سعدي السعدي
الاسطورة المقامية محمد القبانجي ورحلة الخلق والابداع التاريخية في المانيا( برلين ) عام ١٩٢٨
توقفت في محطتي الاولى ورحلة قطار العمر القبانجيه وانطلاقته الاولى مع المقام العراقي وبخاصة / مقام اللامي - في بغداد عام 1925
ومحطتي الثانيه ستكون في برلين للفترة من 20 شباط لغاية 7 مايس 1928مكث فيها ( اكثرمن شهرين ونصف ) ...
هذا الحدث الاهم في حياة المبدع الكبير وفريد عصره القبانجي .بقي بعيدا عن متناول الباحثين والمهتمين باءرثه الخالد وجاءت معظم كتاباتهم ضربا من التخمين والاستنتاج الخاطئ وذلك بالاعتماد كلياعلى المقابلات الشخصية والمعلومات المجترة والمكرره المملة والتي غالبا ماتكون عرضة للنسيان بسبب كثرة الاحداث والمواقف وتداخلها تاريخيا وتقادم الزمن عليها...
هذه السفرة طالما شغلت فكري واخذت من صحتي... ووقتاطويلا وجهدا كثيرا امتد لاكثرمن ربع قرن في مراجعة الوثائق والمجلات والصحف الصادرة في بغداد للفترة من 27- 1931 اضافة الى الاستماع الى جميع الاقراص تقريبا والتي قربتني من هدف الوصول الى الحقيقة والتي ننشدها جميعا للتثبت منها ومن ثم نشرها للاجيال بكل دقة وامانة وموضوعيه ...
والتي ثبتها بكتابي الاول عن محمد القبانجي اعماله المسجله والمؤلفة ب 336 صفحة الصادر في2005
نعم بدأ القبانجي برحلته منطلقا من بغداد صوب برلين لتوثيق مجموعة من المقامات القديمة والمقامات الحديثة التي ابدعتها وصاغتها حنجرته اضافة الى الاغاني الجديده في 20
شباط 1928 ولسان حاله يقول :
ومنين اجتني هالقوانه - جوزتني من الكبانه ... الكبانه ( وزن الحبوب بالميزان المحمول على الكتف ) .
ومضى القطار. الدرب طويل والمسافة ابعدمن ان يتصورها المرء عانى فيها القبانجي وفرقته الموسيقية الكثير ( اجهاد غثيان سهر برد مطر ) وثق هذه المواقف والحالات باغانيه
وعلى الاقراص السوداء وبكل صدق ووضوح
ويأتي صوت القبانجي من بعيد ليقول ( وفراكهم بجاني - جالماطليه بالضلع...) الماطليه : السلاح اوالبندقيه التي تحمل تحت الأبط ...
حجلي الصدك بترامبيل - انت اركبت لو بالريل )
لم يدع القبانجي صغيرة ولا كبيرة الا ووثقها بصوته .
لا تفتكر راحه السفر- بي شاهدت كل القهر...
وايضا اغنية اللامي : تلفت عيوني من السهر...
حتى بلغت مجموع اسطواناته بحدود 70 قرص
ضمت العديد من المقامات القديمة وبنصوص جديده ...والمقامات الحديثه : الكرد والنهاوند والحجاز كار والجمال والقطر واخيرا ابوذية اللامي :
علام الدهر شتتنه وطرنه ... والتي سكب فيها من روحه واحساسه المرهف الكثير من الاداء المبدع والخلاق وحقيقة هذه الابوذية لا تعد مقاما ما لم يؤد المقام بشعر قريض وقسم اخر بالموال/ الزهيري ...
وابوذية اللامي لم تكن هي الاولى بل سبقها بعدة ابوذيات وسجلها في بغداد عام 1925
بمعنى اخران القبانجي كان على علم ودراية
بهذا النغم قبل رحلته الى برلين عام 1928 ولم يقف المبدع الكبير القبانجي عند حدود غناء نغم اللامي بالابوذيه فالذي ابدع خمسة مقامات ليس صعبا عليه ان يصوغها مقاما عراقيا شجيا متكاملا ب ( متى يشتفي منك الفؤاد المعذب ...) وسجله لحساب شركة جقماقجي عام 1957 ...
ولنا في قادم الايام والحديث عن مؤتمرالقاهره الموسيقي الاول/ القاهره عام 1932... وتكملة لموضوع اللامي
انتظروني
الباحث والمؤلف
سعدي السعدي
مدينة الصويره
11/10/2016
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:
http://algardenia.com/maqalat/26326-2016-10-10-06-30-19.html
1168 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع