موفق نيسكو
الأسقف عمانوئيل يوسف النسطوري وتزويرهُ بالوثائق
إن الأشوريين الحاليين هم من الأسباط العشرة من اليهود الذين سباهم الآشوريون القدماء، وليسوا سكان العراق الأصليين، وأن الانكليز سمَّاهم آشوريين سنة 1876م وسمَّوا كنيستهم آشورية في 17 تشرين أول سنة 1976م، بصيغة عبرية، لا عربية ولا سريانية، وأن كلمة آشور تأتي في الأدب السرياني بمعنى أعداء الإنسانية. (للمزيد راجع مقالنا: كلمة آشور صيغة عبرية، لا سريانية ولا عربية، ومقالنا: كلمة الآشوريين تعني أعداء الإنسانية في الأدب السرياني، وهتلر آشوري):
http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Mowafak_Nisko/13.htm
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=821277.0
قام الأسقف النسطوري المتأشور عمانوئيل يوسف بتأليف كتاب (آشوريون أم كلدان؟ الهوية القومية لأبناء كنيسة المشرق المعاصرون في بلاد بين النهرين)، واسم الكتاب بوضوح هو سياسي، لا ديني، وكما قلنا أن النساطرة هم حزب سياسي وليس كنيسة، فمهمة الأسقف هو تاريخ كنسي، لا قومي وكنيسة وطنية وأحزاب وديمقراطية ومعاهدات دولية، وهذا الكتاب ملئ بالأخطاء التاريخية والتزوير المتعمد وخداع القارئ، ولو أردنا التعليق على كل شيء لاحتجنا كتاب كامل، ولكن نكتفي بثلاث أمثلة صارخة لهذا التزوير.
1: إن هذا الأسقف حصل على شهادة الماجستير في اللغة الآرامية-السريانية، وقد ذكر ذلك في سيرته في كتابه ص 343، بعدها أنهي الدكتوراه في نفس الاختصاص:
http://www.baretly.org/uploads/14954439971.png
ومع أن الآشوريين الحاليين سريان مشارقة من أصول يهودية ليس لهم علاقة بالآشوريين القدماء، لكن هذا الأسقف يعترف أن اللغة الآشورية القديمة هي الأكدية، ومع ذلك يخالف نفسه وشهادته العلمية ويُسمِّي لغته السريانية- الآشورية في كتابه، وهذا تزوير واضح وضحك على النفس لأغراض سياسية.
2: وحتى الكتاب المقدس لم يسلم من تزوير هؤلاء الأساقفة حيث يقول الأسقف في صفحة 152 من كتابه عن لغة إبراهيم في العهد القديم إن كلمة سوريا والسريان مشتقة أو تعريب لكلمة آشور اليونانية ()، وها أنا أضع أمام القارئ الترجمة السبعينية اليونانية من العبرية للعهد القديم التي تمت سنة 280 قبل الميلاد، وكيف أن كلمة سوريا والسريانية والسريان (Συρία، Συριστί، Σύρου) مرادفة للآراميين فقط، وتختلف صيغتها عن كلمة أشور باليونانية (،Ασσυρίων) كتابةً ولفظاً، وأرجو الملاحظة لأمر هام جداً، وهو أن الترجمة اليونانية تتُرجم كل كلمة آرامي فقط إلى سرياني، ومنها الملك الآرامي بن هدد (880–865 ق. م تقريباً)، فتسميهِ ملك سوريا وتؤكِّد أنه الساكن في دمشق، بينما مع ربشاقي تُبقي كلمة ملك آشور بصيغتها كما هي التي تختلف عن السريان، وهكذا مع اللغة الآرامية تترجمها إلى سريانية وبتؤئيل الآرامي إلى سرياني:
http://www.baretly.org/uploads/14954439972.png
وهنا أحب أن أُذكِّر الأسقف وغيره أنه ليس التقارب والاشتقاق بين الأسماء فحسب، بل حتى إن تطابقا اسمان مئية بالمئة، فذاك لا يعني أن الاسمان يعنيان نفس الثقافة والشعب، أو أن الشعب ينحدر ممن سَمَّاه أو احتله أو اشُق اسمه منه، فاسمي العراق وإيران هما من نفس الكلمة ايرك، وفي مفاتيح العلوم للخوارزمي وحمزة الأصبهاني إن التسميتين "إيران" و" عراق" هي خطأ، والصحيح "ايراك"، بالكاف، لأن أصل الكلمة واحد، ويقول العالم هرتسفيلد أن كلمة عيراق مُعربة من إيراك الفارسية، (طه باقر، من تراثنا اللغوي القديم ص192 -196، ومقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ص 7-12)، لكن العراقيين عرب والإيرانيين فرس، واسم دولة ولغة الروم البيزنطية مطابق ومأخوذ من روما عندما نقل الإمبراطور قسطنطنين +337م كرسيه من روما إلى القسطنطينية التي سُميت روما الجديدة، لكن روم القسطنطينية يونان شعباً ولغةً، وروم روما لاتين شعباً ولغةً، واسم ارمينيا من الملك آرام بن هارمايوس (حارموس) من نسل يافث، وورد اسمهم في التاريخ آراميين أيضاً، لكن الأرمن ليسوا آراميين، (انطوان خانجي، مختصر تاريخ الأرمن 1868م، ص10)، ودولة رومانيا اسمها مطابق لروما ومأخوذ منها، لكن الرومان ليسو ايطاليين بل شعب داجيا، والكنديين والأمريكيين من أصل فرنسي في مقاطعتي نوفا سكوتيا الكندية ولويزيانا الأمريكية اسمهم الأكديين، لكنهم ليسوا أكدي العراق، وسكان ساليق (المدائن، سلمان باك) المقر الأول لكرسي كنيسة الأسقف عمانوئيل، ليسوا يوناناً، وإسكندرية العراق ليست مصرية، وهكذا.
3: إن هذا الأسقف يُحاول إيهام وخداع القارئ أنه يستشهد بمخطوطات، والحقيقة إن الكلام كله الذي يستشهد به هو لمجهولين وغير موجود في المخطوطات التي يشير إليها، وانقل صفحة 131 من كتابه
http://www.baretly.org/uploads/14954461791.png
ا- يذكر انه في القرن السادس بعلامة استفهام، أي ليس متأكد في زمن بالضبط.
ب- لم يذكر الأسقف عمانوئيل اسم الأستاذ صاحب مقولة الاحتفال بعيد العذراء.
ج- يحاول الأسقف الاستشهاد زوراً وبخدعة لإثبات أن هناك آشوريين في التاريخ، والملاحظ أن صاحب المقولة يذكر الآراميين والسريان كشعب وقوم، والطريف أنه يُسمِّي شعبه الفارسي وليس الآشوري، أمَّا الآشوريون والعيلاميون والميسانيون، فهي واضحة أنها أسماء جغرافية لسكان أبرشية أي منطقة عيلام وميسان (البصرة) والموصل التي تُسمَّى آشور في المصادر السريانية (راجع مقالنا: أسماء مدينة الموصل التاريخية واسم آشور العبري).
http://www.alnoor.se/article.asp?id=314443
د- (وهو المهم) في كشف تزوير وخداع الأسقف المتأشور عمانوئيل يوسف لتمويه القارئ أن كلامه مستند إلى مخطوط، فالأسقف يستشهد بكل هذا الكلام بهامش رقم 283 وهو مخطوط للعلامة الفونس منكانا الكلداني ج1، 1933م، برقم 195.
وأرفق للقارئ المخطوط 195 لمنكانا، حيث لا يوجد فيه هذا الكلام والنص وصاحبه إطلاقاً، بل يتحدث عن ثلاثة عشر مقالة لثلاثة أشخاص هم توما الرهاوي، قيورا الرهاوي، وحنانا الحديابي (الأربيلي)، وأرجو ملاحظة كيف أن الأسقف المتأشور عمانوئيل يذكر الحديابي (الأربيلي) بين قوسين وليس آشور، علماً أن مدينة أربيل أيضاً أسوةً بمدينة الموصل يأتي اسمها الجغرافي في المصادر السريانية أحياناً وبصورة قليلة (آشور)، وأن أبرشية الموصل كانت تابعة دائماً لأربيل، كما أرجو ملاحظة أن مخطوط منكانا هو بالاسم السرياني (syriac)، ومنكانا يُسمِّي الكلدان (السريان الشرقيين):
http://www.baretly.org/uploads/14954466681.png
وشكراً / موفق نيسكو
1319 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع