحيرة جال في خاطري ان العراق في حربه مع ايران هو للدفاع عن حدوده وحدود دول الخليج العربي وتذكرت كيف القيادة العراقية وقفت مواقف مبدئية من اجل ذلك ، وتذكرت كيف طلب الرئيس صدام حسين قصف طهران ومعظم الدول الايرانية باشراك كل الجهد الجوي العراقي بعد حادث محاولة اغتيال امير الكويت جابر الصباح عام 1985 اطلق عليه يوم الكويت .
كان قراري النهائي القذف من الطائرة بعد تصفير وقودها الذي بات وشيكاً تسلقت بالطائرة للتهيئ للقذف وفق محدودياتها الفنية ، في هذه الاثناء شاهدت شارع فرعي ضيق ضمن المطار الدولي تقف بالربع الاول منه عجلة واحدة ، عليه قررت الهبوط فورا قبل ان تطفئ الطائرة ، المنظر الذي اضحكني مع الاسف عندما انزلت عجلات الهبوط بدأت العجلات العسكرية تتسابق معي من اجل منعي قسرياً من الهبوط ولكن ولله الحمد تمكنت من الهبوط في جزء الشارع الخالي من العجلات وانا اعلم انه قرار خطر بطائرة ثقيلة مثل الميج 25 وكان قراري يرتكز حتى لو لم اتمكن من ايقاف الطائرة بسبب قصر المسافة فقط لكي أحافظ على حاوية الاستطلاع ولا يذهب جهد طيراني سداً اذا مارفعت العجلات لايقافها ( اعني حتى لو اضطررت الاصطدام باي عارض ارضي من اجل سلامة حاوية الاستطلاع ).
على العموم كان الهبوط ناجح وتم ايقاف الطائرة بمسافة قصيرة لكني شاهدت رتل من العجلات العسكرية قامت باغلاق طرق الدرج الفرعية وركابها من الجنود يؤشرون لي بالمغادرة عندها بدء الغضب يتصاعد عندي اوقفت الطائرة وقمت بدفع محركاتها الاثنين باقصى مايمكن ثم وجهتها باتجاه العجلات عندها هربت واخلت طرق الدرج حيث قمت بالتجول بحريتي لحين ايجاد موقف مناسب لايقافها بعيداً عن موقف الطائرات المدنية المتواجدة بالمطار.
بعد ايقاف الطائرة صعد شخص يبدوا انه مدير المطار سحب المسدس وامرني بالنزول وقد امتثلت لامره اثناء ذلك شاهدت عدد كبير من افراد القوات الخاصة منتشرة في المطار وكان يبدوا لي لاعلم لهم بمهمتي المعروفة لدى السلطات الاماراتية حسب تصوري ثم دار بيننا الحوار التالي:
مدير المطار. ماهو سبب الهبوط في مطارنا المدني ؟
انا . بسبب شحة الوقود.
مدير المطار . سنجهز الطائرة بالوقود وتغادر فوراً .
انا . اذا لم تجهز طائرتي من قبل الفنيين العراقيين الذين سيحضرون بعد قليل لن اقلع بها .
مدير المطار .تفضل معي
انا . كلا لن اغادر طائرتي .
مدير المطار . امتثل للامر والا استعمل القوة معك .
هنا تقدم احد الاخوه السودانيين وقال طائرتك ساحميها انا اذهب معهم ولا تجعلهم يعتدون عليك .
على اية حال اقتنعت بكلام الاخ السوداني ورافقته الى دائرته وهناك جرى العديد من الاتصالات الهاتفية وفي هذه الاثناء هبطت طائرة اليوشن 76 مع المفرزة الفنية فوجئ بها مدير المطار وامتنع من استقبالها قلت له دعهم يقومو بواجبهم لتجهيز الطائرة والاقلاع بها الى العراق وزاد التوتر بيننا وشعرت حينها بانني لست ببلد عربي ولكن كانني اسير حرب لديهم ، من المفارقات طلبت استخدام الحمام وسمح لي ولكن دخل معي دون خجل منه ، اصبح الوضع متازم بيننا ، في ذات الوقت اتصل احد الاشخاص مع مدير المطار اشار لوجود ضباط طيارين من القوة الجوية الاماراتية يطلبون الدخول لاستلامي لكنه رفض وزاد من الموقف تعقيداً لحين ان اتصل احد الاشخاص ويبدوا من الشيوخ وفجأة تغيرت معاملته وسمح للضباط الطيارين بدخول مقره لاستلامي .
دخل عدد من الطيارين الاماراتيين وكان لقائهم كاخوة ورفاق سلاح قبلوني وهنئوني على سلامتي ، غادرنا دائرة مدير المطار وجهزوا لي مادبة غذاء في صالة الشرف الكبرى وسمحوا للمفرزة الفنية بالهبوط واشار احدهم بان الخطأ ارتكب من قبلكم لان المفروض التنسيق واستحصال الموافقات الاصولية من قبل قائد القوة الجوية شخصياً الذي زار العراق مؤخراً واعطى موافقته لهبوط الطائرات العراقية في القواعد الجوية والمطارات الاماراتية عند الحاجة ولكن كل ذلك لم يحصل وقد وجدت في كلامه الحق فيما حدث لي وكنت اعتقد هناك تنسيق مسبق بالواجب .
ملاحظة
في اب ( اغسطس ) 1987 زار الشيخ محمد بن زايد ال نهيان قائد القوة الجوية الاماراتية مع وفد كبير قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي وضمن منهج الزيارة زيارة قاعدة تموز ( الحبانية ) الجوية وقد اطلعه قائد القاعدة على اسرابها البالغ عددها انذاك عشرة اسراب مقاتلة وقاصفة وتعرف على امريها واساليب العمل الادارية والفنية والقتالية بالاضافة الى اجراء عروض جوية للطائرة القاصفة الثقيلة TU-22 والطائرة ميج 25 ، اعجب بها ايما اعجاب ومما يشار اليه انه قال بالحرف الواحد ( اتمنى ان تصل قوتنا الجوية الى هذا المستوى من التنظيم والعمل القتالي المنظم ) ويبدوا من خلال هذه الزيارة اتفق الشيخ محمد مع قائد القوة الجوية على امور التعاون فيما بين القوتين الجويتين .
الشيخ محمد بن زايد ال نهيان قائد القوة الجوية الاماراتية عند زيارته لقاعدة تموز الجوية اب 1987
اثناء تجهيز الطائرة للعودة بها الى العراق حضر السفير العراقي لدى الامارات وحضر ايضاً ضابط برتبة عميد بالجيش الاماراتي الى المطار حيث سالني العميد كيف ستكون خطة العودة فاجبته انا عندي خطة للطيران اثناء العودة ساطير وفقها بها ضمن برنامج معد داخل الطائرة فطلب من عدم استخدام الخليج اثناء العودة اجبته باني اتلقى الاوامر من قيادة القوة الجوية العراقية وليس من عندك .
فغضب وغادر وقال سيتاخر اقلاعك الى ان نصل الى نتيجة هنا تدخل السفير العراقي واتصل بقائد القوة الجوية يطمئنه عن حالتي الصحية وسلامة الطائرة حيث كان يظن بانني قد تعرضت لحادث وماكث في المستشفى ومع ذلك طلب يكلمني وكان سعيداً بذلك ، واشرت له باني مكلف بواجب اخر والجماعة هنا يرفضون عودتي عن طريق الخليج بل العودة عن طريق المملكة العربية السعودية ، فقال لي نفذ مايطلبون منك ، عندها تدخل الشيخ محمد بن زايد ان يكون الطيران عبر الاجواء السعودية مبرراً سبب ذلك ان ايران لو شاهدت الطائرة بمواصفات الميج 25 تقلع من الامارات باتجاه البحر ستسبب لهم مشاكل ، قلت له بعدم وجود خرائط لمثل هذا التغيير اجابني سوف اجهز لك الخرائط المطلوبة واكلف لمرافقتك اربع طائرات مقاتلة بالتنسيق مع طائرة الاواكس لحين مغادرتك الاجواء الخليجية ، وقبل صعودي للطائرة شد على يدي وقال ستقلع ولا احد يستطيع ان يمنعك فاوعدني ان لا تستخدم الخليج للعودة فقلت له نحن العراقيين اذا قلنا كلمه ونحن رجال والرجل عند كلمته فشكرني وقال والنعم من العراقيين انتم حامينا .
اثناء العودة تسلقت الى ارتفاع 9 كم واعتمدت اسلوب الملاحة التقديرية الى ان بدات المنظومات الملاحية تلتقط الترددات لحين هبوطي في قاعدة علي الجوية
بودي في هذا الموجز التنويه للتاريخ ان السعوديين فتحو كل مطاراتهم لاستقبالي عند عدم استقبالي من قبل الامارات لكن الوقود كان لا يكفي للوصول وقد ابلغوني بالهبوط في اي مطار عند العوده في حالة اي حالة طارئة .
1967 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع