الدكتور عبدالــــــــرزاق محمــــــد جعــفـــــر
استاذ جامعات بغداد والفاتح وصفاقس / سابقا
الحلقة الرابعة / منوعات ممتعة!
1- مــسرحيات ذات فصل واحد :
مُثلت هذه المسرحيات,على مسرح كلية العلوم في جامعة طرابلس/ ليبيا , من أخرج الفنان المصري زكي عبدالمجيد بطل المسلسل المصري "الساقية",.. حيث كان يدرس مادة (المسرح) , وكنا نلتقي أحياناً ببهو الجامعة, وفي أحد الأيام اعجب بطرفة رويتها له وقال : لماذا لا تكتب تمثيليات؟, وراح يشجعني, فكتبت المسرحيات التالية:
أولاً : محكمة العناصـر الكيميائية :
ترفع الستارة عن المسرح , وتظهر في وسطه , منصة وخلفها ثلاثة كراســي , وعلى جهة اليسار من المنصة يقف الحاجب, وبعد لحظات تدخل هيئة المحكمة ويصرخ الحاجب محكمه!
*** يدخل رئيس المحكمة مرتديا الزي الرسمي للحكام , ثم يتبعه المساعد الأول , ثم الثاني فيدوي التصفيق في القاعة!, حتى يجلـس رئيس المحكمة بمكانه,ويجلس المساعد الأول على يمينه, والمساعد الثاني على يساره.
***رئيس المحكمة:
بسـم الله نفتتح جلسة محاكمة العناصر الكيمياوية, ثم يلتفت نحو الحاجب ويطلب منه أستدعاء المتهمة :
** نادي على المتهمة الآنـسة فضة!
** الحاجب (بأعلى صوته) : المتهمة الآنسة فضه!,..
** تدخل فتاة وسـيمة ترتدي (جلابية) بيضاء, ومكتوب ",... وتتوجه بخطوات مترنحة Ag على صدرها "فضة وبغنج ودلال, وتقف في قفص الأتهام بأنتظارما يأمر به رئيس المحكمة.
** يقف رئيس المحكمة والمشاهدين, ويطلب من المتهمة:
" قولي اقسم بالله لا اقول الا الحق!"
** تردد "فضة" القسم باللهجة الليبية بصوت عذب, يسبب هياج وضوضاء المراهقين فيأمرالرئيس بالسكوت!
**رئيس المحكمة/ ما اسمك وعددك الذري ومكان سكنك في الجدول الدوري الموسوم بجدول " مندليف" ؟
* أسمي فضه!,... وعددي الذري 47 , واسكن المجموعة الثامنة في الجدول الدوري.
*رئيس المحكمة / انت متهمة بعدم المساوات في علاقتك مع عناصـرالكلور والبروم واليود , وتفضلين الأتحاد مع أحدهم وتهمشـين الآخرين ,... فما هو ردك؟
* فضة / يا سـيادة الرئيس هذه فتنة طائفية من العناصـر المجاورة ,لذا أطلب ان اسمع منهم التهمة, فأنا كما خلقني الله حرة لا أتدخل بالأمورالخاصة للعناصر, واتحد مع كل عنصر له الرغبة بالتعاون ,... وأتبادل معه احد الكتروناتي الزائدة حتى يصبح عددي الذري مشابها للغازالنبيل الكاذب وهذا لا يتم الا مع من يجيد عمله وفق ما يملكه من وطاقة, وبحاجة الى الكترون واحد من اجل وصـول عدده الذري الى العدد الذري لأقرب غاز نبيل.
***رئيس المحكمة: نادي على عناصرعائلة الهالوجينات:
فينادي الحاجب:السادة: الكلور,... والفلور,... واليود!
***يدخل ثلاثة من الطلبة, احدهم يرتدي قميص ابيض ومكتوب على صدره اسم ورمزالكلور,...والآخر يرتدي قميص اصفر, ومكتوب على صدره رمز واسم البروم,.. والثالث يمثل اليود ويرتدي قميصاً احمردموي, ومكتوب عليه رمزواسم اليود.
*** رئيس المحكمة / يطلب من كل فرد ان يؤدي اليمين القانونية, ثم يسأل عن اسمه ومجموعته!
الكلور: اسمي كلورمن المجموعة السابعة لجدول مندليف والكترون التكافؤ عندي يقع في الأوربتال الرئيس الثاني.
الفلور:اسمي فلور من المجموعة السابعة لجدول مندليف, والكترون التكافؤعندي يقع في الأوربتال الرئيس الثالث.
اليود /اسمي يود من المجموعة السابعة في جدول مندليف, و الكترون التكافؤ عندي يقع في الأوربتال الخامس.
* رئيس المحكمة / لماذا قدمتم شكوى على الآنسة فضة؟
يحاول الجميع الأجابة, وينهرهم , ويطلب من الكلوران توضح اسباب الأختلاف بينهم وبين فضة!
الكلور/ ســيدي نحن من عائلة واحدة , الا ان الآنسة فضة تفضل احدنا, على الآخرين ولا تجريها بنفس السرعة, ولذا البروم واليود يغاران من علاقتي بالآنسة فضة,ولم يتمكنان من تحقيق ما تحقق لي, حيث أكون معها راسـباً ابيضاً,... بينما يكَونَ الفلور معها راسـباً اصفراً واليود راسباً احمراً!
يحتج البروم واليود ويرددان كلاماً غيرمفهوم, فيزجرهما رئيس المحكمة, ..ثم يطلب من الآنسة فضة التعقيب !
** الآنسة فضه / سيدي الرئيس حضرات الأعضاء , من شهادة الكلور, يتبين سبب غضب اخوانه البروم واليود لكم, انهم غيرمقتنعين بالواقع المبني على ما وهبهم الله لهما من خصائص تختلف عن الكلوربالرغم من انهما عائلة واحدة!
لكنهما يختلفان بموقع الكترون التكافؤ,.. وطاقة كل منهما عن الآخر, فما ذنبي انا؟ , ثم تقرأ فضة مقطع من أغنية طلال مداح وتغنيها بصوت وردة الجزائرية :
مقادير,.. وش ذنبي أنا
مقادير و تمضي حياتي
مشاوير,.. و أتمنى الهنا
على ميعاد حنا و الفرح كنا
و كنا بعاد وعشنا على الأمل حنا
و كان الفرح غايب
و اثر الأمل كاذب
مقادير
يا أهل الهوى كيف المحبة تهون
كيف النوى يقدر ينسى العيون
نظرة حنين و أحلى سنين
عشناها, عشناها يا قلبي الحزين, مقادير!
***تضج القاعة بالتصفيق, ويبرأ رئيس المحكمة الآنسة فضة من التهمة الموجة لها, ويعلن الحاكم انتهاء الجلـسة.
ثانياً / أمنين أجيب أزرارللزيجه هدل!
*** عاد الدكتور هيمان سنة 1966 من خارج العراق بعد ان اكمل دراسته العليا وحصل على الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة لندن, وصدر امر تعيينه في دارالمعلمين العالية (كلية التربية حالياً),... وبعد أن أكمل الوثائق
المطلوبة للعمل,توجه صباح أحد الأيام ليسجل مباشرة العمل, في قسم اللغة العربية, وسلمها للسكرتير,وبعد قليل,..عُرض عليه جدول المواضيع, وكان لديه في ذلك اليوم درس في اللغة العربية لطلبة الـسنة الأولى ولم يجد مانعاً في تأدية المحاضرة في اليوم الأول , فقد سبق وأن درسها عندما كان معيداً
ولذا أغتبط , وتوجه نحو قاعة الدرس بهمة وجدارة!
*** ما ان وصل محيط القاعة , حتى وجد العديد من الطلبة ذكورأً واناثاً يسرعون بالدخول الى القاعة , وينادي بعضهم البعض بالأسراع!
*** انتظر الدكتور برهة من الزمن الى ان لاحظ دخول معظم الطلبة, ثم هـمً بالدخول وحيا الطلبة بتحية الصباح,..فأجاب بعضهم , وانهمك البعض الآخر بأعمال ثانوية, منها السـاذج ومنها المقزز , مما دفع بالدكتور لتنبيه المخالفين والطلب منهم الهدوء والجلوس , الا ان بعضهم لم ما زال سارحاً في غـيه , غير مبال لتنبيه الدكتور,..الى أن فقد الدكتور صوابه, واتجه لكل مخالف يؤنبه ويطلب منه الألتزام بالهدوء او مغادرة القاعة على الفور!
***عـمً الهدوء بعض الشيئ, واخذت بعض الفتيات القيام بأعمال الزينة وتمشيط شعرهن, والأولاد يتبادلون النظرات فيما بينهم, وهم على مضض من قسوة هذا الدكتور الجديد, ... فقد لمـسوا جديتة في الضبط والربط!
*** اعاد الأستاذ تحية الصباح , واذا بالطلبة يردون التحية بصوت عال وبنغمة ممجوجة , وكأنهم في روضة من رياض الأطفال!
وقف الدكتور للحظات مستغرباً لما سمعه ورآه,وفقد الخبرة والقدرة على ترويض هذه الزمرة التي لم يشاهد مثلها في عهده يوم كان في سنهم!
**عادت للدكتورحالته الطبيعية, وحاول استخدام المودة لجلب انتباههم, وبدأ يكيل المدبح للطالب العراقي, وسمعته خارج العراق, وحدثهم عن الحضارة الأوربية والنظام في مدارسها وجامعاتها, وردد قول الزعيم الألماني هتلر:
"أعطني النظام أعطيك كل شـيئ " فالنظام اساس التقدم الذي وصلوا اليه !
***وفي تلك اللحظة دخل شاب (خنفس), ومن خلفة شابة (خنفوسة), وهما يرتديان زياً مضحكاً وملفتاً للنظر فصمت الدكتورعن حديثه, وضج الطلاب بالضحك وقاموا بحركات صبيانية,... والدكتورصامت كأنه ابو الهول!
***أوقف الدكتور الطالبين, وراح يستفسر منهما عن سبب التأخير؟
فأجابا بلغة الأطفال: كنا نلعب ولم نشعر, حتى جاء من يقطع احلامنا!
*** كان الطالب مرتديا لقميص فضفاف ومقطع الأزرار , والطالبة مرتدية زي اوربي غير لائق,.. فمسك الأستاذ الطالب,... وهم بغلق أزرار قميصه فخاف الطالب, وطلب الدكتور من الجميع الجلوس ,... واطاع الجميع الأمر بعدما لمسوا جدية الدكتور الشاب لمنع مثل تلك التصرفات الصبيانية,... ثم ابتسم الدكتور ليخفف من الرعب الذي اصاب بعض الطلبة, وقرَبَ الطالب (الهبيز), بجنبه, ثم قال بصوت مرتفع:
أمنين أجيب أزرار للزيجة هدل!
ضج الطلبة بالضحك وشاركهم الدكتور بأبتسام تنم عن العفو عما مضى, ثم سمع الدكتور طرقاً على باب قاعة الدرس , فألتفت وشاهد فراش عميد الكلية واقفاً,.. فسمح له بالدخول واستلم منه رسالة من السيد عميد الكلية, فشكر الفراش وطلب منه المغادرة, وقد خيم على الطلبة الهدوء لأعتقادهم بصدورعقاب جماعي ضدهم للهرج الذي قاموا به أثناء دخولهم القاعة.
بدأ الدكتور بقراءة الرسالة ثم ابتسم ووجه كلامه الى الطلبة وقال:
هذه رسالة من دار الأذاعة الوطنية, يطلبون فيها اجراء امتحان للطلبة لأختيار مذيعة ومذيع,.. والآن سوف اكتب السؤال الأول ومن يجد المقدرة على القراءة ولديه صوت عذب وقدرة أدبية ,..فسوف ارشحه لهذه الوظيفة!
توجه الدكتورالى السـبورة وكتب: ماِكنة خياطَه سِــنجََر الحَقيقيه
ثم التفت الى الطلبة واستفسر ممن له القدرة على قراءة ما كتبه؟!
رفع معظم الطلبة اياديهم مبدين رغبتهم في القراءة, فأختار الدكتور احدى الطالبات, وطلب منها تقديم نفسها وقراءة ما كتبه على السبورة فقالت:
انا فهيمة أبخيت آل ساجت, والعبارة المكتوبة تقرأ كالآتي:
ماكنتُ خَياطَةٌ سََـنَجِرُ الحَقيقة !
ضج الطلبة بالضحك, وفتح الدكتور فاه وقال:
اذن ماذا كنت يا آنـسة؟!.. وهل ماتت الحقيقة حتى تجريها؟
سـرح الدكتور قليلاً, ثم وجه كلامه الى الطلبة وقال:
نحن الذين علمنا العالم القراءة والكتابة , وهم الذين استغلوا حضارتنا وطوروها ,..ونحن ما زلنا لا نجيد حتى قراءة الكتابة التي هي اختراعنا, أليس هذا مؤسفاً ؟!
عـمَ القاعة هدوء, وتأسفت الطالبة على خطأها, ..ثم طلب الدكتور من طالبة اخرى قراءة العبارة , فأجادت النطق وصفق لها الجميع , وبدأ السرور على الدكتور,.. ثم نظر لساعته,..... واعلن نهاية المحاضرة, على ان يكملها في الأسبوع القادم ,وودع الطلبة وهم في غاية السرور.
2/ قصص النصب والأحتيال
أولاً - ملاك من الجنه !
*** دخل رجل يرتدي لباس الأولياء الصالحين ولحيته تكاد تصل الأرض, الى ارقى متجر لبيع الذهب في احدى البلدان العربية, فرحب التاجر بالزبون بأشد عبارات المجاملة, وبعد الأستفسار منه ,... تبين ان لديه خاتم من الفضة بحاجة الى توسيعه, وما ان استلم البائع الخاتم, حتى دخل المتجر رجل ومعه زوجته , وطلب الرجل من صاحب المتجر ان يعرض عليه ارقى ما لديه من المصوغات على زوجته لتختار ما تشاء الى ابنتهم الوحيدة, ففرح البائع بهذا الرزق وعزى ذلك لبركات الشيخ الجالس امامه,وطلب من الزوجان الجلوس لحين الأنتهاء من طلبات الشيخ,..فراح الرجل ينظر لزوجته وهي تنظر له!, وهما مستغربان لما سمعا؟,... وقالوا له ماا تعني؟, فأعاد عليهم القول , وهما بالخروج وقال له الزبون: هل انت معتوه؟, نحن لا نرى اي احداً هنا سـواك!
فلم يهتم البائع للقول,... واغلق باب المتجر, وما هي الا لحظات حتى طرق الباب شخص وقور وخلفه السائق يحمل حقيبتة الدبلوماسية,... وما ان طرق الباب حتى توجه البائع نحوهما , مُرحباً بهما , فطلبا منه رؤية أغلى ما لديه من مجوهرات,... فأستأذنه للحظات الى ان ينتهي من عمله مع " الشيخ ",.. فألتفت الزبون الى كل الجهات وقال للبائع : اي شيخ تقصد اننا لم نرى احداً في مخزنك؟,.. هل انت كامل الوعي ام نستدعي لك الطبيب, .تلعثم البائع ولا يدري ما يجيب, وانزعج الزبون وخرج وهو يلعن من دلًه على هذا البائع!
** جلس البائع في حيرة, والتفت الى الرجل الخير, وقال: هل سمعت هؤلاء الناس؟... فقال رجل الدين الوقور نعم انهم على صواب!, فهم لم يروا شـيأ, فأنا ملاك مبعوث لك لأبشرك بالجنة, وجئتك برائحتها لتنعم بها,.. وتزيد من ايمانك, وما من احد يراني سواك,... وخذ هذا المنديل واشتمه وسوف يزيدك الله من خيراته,..وما ان أشتم البائع المسكين رائحة المنديل حتى اغمي عليه وفقد الوعي وسقط ارضاً, حيث كان المنديل مشبعاً بمادة مخدرة,... وبسرعة فتح ذلك المجرم الذي تقمص دور الولي ,...ونادى على اصحابه الذين دخلوا عليه ومثلوا دورهم على صاحب حانوت الذهب , وفي لحظات اسـتولت تلك العصابة على ممتلكات الرجل الساذج او قل المغفل.
ثانياً - يا غافل ألك الله!
*** في الدول النامية مكان متعارف عليه يتجمع فيه الشباب من مختلف الجنسيات لعرض انفسهم للعمل لقاء اجور يومية في الصباح الباكر, وفي احد المرات حضر رجلا من اصحاب السوابق لأنتقاء شاب من الأفارقة الذين لا يجيدون النطق بالعربية ليستخدمه في احدى عملياته الأجرامية واخذه الى بيته والبسه الزي الرسمي لسفير"غينيا", وقال له: سـوف اعطيك ثلاثة اضعاف اجرتك وتصاحبني لشراء الحلى الذهبية من سوق الذهب وكل ما هو مطلوب منك هو ان تهز رأسك بالموافقة وتنفيذ كل امر اصدره لك, ووافق الشاب وبدأ العمل !
** سار الشاب المخادع بصحبة الشخص المتقمص لشخصية السفيرالغيني ودخل معه الى اكبر محل لبيع المجوهرات وقدم "السفير", لصاحب المحل الذي رحب بدوره بسيادة السفير الغيني , واجلسه في داخل المحل وطلب له الشاي , الا ان الشاب المخادع الذي كان يمثل دور السائق, اعتذر من تناول اي شيئ لضيق وقت سيادة السفير, حيث ان زوجته جالسة في السيارة, وهو يرغب في شراء هدايا لها ولبناته وطلب من البائع صور للحلى لعرضهاعلى المدام, ثم سلم الشنطة الى سيادة السفير, وانطلت اللعبة على البائع, وأكل الطعم وقال للسائق: معاذ الله , لماذا التصاوير؟ خذ كل العينات واعرضها على المدام حرم سيادة السـفير!
**اخذ السائق المزيف ما غلى ثمنه وخف حمله وخرج متوجها لأقرب زنقة ليختفي فيها عن الأنظار,...وظل سيادة السفيرالغيني ( المواطن الأفريقي),.. صامتا كما اتفق معه,.. ومرت الثواني كجمرات في الدم ,.. وبدأ الشــك عند صاحب المحل, وراح يسأل السفيرالمزيف ولا يسمع منه جواباً, سوى هزة بسيطة من الرأس وبعد ان وضحت الرؤيا وعلم التاجر بغبائه وسذاجته , او قل ثقته العمياء , اتصل بالشرطة وعرفت الحقيقة بعد فوات الأوان, وصرخ الشاب الأفريقي مطالبا بأجوره التي اتفق عليها,..ويا غافل ألك الله!
ثالثاً - ومن الحب ما قتل!
** في بداية الحرب العراقية الأيرانية ,استشهد شاب في مقتبل العمر يسكن منطقة فقيرة في اطراف مدينة بغداد, وترك وراءه زوجتة الشابة ووالدته,..
وكانت الدولة تدفع اكرامية لورثة الشهيد بحدود 30 الف دينار وكانت قيمة الدينار أكثر من ثلاثة دولارات امريكية!
*** من المعلوم دوام الحال من المحال ,..فلم تنسجم الشابة مع والدة زوجها الشهيد,.. واخذت حصتها وسكنت مع اهلها,.. ونظرا لضيق البيت ارادت ان تبني لها غرفة مستقلة بالمال الذي ورثته من الشهيد زوجها.
*** استعانت زوجة الشهيد بشاب من رعايا الدول العربية يعمل في البناء ,
و ورحب بالفكرة, وبمرور الأيام عقد "كيوبيد" بين قلبيهما, ونسـت زوجها الشهيد, ووافقت على الزواج منه !
*** اقترح عليها الحبيب ان يمضيا شهرالعسـل في احد بلاجات المعمورة, وكانت الشابة العراقية مغرمة بالبحر, وهكذا,.. تمكن ( الكدع),من عقد قرانه
واستخرج الزوج لها كافة الوثائق المتعلقة بالسفر, وحدد اليوم والساعة ,... وطلب منها المال الذي بحوزتها لتحويله الى دولارات, وشراء بضاعة عند العودة الى بغداد ســتدرعليها اضعاف مضاعفة من المبلغ الذي بحوزتها,...
وهكذا سلمت الحبيبة فارسها كل ما بحوزتها من آلاف الدنانير , وهي في غاية الأطمئنان والســـعادة !
*** وما أن حان وقت الرحيل, ودعت الأحباب, واستقلا سيارة اجرة الى بناية المطار, وما أن هبطا العروسان, حتى طلب سي السيد "العريس" من "الهانم حرمه", الجلوس في احدى زوايا المطار لحين اكمال وثائق السفر!
*** كانت البنت العراقية الساذجة تنفذ كل ما يأمرها, وجلست على احدى المصاطب المنتشرة في بهو المطار, وهي تراقب زوجها من على بعد , ولا تدري ما يخبأ لها الزمن؟وطال الأنتظار, حتى لفت قلقها احد شرطة المطار, وتوجه نحوها مستفسراً منها عن حالها, وقالت له زوجي راح يكمل أوراق سفرتنا الى القاهرة!, فخلع الشرطي قبعته وضرب بها رأسه,.. والغيض يكاد يدفعه ليصرخ بأعلى صوته,.. وقال لها:
ولج بعد عگبيش, طياره مصرطارت گبل ســاعه,...وزوجك عَلگ وطار مثل اللگلگ!
ثم راح يهون عليها وطلب منها عنوانه حتى تقبض عليه الشرطة الدولية حال وصول الطائرة الى مطار القاهرة الدولي !
ظلت الفتاة تلطم على رأسها واعلمت الشرطي بعدم وجود اي وثيقة لديها تدل على عنوانه في مصر !
ملاحظة/ هذه الحادثة واقعية تنقصها الصراحة,.. ليس الغرض منها خدش مشاعر الشعب المصري العظيم وكما يقولون :ما فيش حَد أحسن من حَد !,
يتبع في الحلقة / 5 مع محبتي
1094 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع