بقلم سلام جبار عطية
توارد الخواطر ووحدة طريقة تناول الحرب لقادتها تكاد تكون في حالتها الادنى لاننا امام افتراض نقيضين متحاربين وعليه فاننا اذا وجدنا تشابه بل تطابق في الشعارات المعبرة عن طريقة ادرارة الحرب فان الشك يساورنا وهواجس التاريخ تاخذنا صوب الشخص المعنوي الذي كتب تلك الشعارات على جدران العاصمتين.
طهران بازقتها الجميلة وسواقيها التي تحيط بالشوارع منحدرة من كرج الى ورامين كانت تاسر مذاقي...فاتجول طربا لنغم مقاهيها السنتية (الفلكلورية) وشايها الذي ترى فيه انعكاس وجه صديقك لخفته.
لكن شيئا لم يستوقفني هناك اكثر من شعارات جدرانها.
كنت شغفا للمقارنة بين الشعارات التي ساقها لنا صدام حسين وبين شعارات جدرانها..
ففي العراق كان قد خرم آذاننا شعار حرب حرب حتى النصر, وها انا الان اقرا لهم شعار(جنگ جنگ تا بيروزي)!
في العراق كان البعث يسوق لنا عن لسان صدام بان الشهداء اكرم منا جميعا,
والان اقرا (شهدا از همة افضلترند)!
كنّا نقراء على الجدران بان طريق تحرير القدس يمر عبر عبادان,
والان امر على جدران مكتوب عليها (راه آزادى قدس از كربلا ميگذرد)!
في العراق كان الجيش الشعبي جيش ثاني , وهناك قرات (بسيج ارتش دوم ماست)!
بل كان للقلم والبندقية فوهة واحدة وهي ايضا هناك (مداد وتنفگ يك صداست)!
كان لدينا الفنان كالسياسي, ولديهم (هنرمند همچون سرباز در جبه)!
وان عبارة الحرب المفروضة هي عينها عبارة (جنگ تحميلى)!
وايضا تهمةعملاء امريكا المتبادلة, هي نفسها(مزدوران امريكاست)!
كنت اتعجب لوحدة الشعارات وتطابقها , وكإن المتصارع في الحلبة واحد,
والشعب واحد والقائد واحد. فصدام حسين المجيد الذي يختمون مقولاته بعبارة قائد الامة لاتختلف عن عبارة (رهبر أُمّت) التي تختم بها مقولات روح الله الخميني!
وشعار من عمرنا على عمرك ياصدام هو نفسه شعار (جانم فداي رهبرم)!
شعرت حينها باننا شعوب معتوهة تختلف مع نفسها لتقتل نفسها من اجل اشياء لاتختلف عليها اصلا, بل تشترك بها! فشعار انا عبد الله المؤمن هو ذاته شعار (من بنداى مؤمن خدا هستم)! وكلمة (الله) في العلم العراقي هو نفسه (الله) في العلم الايراني!
حتى ان كلمة الدجّال مكتوبة على جدران البلدين باللفظ والكتابة العربة ذاتها
الآيات .. الاحاديث .. الروايات
العجيب ان روح الله الخميني وصدام حسين المجيد هم إخوة! استنادا الى شجرة نسبهم التي تمر بموسى الكاظم(ع) عبر الحسين(ع) لتنتهي بعلي ابن ابي طالب(ع)!
خلف تطابق الشعارات كنت اسير بين شروخ وطرق نيسمية ضيقة لكنها جميعا ترتقي لتصل الى طاحونة في اعلى القمة, تُمسك تلك الطاحونة بكل خيوط دُمى الشرخ الاوسط وتُجبر كل مواطن فيه بان يوحّد شعار الصراع بين خصيتيه!
1178 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع