جواديات / مقتطفات من حياة جواد سليم

                                                   

                       أعداد - إيمان البستاني

             

   جواديات / مقتطفات من حياة جواد سليم

  

                     لوحة لميعة عباس عمارة
تقول الشاعرة الكبيرة ( لميعة عباس عمارة ) ; في عام ١٩٥٤ , جلستُ على مضض في المرسم وجواد سليم يتابع تخطيطه على الخام الأسمر وكنتُ اشاكسه بقولي ; أعتنِ ياأستاذ , غدا سيقولون هذا هو الفنان الذي رسم الشاعرة لميعة
فيرد عليها بهدوئه العميق : بل سيقولون هذه الشاعرة التي رسمها جواد سليم
حدثها اخوه الرسام الدبلوماسي نزار سليم بأن جواد علق اللوحة في بيته وهو يشرب كأسه كل مساء كان يتطلع اليها , ثم عرضتها لورنا للبيع ب ٥٠ دينار لم يكن معها لميعة يومها ثمنها فأشتراها جبرا أبراهيم جبرا , و ذات يوم أمسك جبرا بيد لميعة وأوقفها امام جدار في بيته معلق عليه لوحتها فتقول لميعة تذكرت كم كنت اشاكسه حتى قلت له ( انت حقيقة يا استاذ , طلعت روحي بهذه اللوحة !!)

----------------------------------------------

  

                               اقراط بلقيس


من ثمار ما انتجت علاقة رفعت الجادرجي بجواد سليم التصاميم التي وضعها جواد لثلاتة أقراط لزوجة الجادرجي السيده بلقيس شراره والتي حفزت النحات على الدخول الى منطقة لا يقترب منها الكثير من مبدعينا والتي ربما لو جربوا و إجتهدوا بها لكانوا حجزوا لأنفسهم مكانا مبرزا في عالم الإبداع وللأسف ربما بعضهم غادرنا دون أن يلتفت اليه أحدا
ومن جميل ما يذكر هنا أن الصور هذه تعطيك فكرة عن الجادرجي المتمكن فوتوغرافيا ,فالصور كانت من التقاطاته المبهره

----------------------------------------------

                                     

                      جواد عازف الكيتار
 
تعلم جواد سليم العزف على الكيتار على يد فنان تركي أقام في بغداد اسمه ( مسيو جميل ) وأخذه الولع بهذه الآلة بحيث بدأ يجمع كل ما يكتب عنها في الصحف , ويحتفظ بصور مشاهير العازفين العالميين عليها  لعل الولع بالكيتار جاء لتشابهه مع ألة العود .لكنه تعلم العزف متأخراً ,اي في سن تكون اليدان قد أخذتا شكلهما النهائي , ولو أتيح لجواد ان يتعلم العزف وهو مراهق لكان عازفاَ ماهراً

-----------------------------------------------

   

                       عراقية طيبة .....و خوش بنية

عندما عَلِم نزار , شقيق جواد سليم بأن اخاه الاكبر ينوي الارتباط بلورنا الفتاة الانكليزية وخجلاً من مواجهته حيث كان يصغره بخمس سنين بعث له رسالة مقتضبة يقول فيها ( اذا كنت تنوي الزواج فلماذا لا تختار عروس عراقية طيبة .....و خوش بنية ؟ ) لم يرد عليه جواد ولو بكلمة
كان نزار وقتها طالباً في كلية الحقوق وعندما انهى دراسته وتم تعيينه بالسلك الدبلوماسي في بون / المانيا والتقى بفتاة المانية وتزوجها واحضرها معه لبغداد وما كان من جواد الا انه اعاد اليه الرسالة المقتضبة بصمت !!!

-------------------------------------------

                                 الموديل

  


الفنان جواد سليم مع موديل في مرسمه ، معهد الفنون الجميلة ، بغداد ١٩٥٤
كانت أجرة الموديل دائماً تؤرق الفنان لعدم مقدرته على تسديدها وهو الحاصل على راتب زهيد لا يكفي متطلبات عائلته

------------------------------------------

                                       

                       فائق حسن ....نحت يديه بدل وجهه

طلب جواد سليم ذات يوم من فائق حسن ان يجلس امامه ويشبك كفيه لكي ينحت لهما تمثالاً , و قال ان هاتين اليدين الخشنتين تستحقان التخليد لإنهما تجيدان الرسم والنحت والنجارة والبناء والطلاء والطبخ والخياطة والبستنة
وخلال انجاز التمثال الذي احتفظ به فائق حسن في بيته , جاء احد الزملاء من الفنانين وسأل جواد : لماذا تنحت يدي فائق ....وليس وجهه ؟
و نظر جواد الى السائل بنظرته الباردة الشهيرة وأجاب : وهل تستحق كل الايدي ان تُسمى كذلك ؟

-------------------------------------------------

                            قبولات أم جواد

  
 
                   السيدة ام جواد وابنتها نزيهة رحمهم الله

تذكر لورنا زوجة جواد سليم اثناء اقامتها في بغداد مع والدة زوجها السيدة ( مَليكة عبدالله ) بأنها كانت امرأة ذات مهابة وصاحبة الشخصية الأقوى في العائلة , و كانت فنانة ايضاً و مطرزة ماهرة , لم يرق لها بادئ الأمر زواج ابنها من اجنبية لكنها أحبت لورنا بعد ذلك
كانت تتضايق ام جواد اذا ما رسمها ابنها او ابنتها نزيهة لكونها لا تسفر عن وجهها امام الغرباء , فكيف باللوحة وهي تجوب المعارض امام اعين مئات الزوار
تعلمت لورنا من بيبي هكذا كانت تسمي ام زوجها كيف تطهو الرز , وكيف تطبخ تشريب البامية , وكيف تلف الدولمة حيث كانت بيبي تتقن طبخ كبة الحامض , الأكلة التي تعشقها لورنا
وكانت السيدة ام جواد رحمها الله تقيم قبولاً للسيدات كل شهر في دارها , فيتقاطرن الجارات والقريبات وتمتلئ بهن باحة الدار والحديقة , وكانت الكنة الأنكليزية تلبس احلى فساتينها وتخرج لتجلس مع النسوة اللواتي يأكلنها بنظراتهن ويبدأن الحديث دائما ب ( شلونج ؟ ) فترد لورنا ( أني زينة !!) ثم مع حركة مراوحهن لتقليل الحر والعرق يأتي التذمر ( حارة ) فتجيب لورنا ( كلش حارة) , ثم تنصب نظراتهن على بطنها ليأتي السؤال المؤرق ( أكو ....ماكو ؟)

---------------------------------------------

                                آخر ماقاله لورنا ملاك

                             
 
في 23 يناير/كانون الثاني سنة 1961 توفي الفنان جواد سليم صباحاً بعد ان اصيب بنوبة قلبية اُدخل على اثرها إلى مستشفى الجمهوري ببغداد , لازمه في المستشفى الدكتور (سالم الدملوجي ) إضافة إلى الدكتور خالد القصاب ورافقتهما السيدة لورنا زوجة جواد سليم، تحسنت حالة الفنان في بادئ الأمر لكنه اُصيب بنوبة قلبية ثانية ادت إلى انخفاض ضغطه وصعوبته في التنفس وتعطشه إلى الاوكسجين، وفي لحظاته الاخيرة إلتفت إلى زوجته قائلا (تصوري إني أراك الآن ملاكاً .. تصوري أنت لورنا ملاك) بعدها ابتسم وتوقفت عيناه عن الحركة لينتقل إلى رحمة الله

-----------------------------------------------


                                     قناع الموت

  

يروي الدكتور خالد القصاب في كتابه الموسوم (خالد القصاب.. ذكريات فنية) مشهد جواد سليم في غرفة الاموات في مستشفى الجمهوري قائلاً: (في غرفة الأموات المظلمة، كان جسد جواد مسجى على منضدة (البورسلين) الأبيض، سال من الأعلى خيط نور صغير ليخترق الظلمة ويسقط فوق وجه جواد الشاحب.
وفي ركن الغرفة تجمعت ظلال الأصدقاء تبكي المشهد الكئيب: حافظ الدروبي وإسماعيل الشيخلي وسعد شاكر ومحمد عبد الوهاب وباهر فائق وسالم الدملوجي وخالد القصاب. وانبرى النحات خالد الرحال يخفق بيده عجينة (البلاستر) يغطي بها وجه جواد ولحيته ليعمل منها قناعاً لوجهه والدموع تنهمر من عينيه، تكسر القناع عدة مرات لرداءة المسحوق، فأسرع سعد شاكر في الذهاب إلى معهد الفنون الجميلة لجلب مسحوق بديل، فأعاد الرحال عمل القناع مرة أخرى، وهنا أطلق باهر فائق صرخة من قلب الظلام: (خالد لاتخنق جواد)، وانخرط الجميع بالبكاء
وهنا يجدر بي الذكر ان القالب الذي صنعه الفنان خالد الرحال لجواد سليم اصبح في منزل النحات الراحل محمد غني حكمت وهو ما زال في بيته ببغداد حتى الآن

                               صور متنوعة

     
   
             جواد سليم وفائق حسن وزيارتهما لأثار نينوى

  
 
جواد سليم يقرأ كلمته الشهيرة في حفل إطلاق (جماعة بغداد للفن الحديث) عام ١٩٥١

  

      جواد سليم وأبنته زينب في دارهم ببغداد١٩٥١


    

                        جواد سليم في شبابه


   
جواد سليم والوصي عبدالاله والملك فيصل الثاني والدكتور محمد مكية والفنان محمود صبري ....في جمعية الفنانين العراقيين
   

حفلة تنكرية اقامتها جماعة الرواد في بغداد سنة 1951 ويظهر فيها جواد سليم وزوجته لورنا سليم

المصدر - من كتاب ( لورنا ...سنواتها مع جواد سليم ) لإنعام كجه جي
مقالة  فتيان اكرم الفتيان في ذكرى رحيل جواد سليم.. آخر ماقاله "لورنا ملاك

  

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1112 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع