بقلم: سالم ايليا
بدأت معركة تحرير الموصل بعد إنتظار وترقب طويلين مع بداية الساعات الأولى من فجر يوم الأثنين المصادف السابع عشر من تشرين الأول/2016م ببيان للقائد العام للقوات المسلحة/ رئيس الوزراء العراقي السيد حيدر العبادي وإعلانه البدء بعمليات تحرير الموصل وبمحاور عديدة يشترك فيها الجيش العراقي بكافة صنوفه، وطيران الجيش بشقيه، مع جحافل البيشمركة لإقليم كردستان/العراق، والقطعات المساندة الأخرى للحشد الشعبي والوطني، وقوات التحالف الدولي بطلعاتها الجوية.
وقد تحلّق العراقيون شيبهم وشبابهم ـ ـ ـ عجائزهم وصباياهم ـ ـ ـ داخل العراق وخارجه حول أجهزة التلفاز ومحطات فضائياته، وأجهزة الكمبيوتر وما توفر من أجهزة الأتصالات الأخرى لمتابعة الحدث الأهم في العالم الآن، ألا وهو دحر داعش في الموصل.
وإنظمّ الى العراقيين أغلب مواطني دول العالم حتى الذين ليس لهم علاقة بداعش وإرهابها لا من قريب لا من بعيد!!، وصرّح المخوّلون من كافة دول العالم بتصريحاتهم نيابة عن رؤسائهم، وإنظمّ اليهم وزراء الدفاع من مختلف الدول ورؤساء أركانهم، وشرعوا بالتحليلات والإحتمالات التي لا تزال قائمة على سير المعارك وتكتيكاتها ومفاجأتها ـ ـ ـ، حتى رؤساء الطوائف الدينية أعلنوا ببياناتهم مباركتهم ومساندتهم لصولة الجيش لتحرير الموصل ـ ـ ـ، وإحتفل العراقيون بالإنتصارات التي حققها الجيش للأيام الأربعة الأولى ـ ـ ـ ، إلاّ شخص واحد إفتقدناه كما يُفتقدُ البدرُ في الليلة الظلماء وهو رئيس جمهورية العراق السيد فؤاد معصوم، فلم نسمع منه ولو كلمة واحدة أو تصريح واحد !!!، وعسى أن يكون المانع من عدم ظهوركم خيراً يا سيادة الرئيس ـ ـ ـ ويا ترى ما هو السبب؟ ـ ـ ـ هل أن سيادة الرئيس معتكف؟ ـ ـ ـ أم أن هنالك من أجبره على السكوت عن الكلام المباح؟؟؟!!!، أم إنه يرتب أوضاعه لنظام حُكم وراثي بديل يكون فيه "مصون غير مسئول"؟!!.
صحيح أن (كاك) مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان/العراق يقوم بالواجب وزيادة، ويزور الخطوط الأمامية لقوات البيشمركة الكردية، وصحيح أن رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي هو المسئول الأول عن عمليات تحرير الموصل ويزور أيضاً جبهات القتال، وصحيح هنالك تقسيم للأدوار بإعلى درجاته في الدولة العراقية الجديدة والحديثة العهد منذ 2003م!!!!!!، وصحيح أن هنالك (توافقات) بين الكتل و (البلوكات) السياسية التي نحاول جاهدين كعراقيين التعامل مع (توافقاتها) التي خربت العراق وأنهت الأسس الصحيحة التي بنيت عليها الدولة العراقية منذ تأسيسها سنة 1921م وحتى مجيء المحتل ليخلصنا من الدكتاتورية المقيتة، فأوقعنا في مستنقع الطائفية (التوافقية) المميتة.
لكن الم يكن من الكياسة والدبلوماسية و(بعيداً) عن الشعور الوطني!!!، و(قريباً) من الشعور بموقع المسئولية، أن يبارك رئيس الجمهورية ولو بكلمات خجولة تلك العمليات العسكرية لتحرير ثاني أكبر مدن العراق؟، ويشارك ولو كضيف في هذا العرس العراقي والدولي؟!، أم إنه فعلها، لكنني لم أعثر على تصريحه في القنوات الإخبارية!!، فإن كان الأمر كذلك، فالمعذرة لجهلي!!، أو لربما هنالك تعتيم إعلامي على تصريحات رئيس الجمهورية بهذا الخصوص.
فيا سيادة الرئيس ظهوركم في (المشهد) بركة، كفحل التوت في البستان، ونحن العراقيين نؤمن ببعض المعتقدات والأفكار التي تدخل في خانة "الخزعبلات" على الرغم من فكرنا النيّر وتاريخنا المشرق وحاضرنا المظلم!!، ولهذا نتوجس قلقاً إذا غابت عن المشهد أحدى الشخصيات المباركة كجنابكم ؟، إنه مجرد سؤال وإستفسار وقلق على مصيركم، حيث كان لنا كعراقيين تجربة مريرة من إختفاء الرئيس الذي سبقكم، أطال الله بعمره وأكرمنا وأكرمه بمعجزة لشفائه، فلقد تصرفت عائلته بشكل (سرّي وشخصي) في إخفاء سبب إبتعاده عن المشهد الوطني والسياسي العراقي فجأة وهو رئيساً للدولة العراقية وكأنّ أمره لا يهمنا!!!، وبتنا نقرع أبواب الدول والحكومات و"فتاحي الفال" لمعرفة مصيره!!!، وبقيت (الدولة) بدون رئيس لها لمدة تجاوزت السنة!!!، ـ ـ ـ صحيح إن أعمال الدولة وإدارتها لم تتأثر قطعاً بغيابه!!، لكننا كشعب نحب رؤسائنا!!، ونقلق لإختفائهم!!، وقد تعودنا على ظهورهم اليومي في التلفاز أكثر من مقدمي نشرة الأخبار!!!، لذا فقد وجب التنويه لبيان السبب، والله يستر!!!.
1032 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع