نبيه البرجي
«لا مال ولا ايديولوجيا ولا زعامة ولا حتى تكنولوجيا، اي دور تريده لنا؟».
هذا تعقيب زميل مصري على مقالة سابقة بعنوان «مصر ليست طبق الكشري»، ليضيف «عندكم في بلاد الشام تقولون لـ«الطعمية» «الفلافل» ونحن الان الاستراتيجية لدينا هي استراتيجية الفلافل. ما نبتغيه تأمين الطعام لنحو مائة مليون مصري. اما استراتيجية الفراخ فقد تكون مؤجلة الى العالم الاخر. هكذا يطمئننا السادة الفقهاء والسادة الوزراء».
قناعته ان الايرانيين والاتراك بذلوا، ويبذلون، قصارى جهدهم لتفكيك بل ولتفجير المنطقة العربية التي خلافا لكل ما يجري في سائر انحاء الكرة الارضية إما انها تراوح مكانها او انها تعود الى الوراء.
وسأل «هل الذي يحدث في اليمن مسألة منطقية، او بالاحرى ينطوي على الحد الادنى من المنطق؟» ليقول «لو انفق السعوديون ثلث ما ينفقونه الان في «عواصفهم» لمساعدة اليمن على الخروج مما تدعوه انت ثنائية القات والخنجر، لكنا امام دولة لا تقل شأنا عن اي دولة اخرى».
كما سأل «من رعى، ومن حمى، ومن موّل ذلك الافاك الذي يدعى علي عبد الله صالح على مدى عقود ليحول بلاده الى قنبلة قابلة للانفجار في اي لحظة؟».
وقال الزميل المصري «هناك انظمة تعتبر ان الله اوكل اليها حماية القرون الوسطى، فهل تعتقد ان تنظيم الدولة الاسلامية، الذي لو لم يلجأ الى السواطير لكان احدث الزلزال في بلادنا، غريب عن ثقافتنا وحيث التلاشي في تفسير النصوص الدينية بدل التفاعل مع المعادلات التكنولوجية».
بسخرية سوداء قال» منذ فترة قصيرة مات احمد زويل الذي كان شاهد إثبات على تخلف دولنا ومجتمعاتنا. لو بقي هذا الرجل في منطقتنا كان بقي دماغه في ثلاجة، ولو كان اينشتاين عربيا لجعلنا منه يونس شلبي او اسماعيل ياسين او غوار الطوشي».
في نظره «ادمغتنا في مكان ونحن في مكان. لم نبنِ دولة، دولة واحدة، مثلما فعل كمال اتاتورك، وما زلنا نستورد حتى القذائف الصاروخية فيما الايرانيون يمضون بعيدا من تكنولوجيا الناتو ويصنعون منظومات صاروخية تفوق فاعلية منظومات اس-300».
يأخذ علينا اننا غالينا كثيرا في الرهان على دور يضطلع به سامح شكري الذي «لن تروا وجهه مرة اخرى». وسأل «انت تعلم ماذا تعني سوريا، بالنسبة الينا، تاريخيا وجيوبوليتيكيا، وبالرغم من ذلك ماذا استطعنا ان نفعل للسوريين سوى اننا استقبلناهم كلاجئين يفتنوننا بأطباقهم الشهية، وبالاقمشة المطرزة، وحتى بالقباقيب والقدود الحلبية».
وحين لا تستطيع الديبلوماسية المصرية ان تقدم شيئا للتراجيديا السورية كيف لها ان تقدم شيئا للملهاة اللبنانية» انتم تفوقتم على الايطاليين في الدولتشي فيتا، ولا اتصور ان مونيكا بيللوتشي اكثر سحرا من هيفاء وهبي، لكنكم «غاويين ازمات». هذه مشكلتكم».
الزميل المصري الذي يتابع الصحف اللبنانية، قال انه يستغرب كيف ان بلدا ينتج فيروز» التي تهز بصوتها حتى القمر، يمكن ان ينتج ذلك النوع من السلفيين الذين تقشعر لرؤيتهم الابدان».
اما سخريته من رجال الساسة في لبنان» معليش عندنا كمان ما فيش رجال سياسة» فلا حدود لها. الاقل سخرية في السخرية وصف الطبقة السياسية بـ«مزرعة الضفادع».
يذهب في سخريته الى حد القول «ان شكري زار لبنان لكي يتعرف الى اولئك الساسة الذين اذ يرتدون احدث ربطات العنق في العالم، فإن اعناقهم مربوطة بحبال الى امكنة اخرى».
ومع ذلك، فإن شكري يعتبر ان البلدان الاخرى التي زارها ينقبض فيها القلب، في حين ان لبنان على علاته، وازماته، يفتح القلب...
يقول «عندنا اخترعنا دولة تدعى شرم الشيخ. دولة لا تشبهنا. ليس مطلوبا منكم سوى ان تخترعوا دولة تشبهكم لانكم مبدعون فعلا». هذا بعد ان ننفذ نصيحته لنا بأن نضع الطبقة السياسية في باخرة ونلقي بها على شواطىء الصومال...
1311 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع