أ.د جبار جمال الدين
بعث لي يوم أمس الاستاذ الجليل البروفيسور سامي موريه رسالة مؤثرة نقل لنا فيها تلقيه خبروفاة الاستاذ داود نسيم خلاصجي أبن العراق البار ونزيل لندن والذي أحب العراق بشكل لا يوصف وظل وفيا لهذا الحب والاخلاص لوطنه الأم حتى آخر لحظات حياته التي قضاها بجلائل الاعمال والتي ستبقى محفورة في ذاكرة اخوانه واصدقائه ومحبيه وما اكثرهم رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان .
أُعَزِّيكَ سَامِيٌّ بِفَقْدِ الوفِي نَسِيْمُ المَحَبَّةِ وَالذِّكْرَيَاتُ
بِفَقْدِكَ دَاوُدَ قَدْ اقْفَرَتْ جَنَائِنَ شَوْقٍ وَأَضْحَتْ شِتَاتُ
عَشِقْتُ العِرَاقَ وَشُطْآنَهُ وَفِيكَ جَرى دِجْلَةَ وَالفُراتُ
وَأَنْتَ الأَبِيُّ الذِي لَمْ يُهَنْ لِظُلْمِ البُغَاةِ وَبَطَشِ الطُّغَاةُ
رَحَّلْتُ وَذِكْرَاكَ بَيْنَ القُلُوْبِ لَهَا أَلْفُ مَعْنى يُضِيْئُ الحَيَاةُ
رَحَّلْتُ وَحَبّ العِرَاقُ يُلَاحِقُ قَلْبُكَ حَتَّى الممَاتُ
أُعَزِّيكَ إيليْن فِي فَقْدِهِ فَقَدْ كَانَ صَرْحاً عَظِيْمَ الثَّبَاتُ
يَجُوْدُ عَطَاءً بِكِلْتَا يَدَيْهِ فَيُمْنى سَخَاءٌ وَيُسْرَى هِبَاتُ
سَيَبْقَى بِبَغْدَادَ رَيْحَانَةٍ تَضَوَّعَ بِعِطْرٍ بِكُلِّ الجِهَاتِ
وَلَا غَرُّوا إنْ رَفَ فِيْ الخَافِقِيْنَ لِوَاءٌ لَهُ وَعَلَتْ سَارِيَاتُ
فَقَدْ نَهَلَ المَجْدِ مِنْ مَنْبَعٍ رَفِيْعُ الجَنَابِ عَظِيْمُ الصِفَاتُ
عُزَيْرٌ وَنَاحُوْمَ أَجْدَادُهُ فَأَكْرَمُ بِهِمْ مَنْ كِرَامٍ سُرَاةُ
يُشَارُ لِتَأْرِيْخِهِمْ بِالبَنَانِ فَطُوْبِي لِمَنْ ضُمَّ مَعْنىً وَذَاتِ
وَيَا بَابِلِيُّ الهَوَى وَالحَنِيْنُ لِذِكْرِكَ فِيْ كُلِ رَوْحٍ صَلَاْتِ
وَيَا رَاحِلاً نَحْوَ دارِ الخلوْدِ حَنانِيْكَ تَهْنَىْ بِدَارِ النَجَاةِ
1114 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع