مؤهلات المحافظ ومجلس المحافظة في العراق (لصوص بالنهار زناة في الليل)

                                                       

                           د.عبد القادر القيسي

بداية مضمون مقالي لا ينصرف للمحافظ او عضو مجلس المحافظة الوطني الغيور على بلده، واينما ترد جملة المحافظ ومجلس المحافظة فإننا نقصد البعض منهم، وأقول:

كرسي المحافظة شهد وجود عدد من الرجالات الذين طبعوا التاريخ ليس بمواقفهم ووقفاتهم بل بطريقة لصوصيتهم وممارساتهم الفاسدة والشاذة، وسأتجرأ وألقي النظر خلسة الى الجزء المملوء من الكوب، هذا ان كانت لا تزال فيه قطرات، واتناول المواصفات المطلوبة بالمحافظ وعضو مجلس المحافظة في العراق حصرا:
الف- المحافظ ومجلس المحافظة يعرفون كيف ينظمون الاكراميات والكومشنات والرشاوى التي تحصل في مواسم الإقالة في متوالية عددية بينهم، وتحت شعار انا انزلناه في الجيب عدا ونقدا.
باء- المحافظ ومجلس المحافظة يستخدمون الموارد المالية المخصصة للمحافظة لصالح سرقاتهم وسفراتهم الترفيهية، ويتبادلون الأدوار في إيجاد عناوين شرعية لمصروفات غير شرعية، من خلال  تنسيق المشروعات التي يساهم فيها المحافظ ومجلس المحافظة مع الجهات المختصة بالدولة.
جيم- مجلس المحافظة والمحافظ بدل ان يحافظوا على النظام والحد من الجريمة، لحماية مجتمع محافظتهم؛ يتناغمون في سرقات قوت النازحين بطريقة شيطانية بحيث وصلت قيمة لفات همبركر بأكثر من ثمانون مليون دولار(كما حدث في مجلس محافظة الانبار)، وحال نازحيهم في أوضاع لا تسر صديق ولا عدو.
دال- مجلس المحافظة والمحافظ يجدون منافذ ابتكارية عديدة للسرقة وليس لخدمة شعبهم كما فعلها مجلس النجف عندما يستلم شهريا مليونان دينار اكراميات من مطار النجف تصريح رئيس لجنة النزاهة في مجلس النجف(وسام الزجراوي) وجل تفكيرهم بحساباتهم المليارية وبنفوذهم وقصورهم وخليلاتهم وشراكتهم ومراكزهم واستحقاقاتهم التي بنوها على حساب الشعب المغلوب على أمره.
هاء- مجلس المحافظة وبموافقة المحافظ ما ان يستلمون مناصبهم حتى يبدؤون بالتعرف الى احتياجاتهم وليس احتياجات أبناء محافظتهم من مشروعات ومنشآت وخدمات، ويقومون بالتفنن في إيجاد السبل الممكنة في تقديم ما يتسنى من اقتراحات وحلول مناسبة للبدء بالسرقة وكأنهم في ركضة المائة متر والحكم قد اطلق صافرة بدء السباق، فهم مباشرة يعقدون جلستهم لأجل صرف لهم مكافاة تحسين معيشة واراضي وسيارات وكأنهم شحاذين.
واو- مجلس المحافظة والمحافظ يتسقون في أفكارهم في تحديد نسبة الفوائد التي يجنوها من كل عقد وكل حسب مكانته وقربه من العقد ويعملون بجد لتعويض المال الحكومي المسروق او المهدور بفرض ضرائب على الفقراء من المواطنين لتعويض ما سرقه لصوص السلطة.
زاء- مجلس المحافظة والمحافظ يتفقون في المبالغة في افتتاح المشاريع الوهمية ولديهم حماسة فائقة في تصوير ذلك امام الاعلام وحضور الاحتفالات وتقديم باقات  الورد واخذ الصور التذكارية وقص الشريط  وافتتاح أسواق شعبيه (الانبار)أو مستشفى( في بابل) او مجمع سكني( النخيل في البصرة)، هذا الذي نراه فقط للأسف.
حاء- مجلس المحافظة والمحافظ سباقين في اختيار حمايتهم ممن يكونوا أصحاب سوابق وسراق وابطال في الاعتداء على رجال انفاذ القانون والموظفين (حصل مع محافظ كربلاء في اعتدائه على موظف مالية في مايس عام 2016، لأنه رفض تدوير مبالغ مالية وعند الشكوى عليه لدى القضاء وهناك شهود اكثر من 14 موظف شاهدو حماية المحافظ وهي تنهال على الموظف بالضرب تم لملمة الموضوع كالمعتاد ونقل الموظف وما حصل مؤخرا من اعتداء حمايات عضو مجلس محافظة الانبار بحق شرطي مرور).
طاء- مجلس المحافظة والمحافظ لديهم رغبة جامحة في تجميل صورهم واجراء عمليات تجميل لهم ولنسائهم ولعشيقاتهم وشرائهم البدلات الرجالية بحيث صار العراق من اكثر بلدان المنطقة بارتداء البدلات الرجالية ليس لعلمية مرتديها وانما لكثرة السوقة واشباه الرجال ممن يرتدونها للظهور بمظهر لص متطور.
ياء- مجلس المحافظة والمحافظ سباقين ومتصدرين الصفوف في قمع المتظاهرين(كما حصل في البصرة والديوانية والسماوة) وفبركة الاتهامات علي قادة التظاهرات، ولديهم يد مفتوحة بالصرف لغلق الملفات وفتحها، وهذا المال ليس من المال الحلال وانما المختلس.
كاف- مجلس المحافظة والمحافظ يختارون بعناية فائقة الجودة في اختيار موظفين الحسابات والعقود وسيطرات الدخول للمحافظة لأجل استحصال الرسوم التي يدفعها المقاولون عن سيارات النقل التي تحمل البضائع او رمل من صحراء كربلاء والرمادي وغيرها، وكذلك الرسوم المستحصلة من الزائرين الاجانب للمراقد المقدسة وغيرها وحتى تكون الطمطمة متبادلة والسرقات مخفية غير معلنة.
ميم- مجلس المحافظة يبدعون في التعرف على احتياجاتهم والعمل على تلبية متطلباتهم في حدود الموارد المالية المتاحة وتبدأ بإيجاد منافذ مالية(مناقصات، مزيدات، ايجار او بيع أملاك) مرورا بشراء السيارات الجيسكارات المصفحة(70 الف$) ليكون موكب كل واحد مهيب ومروره يبهر الناظرين لأجل تقديم افضل أنواع السرقات واللعب بمقدرات المحافظة انتهاءا بتوفير الايفادات الترفيهية.
نون- المحافظ ومجلسه يتبارون في تسجيل أبناءهم في ارقى المدارس في الخارج والداخل من مال شعب محافظتهم وابنائهم يبذخون ويبذرون يمينا وشمالا وطز بابناء المحافظة المهم عوائلهم تصعد احسن السيارات وتسكن احسن البيوت وتلبس الملابس الراقية ونسائهم تقتني المجوهرات .
سين-  المحافظ ومجلس المحافظة يقومون بتلقي الزيارات من اغنياء المحافظة ودراسة طلباتهم للوقوف على مدى جديتها في تقديم المنح المالية لهم بهدف التوصل الى ايجاد منافذ مالية بمساعدة خبراء لحساب قيمة ما سيدخل في جيوبهم عدا ونقدا .
عين- مجلس المحافظة والمحافظ بسمعتهم الحسنة ومناقبيتهم الأخلاقية في ميدان الاختلاسات، يسعون لتشكيل لوبي ضاغط ونشط وبمعاونة السراق والفاسدين من عناصر الاجهزة الحكومية والسلطات العامة لتذليل ما قد يصادفهم من صعوبات في المحافظة ليس نحو فرض سيادة القانون وبسط هيبته بل لتيسير عملية الاختلاسات.
فاء-  المحافظ ومجلس المحافظة لهم  ولع كبير في متابعة اداء الاجهزة الحكومية والمرافق العامة في المحافظة وابداء الملاحظات بما يضمن عدم ابلاغ السلطة المركزية بالفساد المستشري في المحافظة.
صاد- المحافظ ومجلس المحافظة يعملون بجد ومثابرة للمساهمة في الاعداد والتنسيق لإقامة المواكب والاحتفالات والمناسبات الرسمية والشعبية والدينية التي تتم في المحافظة بما يضمن سرقة مخصصاتها بالطريقة المثلى.
ظ- يتولى المحافظ ومجلس المحافظة مسؤولية المساهمة في الإشراف على تنفيذ السياسة العامة للدولة ومتابعة مشروعات خطة التنمية في دائرة محافظتهم ولهم ان يتصلوا بالوزراء المختصين في كل ما يتعلق بشؤونهم الشخصية، وأن يتولوا بوجه خاص التنسيق بأجراء المناقصات وإعطاء التراخيص والاجازات وتعيين الاقرباء وتحقيق العمولات لنيل المكاسب الشخصية عدا ونقدا.
ذاء-  يشجع المحافظ ومجلسه التربية الدينية والأنشطة التربوية والاجتماعية والرياضية والثقافية والصحية وغيرها وتوجيهها نحو مساعدتهم في تحقيق فسادهم ولصوصيتهم وبث روح التعاون بينهم فقط وتعميق الانتماء للحزب بعيدا عن الوطن وبالتنسيق مع الفاسدين من المنتسبين في الجهات الرسمية المعنية.
ض- يقوم مجلس المحافظة والمحافظ بإيجاد السبل الكفيلة بالاستيلاء على الهبات والتبرعات أي إيرادات أخرى تحققها المحافظة من أنشطتها الأخرى وفقا للشروط والقواعد التي يقررها هم، وبما يضمن سلامة الاختلاس.
شين- مجلس المحافظة والمحافظ ينسقون مع الجهات الغذائية والصحية لسرقة الادوية والمواد الغذائية وحرق مخازنها وسرقة اموال الاجهزة الطبية، وسرقة اموال رصدت لأمراض السرطانات( وما قرأنها في ملف فساد مدير صحة الانبار كارثية والتي أعلنتها (ايمان) مسؤولة لجنة النزاهة في المحافظة وفي طرق خسيسة.
لام- المحافظ ومجلس المحافظة يتكالبون على العناوين والتباهي بالأنساب والعوائل حتى يخلقوا لجدودهم تاريخا وهميا ويجعلون من أنفسهم رموزا لحالة غير صحيحة ولخلق حصانة دينية او سياسية او حزبية او عشائرية.
خاء- المحافظ ومجلس المحافظة اصبح بعضهم خبيرا يعطي دروسا في العمالة والخسة بعيدا عن المبادئ وقيم العمل السياسي وباعوا حقوق أبناء محافظتهم بثمن بخس.
وفي النهاية، إن واجب المحافظ وأعضاء مجلس المحافظة هو ضرورة أداء افعالهم احتراما للقانون ولشعب محافظاتهم، ويعلموا ان المقادير تجري في اعنتها.
يقول الشاعر:::
لا يلام الذئب في عدوانه      إذ يكن الراعي عدو الغنم
ويقول سيد البلغاء علي بن أبي طالب(عليه السلام):
( تستصلح الكرام بالكلام , وتستصلح اللئام بالمال , وتستصلح السفلة بالهوان )
 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1150 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع