جابر جعفر الخطاب
النازحون والعيد
عـُـد في ركابك َ وارحل أيها العيد ُ
فأنت في صفحة الأيام مفقود ُ
لا تطرق البابَ ما في الدار من أحد ٍ
فالأهل ُ ضاقت بهم في يومنا البيد ُ
والموت ُ ضيف ٌ مقيم ٌ في مواطننا
وسيفه ُ في رقاب الناس مغمود ُ
والدين ُ أفرغ َ من عدل ٍ ومن قيم ٍ
حتى تلاشت لدى الناس التقاليد ُ
أتحتفي أمةٌ ٌ بالعيد هانئة ٌ
وشعبها من ديار العز مطرود ُ
وتطلبُ الجود َ من أيدي الأنام يد ٌ
كانت هي العز والإكرام ُ والجود ُ
وللطفولة مأساة مروعة ٌ
بين الخيام لها ذل ٌ وتنكيد ُ
أجئت يا عيد كي تحيي مواجعنا
فارحل قبيل طلوع الفجر يا عيد ُ
أكل عــام تــُـمـنـينـا بـقـافلة ٍ
من الوعود عليها العزم معقود ُ
وكل عام يضيق العيش في ضنك
داج ٍ فلا صدقت منك المواعيد ُ
روض الطفولة قد أودى الخريف به
فغصنه من وشاح الزهر مخضود ُ
حتى لقد اصحرت أيامنا فغدت
قفرا يبابا فلا حسن ٌ وتوريد ُ
والأمن غادر آفاقا مسالمة ً
كأنه من عيون الليل مرصود ُ
لا يأمن الناس حتى في منازلهم
فضيف أيامهم رعبٌ وتشريد ُ
وكلما طوّحت بالأمن نازلة
دوى لفرساننا بالشجب تصعيد ُ
ما كان شجبكمُ يبني لنا وطنا
ولا أعاد لنا الأرواح تنديد ُ
يا عيد هل من وميض فيه منفرج ٌ
وهل تغادرنا أيامنا السود ُ
لا تشمت القوم فينا إن نازلةً ً
حلت بنا عمرها إن طال محدود ُ
كنوزنا اليوم للأفراد مشرعة ٌ
وللملايين تقنين ٌ وترشيد ُ
ويفجع القلب أن المال ممتلك ُ
للفاسدين به هدرٌ وتبديد ُ
وعندنا اليوم دستور يباعدنا
عن بعضنا ومشت فيه الأخاديد ُ
كانت لنا صفحة الأعياد زاهرة
وطائر العيد في الآفاق غِـّريد ُ
يا حاملين شعار العيد عن زيغ ٍ
العيد ُ حب ٌ وإيمان ٌ وتوحيد ُ
4/ 9/ 2016
1101 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع