يهود الديوانية ... الخسارة الكبرى

                                                           

                           ولاء الغرابي / الديوانية

تعود تسمية الديوانية ، الى المضيف أو القلعة التي أمر ببنائها الشيخ حمود آل حمد آل عباس رئيس عشيرة خزاعة، وقد تم بناء بيوت حول المضيف من قبل فلاحي الديوانية وخاصة من عشيرة خزاعة لاستقبال الضيوف مما ساهم في اتساع رقعتها الجغرافية وبزوغ نجمها وتشتهر المدينة بزراعة الشلب.

ويرجع تاريخ نشأتها الى عام 1747م ،كما ورد في كتاب (الديوانية قديما وحديثا) للمرحوم ودّاي العطية.
 ويعود الوجود اليهودي في العراق، الى الفترة التي جلبهم فيها الاشوريون كأسرى الى جبال كردستان، في القرن السابع قبل الميلاد؛ كانت الارامية القديمة المعروفة (بالترجوم) هي لغتهم ,اما الموجة الثانية من الوجود اليهودي في العراق فقد وصلت في عهد الامبراطورية البابلية الكلدانية، حيت قام الملك نبوخذ نصر بالقضاء على مملكة يهوذا، في حملته الثانية سنة 586 ق.م وسبي سكانها الى بابل، وكانوا يتكلمون الارامية (السريانية) ،ثم اقتبسوا لغة الكلدان ،ثم اللغة العربية.
اما الموجة الثالثة فقد كانت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة (634 – 644م) وهولاء من العرب في لغتهم وقوميتهم ووطنهم .
من اوائل العوائل اليهودية التي أستوطنت الديوانية ،عائلة موسى التي جاءت من الشمال سنة 1850م ،بعدها وصلت عوائل يهودية عدة منها :عائلة اسحاق موسى , وبيت حيران , وعائلة قوجمان , وعائلة شيث , وعائلة شاؤل راحيل , عائلة اسحاق صالح , عائلة ال شاهين , عائلة ابراهيم كوهين ,عائلة جيرة وعائلة ساسون معلم وغيرها .

  

                       عائلة ساسون معلم

امتهنوا العديد من المهن كالبزازة و الصياغة والتجارة كتجارة الحبوب وخاصة الأرز.
وقد اشتهرت الشامية بأرز خلاصجي، الذي تنتجهُ أراضي اليهودي العراقي الياهو ساسون خلاصجي، اما عائلة ساسون معلم وابنائه (عزت وصالح) ،فقد امتلكت معملا لصناعة الطابوق تقدر قيمته انذاك بعشرة ملايين دينار، وهو أول معمل في الديوانية ،أما عائلة الياهو ساسون خضوري فقد انشأت أول معمل للثلج ومطحنة  للحبوب .
 لقد كان ليهود الديوانية دور مهم في شتى المجالات ،وخاصة الاقتصادية؛ حيث ذاع صيت خمس شخصيات يهودية في الديوانية وهم :سلمان ومنشي و حسقيل و ابراهام و عزر، وكان هولاء يتنقلون في نواحي الديوانية للأرتزاق، وكذلك شغلوا وظائف عدة في الدوائر الرسمية،  كما كان لهم دور في الحركات السياسية اليسارية والثقافية والعلمية ،ومن ينكر دور اليهود في نقل الأفكار التقدمية واليسارية والماركسية إلى العراق( التي تأثروا بها) اثناء  دراستهم وسفراتهم إلى الدول الأوربية؟؟؟
تعرض هذا اللون من الوان الطيف العراقي الى المضايقات والضغوط ،فقد اتهمت الانظمة السابقة في العهد الملكي والبعثي اليهود بأنهم الطابور الخامس داخل العراق، وأتهموا بالفارسية.
وقد تواطأت الحكومات مع الإستعمار، بصنيعة مؤامرة عالمية لتأسيس دولة اسرائيل عام 1948 م ، وقد واجه يهود العراق التهجير القسري والملاحقات والسجون واسقاط الجنسية العراقية، بقرار حكومة توفيق السويدي عام 1950 ،ولم يبق منهم في الديوانية أي فرد.
 فهم مهجرون لا مهاجرون ،لأنهم أكثر إخلاصاً ووطنية وحباً للعراق من الساسة السابقين والحاليين أنفسهم.
لقد خسر العراق عامة والديوانية خاصة لتهجيره الرعيل الأول من مثقفي العراق ،الكثير من الأدباء والصحفيين والاقتصاديين والكفاءات في جميع مجالات الحياة العامة ،تؤكد سيرهم مدى إخلاصهم ونزاهتهم في العمل , فقد استأثر السياسيون اللاحقون بالسلطة وأشاعوا الخراب والفساد في دوائر الدولة، فالآن هدفهم تقسيم العراق إلى دويلات طائفية قومية , بينما العراق متعدد الأطياف, لم نعرف يوماً في حياتنا السابقة هذه الألفاظ الطائفية المقيتة ، كنا شعب نتعايش بوئام ومحبة عرب وأكراد ومسيحيين وصابئة ويهود , ولكن السياسات القومية والعنصرية الشوفينية والاسلاموية الحديثة وحاملي مشروع التقسيم الطائفي الأثني بدأوا بزرع العداء بين أفراد العراق الواحد.
فلو افترضنا عدم هجرتهم وبقائهم في العراق , لكان لهم الدور الأكبر في بناء العراق و لأستفاد أبناؤه من كفاءاتهم العلمية والاقتصادية .
أمسى العراق لعبه بأيدي أناس منتفعين من أموال العراق ولم يرأف شعورهم اتجاه أبنائه, ولكنها السياسة الجاهلة والسلطات المتخلفة.

    

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1112 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع