خالد حسن الخطيب
سر حيّر علماء الشرق والغرب .. لماذا تموت الطيور المهاجرة في العراق؟
في كل عام و بنفس الموعد تنطلق ملايين الطيور، من نصف الكرة الشمالي، في رحلة شاقة وطويلة متجهة إلى نصف الكرة الجنوبي،فإذا حل الربيع عادت برحلة معاكسة إلى مواطنها الأصلية من أجل التزاوج .
حيث تقطع هذه الطيورالمهاجرة مسافاتٍ شاسعةٍ دون توقف وهذا يعتمد على نوع الطير المهاجر، ومن أهمّ الأسباب التي تدفع الطيور للهجرة هو البحث عن الطعام ، والتزواج؛ فكثيراً منها تهاجر إلى حيث يتوفر الطعام؛ فهي تنتقل من المناخِ البارد إلى المناخ الدافىء والذي يتناسب مع طبيعة جسمها، حيث يتوفر طعامها في المناطق ذات المناخ الدافئ، وكما هو معروف عندما يكون شمال الكرة الأرضية شتاءً فإن جنوبها يكون صيفاً، وعليه يتحدّد مسار هجرة الطيور.
وفي سنة 2016 تعرّفت على شخصية عراقيية اكاديمة فذة وقد تخصصت في علم الطيور حتى اهداني كتاب صغير يشرح فيه أسرار هجرة الطيور حيث يشرح الكتاب الكثير من اسرار الطيور ولماذا تحلّق الطيور المهاجرة على شكل حرف V )) فكان الجواب لكي تستفيد من مجمل الاضطرابات الهوائية، وتقليل الجهد المبذول في الطيران، فعندما يضرب الطائر بجناحيه الهواء يولد طاقة تساعده على التحليق، كما يساعد الطائر الذي يليه بدفع الهواء إلى جناحيه، وبالتالي تساعدهم هذه الطريقة على التقليل من حجم المشقة وعناء الطيران، وتمنحهم قدرة كبيرة على الطيران لمسافات طويلة . وقائد السرب يتحمل العبء الأكبر في عملية التحليق، نظراً لتصديه لأكبر مقاومة من الهواء، لذلك عندما يتعب ينسحب إلى الصف الأخير ويتولى طائر آخر قيادة السرب، أما الطيور التي في المؤخرة فتتولى عملية الصياح لتشجيع الطيور التي في المقدمة على الصمود في وجه الرياح والطيران بتصميم.
وقال لي الاستاذ العراقي ايضا .. لقد اتصلت بنا مديرية إدارة المحميات الطبيعية هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في دولة الامارت العربية المتحدة قبل سنوات وجاءت الى بغداد على شكل لجنة مكونة من ثمانية علماء من جنسيات مختلفة ثلاثة من امريكا وعالمان من بلجيكا واثنان من الدنيمارك متخصصين في علوم الأحياء البرية والمسطحات المائية وقد اتخذت منطقة الدورة جنوب بغداد مركزا لها واخذت تعمل من هناك وكان رئيس اللجنة الاماراتي متحمسا جدا للمهمه التي ارسل من اجلها وقد شرح رئيس اللجنة للاكادميين العراقيين او اللجنة العراقية ما يودون فعله او الهدف الذي جاءوا من اجله قائلا .... ان بلدكم العراق يقع في الوسط بين الشرق والغرب، ويتداخل فيها اثنان من مسارات هجرة الطيور مسار هجرة الطيور من شرق إفريقيا وغرب آسيا، وطريق الهجرة الأفرو أوراسية، ومسار آسيا الوسطى . فيما أكثر الطيور المهاجرة إلى العراق هي قادمة من مناطق التكاثر الشمالية في أوروبا وآسيا، ولاسيما آسيا الوسطى، لتجنب الظروف المناخية القاسية بسبب البرد الشديد ونقص الإمدادات الغذائية.
وكانت اللجنة المرسلة الى بغداد تريد معرفة السر او اللغز الذي طالما حيّر العلماء وهو لماذا تموت الطيور المهاجرة في العراق .. وبعد عدة سنوات من الدراسة المستفيضة والمتأنية والدقيقة التي قضتها اللجنة في العراق خلصت الى سر عظيم لم يخطر على بال العلماء لا في الشرق ولا في الغرب فقد خلصت الدراسة والتي امتدت الى اكثر من خمسة سنوات ان العراق هو بلد الخير والخيرات وان هذه الطيور التي طارت لمسافات شاسعة قد استهلكت مخزوناتها الغذائية بصورة تامة فتنزل الى ارض العراق من اجل الراحة قليلا وتناول القليل من الطعام وشرب الماء من اجل مواصلة طيرانها والوصل الى هدفها المنشود لكنها تتفاجئ بمناخ العراق المتميز المعتدل الجميل وتتفاجئ ايضا بنوعية غذاء العراق اللذيذ فتقوم بالتهام الكثير والكثير من الحبوب المتساقطة من عمليات الحصاد او من سايلوات او صوامع او مخازن الحبوب فتاكل بشراهة كبيرة وتصاب بالتخمة وانفجار الحواصل وتموت!.
وقال رئيس اللجنة الامارتية .. لقد كانت مهمتنا شاقة للغاية فقد كنا ننام اربع ساعات في اليوم فقط وكنا نرسل الكثير من عينات الطيور النافقة الى مختبرات الدول المتقدمة من اجل تشريحها ومعرفة سبب الموت .. وكانت النتيجة تاتي دائما مطابقة .. لا يوجد سبب عضوي او فايروسي او غير ذلك .
حتى اجمع جميع الخبراء الاجانب ان موت هذه الطيور المهاجرة بسبب التخمة وانفجار الحوصلة الغذائية .
وقبل مغادرة اللجنة ارض العراق قام الجانب العراقي بأعداد حفلة توديعية تليق بمقام هؤلاء العلماء الذين جاءوا من مشارق الارض ومغاربها وقام الجانب العراقي بتكريم اعضاء اللجنة بما يليق بهم وبسنوات العمل التي قضوها في العراق حتى قال رئيس اللجنة الامارتي للاستاذ العراقي مازحا .. ماذا نفعل وكيف ننقذ هذه الطيور المهاجرة من الموت .. كل شئ في بلدكم طيب ولذيذ .. حتى الطيور المهاجرة عشقت العراق وعشقت كل ما هو عراق .. وأرادت واختارت ان تموت في ارض اسمها ارض العراق .
986 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع