سمير حنا
بَوْح بصَوْت خافِت
أَدْرَكَتُ في نِهَايَة المَسَار
أن عَنكَبوت الصَمْت نَسَجَ خُيُوطُه الخانِقة
وأَحَاطَ بحُروفي
كُلَّما مَزٌقَتها حَاك أُخْرَى
مُوسِيقاها في خَفوت
آه ما أَكْثَر الكَلاَم الذي يَسْقط في الدَاخِل
يَهَمَد ويَمُوتْ
كم هو مخِيفُ أن تلِد الأَلْفَاظ فَارِغَةٌ من مَعَانِيها
لا تكثر الشَّكْوَى
كَلِمَاتك رغم غَلَيَانها
بالدٌمِ
معمَّدة بالشٌوْقِ
والحُزْنِ
والأَسَى
والغَضَب
كَلِماتك تقَفِزُ على الحَبَلِ مثل مُهَرّج شَاخَ
فيضَحٌك الجُمْهُور سُخْرِيَة
ويظن انه ما يزال يُضِحك الممُتَفَرِّجين
رَاحَ يُكثِر المُهَرَِّج من التَّهْرِيج والإبتِذال
فيبالَغ في التَّحِيَّةَ والاِنْحِناءُ
والاِرْتِجَال
من يخْلصُه من الوَهْمِ و الوَهْن
كَلِمات، كَانَت تأتي إليكَ كالَماء
لا تتَجَرَّأ على الْخُرُوج عَنِ مَحْبِسها
الحُرُوفُ تتجزَّأ، وتتَلاشَى
لا تبتعد عَنْكَ
وتظل مُقَيِّمة فيكَ
تهيم بجَسَدكَ
تَشَعُّلُ حَرَائِقُ
أنا النَّاظِرُ الى نَفْسي
أَبْصَرَ الذَّات خَاوِيَة
مُعَانِد مُكابِر حَتَّى لَحْظَة البُكٌاء
ما بَقِيَ منكَ إلا بَعْض سَنَوات
ايام سَاكِنِة
ورُبَّمَا سَاعَات
ألاّ يُوْجَد طٌرِيق إليكَ إلاَّ بكَ
أهَذَا هو الُسُكُون الأخِير ؟
والمُسْتَقَر...
1151 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع