البرلمان العراقي تحديات المرحلة الصعبة

                                                     

                            هادي جلو مرعي

تعرض البرلمان العراقي لسيل من الهجمات العنيفة من وسائل إعلام ومن مثقفين وأكاديميين ومواطنين غاضبين، ولم يكن المعيار واضحا في تعامل الجمهور وتلك النخب مع برلمان يواجه كم هائل وغير مسبوق من التحديات السياسية والأمنية وظروف تشكيل سياسي على وفق نظام المحاصصة الدينية والسياسية والعرقية، وكنا كلما إرتكب أحد أعضائه هفوة طالبنا بحله، والدفع الى التشهير به.

ومن الواضح إننا لم نكن نقصد كمواطنين أن ننهي الحياة البرلمانية والسياسية، وأن نذهب الى الفوضى، لكنه الحماس الثوري والرغبة في التغيير.

بعد مضي عدة أشهر على إجتياح متظاهرين للمنطقة الخضراء ودخولهم الى البرلمان، وحدوث ماكان متوقعا وغير متوقع من المشاكل والمواجهات العسكرية والسياسية ، وإحتدام الجدل حول مستقبل الدولة، ودور المكونات، ومرحلة مابعد داعش، وتشكل إرادة غير مسبوقة داخل البرلمان تضمنت جملة إستجوابات لوزراء في الحكومة ونقاشات مطولة وتفاهمات سياسية، وعودة التحالف الوطني الى التشكل برئاسة الحكيم، وقيام رئاسة مجلس النواب بإستقبال العديد من المشاريع وعرضها للنقاش وحتى التصويت وحصول مرونة متناهية في عدد من الملفات العالقة، والتصويت على قانون العفو العام الذي شكل نوعا من التحدي بسبب عمق الخلافات حوله بين مكونات وتحالفات برلمانية وسياسية وطيف مجتمعي واسع كان يترقب.

كان تفاعل البرلمان مع التحديات الأمنية والسياسية محط إهتمام إعلامي وسياسي، يضاف الى ذلك ماكان يحدث يوميا من حراك شعبي في الشارع وتفاعل البرلمان معه، فقد تكونت إرادات سياسية متماهية مع الحراك الشعبي ومنفعلة معه، بينما ظهرت بوادر عديدة لتفاهمات وصيغ حلول وسطية لتمضية الأمور والإستجابة لمتطلبات المرحلة، ومحاولة الضغط على الحكومة لتغير من سلوكها السياسي، وتعمل على تلبية مطالب الجمهور، وتم في هذا الصدد إستجواب العديد من الوزراء والمسؤولين الخدميين والتنفيذيين.

لم يظهر البرلمان منفعلا، وإتسم تصرفه بالهدوء في التعامل مع ملف التدخل التركي في شمال العراق، وجرت مناقشات عديدة أفضت الى موقف موحد إتخذ لرفض هذا التدخل، ودعوة الحكومة للتصرف بحزم وبحكمة، وعدم التفريط بكرامة البلاد مع مراعاة الظروف الدولية والإقليمية المحيطة بالعراق، وهو ماأدى الى أن يخرج رئيس الوزراء العبادي ليتحدث بصراحة، وبلا مجاملات مع الجانب التركي الذي تعرض الى الحرج وهو يحاول كسب الوقت ليبقي على العدد الممكن من قواته قريبا من الموصل بدعوى المشاركة في تحرير المدينة خلال الفترة المقبلة التي يجري فيها إستعداد مكثف لطرد التنظيم الإرهابي منها.

شارك البرلمان العراقي في مؤتمر برلمانات آسيا، وكان هناك حضور للوفد العراقي مميز حيث كلف ممثل العراق أن يكون مقررا لجلسات المؤتمر، ومثل ذلك نوعا من النجاح بعد لقاءات مكثفة مع عشرات الوفود المشاركة، بينما كان لزيارات رئيس البرلمان سليم الجبوري أهمية فائقة في ترسيخ بعض التفاهمات مع دول إقليمية لتهدئة الأجواء، ومنع الإنزلاق نحو مشاكل أعمق، وينتظر المواطن العراقي دورا أ

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1089 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع